دعاء بعد الأذان والأذكار التي تقال عند سماع الأذان

دعاء بعد الأذان عن الرسول صلى الله عليه وسلّم: (اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التّامَّةِ، والصَّلاةِ القائِمَةِ، آتِ مُحَمَّداً الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً الذي وعَدْتَهُ) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وأخرجه البخاري في الصحيح. وهو دعاء سماع الأذان والنداء للصلاة، وفيه شفاعة للمؤمن وفضلٌ كبير.

عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: (مَنْ قَالَ حينَ يسمعُ النداءَ اللَّهُمَّ ربَّ هذهِ الدعوةِ التامَّةِ والصلاةِ القائمةِ آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلةَ وابعثْهُ مقامًا محمودًا الذي وعدْتَهُ إنكَ لا تُخلفُ الميعادَ. حَلَّتْ لهُ شفاعتي يومَ القيامةِ). وقال الألباني "إنك لا تخلف الميعاد" زائدة لا تصح، وكذلك استثناها البخاري من حديث جابر بن عبد الله.

ما الذي يقال مع الأذان وبعد الأذان

1. ترديد الأذان مع المؤذِّن.
2. دعاء "اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التّامَّةِ..." بعد الأذان.
3. نطق الشهادتين والتسليم لله تعالى "رضيتُ باللَّهِ ربّاً...".
4. الإكثار من الصلاة على النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.
5. الطلب والدعاء وسؤال الله عزّ وجل.

• اللَّهُمَّ رب هذه الدعوة التامة: وهي سؤال الله تعالى بحق الألفاظ الكاملة في الأذان التي لا تغيير فيها ولا تبديل باقيةً إلى يوم القيامة والتي تتم بها دعوة العباد إلى عبادة ربهم.
• والصلاة القائمة: وكذلك سؤال العبد لله تعالى بحقِّ الصلوات الدائمة التي يسعى لها العباد عند سماع الأذان، وهي عماد الدين وإقامتها فرضٌ على المسلمين.
• آتِ محمداً الوسيلة والفضيلة: يسأل العبد ربه أن يجعل سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلَّم في المنزلة العليا بالجنة والزائدة عن سائر المخلوقات التي لا تليق إلا برسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وهي الوسيلة.
• ابعثه المقام المحمود الذي وعدته: والمقام المحمود هو منزلة يوم القيامة التي يحمد لأجلها جميع المسلمين وهو مقام الشفاعة العظمى، طالباً العبد من ربه أن يبعث رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم بها.

ملخص شرح دعاء بعد الأذان

ملخص شرح هذا الدعاء هو طلب المنزلة العليا لرسول الله صلّى الله عليه وسلَّم في الآخرة والمقام المحمود الذي ذكره الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الإسراء بقوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً) الآية 79، حيث وعد رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم من دعا له بعد سماع صوت الأذان بهذا الدعاء بنيل شفاعته يوم القيامة.

ما الذي يقال عند سماع الأذان؟ ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم ما يستحب أن يقوله المسلم عند سماع صوت الأذان وبعد الأذان:

• ترديد الأذان مع المؤذن: حيث أوصانا النبي صلّى الله عليه وسلّم بترديد الأذان مع المؤذن، ثم الصلاة عليه وأن نسأل له الوسيلة وهي من مراتب الجنة، وقد علّمنا الرسول صيغة ترديد الأذان مع المؤذن وهي من أسباب دخول الجنة، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلّم قال: (إذا قال المُؤذِّنُ: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ وقال أحَدُكم: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ ثمَّ قال: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ قال: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ ثمَّ قال: أشهَدُ أنْ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ قال: أشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ ثمَّ قال: حَيَّ على الصَّلاةِ قال: لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ ثمَّ قال: حَيَّ على الفلاحِ قال: لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ ثمَّ قال: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ قال: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ ثمَّ قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ. دخَل الجنَّةَ). أخرجه ابن حبان في صحيحه.
• الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم: يستحب بعد الأذان الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلَّم، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: (إذا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ، فَقُولوا مِثْلَ ما يقولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فإنَّه مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عليه بها عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الوَسِيلَةَ، فإنَّها مَنْزِلَةٌ في الجَنَّةِ، لا تَنْبَغِي إلَّا لِعَبْدٍ مِن عِبادِ اللهِ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ أنا هُوَ، فمَن سَأَلَ لي الوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفاعَةُ) أخرجه مسلم في الصحيح.
• ومن الصيغ المستحبة للصلاة على النبي بعد الأذان: "اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ" وهي الصيغة التي أوصى بها النبي للصلاة عليه وعلى آل بيته، رواه كعب بن عجرة وأخرجه البخاري في الصحيح.
• نطق الشهادتين بعد الأذان: (أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحْدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمداً عبدُه ورسولُه).
• القول بعد الشهادتين: (رضيتُ باللَّهِ ربّاً، وبمحمَّدٍ رسولاً، وبالإسلامِ ديناً) عن أبي سعيد الخدري عن الرسول صلى الله عليه وسلّم أنه قال: مَن قالَ: رَضيتُ باللَّهِ ربًّا، وبالإسلامِ دينًا، وبِمُحمَّدٍ رسولًا، وجَبت لَهُ الجنَّةُ. أخرجه أبو داوود في الصحيح.

• الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب: والدليل ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم أنه قال: "الدَّعْوةُ لا تُرَدُّ بيْن الأذان والإقامةِ؛ فادْعُوا" أخرجه أبو داوود وأحمد واللفظ له، فيمكن للعبد الدعاء بما يشاء لنفسه ولغيره بين الأذان والإقامة.
• الدعاء عند النداء لا يرد: عن سهل بن سعد الساعدي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم أنه قال: "ثِنتانِ لا تَردّانِ أو قلَّما تَردّانِ، الدُّعاءُ عِندَ النِّداءِ وعِندَ البَأسِ حينَ يَلحَمُ بَعضُهُم بَعضاً" أخرجه أبو داوود وآخرون، والمقصود هنا بالنداء هو سماع صوت المؤذن لهذا السبب يستحب الدعاء بعد الأذان.
• ترديد الأذان له أجر المؤذّن: أخبرنا النبي صلّى الله عليه وسلَّم أن ترديد الأذان مع المؤذِّن له أجرٌ وفضل عظيم، والدعاء بعد ترديد الأذان مع المؤذِّن مستجابٌ بإذن الله، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلاً جاء يسأل النبي عليه الصلاة السلام: "يا رسولَ اللَّهِ إنَّ المؤذِّنينَ يفضُلونَنا -أي يأخذون أجراً وفضلاً أكثر منّا بالأذان- فقالَ عليه الصلاة والسلام: قُلْ كما يقولونَ، فإذا انتَهيتَ فسَلْ تُعطَه -أي ردد ما يقولنه فتأخذ مثل ثوابهم، واسأل الله بعد ذلك حاجتك تنالها بإذن الله.

• اللَّهُمَّ اغفر لي ما تقدَّم من ذنوبي واجعلني وذريتي من عبادك الخاشعين القائمين على طاعتك يا أكرم الأكرمين.
• اللَّهُمَّ لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا واجعلنا من مقيمي الصلاة وتقبَّل مِنّا دعائنا واحفظنا بعينك التي لا تنام إنك على كلِّ شيٍء قدير.
• اللَّهُمَّ أسألك بصفاتك الجليلة أن تغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم الحساب إنك الغفور الرحيم.
• اللَّهُمَّ إني أسألك بأذانك هذا أن تفرج همي وتريح قلبي وترزقني من حيث لا أحتسب وأنت الرزاَّق ومالك الملك.
• اللَّهُمَّ صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد واجعلنا من عبادك الصالحين واجمعنا معه في الآخرة.
• اللَّهُمَّ أعنا على مرضاتك وحببها لقلوبنا، وارفع درجاتنا في الدنيا والآخرة، ووسِّع لنا في رزقنا، وكن معينناً لنا لا علينا يا أرحم الراحمين.
• ربنا امحو لنا خطايانا وطهِّر قلوبنا وتقبَّل أعمالنا وأبعدنا عن كل ما يزغ قلوبنا عن ديننا بالصلاة.
• اللَّهُمَّ لك الشكر ولك الحمد، اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من شرِّ نفسي ومن شرِّ أعمالي، فاهدني لطريقك ولا تكلني لنفس طرفة عين.

• كسب شفاعة الرسول يوم القيامة: فقد وعد رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم المؤمنين بشفاعته، فمن ردّد دعاء "اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التّامَّةِ..." والتزم بسنة النبي صلى الله عليه وسلّم بما يقال عند سماع الأذان وبعده، وجبت له شفاعة النبي يوم القيامة.
• غفران الذنوب: حيث أن ذكر الله سبحانه وتعالى بعد الأذان والاعتراف به وبنبيه الكريم من أسباب مغفرة الذنوب، عن سعد بن أبي وقاص عن رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم أنه قال: "مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ المُؤَذِّنَ أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وأنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسولُهُ، رَضِيتُ باللَّهِ رَبًّا وبِمُحَمَّدٍ رَسولاً، وبالإسْلامِ دِيناً، غُفِرَ له ذَنْبُهُ" أخرجه مسلم في الصحيح.
• تكرار الأذان بعد المؤذن سبب دخول الجنة: حيث أوصى الرسول محمّد عليه الصلاة والسلام بترديد الأذان مع المؤذن وذكر الله والصلاة على النبي، وهي من أسباب دخول الجنّة بإذن الله.
• تطبيق سنة رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم: لقوله عليه الصلاة والسلام: "إذا سمعتُمُ المؤذِّنَ فقولوا مثلَ ما يقولُ، ثمَّ صلُّوا عليَّ" وقد أخبرنا النبي بأفضل الأذكار والأدعية المستحبة والمستجابة بإذن الله بعد الأذان.