دعاء الريح الصحيح وأفضل أدعية هبوب الرياح
قال تعالى: ((وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ)) آية 57 سورة الأعراف، كثيراً ما يذكرنا الله سبحانه وتعالى بعجائب قدرته ومعجزاته الكثيرة، لكي نتقرب منه ونتضرع إليه بالدعاء خوفاً وتحَسُباً وطمعاً برحمته الواسعة؛ كي لا يصيبنا من هذه الظواهر أذى أو ضرفما هو دعاء الريح كما ورد عن النبي؟ وماهي الأدعية الواجب ذكرها عند هبوب الريح والعواصف الشديدة؟
- دعاء الريح عن الرسول صلى الله عليه وسلّم: "اللَّهُمَّ إِني أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرِ مَا فِيهَا وخَيْر ما أُرسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بك مِنْ شَرِّهِا وَشَرِّ ما فِيها وَشَرِّ ما أُرسِلَت بِهِ" روته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يدعو بهذا الدعاء عند هبوب الريح الشديدة، أخرجه مسلم في الصحيح.
- وفي رواية أبي بن كعب كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول إذا هبت الرياح: "اللَّهُمَّ إِنا نَسْأَلُكَ خَيْرِ هذه الرِّيحِ، وَخَيْرِ مَا فِيهَا وخَيْر ما أُمرِتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بك مِنْ شَرِّ هذه الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ ما أُمرِتْ بِهِ"
- أفضل دعاء عند هبوب الريح عن الرسول صلى الله عليه وسلّم: "اللَّهُمَّ اجعلها رحمةً ولا تجعلها عذاباً، اللَّهُمَّ اجعلَها رياحاً ولا تَجعلْها رِيحاً" رواه عبد الله بن عباس وهو حديث صحيح، والمشهور عند المفسرين أن كلمة "رياح" في القرآن أتت في مواضع الرحمة، وكلمة "ريح" في مواضع العذاب والنقمة.
- وروى سلمة ابن الأكوع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا اشتدت الريح: "اللَّهُمَّ لقحاً لا عقيماً" رواه ابن حبان.
في قوله "اللَّهُمَّ إِني أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرِ مَا فِيهَا وخَيْر ما أُرسِلَتْ بِهِ" يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلّم أن الريح تحمل معها خيراً للإنسان وهي من سنن الكون التي سنها الله تعالى، وعلى المؤمن أن يحرص في دعائه على سؤال الله تعالى الخير من الرياح والمنافع التي تحملها.
وفي قوله صلى الله عليه وسلّم "أَعُوذُ بك مِنْ شَرِّهِا وشَرِّ ما فِيها وَشَرِّ ما أُرسِلَت بِهِ" دليل على ضرورة الاستعانة بالله للحماية من الضرر الذي قد تحمله الرياح والعواصف، وفي هذا الدعاء خير ما يطلبه المؤمن من الله تعالى، وهو سؤال الخير والنفع من الرياح والاستجارة به جلّ جلاله من الضرر والشرّ على الأبدان والممتلكات.
- اللَّهُمَّ إني أسألك الخير كله وما تحمله هذه الريح من خير، وأعوذ بك من الشرِّ كله وما تحمله هذه الريح من شرٍّ.
- اللَّهُمَّ إني أستغفرك وأتوب إليك لكلِّ ذنبٍ أذنبته، وأعوذ بك من كل يأسٍ يعقب رحمتك ومن كل قنوطٍ من مغفرتك، وأن تجعلني يا رب لك شاكراً ذاكراً طالباً لسعة كرمك، اللّهُمَّ ارزقنا خير هذه الريح وقنا من شرّها.
- اللَّهُمَّ إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل برِّ، وأعوذ بك من شرّ هذه الرياح وأسألك خيرها.
- اللَّهُمَّ إن كانت هذه الريح رياح شرٍّ وأذى بسبب ما اقترفناه من الذنوب والآثام فارفع اللَّهُمَّ مقتك وغضبك عنا، ونجنا مما نخاف ونحذر.
- يا لطيف يا لطيف يا لطيف، ألطف بي بِمَا نَزَل، ألطف بنا يا لله بلطفك وعظمتك، وأعني بقدرتك يا رحمن يا رحيم.
- اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء يا لطيف يا خبير.
- اللَّهُمَّ حوالينا ولا علينا اللَّهُمَّ على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الأشجار.
- اللَّهُمَّ يا من نجيت موسى في التابوت نجنا مما نمر به ونجنا مما هو آت، واجعل هذه الريح خيراً علينا وأجرنا من شرّها، سبحانك إنّك أرحم الرحمين.
- اللَّهُمَّ ارحمنا فإنك الرحمن الرحيم، ولا تعذبنا فأنت علينا قادر، والطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير، نعوذ بك من شرِّ العواصف والريح والرعد والمطر.
- اللَّهُمَّ إنا نستغيث بك من شرور هذه العواصف، الطف بنا من نوازلها، واحفظنا بعينك التي لا تنام وكنفك الذي لا يضام ونجِّنا من الكرب العظيم يا مفرّج كل الكروب.
- اللَّهُمَّ اجعلها برداً وسلاماً علينا، كما جعلت النار برداً وسلاماً على سيدنا إبراهيم برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللَّهُمَّ ارزقنا الأمن والطمأنينة والأمان، ونجنا مما نخاف ونحذر، وادفع عنا دائرة السوء بقوتك وعظمتك ومقدرتك، واجعل لنا من هذه الرياح خيراً ونفعاً، وقنا شرّها وضرّها، سبحانك وإليك المصير.
- اللَّهُمَّ إنا نستغفرك من كل ذنب يمحق الحسنات ويضاعف السيئات، وينزل البلاء ويحل النقمات، ويغضبك يا رب العالمين ومالك الأرض والسماء.
- اللَّهُمَّ يا رؤوفا بعبادك الصالحين، يا رحمن يا رحيم، يا ملجأ المضطرين وأمان الخائفين نعوذ بك اللَّهُمَّ من كل سوء ونسألك اللطف في القضاء والقدر، الطف بنا اللَّهُمَّ من شر هذه العواصف وشدتها.
نهى النبي صلى الله عليه وسلّم عن سبِّ الريح والتذمر المذموم في العواصف والرياح الشديدة، وعلّمنا القول الصحيح في هبوب الريح والرياح الشديدة والعواصف، قال عليه الصلاة والسلام: لا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هذِهِ الرِّيحِ وخَيْرِ مَا فِيهَا وخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وشرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ.
ومن أفضال دعاء الريح أنّ فيه إقرارٌ بآية من آيات الخلق وطلبٌ للرحمة والرأفة، واستعاذة من الشرّ والضرر، وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: الريحُ من روحِ اللهِ تعالى، تأتي بالرحمةِ وتأتي بالعذابِ، فإذا رأيتُموها فلا تسبُّوها واسألوا اللهَ خيرَها، واستعيذوا باللهِ من شرِّها.
ولأن الريح من أنواع العذاب المذكورة في القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة الذاريات آية 41: "وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ” علّمنا الرسول عليه الصلاة والسلام أن نستعيذ من شرّها وضررها، لكن الريح أيضاً من آيات الخلق التي تذكّرنا بعظمة الله تعالى، ولها فوائد كثيرة لا تستقيم حياة الإنسان بغيرها، وذلك يتجلى في قوله تعالى في سورة الروم آية 48: "اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ".