صفات الشخصية الكتومة والتعامل مع الشخص الصامت
الشخص الكتوم أو الشخص الصامت، شخصية غير مريحة نفسياً ومتعبة في العلاقات حيث يصعب فهم مشاعرها أو التعامل معها، لأنها لا تتفاهم بسهولة، ولا تندمج مع الآخرين بسهولة، لكن مع ذلك هناك الكثير من الإيجابيات للشخصية الكتومة خصوصاً إن عرفت مفاتيح التعامل مع الشخص الصامت والكتوم.
- يقدم أجوبة مغلقة: أبرز صفة في الشخصية الكتومة أن الشخص الصامت غالباً ما يتجنب التفاصيل ويرغب في تقليل الكلام ويقدم أجوبة مغلقة بنعم أو لا على الأسئلة المفتوحة التي قد تتطلب شرحاً وتفصيلاً.
- ردود فعله غير مفهوم: عندما تتحدث مع صاحب الشخصية الكتومة فهو يبتسم بهدوء ويستمع بحذر، وستجد صعوبة بتفسير موقفه من الحديث، هل هو غاضب أم مسرور أم محايد.
- مستمع جيد: على الرغم أن صاحب الشخصية الصامتة لا يحب الكلام وقد لا يكون أفضل شخص تفتح معه نقاشاً، لكنه على الجانب الآخر مستمع ممتاز يحب أن يستمع إلى أحاديث الآخرين ويحللها بطريقته وإن لم يعبّر عن رأيه.
- حوار من طرف واحد: بما أن صاحب الشخصية الكتومة يميل إلى السماع بدلاً من الكلام، غالباً سيكون الحوار معه حواراً من طرف واحد، حتى وإن كانت لديه وجهة نظر أو رأي لا يهمه التعبير عنها أو تبادل الأفكار.
- شخصية خجولة: هناك نمطان أساسيان من الشخصية الكتومة، النمط الأول هو الشخصية الرزينة والصامتة التي لا ترغب بخوض نقاشات عميقة حفاظاً على الصورة الاجتماعية، والنمط الثاني هو الشخصية الكتومة الانطوائية التي يعاني صاحبها من الخجل ويتهرب من المواجهة ولا يحب الجدال ويخشى من التواصل.
- مراقب ممتاز: يتميز صاحب الشخصية الكتومة بقدرة ممتازة على مراقبة التفاصيل في الحديث أو ما يجري من حوله في المكان، وقد يفاجئك أحياناً بقوّة ملاحظته وسرعة بديهته.
- الإنسان الصامت يحب الوحدة: لا يفضل أصحاب الشخصية الكتومة الصامتة في معظم الأحوال التواجد في أماكن صاخبة أو مجموعات كبيرة، ويبحث عن علاقات واحد لواحد أو في مجموعات ضيقة.
- لديه وجهة نظر فريدة: على الرغم أن الشخص الصامت والكتوم قد يبدو خجولاً وانطوائياً، لكن في معظم الأحوال تكون لديه وجهات نظر فريدة وآراء مميزة ومبادئ حازمة، ويكون أكثر قدرة على الالتزام بمبادئه لأنه لا يخشى فقدان التواصل مع أحد نتيجة آرائه أو أفكاره، وتذكر أن كون الشخص صامتاً وكتوماً لا يعني أنه ضعيف أو غير مبالٍ أو غبي!
ما هي مشاعر الشخص الكتوم؟ قد يكون الشخص الصامت محاصراً بمشاعر التهرب والتجنب، فهو يتفادى الغير ويتفادى التعامل معهم لأنه لا يريد مواجهة معهم، وصمته المستمر هو تعبير عن خوفه من رد فعل الآخرين على أفكاره أو طريقة كلامه، وعلى الجانب الآخر قد يكون الشخص الكتوم معجباً بنفسه ومستخفاً بالآخرين، ما يجعله يتجنب التواصل معه لأنه لا يرى فيهم الكفاءة لسماع أفكاره وآراءه.
ويقال الشخص الصامت هو شخص تعلم الصمت لأنه لا يريد أن ينفتح على الغير، ربما أصابته جروح من التحدث مع آخرين، أو عانى من التنمر والإساءة في مرحلة ما من حياته جعلته أقل ميلاً لفتح خطوط التواصل، أو أنه يعاني من رهاب الانفصال عن الآخرين ما يجعله يخاف من التعبير عن مشاعره وآرائه خوفاً أن يهجره من حوله.
وفي بعض الحالات قد تكون دوافع الشخصية الكتومة هي التمويه والتورية، حيث يدخل الشخص في بيئة لا تشبه بيئته التي نشأ بها، أو يمتلك ماضٍ لا يرغب بمشاركته مع الناس الذين عرفوه مؤخراً، فيلجأ للصمت كنوع من إخفاء طباعه وأسلوب حياته والبيئة التي ينحدر منها.
ليس كتوماً لكنه غير مرتاح
من العلامات المهمة التي يجب تمييزها إن كان الشخص الذي تتعامل أو تتعاملين معه كتوماً فعلاً ولا يحب الكلام، أم أنه غير مرتاح في هذه العلاقة أو لوجود أشخاص معينين، معظمنا يلجأ للصمت عندما لا يكون مرتاحاً مع الأشخاص المحيطين به وإن كان ثرثاراً في حياته الطبيعية.
أنا مثلاً من كبار الثرثارين الذين قد تقابلهم في حياتك! قد أبدأ في حديث مستمر بدون انقطاع لفترة طويلة جداً، لكن في بعض المواقف كنت أصمت لساعات طويلة دون أن أتكلم أو أشارك في الأحاديث لأني لم أشعر أن الحديث يعنيني أو أن الأشخاص الذين يتحدثون يعون لي الكثير، كانوا زملاء عملٍ أصغر مني سناً مشغولين بأمور غير التي أهتم بها ويتكلمون لساعات طويلة عنها، ولو أخذتهم إلى الوسط الذي أنتمي إليه لتحولوا غالباً إلى أشخاص صامتين تماماً!
- فهم أسباب صمته: فهم الأسباب والدوافع التي تجعل الشخص صامتاً ولا يحب الكلام سيساعدك على التعامل معه، فإذا كان سبب صمته هو خوفه من رد فعل الآخرين أو شعوره بعدم الأمان، ستعمل على منحه الأمان وتعزيز شعوره بالتقدير، أما إذا كان الصمت نوعاً من الاستخفاف بمن حوله، فقد تحاول تقليص هذه الفجوة وجذبه إلى النظر للآخرين بطريقة مختلفة.
- دفعه للكلام: قد يحتاج الشخص الصامت والكتوم لمن يدفعه للكلام والتعبير عن رأيه، فهو ربما لا يحب أن يبدي رأيه أو يشارك في الحديث إذا لم يوجه له أحدهم سؤالاً أو يطلب رأيه بشكل مباشر، ومن أهم طرق جعل الشخص الصامت يتكلم أن تتوجه له بالكلام بشكل مباشر وأن تطلب رأيه باهتمام.
- التأقلم مع الشخص الصامت: التأقلم مع الشخص الكتوم دون محاولة تغييره من أفضل الحلول، لكن ذلك يكون حسب طبيعة العلاقة مع الشخص الكتوم إن كانت عاطفية أم علاقة صداقة أم مجرد زمالة، وكلما كانت العلاقة مع شخص صامت أكثر حميمية وقرباً كان التأقلم مع ذلك أصعب.
- تبادل الصمت: من أساليب التعامل مع الشخص الكتوم والصامت أن تبادله الصمت وتخفف الكلام معه، ذلك قد يدفعه إلى إعادة فتح خطوط التواصل، وقد تجد أنت أيضاً الراحة بقدر أقل من الكلام والأحاديث، يتوقف ذلك أيضاً على طبيعة العلاقة، فالعلاقة مع الزوج الصامت لا يمكن تحسينها من خلال تبادل الصمت!
- تجنب الضغط عليه: بعض الطباع لا يمكن تغييرها بسهولة وقد لا يمكن تغييرها أبداً، والضغط على صاحب الطبع الكتوم والصامت قد يؤذي طرفي العلاقة مهما كانت طبيعتها، لذلك لا يجب أن تتحول رغبتك بجعل الشخص يتكلم إلى تحدٍ شخصي أو حالة من الضغط المستمر.
- اسأل أسئلة محدودة لكي تدفعه إلى الكلام والرد عليك، ولتكن الأسئلة مباشرة وواضحة، يهمك أن تجعله يستريح وهو يجيب عن الأسئلة، فالأسئلة تخرجه من صمته.
- اسأله أو اسأليه عن شيء يعرفه جيداً ويحبه، أكثر الأشخاص صمتاً وسكوتاً قد يتكلمون ساعة متواصلة عن هواية يحبونها أو شخصية مشهورة تعجبهم.
- اسأل أسئلة مفتوحة، وتجنب الأسئلة البسيطة التي يمكن الإجابة عليها بنعم أو لا.
- اسأله بشكل شخصي بعيداً عن الناس، فمن الطرق الفعالة في تشجيع الشخص الصامت على الكلام أن يكون الحوار ثنائياً.
- كن رقيقًا وصريحًا وأنت تجيب عليه، ابتعد عن الإجابات العنيفة أو الردود الفجة أو المصطنعة.
- أعطه كل الأدلة على ثقتك ومحبتك له، فالعامل الأساسي الذي يساعد الشخص الصامت على الحديث أن يشعر بالمحبة والثقة.
- كن واضحاً لكن لا تندفع ولا ترغمه بشدة على التحدث، الضغط على الشخص الصامت ليتكلم قد يفسد العلاقة معه تماماً.
- امنحه المدح والتقدير عندما يتحدث، ذلك سيشجع الشخص الصامت على الكلام ويجعله يكسر حاجر التردد أو العزلة.
- مستمع ممتاز وسترغب في التواصل معه عندما تريد شخص يسمعك بعناية دون أن يتحول الحوار إلى جلسة نكد وندب متبادلة، الشخص الصامت والكتوم من الأشخاص النادرين الذين لن يستخفوا بألمك ويحاولوا الدخول معك في سباق على الألم والمعاناة!
- لا يتدخل في ما لا يعنيه، فهو نادراً ما يرغب بمعرفة تفاصيل لا تريد أنت قولها، أو على الأقل لن يعبر عن رغبته بمعرفة الكثير حتى وإن كان الفضول يقتله.
- يحفظ الأسرار بشكل جيد، فالشخص الكتوم حذر كثيراً عندما يتكلم، وهذا يجعله يختار ما يقال وما لا يقال بعناية.
- يعطي انطباعاً بالهدوء والرزانة للآخرين، فكثرة الكلام غالباً ما تكشف عن الجوانب السيئة أو غير المرغوبة من شخصيتنا أو عن الآراء غير المرحب بها، والكتمان والصمت يجعل الآخرين بينون انطباعاً جيداً إن لم تكن العلاقة شخصية.
- لا يدخل في شجارات سخيفة لأنه لا يدخل في حوارات سخيفة، لن يكون من السهل أن يدخل في سجال كلامي لا طائل منه، وسيكون الانسحاب خياره عندما يسمع شيئاً مستفزاً، وهذا عيب وميزة في نفس الوقت.
- الشخص الصامت أكثر ذكاءً، وغالباً ما يكون شخصاً عملياً يقدّر قيمة الوقت وينشغل بأشياء مهمة.
- لا يمكن فهم مشاعره لأنه لا يعبر عنها بطريقة واضحة، لكن على الرغم من ذلك سيكون كتاباً مفتوحاً عندما تتطور العلاقة معه قليلاً، لأن صمته المستمر سيمنح الآخرين قدرة على تحليل علامات غير لفظية تفضح ما يشعر به.
- الحديث معه مرهق لأننا بطبيعتنا نحب أن لكون الحوار متبادل، فهذا ما يجعلنا نشعر أن ما نقوله له قيمة وأن الشخص الذي أمامنا يستمع لنا.
- لا يطلب المساعدة وقد يميل للعزلة والابتعاد عندما يمر بمشكلة، لذلك قد يكون من الجيد الاطمئنان على الشخص الكتوم عندما يختفي أو يبدو أنه يمر بمشكلة، وعرض المساعدة عليه بطريقة مهذبة.
- يكتم النصيحة عن الآخرين لأنه ربما يخاف من ردة فعلهم، وقد يمتلك حلولاً مفيدة لمشاكل أصدقائه والمحيطين به لكنه يخشى أو لا يحب التصريح عنها.
- حب متعب وزواج مرهق، فالعلاقة الزوجية بين شخصين ثرثارين تصل في وقت ما إلى الصمت الزوجي الكئيب، لذلك تعتبر العلاقة العاطفية مع الشخص الصامت أو الكتوم من العلاقات الصعبة التي تحتاج للمهارة والحكمة لإدارة مشاكلها.
عادةً لا يمكن النظر إلى الشخص الصامت باعتباره مريض نفسي، هو فقط شخص لا يحب أن يتكلم كثيراً، لكن قد تكون وراء الشخصية الكتومة مشاكل نفسية معقدة يحملها من الطفولة، مثل الاستخفاف المستمر بآرائه أو طريقة كلامه أو التنمر على صوته أو شكله، كما قد تكون العزلة والنبذ الاجتماعي من المشاكل النفسية القوية التي تكوّن شخصية الشخص الكتوم والصامت.
وعندما يدخل الشخص الصامت في علاقة عميقة مع شخص معين سيبدأ بالتدريج بكسر هذا الحاجز، مع ذلك من الصعب أن يتحول إلى شخص ثرثار، وقد يفقد الأريحية التي اكتسبها مع ذلك الشخص عدما يشعر بالتهديد أو انعدام الأمان.
لماذا لا نرتاح بالعلاقة مع شخص صامت؟
احذر من الشخص الصامت! كمجتمع نميل إلى التواصل والكلام والثرثرة ونحب أن يكون كل شيء متبادلاً، ونقلق عندما يكون بيننا شخص لا يشاركنا الحديث ولا يعبر عن رأيه، وقد ننظر له بنظرة عدوانية ونقرر سلفاً أنه يضع حاجز بيننا ولا يريد أن يشاركنا أو أنه ينظر إلينا نظرة فوقية ويستخف بما يدور حوله، هذا القلق غالباً ما يولّد ميلاً لاستفزاز الشخص الصامت، ومحاولات تختلف بطبيعتها وشدتها لإخراجه عن صمته، وفي ظروف معينة قد يكون الشخص الهادئ والصامت والانعزالي موضوعاً للتنمر والتندر إن كانت شخصيته ضعيفة.