كيفية تعليم الأطفال الترتيب والنظام
النظام والترتيب مهارة يكتسبها الأطفال من خلال تدريبهم في السنوات الأولى من قبل آبائهم، ليصبح مع الوقت النظام من روتين حياتهم، وفي هذا المقال سوف نوضح أهم الأفكار والطرق التي يتبعها الوالدين ليتعلم الأطفال النظام والترتيب وما هي أهمية تعليم الأطفال هذه المهارات؟
يبدأ تعليم الطفل الترتيب والنظام في الفترة من عمر السنة وحتى السبع سنوات، وكلما كان التعليم أبكر كلما كانت النتائج أفضل، ففي هذا العمر يتعلم الطفل من خلال الملاحظة وتقليد الأهل ويكون قابل لتعلم أي معلومات جديدة عليه، ويمكن البدء بتعليمه النظام عن طريق:
- قومي بالمهمات أمام الطفل: ليتعلم الطفل كيف يقوم بأداء واجباته الخاصة يجب على الأم أن تقوم بهذه المهمات بالشكل الصحيح أمام الطفل وتشرح له ما يجب أن يقوم به لعدة مرات، كتعليمه أين يضع العابه، وأين يضع ملابسه وكيف يرتب سريره.
- دعيه ينجز الواجبات بنفسه: المرحلة التالية تكون مساعدة الطفل على القيام بواجباته بنفسه من خلال توجيهه ومراقبته ومساعدته أيضاً لعدة مرات فمثلاً يجب أن تعلميه كيف يرتب سريره وتراقبيه لعدة مرات ومهما أخطأ أو تأخر لا تقومي بمهمته.
- تعليمه الآداب العامة: يتعلم الطفل النظام والترتيب من خلال تعليمه الآداب العامة كآداب الطاولة وتناول الطعام، وكيف يقوم بتنظيم غرفته وملابسه، وتعليمه كيف يحافظ على نظافته الشخصية وكيف يكون مرتب في حياته اليومية.
- تعليم كل طفل تبعاً لرغباته الفطرية: يختلف تعليم الطفل النظام والترتيب بناءً على جنسه، فالأنثى تحب أن تدخل مع أمها إلى المطبخ وتتعلم الطهي والترتيب بالوقت الذي يفضل الولد أن يتعلم من والده كيف يتسوق ويشتري احتياجات المنزل ويقوم بفعل المهمات الصعبة على الأمهات مثل تصليح الأثاث، ولكن هذا لا يمنع أنه يجب تعليمه القيام بخدمة نفسه من ترتيب سريريه وملابسه وغيرها من احتياجاته الشخصية.
- عزّزي شعوره بالمسؤولية: التزام الطفل بالنظام والترتيب ينبع بالدرجة الأولى من قدرته على تحمل المسؤولية، فبعد تعلميه كيف يقوم بترتيب حاجاته الخاصة سوف ينشأ لديه الشعور بالمسؤولية تجاه هذه الواجبات فلا يستطيع أن يقصر فيها، كما يجب أن يتعلم كيف يتحمل مسؤولية إخوته الأصغر منه، فهذا ينمي لديه حس المسؤولية بشكل كبير تجاه ما يواجه في حياته بالإضافة إلى أن هذه الطريقة تقوي من علاقة الإخوة ومساعدتهم وحمايتهم لبعضهم بعيداً عن أي غيرة.
- تشجيع الطفل عند محاولته التنظيم: عندما يستجيب الطفل لتوجيهاتك بشكل سريع عليك تشجيعه بكل الوسائل التي يحبها، واتركيه يفعل واجباته بنفسه حتى ولو أخطأ شجعيه ليفعل الصواب مرة أخرى، وعليك أن تكوني صبورة في مراحل تعليمه إلى أن يتقن كل واجباته، وعند النجاح اعطيه مكافأة ليشعر بقيمة النجاح، فالتحفيز مهم ليتعلم الطفل الترتيب، ولكن ضمن حدود فبالنهاية يجب أن يشعر الطفل أن الترتيب والنظام واجب دائم عليه، ولا يفعله فقط للحصول على المكافأة.
- حددي له وقت لكل مهمة: احترام الوقت يجعل الطفل يعمل بانتظام شديد، فأعطيه وقت معين لقضاء مهمة معينة مثلاً لديك خمس عشر دقيقة لترتب غرفتك كاملة، يجب أن يسابق الوقت لينجز مهمته قبل قضاء الوقت فهذا سيعلمه احترام وقته مستقبلاً.
- عاقبيه بالحرمان من الأشياء التي يحبها عند التقصير: في حال تم تعليم الطفل أساسيات النظام والترتيب وأهملها دون سبب، عليك بالتنبيه كخطوة أولى، وعند عدم الاستجابة يجب أن يعلم الطفل ان هنالك خطوط يجب ألا يتجاوزها فيجب معاقبته بحرمانه من الأشياء التي يحبها كي لا يتجاهل النظام. [1-2-4]
تعليم الطفل على النظام والترتيب ضمن روتين يومي هو ما يحول هذا الروتين إلى طبيعية سلوكية دائمة لديه، لكن رغم أهمية الروتين يجب تجنب الضغط الكبير على الطفل حتى لا يشعر أن ما يقوم به مجرد نوع من العقاب وبدون فائدة، وهذه بعض أهم النقاط حول الروتين اليومي:
- الروتين الصباحي: يجب أن يبدأ الروتين الصباحي للطفل بترتيب سريره، وتغيير ملابس النوم، وغسل وجهه وتنظيف أسنانه، وارتداء ملابس المدرسة ثم تناول الفطور، والذهاب للمدرسة.
- روتين منتصف اليوم: في منتصف اليوم، يأتي الطفل من المدرسة وهنا يتوجب عليه وضع حقيبته في مكانها، وتغيير ملابسه، ومساعدة والدته في إعداد المائدة لتناول الغداء، ثم يبدأ بتحضير واجباته المدرسية، وبعدها يكون حراً في وقته ليلعب ويمارس هواياته المفضلة، إلى أن يأتي وقت النوم.
- الروتين المسائي: الروتين الليلي للأطفال يبدأ بعد تناول العشاء حيث يجب على الأطفال إعداد حقيبتهم الدراسية، وتحضير أنفسهم للنوم من خلال تنظيف أسنانهم وارتداء ملابس النوم.
- روتين تنظيف غرفته: خلال أيام الأسبوع من المهم أن يحافظ الطفل على ترتيب غرفته من خلال وضع الكتب في أماكنها المخصصة والملابس أيضاً، والألعاب في الصناديق، وعدم ترك أي بقايا لورق أو لطعام أو أي شيء آخر وخلال أيام العطل يمكن أن يتم تنظيف الغرفة بشكل أكبر وترتيب خزانة الملابس وغيرها، وهذا يوجب على الأم أن تضع في غرفة الطفل طاولة خاصة للدراسة وخزانة ملابس خاصة بالطفل، بالإضافة إلى رفوف خاصة لاحتياجاته الشخصية دون أن تنسى وضع سلة مهملات في الغرفة.
- كسر الروتين: أي روتين في الحياة يجب أن يكون هنالك وقت حر فيه لكسر الروتين ولضمان استمراريته فالتقيد الشديد والدقيق بكل الأوقات يجعل الطفل يختنق من الروتين ولا يلتزم فيه عمداً، لذلك يتم كسر الروتين في يوم حر للطفل مثل عطلة نهاية الأسبوع دون دراسة أو قيود، يفعل فيها ما يشاء ويلعب، ويستمتع لكن دون أن يتجاوز حدود الالتزام بالنظافة الشخصية. [1-2]
- ترتيب أولويات الطفل: تبدأ رحلة تعليم الأطفال الترتيب والنظام في المنزل من خلال ترتيب أولوياتهم حيث يجب تنظيم جدول خاص بالطفل يلتزم فيه وينظم من خلاله يومياته، حيث يلتزم بوقت استيقاظه والوقت الذي يحتاجه ليرتب سريره ويرتدي ثيابه ويتناول فطوره، ويذهب لمدرسته، بالإضافة إلى معرفة أوقات دراسته ولعبه، وأوقات ذهابه للسرير، وبترتيب هذه الأولويات واحدة تلو الأخرى يتعلم الطفل كيف يكون مرتب ومنظم.
- تعليم أساسيات النظافة الشخصية: يتعلم الطفل أساسيات النظافة الشخصية بدءً من مرحلة وعيه في المنزل، حيث تعلم الأم الطفل كيف يغسل يديه بعد الطعام وبعد أن تدخله للحمام، وتعلمه كيف يغسل أسنانه في الصباح وقبل ذهابه للسرير، وكيف يغير ملابسه ويضعها في المكان المخصص للغسيل، هذه التعليمات تجعل منه طفل نظيف واعتياده عليها يجعل منه شخص مرتب ونظيف مستقبلاً.
- تعليم روتين الدخول للمنزل: يتعلم الطفل الترتيب في المنزل من خلال الالتزام بأبسط التعليمات فمثلاً عند دخوله للمنزل يجب أن يتعلم خلع الجوارب ووضع حقيبته في مكانها ثم يتوجب عليه غسل اليدين والقدمين، وتغيير الملابس ووضعها في مكانها، والاستعداد لبدء الطعام.
- تعليم الطفل أن يساعدك بإعداد الطعام: يجب أن يتعلم الطفل في المنزل كيف يساعد والدته في إعداد الطعام، وترتيب المائدة، هذه التعليمات تزرع داخله روح التعاون مع إخوته وتبعده عن الأنانية، كما يجب أن يتعلم كيف يساعد والدته بعد الانتهاء من الطعام في تنظيف المكان وترتيبه وهذا لا يعني إجبار الأطفال على القيام بمهماتك كأم ولكن مجرد مساعدة بسيطة في وضع الصحون وترتيب الطاولة يزرع بداخلهم روح التعاون والألفة والمودة بين الأطفال.
- تنظيم الفوضى بأنفسهم: الأطفال يسببون الكثير من الفوضى خلال اللعب والدراسة وغيرها من النشاطات التي يفعلونها في المنزل، وهنا من المهم أن يتعلموا كيف ينظموا هذه الفوضى ويعيدوا ترتيب الأماكن التي لعبوا بها خلال وقت فراغهم. [1-3]
- أن يكون الأهل قدوة للأبناء: فاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه وهنا الخطوة الأهم لتعليم الطفل الترتيب والنظام أن يكون الأهل منظمين من الأساس فلا يمكن لأم أن تقول لابنها رتب غرفتك بالوقت الذي تكون فيه غرفتها غير مرتبة، ولا يمكن لها أن تقول اخفض صوتك بالوقت الذي تعامله بالصراخ على مدار الساعة، لذلك يجب أن يكون الأهل قدوة لأبنائهم بالنظام والترتيب لأن الطفل يتعلم من خلال تقليد والديه بلا وعي قبل أن يبدأ بتلقي التعليمات منهم.
- تعليم الأطفال التنظيم بهدوء: للوصول إلى نتيجة مرضية تجعل الطفل يتبع روتين منظم في حياته يجب الصبر عليه واتباع معه الحيل والألعاب ومساعدته في واجباته إلى أن يتقن القيام بها لوحده دون اتباع أسلوب الأمر معه لأن ذلك سيجعله مجبر على القيام بواجباته أمام الوالدين فقط أما اتباعه التنظيم بقناعته سوف يجعله منظماً طوال حياته.
- إعطاء الطفل مساحة من الخصوصية: يبدأ تعلم الترتيب من احترام خصوصيته في المنزل فعندما يكون لديه خزانته الخاصة ودرج لألعابه ومكتبة صغيرة لكتبه حتى ولو كانت عبارة عن رفوف صغيرة، وزاوية صغيرة لترتيب حاجات مدرسته هذا سيجبره على ترتيبهم لأنهم يخصونه هو وحده ولا يمكن الاعتماد على أحد في ترتيب هذه الحاجات لذلك الخصوصية مهمة جداً للتأثير على الطفل وتعليمه الترتيب.
- مراعاة عمر الطفل بالتدريب: على الرغم من أهمية تعليم الطفل الترتيب منذ سنواته الأولى إلى أنه يجب مراعاة عمره في تعليمه الترتيب، فلا يمكن إعطاء الطفل مهمات أكبر من عمره، خطوة بخطوة بدءً من تعليمه الاعتناء بنظافته الشخصية إلى الاعتناء بخصوصياته وهكذا يمكن أن يتعلم بالتدريج الترتيب، فلا يمكن تعليمه كل شيء منذ صغره دفعة واحدة.
- عدم التمييز بين الأطفال: أكبر خطأ يمكن أن يقع فيه الأهل هو تعليم الترتيب والنظام للطفلة فقط لأنها أنثى وستكون أم في المستقبل وتعليمها خدمة أخوتها الذكور، فهذا سوف يعلمهم الاتكالية والإهمال طوال حياتهم كما أنه سيضعف من بناء شخصية الفتاة، ففي التربية الصحيحة كل منهم يجب أن يخدم نفسه بنفسه وينظم حاجاته ويلبي طلباته دون أن يعتمد على الآخر.
- لا تظهري الملل أو التعب خلال تعليمه: تعليم الطفل الترتيب والنظام يحتاج إلى الصبر لأن الطفل سوف يتهرب ويبكي ولن يفعل في المرات الأولى، وقد يقوم بواجباته مرة ولا يكررها مرة أخرى، وهنا يتوجب على الأهل عدم إظهار الملل والصبر على الطفل وعدم التراجع لكي لا يزيد الطفل من بكاؤه ودلاله على أهله على أنه صغير ولا يتحمل هذه المشقات، ويجب اتباع أساليب لطيفة ومشجعة له والابتعاد عن الصراخ والتوبيخ. [1-3-4]
- يساهم في استقرار المنزل: الترتيب والنظام يجعل الطفل يحترم القواعد في المنزل، كما يعلمه احترام إخوته والتعاون معهم، ويخلق بينهم جو من الألفة والمودة والذي ينتج عنه جو مستقر عموماً في المنزل.
- التحكم بتصرفاتهم بشكل جيد: الترتيب والنظام تجعل من الطفل شخص واعِ قادر على معرفة وترتيب أولوياته وتحديد ما يريد بدقة ومعرفة كيف يصل للشيء الذي يريده مما يجعله قادر على التحكم في تصرفاته بشكل جيد.
- يعلمهم تحمل مسؤولية أنفسهم: النظام يعلم الطفل منذ نعومة أظافره أن يعتمد على نفسه ويحمل مسؤولياته الشخصية دون الاعتماد على الوالدين حيث تبدأ هذه المسؤوليات من ترتيب أغراضه الشخصية وتتدرج في الصعوبة إلى أن يكبر ويكون قادر على تنظيم منزله الخاص.
- يعلمهم أسس الاحترام: اتباع روتين منظم يجعل الطفل يتعلم أن يحترم وقته وعمله وإخوته ويقدر عمل والديه، كما يتعلم من خلال النظام كيف يحترم الآخرين عند التعامل معهم مما يجعل منه شخصاً ناجحاً في المجتمع.
- يعلم الطفل ترتيب أفكاره: الطفل القادر على الاهتمام بنفسه بنظام وترتيب يومياته يتعلم مع الوقت كيف يقوم بترتيب أفكاره ووضع أهدافه والعمل على الوصول إليها وتحقيق أحلامه خطوة بخطوة. [4]