أسباب العقم عند النساء وطرق تشخيص وعلاج العقم
معظم حالات العقم وتأخر الإنجاب يكون سببها الرجال، وفي الكثير من حالات تأخر الإنجاب غير المبرر يستطيع الزوجان تحقيق الحمل بعد عامين أو أكثر بمساعدة طبية لتحسين الخصوبة أو بدون، لكن في بعض حالات العقم عند النساء تكون الأسباب واضحة، وهناك تطور كبير في تقنيات وطرق علاج العقم وتحقيق الحمل.
العقم عند النساء حالة شائعة تصيب 10% من النساء على الأقل، ويعني عدم قدرة المرأة على الحمل بصفة مستمرة بعد إجراء محاولات ممارسة الجنس غير المحمي لمدة 12 شهراً على الأقل، كما تزداد فرص الإصابة بالعقم مع تقدم المرأة في العمر بسبب تراجع الهرمونات المسؤولة عن الإباضة والحمل.
وقد يظهر العقم عند المرأة من بداية الزواج بحيث يتعذر العمل الأول، كما يمكن أن يحدث العقم عند النساء بعد إنجاب أطفال بشكل طبيعي بسبب بعض الأمراض في الرحم والجهاز التناسلي والتي قد تسبب أذية للمبايض أو يتطلب علاجها استئصالاً للرحم، أو بسبب سن اليأس المبكر أو خلل الهرمونات وعمل الغدد.
- عدم حدوث الحمل على الرغم من انتظام الدورة الشهرية وممارسة الجنس بدون وسائل منع الحمل ولمدة سنة على الأقل.
- الدورة الشهرية الطويلة جداً التي تدوم 35 يوماً أو أكثر بين الحيض والحيض التالي.
- الدورة الشهرية القصيرة جداً التي تدوم أقل من 21 يوماً بين الحيض والحيض التالي.
- الدورة الشهرية غير المنتظمة.
- غياب الدورة الشهرية.
- عدم حدوث التبويض.
يكون العقم عند النساء بسبب حدوث خلل في عملية الإباضة أو أي مرحلة من مراحل الحمل، كما يمكن أن ترتبط حالات العقم بالزوج أو بمشاكل الخصوبة عند الزوجين، وقد يكون تحديد سبب العقم عند المرأة غير ممكن في بعض الحالات، وربما تتمكن المرأة من الحمل في وقت لاحق.
اضطرابات التبويض والخلل الهرموني:
قد يؤدي غياب التبويض أو عدم انتظامه إلى اضطراب في تنظيم الهرمونات التناسلية في منطقة ما تحت المهاد أو الغدة النخامية، أو إلى مشاكل في المبيض مثل:- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات أو تكيس المبايض: وتتسبب باختلال توازن الهرمونات ما يؤثر على الإباضة، ويعتبر تكيّس المبايض من الأسباب الأكثر شيوعاً لاضطراب التبويض وتأخر الحمل عند النساء.
- اضطراب الهرمونات: تفرز الغدة النخامية هرمونين مسؤولان عن تحفيز الإباضة كل شهر وهما الهرمون المنبه للجريب (FSH) والهرمون اللوتيني (LH)، وقد يؤدي الإجهاد الجسدي أو العاطفي أو ارتفاع أو انخفاض وزن الجسم الشديدين لتعطيل إنتاج هذه الهرمونات والتأثير على الإباضة.
- قصور المبيض الأساسي: وينتج غالباً عن أسباب تتعلق بالمناعة الذاتية أو فقدان البويضات المبكرة من المبيض إما نتيجة عوامل وراثية أو العلاج الكيميائي، حيث يتوقف المبيض عن إنتاج البويضات ما يسبب العقم.
- زيادة إفراز البرولاكتين: المسؤولة عن ذلك الغدة النخامية وينجم عن انخفاض البرولاكتين انخفاض إنتاج هرمون الاستروجين ما يمكن أن يسبب العقم وعرقلة الحمل.
انسداد قناة فالوب (العقم البوقي):
يسبب ذلك منع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة أو منع مرور البويضة المخصبة إلى الرحم ويحدث هذا التلف نتيجة ما يلي:- التهاب الحوض: وهو مرض يصيب الرحم وقناتي فالوب غالباً بسبب أمراض جنسية مثل الكلاميديا أو السيلان أو غيرها، ويعتبر من أسباب تأخر الحمل وحدوث العقم عند النساء.
- الجراحة السابقة في البطن أو الحوض: كجراحة الحمل خارج الرحم أو الجراحات التي ينتج عنها أذى للأعضاء التناسلية الداخلية.
- الانتباذ البطاني الرحمي: يحدث نتيجة النمو الإضافي لبعض الأنسجة خارج الرحم وعادة ما تتم إزالة تلك الأنسجة جراحياً ما يسبب ندبات قد تسد قناتي فالوب وتمنع البويضة من الاتحاد مع الحيوانات المنوية.
تضرر الرحم:
وقد تتداخل هذه الأسباب مع زرع البويضة كما يلي:- الأورام الحميدة أو الليفية أو العضلية التي قد تصيب الرحم وتتسبب بسد قناتي فالوب أو تتداخل مع عملية الانغراس ما يؤثر على الخصوبة ويمنع الحمل.
- المشاكل الخلقية في الرحم كوجود رحم غير مكتمل أو الخلل في شكله ما قد يعيق حدوث الحمل أو استمراره.
- تضيق عنق الرحم الذي يحدث بسبب تشوه وراثي أو تلف في عنق الرحم، ومشاكل عنق الرحم التي تمنع الحيوانات المنوية من الانتقال إلى الرحم.
العدوى الفيروسية:
أشارت أبحاث حديثة أن هناك رابط بين الإصابة بفيروس الهربس البشري والعقم عند النساء، حيث تم الكشف عن فيروس الهربس في بطانة الرحم عند 48% من النساء المصابات بالعقم غير المبرر، وتحديداً فيروس الهربس (HHV-6A)، ومن المعروف أن فيروس الهربس التناسلي من أسباب العقم الرئيسية عند الرجال.العقم غير المبرر عند النساء:
أحياناً لا يمكن تحديد سبب معين للعقم وقد يكون نتيجة مشاكل في الخصوبة لدى الشريكين، إلا أن ذلك قابل للعلاج عند استدراكه بسرعة، حيث يستطيع حوالي 50% من الأزواج الإنجاب بعد سنتين من الزواج تقريباً.
- الوزن الزائد أو النحافة الشديدة قد تأثّر على التبويض عند النساء.
- كل ما تقدمت المرأة بالعمر أصبحت فرصها بالحمل أقل وازدادت مشاكل الخصوبة لديها.
- ممارسة الجنس غير المحمي مع شركاء متعددين يسبب انتقال الأمراض الجنسية التي تؤثر على التبويض وصحة الجهاز التناسلي.
- التدخين من العوامل التي تساهم في حدوث مشاكل تناسلية عند المرأة قد تعرقل الحمل، كذلك شرب الكحول والإفراط في شرب الكافيين.
- نمط الحياة قد يلعب دوراً في تأخير الحمل وحدوث اضطرابات في الخصوبة والإباضة عند النساء، مثل إهمال النظافة الشخصية الذي يسبب التهابات تناسلية، أو إهمال الصحة التناسلية وتجاهل أمراض الرحم والمهبل.
هل العقم عند النساء وراثي؟
الوراثة ليست عاملاً أساسياً في العقم ولا يوجد أدلة على انتقال العقم وراثياً، وهذا طبيعي! فإن كانت العوامل الوراثية سبباً أساسياً للعقم لا يمكن أن تنتقل عبر الأجيال لأن حملة الخلل الجيني عقيمون ولا ينجبون في هذه الحالة.
- اختبارات الدم والهرمونات: أولى طرق الكشف عن العقم عند النساء هي إجراء فحص للدم للتحقق من مستويات الهرمونات الجنسية والهرمونات المسؤولة عن تحفيز الإباضة وتطور الحمل.
- فحص بطانة الرحم: قد يلجأ الطبيب المختص لأخذ خزعة من بطانة الرحم لفحص البطانة والتقصي عن أي مشاكل مزمنة أو طارئة فيها تؤثر على الحمل.
- تصوير الرحم والبوق (HSG): ويتضمن هذا الإجراء الخضوع للتصوير باستخدام الموجات فوق الصوتية أو الأشعة السينية للأعضاء التناسلية، حيث يعمل الطبيب على حقن صبغة أو محلول ملحي وهواء في عنق الرحم لينتقل للأعلى عبر قناتي فالوب، حتى يتمكن الطبيب من التحقق من وجود انسداد في الأنابيب.
- منظار البطن: وهو أنبوب رفيع مزود بكاميرا صغيرة يوضع من خلال شق صغير بالقرب من زر البطن ما يتيح رؤية الجزء الخارجي من الرحم والمبيضين وقناتي فالوب للتحقق من وجود نمو غير طبيعي هناك، كما يمكن إجراء منظار البطن أيضاً لمعرفة إن كانت قناتا فالوب مسدودتين.
- استخدام منظار البطن: إذا كشف التشخيص عن إصابة المرأة بمرض في البوق أو الحوض فإن أحد الخيارات هو إجراء عملية جراحية لإصلاح الأعضاء التناسلية، حيث يقوم الطبيب بإدخال منظار البطن من خلال شق بالقرب من سرة البطن للتخلص من النسيج الندبي؛ أو علاج الانتباذ البطاني الرحمي، أو فتح الأنابيب المسدودة، أو إزالة أكياس المبيض التي تكون مليئة بالسوائل المتشكلة في المبايض.
- تنظير الرحم: حيث يتم يوضع المنظار في الرحم من خلال عنق الرحم وذلك لإزالة الأورام الحميدة والأورام الليفية وتفتيت النسيج الندبي وإزالته، وكذلك فتح الأنابيب المسدودة.
- أدوية علاج العقم عند النساء: يتم اللجوء إلى الأدوية لعلاج العقم عند المرأة إذا كان لديها مشاكل في التبويض، وأبرز أدوية علاج العقم عن النساء:
- عقار كلوميفين سترات ( كلوميد، Serophene)، والجونادوتروبين مثل (GONAL -F، Follistim ، Humegon و Pregnyl).
- قد يصف الطبيب مضادات الغدد التناسلية للتمكن من تحفيز الإباضة عندما لا يعمل كلوميد أو سيروفين، حيث يمكن أن تساعد هذه الأدوية في الحمل عن طريق التسبب في إطلاق المبيضين لعدة بويضات إذ يتم عادة إطلاق بيضة واحدة فقط كل شهر.
- قد يقترح الطبيب أخذ عقار موجه للغدد التناسلية (Gonadotropin) إذا كانت المرأة تعاني من عقم غير مبرر أو عندما لا تساعدها أنواع العلاج الأخرى على الحمل.
- الميتفورمين (جلوكوفاج) هو نوع آخر من الأدوية التي قد تساعد المرأة على التبويض بشكل طبيعي إذا كانت تعاني مقاومة الأنسولين أو متلازمة تكيس المبايض، فهو دواء لعلاج السكر من النمط الثاني.
- اللجوء إلى التلقيح داخل الرحم: ويتم في هذه العملية شطف الحيوانات المنوية بمحلول خاص يضعه الطبيب في الرحم أثناء التبويض، ويتم إجراؤه أحياناً مع تناول الأدوية التي تساعد على إطلاق البويضة.
- التلقيح الصناعي في المختبر (IVF): في هذه التقنية يضع الطبيب الأجنة في الرحم بعد تخصيبها خارجه:
- في البداية يصف الطبيب عقار (Gonadotropins) الذي يساعد على تطوير أكثر من بويضة واحدة.
- عندما تنضج البويضات يستخدم الطبيب الموجات فوق الصوتية لتنظيمها ثم يجمعها بإبرة.
- يتم جمع الحيوانات المنوية وغسلها وإضافتها إلى البويضات.
- بعد عدة أيام تعود الأجنة - أو البويضات المخصبة - إلى الرحم باستخدام جهاز يسمى قثطرة التلقيح داخل الرحم.
- الحقن المجهري: أي حقن الحيوانات المنوية داخل الهيولى، وفي هذا الإجراء يقوم الطبيب بحقن الحيوانات المنوية مباشرة في البويضة في وعاء خارجي ثم وضعها في الرحم.
لا ينصح الأطباء في معظم حالات العقم بالاستعجال في العلاج إن لم يكن سبب العقم واضحاً عند المرأة أو الرجل، ويمكن أخذ بعض الأمور في عين الاعتبار لتحديد أفضل وقت للبدء بعلاج العقم طبيّاً:
- عند حصول جماع منتظم ودورات حيض منتظمة لكن من دون حدوث حمل لمدة أكثر من 12 شهراً وبدون استخدام وسائل منع الحمل، يجب أن تطلب المرأة استشارة طبية.
- إذا كان عمر المرأة أقل من 35 عاماً يوصى بإجراء محاولات للحمل لمدة عام على الأقل قبل البدء بالعلاج.
- إذا كان عمر المرأة بين 35 و40 عاماً تتم مراجعة الطبيب بعد ستة أشهر من محاولة الحمل غير المجدية.
- إذا كانت السيدة أكبر من 40 عاماً ينصح الأطباء بالمباشرة في العلاج في أقرب وقت ممكن.
- الحفاظ على الصحة التناسلية: يجب أن تهتم المرأة بالصحة التناسلية من خلال مراقبة انتظام الدورة الشهرية ومشاكلها، والحفاظ على النظافة الشخصية، ومراجعة الطبيب المتخصص عندما تلاحظ أي أعراض غريبة متعلقة بالمنطقة التناسلية.
- الابتعاد عن العلاقات المتعددة: حيث تسبب العلاقات الجنسية المتعددة وغير المحمية بانتقال الأمراض الجنسية، ويعتبر فيروس الهربس والتهاب الحوض من الأسباب الأساسية لاضطرابات الإباضة وعرقلة حدوث الحمل.
- الحفاظ على وزن صحي: حيث تتعرض النساء ذوات الوزن الزائد والنحافة الشديدة لمخاطر مضاعفة تتعلق بالإصابة بمشاكل واضطرابات التبويض.
- ممارسة الرياضة باعتدال: سواء بحالة الحاجة لإنقاص الوزن أو الحفاظ على وزن ثابت فيجب الاعتدال في ممارسة التمارين الرياضية لأن التمارين الشاقة والمكثفة لأكثر من خمس ساعات في الأسبوع قد تؤدي إلى حدوث انخفاض في الإباضة ما يؤثر بالتالي على الإخصاب والحمل.
- الإقلاع عن التدخين: ينطوي التدخين على العديد من المضار منها ما ينعكس سلبياً على الخصوبة والصحة العامة للمرأة وصحة الأجنة في حال حدوث بداية حمل لذا يتوجب التوقف عنه عند التفكير بأخذ قرار الحمل.
- تجنب الكحول: قد يؤدي الإفراط في تناول الكحوليات إلى انخفاض الخصوبة، كما يمكن أن يؤثر بشدة على صحة الجنين عند الحمل لذا يفضل الابتعاد عنه.
- الحد من التوتر: أظهرت بعض الدراسات أن التوتر يمكن أن يتسبب في نتائج سيئة للأزواج الذين يسعون لعلاج العقم لذا ينصح بمحاولة تقليل التوتر قبل محاولة الحمل.
ختاماً.. العقم ليس مشكلة مستحيلة الحل لدى النساء وخاصة إن كان ناجماً عن أسباب يمكن معالجتها وحلها للتخلص من العقم وإتاحة فرصة للحمل للمرأة، وعند وجود هذه الإمكانية تزول المخاوف لدى النساء من عدم القدرة على الحمل، وتصبح من الماضي. لكن يبقى الأساس هو الحذر والانتباه إلى الأعراض التي تم ذكرها في هذا المقال وعدم تجاهلها لأن أي مشكلة أو حالة مرضية يصبح علاجها أسهل إن اكتشفت بشكل أسرع.