حلول تلوث البيئة
النظام البيئي مجموعة متكاملة يتكون منها كوكب الأرض ويجب الحفاظ عليها في ظل التقدم الصناعي والتكنولوجي الذي يسعى إليه الإنسان والذي يزيد من خطر التلوث البيئي يوماً بعد يوم، لهذا السبب يجب إيجاد حلول فعالة للحد من مشاكل تلوث البيئة التي أصبحت تسيطر على الكرة الأرضية، ونقدم من خلال هذا المقال بعض الاقتراحات التي قد تلعب دوراً مفيداً في تجنب مخاطر تلوث البيئة.
تلوث مياه البحار والمحيطات من أخطر أشكال التلوث، وسببه الرئيسي الممارسات البشرية المتمثلة بصرف مخلفات المصانع ومياه الصرف الصحي في المحيطات والبحار والأنهاء، إضافة إلى تجمع المخلفات البلاستيكية والقمامة وتسرب الزيوت الثقيلة من البواخر والناقلات فضلاً عن التجارب العسكرية التي تجرى في البحار، وأهم حلول التلوث البحري:
- معالجة مياه الصرف الصحي: من الطرق المتقدمة والفعالة التي يمكن العمل بها في المصانع والمدن لإعادة تدوير المياه ومعالجتها، ويتم من خلالها في ثلاث مراحل أساسية:
- الأولى إغراق النفايات الصلبة في القاع بعد جمع المياه في خزانات خاصة ثم يتم تفريغ السائل المتبقي ونقله إلى المرحلة الثانية.
- تتم في المرحلة الثانية معالجة المياه بطريقة أعمق والتخلص من الملوثات القابلة للتحلل إلى شكل أكثر أماناً.
- ومن ثم نقلها إلى المرحلة الثالثة التي يتم من خلالها رفع جودة المياه لتصبح مناسبة للمعايير المنزلية والصناعية عن طريق تنقية المياه من المواد المسببة للأمراض لإعادة استخدامها بشكل آمن أو تصريفها دون الخلل بالنظام البيئي.
- سن القوانين للمساعدة في حماية الشواطئ: يجب على الحكومات وضع الخطط اللازمة للحفاظ على الشواطئ نظيفة للتقليل من تلوث المياه، وسن القوانين الصارمة لمنع رمي النفايات والتخلص منها بحاويات مخصصة لكل نوع منها.
- حماية الشواطئ والحياة البحرية على مستوى الأفراد: يجب أن يكون أفراد المجتمع على وعي كافي بآثار تلوث الشواطئ على الحياة البشرية والكائنات البحرية للحفاظ عليها نظيفة وليبقى النظام البيئي متوازن بشكل كافي للحد من تلوث البيئة.
- الحد من استخدام المبيدات الحشرية الخطيرة: تحتوي المبيدات الحشرية على مجموعة من المواد السمية الضارة بالكائنات الحية التي تتسرب إلى التربة وتنساق مع المياه إلى البحار مسببة انتشار هذه الملوثات فيها، لذا يعتبر الحد منها وسيلة هامة من وسائل حماية البيئة من التلوث.
- التقليل من استخدام المواد الكيميائية التي تتسرب إلى باطن الأرض: تصب جميع المياه الجوفية المحملة بالمواد الكيميائية الملوثة للبيئة في البحار والمحيطات لذا يجب على الجميع تجنب استخدام المواد الكيميائية بشكل يصعب التحكم به من قبل النظام البيئي.
تعتبر الانبعاثات الصادرة عن المصانع من أكثر المواد التي تسبب تلوث الهواء، ومن بعض الحلول التي يمكن اتباعها من قبل المصانع للتخفيف من تلوث البيئة:
- تحسين عمليات التصنيع: يساعد التخفيف من المواد المضرة بالبيئة في مكونات المنتجات المصنعة طريقة من طرق حماية البيئة من التلوث والانبعاثات التي تسبب تلوث الهواء، وكذلك تعديل عملية التصنيع بحيث تكون أكثر حفاظاً على البيئة باتخاذ التدابير اللازمة للتخفيف من هذه الانبعاثات.
- استبدال مصادر الطاقة بمصادر أقل ضرراً بالبئية: مثل استبدال الفحم والنفط المستخدم في عمليات التصنيع بالغاز الطبيعي الذي يعتبر أكثر بدائل مصادر الطاقة أماناً ويحد من التلوث البيئي لحد كبير حيث يقلل من الانبعاثات الضارة في الهواء وإن لم يكن نظيفاً 100%.
- تدمير الملوثات قبل خروجها للبيئة: هناك 4 تقنيات تستخدم في تخفيف التلوث البيئي الناتج عن المصانع عن طريق تدمير المواد العضوية المتطايرة قبل طرحها في الهواء وهي:
- المؤكسد الحراري المتجدد: تستخدم المؤكسدات الحرارية المتجددة درجات حرار عالية لتدمير الملوثات الناتجة عن عمليات التصنيع قبل طرحها للبيئة لمنع هذه المواد من التطاير والتسبب بالتلوث البيئي قدر الإمكان والتي تتضمن شبكة عالية الكفاءة من المبادلات الحرارية.
- المؤكسدات الحرارية المسترجعة: وهي تعمل على تدمير المواد العضوية المتطايرة قبل وصولها للغلاف الجوي باستخدام درجات حرارة عالية ومبادلات حرارة فولاذية شديدة التحمل.
- المؤكسدات التحفيزية: تستخدم المؤكسدات التحفيزية مزيج من المحفزات الكيميائية إضافة إلى درجات الحرارة المرتفعة لتفكيك المواد التي تسبب تلوث البيئة إلى مواد غير ضارة قبل طرحها في الهواء.
- المؤكسدات ذات المكثفات الدوارة: وهي من الطرق المثالية لكونها تعمل على معالجة المواد الكيميائية للتخفيف من الانبعاثات الناتجة عن عمليات التصنيع حيث يمر الهواء الملوث عبر عجلة دوارة يتم امتصاص ملوثات الهواء إلى وسط كاره للماء ثم يتم ازالتها باستخدام عامل مؤكسد للتخفيف من تلوث الهواء.
يؤثر تلوث البيئة على النظام البيئي بشكل واسع لكونه يؤثر على النباتات التي يتغذى عليها معظم الكائنات كما يسبب تلوث المياه بشكل كبير وللحد من تلوث التربة يجب اتباع بعض الارشادات:
- السيطرة على الأمطار الحمضية: تتم السيطرة على الأمطار الحمضية من خلال الحفاظ على نظافة الهواء من الانبعاثات التي تسبب التلوث الكيميائي والعضوي الناتج من خلال أدخنة المصانع والسيارات.
- التقليل من استخدام الأسمدة الكيميائية: إن استخدام الأسمدة الكيميائية وكذلك المبيدات الحشرية من أكثر الأمور التي تسبب تلوث البيئة ويساعد الحد من استخدامها في الحفاظ على التربة من التلوث إلى حد كبير.
- التشجيع على زراعة الأشجار الخضراء: تساعد الأشجار في التخفيف من جريان مياه الأمطار حيث تعلق المياه على الأوراق والأغصان ما يقلل من حجم جريان الماء على سطح التربة وتأخير تآكلها.
- إعادة تدوير المنتجات واستخدامها: لا يساعد إعادة تدوير المنتجات فقط في التقليل من تلوث البيئة بل يلعب دوراً ايجابياً في زيادة الإنتاج والخصوبة للتربة.
- تحسين الممارسات المستخدمة في الزراعة: مثل استخدام أنظمة الحرث المنخفض الذي يحافظ على المادة العضوية في التربة وزيادتها كما يحافظ على انخفاض اضطراب التربة وتحلل المواد العضوية والحفاظ على بنية التربة وغيرها من الممارسات التي تساعد في الحفاظ على صحة التربة.
- التنظيف المستمر من النفايات: إن وجود النفايات الصلبة مضر بالتربة لهذا السبب يجب المتابعة المستمرة لالتقاط هذه النفايات والتخلص منها قبل تسربها إلى التربة.
يتم الحد من التلوث الضوضائي بشكل بسيط إذا اتبعها كل شخص يخفف من الازعاجات، ومن هذه الطرق:
- إيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية: ففي موقع العمل أو في المنازل عند الانتهاء من استخدام الأجهزة الالكترونية يجب إيقاف تشغيلها بالكامل للتخفيف من الضوضاء الناتجة عن المحركات أو الأجهزة الكهربائية.
- اغلاق الأبواب لعدم نشر الضجيج: عند استخدام الأجهزة التي تصدر أصوات عالية يجب التخفيف من انتشار هذه الأصوات، لذا من الأفضل إغلاق الأبواب لعدم نشر الضوضاء في الوسط المحيط.
- خفض صوت الأدوات الكهربائية: مثل التلفاز والموبايل وأجهزة الحواسيب التي تصدر أصواتاً بشكل مستمر يسبب انتشار الضوضاء في البيئة المحيطة، كما يفضل التخفيف من الصخب في الحفلات والمناسبات.
- الابتعاد عن الأماكن الصاخبة والشوارع المزدحمة: قد يكون هذا الأمر صعباً بالنسبة للأشخاص العاملين في المصانع والمعامل، ولكن على الأقل في وقت الراحة يجب الجلوس في مكان هادئ للتخفيف من تأثير الضجيج على صحة الإنسان.
- استخدام التشحيم: خاصةً بالنسبة للمعدات التي تصدر أصوات مزعجة عند حركتها واحتكاكها حيث تخفف الزيوت من إصدار هذه الأصوات لفترة زمنية طويلة ما يحد من انتشار الضجيج.
- وضع قوانين تحد من الضوضاء الناتجة عن الحركة المرورية: مثل منع استخدام بوق السيارة في وقت متأخر من الليل خاصةً في الأحياء السكنية.
- يساعد التشجير في الحد من التلوث الضوضائي: تعتبر الأشجار مانعات ضوضاء طبيعية حيث تعمل على تصفية الضوضاء عن طريق الامتصاص والانكسار في المدن ذات الكثافات السكنية.
التلوث بالإشعاع من أخطر أنواع التلوث البيئي لتأثيراته طويلة الأمد على صحة الإنسان، وقد تستمر هذه الآثار لتنتقل للأجيال التالية، فيمكن التخفيف من هذه الملوثات قدر الإمكان باتباع بعض الأساليب:
- التخلص من النفايات المشعة بشكل آمن: تم تطوير العديد من الوسائل التي أصبحت تستخدم في جميع دول العالم للتخلص من النفايات المشعة بطرق آمنة، وأكثرها فعالية هو التخلص الجيولوجي العميق وهو عبارة عن دفن النفايات المشعة في حفر عميقة جداً في الأرض بعد دراسات دقيقة لظروف الدفن.
- وضع علامات التحذير على حاويات المواد المشعة: يجب وضع المواد المشعة في حاويات محكمة الإغلاق ووضع لصاقه تحذيرية تشير لمدى الخطورة التي قد تسببها هذه المواد وأخذ الحذر عند التعامل معها.
- حظر التجارب النووية والأسلحة النووية: تساهم التجارب النووية في انتشار التلوث الإشعاعي بشكل كبير لهذا السبب يتم وضع قوانين وأنظمة لحظر هذه التجارب على المستوى العالمي وكذلك استخدام الأسلحة النووية.
- تخزين المواد المشعة بشكل سليم: حيث يجب تخزين المواد المشعة في حاويات مزودة بأقفال ويمنع الاقتراب منها ويجب أن تكون هذه الحاويات من البلاستيك المناسب لها ولا يفضل استخدام الحاويات الزجاجية تفادياً للكسر.
- إعادة استخدام المواد المشعة: من الصعب التخلص من المواد المشعة عن طريق الهواء أو الماء فإذا أمكن من المفضل إعادة تدويرها واستخدامها للوقاية من انتشارها في البيئة.