تحليل RBCs وقراءة نتائج تعداد كريات الدم الحمراء

تحليل RBCs أو تعداد كريات الدم الحمراء (Red Blood Cells Count) هو تحليل دم يظهر عدد وحالة كريات الدم الحمراء، وهو جزء من تحليل صورة الدم الكاملة (CBC)، حيث يقوم تحليل RBCs على تقييم عدد كريات الدم الحمراء لتشخيص المشاكل الصحية التي تؤدي إلى انخفاض تعدادها مثل فقر الدم أو زيادة تعدادها مثل بعض مشاكل الرئة والقلب، ويعرف تحليل RBCs بأسماء أخرى أيضاً أشهرها (Erythrocyte Count).

تشكّل الكريات الحمراء نسبة تتراوح بين 40% و45% من حجم الدم وهي الحصة الأكبر لخلايا الدم، وتبدأ خلايا الدم الحمراء كخلايا غير ناضجة في نخاع العظام ثم تنطلق إلى مجرى الدم بعد حوالي سبعة أيام من النضج وتعيش 120 يوماً بالمتوسط، وتتميز بمرونتها لعدم احتوائها على نواة ما يساعدها على الحركة بسهولة في الأوعية.

يكتسب الدم لونه الأحمر بسبب كثرة خلايا الدم الحمراء وتحصل على لونها من بروتين الهيموجلوبين الذي يساعد في نقل الأكسجين من الرئتين إلى باقي أعضاء الجسم ثم إعادة ثاني أكسيد الكربون من الجسم إلى الرئتين لإخراجه مع الزفير.

ما المقصود بتحليل RBC في البول والبراز؟

يطلب الطبيب إجراء تحليل RBC في البول أو البراز عندما يشتبه بوجود دم في البول أو البراز دون أن يكون ذلك ظاهراً على لون البول، وعادةً ما يمكن ملاحظة لون البول الوردي أو الأحمر في حالة وجود دم في البول، ينتج غالباً عن التهابات المسالك البولية وحصى الكلية والمثانة والرمل في الطرق البولية ومشاكل صحية أخرى.

• النسبة الطبيعية لنتائج RBCs عند الذكور البالغين هو 4.7 إلى 6.1 مليون خلية لكل ميكرولتر من الدم
• المعدل الطبيعي لنتائج RBCs الإناث البالغات هو 4.2 إلى 5.4 مليون خلية لكل ميكرولتر من الدم، وتعتبر النسبة الطبيعية عند النساء منخفضة عن الذكور نظراً لأنها تخسر من الكريات الحمر مع كل دورة شهرية لها.
• تعداد كريات الدم الحمراء الطبيعي للأطفال في تحليل RBCs هو من 4 مليون إلى 5.5 مليون خلية لكل ميكرولتر.
•  هذه النطاقات تعتبر الشائعة لتقييم نتائج تحليل RBCs وقد تختلف بين معامل التحاليل، تحدث مع الطبيب المخبري وطبيبك الخاص للمساعدة في قراءة نتائج تحليل تعداد كريات الدم الحمراء.

يطلب الطبيب تحليل تعداد كريات الدم الحمراء عند ملاحظة أعراض تشير إلى خلل في عدد هذه الكريات بالإضافة للشك باحتمال وجود أي مرض من الأمراض التي تسبب نقصاً أو ارتفاعاً في تعداد كريات الدم الحمراء، وتشمل هذه الأعراض:

1. ملاحظة أعراض انخفاض عدد كريات الدم الحمراء عن النسب الطبيعية:

   • تعب ووهن عام: إن الكريات الحمراء تنقل الأكسجين لجميع خلايا الجسم لتقوم بمهماتها، وعند نقص الكريات الحمراء لن يصل الأكسجين الكافي مما يضعف من قدرة الخلايا على القيام بوظائفها فيشعر المريض بالتعب العام.
   • ضيق في التنفس: يحدث ضيق في التنفس نتيجة نقص الأكسجة حيث يشعر المريض بعدم وجود أكسجين كافي كما يشعر بحاجته لبذل جهد وطاقة أكبر للتنفس، خاصة عند صعود درج أو المشي لمسافة طويلة.
   • الدوار والدوخة خاصة عند تغيير موضع الجسم بشكل سريع: الدوار ينتج عن عدة أسباب أهمها فقر الدم، فعند الوقوف بشكل سريع ينخفض الضغط فجأة وقد يصل لدرجة الإغماء وغالباً ما تكون الحالة فقر الدم بعوز الحديد، ويظهر مخبرياً انخفاض عدد كريات الدم الحمراء وانخفاض الخضاب.
   • تسارع في ضربات القلب: نقص وصول الأكسجين الذي تحمله الكريات الحمراء إلى القلب، يجعل القلب ينبض بشكل أسرع لكي يضخ الدم الكافي للخلايا لتقوم بعملها، وتترجم هذه العملية الفيزيولوجية بتسارع ضربات القلب، وعند معالجة السبب وعودة عدد كريات الدم الحمراء إلى الحالة الطبيعية سوف تصل كامل كمية الأكسجين للقلب عبر الكريات الحمراء ومنه إلى الخلايا وبعدها تنتظم ضربات القلب.
   • شحوب الوجه: نتيجة الضعف والتعب العام يحدث شحوب واصفرار في الوجه.

2. ملاحظة أعراض ارتفاع عدد كريات الدم الحمراء عن النسب الطبيعية:

   • اضطرابات في النوم: إن ارتفاع عدد كريات الدم الحمراء يؤدي لخلل في عمل جميع أجهزة الجسم، ويحدث اضطرابات في النوم نتيجة عدم القدرة على تنظيم الحالة الفيزيولوجية العامة للجسم.
   • صداع: إن وصول عدد من كريات الدم الحمراء إلى خلايا الدماغ أكثر من العدد الذي تحتاجه الخلايا لتقوم بعملها سوف يجعل المريض يشعر بصداع مستمر.
   • اضطرابات في الرؤية: يشعر المريض أيضاً عند ارتفاع كريات الدم الحمراء بتشوش في الرؤية أو رؤية ضبابية.
   • احمرار في الوجه: عند ارتفاع عدد كريات الدم الحمراء يحدث توهج واحمرار في الوجه.

• نزيف دموي: عند حدوث نزيف دموي يخسر الجسم عدد كبير من كريات الدم الحمراء مما يؤدي إلى انخفاض عددها في الدم.
• فقر الدم: ينتج فقر الدم الأكثر شيوعاً عن نقص الحديد، ويسبب فقر الدم انخفاض بعدد كريات الدم الحمراء وعند ملاحظة النقص يتم إجراء عدة تحاليل لمعرفة نسبة الحديد في الدم ومخازن الحديد أيضاً، ويتم علاج السبب وبعده ترتفع بشكل تلقائي كريات الدم الحمراء.
• سوء التغذية: ينتج نقص عدد كريات الدم الحمراء أيضاً عن سوء التغذية نتيجة نقص أهم الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم والتي تقوي الدم أهمها نقص حمض الفوليك وفيتامين B12 والنحاس.
• فشل نخاع العظم: في حالات معينة يفشل نخاع العظم عن صنع كريات الدم الحمراء وهو ما يسمى بفقر الدم اللاتنسجي، وينتج عن اضطرابات المناعة الذاتية أو استخدام بعض الأدوية أو العلاج الكيميائي أو التعرض للأشعة.
• انحلال الدم: ينتج نقص عدد كريات الدم الحمراء عن انحلال الدم والذي قد يحدث نتيجة رد فعل المناعة الذاتية عند نقل الدم، أو نتيجة مرض وراثي مثل فقر الدم المنجلي.
• اللوكيميا: اللوكيميا هو سرطان الدم وهو أحد الأسباب التي تؤدي إلى نقص في عدد كريات الدم الحمراء والذي قد يكون حقيقي، وقد يكون النقص كاذب فالتكاثر العشوائي للخلايا يؤثر بشكل سلبي على دقة نتيجة التحليل وهو ما يمكن كشفه من خلال نتائج التحاليل الأخرى.
• أثر جانبي لبعض الأدوية: ينخفض عدد كريات الدم الحمراء نتيجة استخدام الكلورامفينكول وهو نوع من أدوية المضادة للالتهابات البكتيرية، أو أدوية العلاج الكيميائي.
• الحمل: يتغذى الجنين طوال فترة الحمل من دم الأم، وهو ما يجعل خلايا الأم بحاجة لكمية من الدم أكبر من السابق لتقوم بمهامها، نتيجة اتجاه معظم الدم إلى تغذية الجنين، فينخفض عدد الكريات الحمراء، وهو ما يعالجه الأطباء بإعطاء مقويات للدم مثل الحديد وحمض الفوليك والفيتامينات الأخرى للوقاية من انخفاض عدد الكريات الحمراء. [2-1-4]

• أمراض الرئة: الرئة هي الخط الأول لاستقبال الأكسجين وفي حال وجود أمراض في الرئة مثل التليف الرئوي، سوف يؤدي إلى ارتفاع بعدد الكريات الحمراء التي تحمل الأكسجين إلى خلايا الجسم.
• الأمراض القلبية: تعتبر الأمراض القلبية أيضاً من الأمراض التي تسبب ارتفاع عدد كريات الدم الحمراء وأهمها التشوهات الخلقية.
• التجفاف: يحدث التجفاف نتيجة الإسهال الشديد ويؤدي لارتفاع عدد الكريات الحمراء في الدم.
• التدخين: يعتبر التدخين من أهم الأسباب الشائعة لارتفاع عدد الكريات الحمراء كما أنه يعطي نتيجة مرتفعة كاذبة وغير دقيقة لخضاب الدم.
• أثر جانبي لبعض الأدوية: يرتفع عدد كريات الدم الحمراء عند تناول بعض الأدوية مثل جنتمايسين والميثيل دوبا. [1-2-4]

1. التحضير قبل الاختبار: عادةً لا يكون هنالك تحضيرات قبل تحليل RBC، ولكن في بعض الحالات قد يتناول المريض أنواعاً من الأدوية تؤثر على نتيجة التحليل مثل الكلورامفينكول والجنتمايسين والميثيل دوبا، والتي يجب أن يتم إيقافها قبل يوم أو يومين من التحليل، وهذا ما يحدده الطبيب فيجب أن يتم إخبار الطبيب الذي طلب التحليل بجميع أنواع الأدوية التي يتم تناولها.
2. هل يجب على المريض الصيام قبل تحليل RBCs: عند تحليل RBCs لا يُطلب عادةً الصيام، ولكن في معظم الأحيان يترافق هذا التحليل مع تحاليل أخرى، أهمها تعداد الدم الكامل وقياس نسبة الحديد في الدم وقد يطلب الطبيب تحاليل أخرى أيضاً حسب كل حالة، لذلك من المهم أن يذهب المريض في الصباح للمختبر لسحب عينة الدم وهو صائم تماماً دون تدخين أو أي شيء آخر.
3. خلال الاختبار: أثناء الاختبار يتم تعقيم مكان سحب العينة، ثم ربط رباط مطاطي فوق الذراع لتظهر الأوردة بشكل واضح، ثم يتم إدخال الإبرة وسحب عينة دم من أوردة ذراع المريض، ثم يفك الرباط المطاطي، وتسحب الإبرة ويعقم مكانها ويغطى مكان السحب ببلاستر، وتوضع العينة في أنبوب مضاد لتخثر الدم ليتم فحصها فيما بعد، ولا يستغرق الاختبار أكثر من ثلاث دقائق.
4. بعد الاختبار: يتم الضغط على مكان السحب لدقائق لإيقاف النزف، قد يحدث تورم بسيط مكان السحب ومن الممكن أن تظهر بقعة صغيرة من الدماء تحت الجلد تزول تلقائياً بعد عدة أيام، وعادة لا يحتاج التحليل وقت طويل حتى تظهر النتيجة. [1-3]

 في المختبر الطبي يتم تطبيق إجراءات طبية على العينة لإحصاء الكريات الحمراء، وهذا يختلف حسب نوع الجهاز المستخدم لهذا الغرض ومدى تطوره، بعض الأجهزة الحديثة يكشف عن العدد بشكل مباشر، وبعضها يحتاج إلى حساب تفصيلي يدوي، وبشكل عام فإن خطوات إجراء تحليل تعداد الكريات الحمراء كما يلي:

• الخطوة الأولى: يتم استخدام أنبوب اختبار زجاجي مدرج نصف ثم واحد ثم واحد ونصف، وفي منتصف هذا الأنبوب كرة صغيرة، لتستوعب العينة، كما نحتاج لجهاز خاص على شكل شريحة زجاجية مقسمة لمربعين تسمى شريحة عد خلايا الدم (Hemocytometer)، ومحلول خاص بالكريات الحمراء لا يؤثر على شكلها ولا يسبب انحلالها مثل (Hayems fluide).
• الخطوة الثانية: بعد أن تم سحب عينة الدم من المريض، نسحب من العينة إلى داخل الأنبوب الزجاجي إلى التدريجة نصف، ثم نمسح الأنبوب من الخارج لتتم إزالة بقايا الدماء من على الأنبوب، ثم نسحب المحلول المخصص للكشف عن كريات الدم الحمراء.
• الخطوة الثالثة: نضع الأنبوب الزجاجي في جهاز الاهتزاز لمدة لا تتجاوز الخمسة وأربعون ثانية.
• الخطوة الرابعة: نضع شريحة بلاستيكية مخصصة فوق شريحة عد الخلايا الزجاجية التي سوف يتم الفحص منها لتثبيتها ومنع تسرب السائل، وبالتالي ضمان عدم تلوث المجهر بالعينة الدموية السائلة.
• الخطوة الخامسة: نقوم بالتخلص من أول نقطتين تسقطان من الأنبوب الزجاجي، ثم نضع نقطة واحدة فقط بشكل عمودي على شريحة عد خلايا الدم، والتي تتوزع بشكل عمودي داخل الشريحة المقسمة إلى مربعين، ونتخلص من أول نقطتين لنضمن نزول العينة الممتزجة بالدم وليس السائل فقط.
• الخطوة السادسة: نبدأ بالعد تحت المجهر حيث يضم المربع الكبير تسعة من المربعات الصغيرة نكبر الساحة المجهرية لنصل للمربع الأوسط الذي يحتوي على عدة مربعات صغيرة أيضاً عددهم 25، نختار منهم خمسة مربعات الأربع زوايا والمربع في المنتصف، ونعد كم كرية حمراء داخل كل مربع من المربعات الخمسة، بالإضافة إلى عد الكريات التي تقع على الحواف بشكل حرف L فقط أي من زاوية واحدة.
• الخطوة السابعة: نعد كم كرية تم إيجادها في الخمس مربعات ونجمع العدد الناتج ثم نضربه ب 10000 وهكذا نحصل على عدد الكريات الحمراء بالمليون.
• الخطوة الثامنة: نقارن الناتج بالقيم الطبيعية عند الرجال والنساء لنكشف إن كان العدد طبيعي أو أن هنالك خلل ما زيادة أو نقصان.