العنف ضد المرأة وأرقام التبليغ عن العنف ضد النساء
على الرغم من التقدم الذي وصل له العالم ما زال العنف ضد المرأة يمارس بكثرة في زاوية التسلط والإهانة وعدم معرفة القيمة الحقيقية للمرأة، بالإضافة إلى الكثير من حوادث العنف التي لا تظهر وتبقى حبيسة الصمت وتأسر المرأة لتمنعها من الحياة التي تعد من أهم حقوقها. مقال عن العنف ضد المرأة هو أقل ما يمكننا فعله للتوعية بهذه الظاهرة التي تمارس منذ القدم حتى يومنا هذا.
ما هي ظاهرة العنف ضد المرأة؟ تعرف الأمم المتحدة العنف ضد المرأة بأنه: كل فعل عنيف ينتج عن عصبية النوع ويترتب عليه أو يرجح أن يترتب عليه أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، في الحياة العامة والخاصة[1].
تتعرض المرأة للتعنيف على ثلاثة أشكال أساسية[2]:
أولاً: العنف الجسدي، المتمثل بالضرب والتعنيف الجسدي.
ثانياً: العنف اللفظي المتمثل بالإهانات اللفظية والشتائم والمعاكسات.
ثالثاً: العنف الجنسي، وهو كل قول أو فعل له طبيعية جنسية يحصل دون رضا المرأة
وقد تتعرض المرأة لكل هذه الأنواع في وقت واحد كما في الاغتصاب الذي يعتبر عنفاً جنسياً ولفظياً وجسدياً في آن معاً، ومن أشكال التعنيف المنتشرة أيضاً تشويه الأعضاء التناسلية وقص الشعر والحرق وغيرها من الممارسات الهمجية بحق الإناث.
هناك قائمة لا نهائية من الأسباب والدوافع التي تجعل من المرأة عنصراً مستضعفاً ومعنفاً في بيئتها الاجتماعية، لكن يمكن أن نذكر بعضاً من أبرز هذه الأسباب[3] كما يلي:
1- العادات والتقاليد التي تجبر المرأة على الرضوخ للعنف والتعنيف والسكوت عنه، والتي تتسامح مع كل ما يقوم به الرجل من أفعال عنيفة تجاه المرأة.
2- سوء الفهم واستغلال بعض التعاليم الدينية في تعنيف المرأة.
3- غياب القوانين والتشريعات التي تحمي المرأة وتجرم من يقدم على تعنيفها وإيذائها، وغياب الردع الاجتماعي.
4- ميل الرجال إلى السيطرة على النساء نتيجة مجمعة كبيرة من العوامل المعقدة والمتطورة على مر التاريخ.
5- تبعية المرأة الاقتصادية للرجل التي تفقدها الاستقلالية.
6- الوقوع في دائرة القهر الاجتماعي المتمثلة بوجود حكومات عنيفة وموظفين ينتهجون التعنيف اللفظي والجسدي في التعامل مع الناس ومنظومة تعليمية قائمة على التعنيف.
راجع مقالنا عن أسباب ممارسة العنف ضد المرأة
مما لا شك فيه أن تعنيف المرأة يترك آثاراً عميقة على شخصية المرأة المعنفة وعلى أسرتها وعلى المجتمع ككل، ويمكن تلخيص هذه الآثار على الشكل التالي[1]:
- قد يؤدي التعنيف الجسدي إلى آثار صحية مؤقتة أو مزمنة، مثل الكدمات والكسور والحروق أو حتى العاهات المستديمة وقد يصل الأمر إلى الموت.
- عرقلة المرأة عن أداء واجباتها تجاه الأسرة والمجتمع.
- انكسار المرأة المعنفة وفقدانها الرغبة في العطاء واهتزاز ثقتها بنفسها وبمن حولها.
- كره المرأة لزوجها وللمؤسسة الزوجية نتيجة تعرضها للتعنيف.
- انتقال عدوى العنف إلى الأطفال من خلال ما يرونه أمامهم أو حتى من خلال ردة فعل الأم المعنفة التي قد تنتقم من أبنائها بتعنيفهم!.
- معاناة المرأة المعنفة من الاضطرابات النفسية كالاكتئاب الحاد والأمراض الذهانية.
- العزلة التي تختارها المرأة المعنفة لانخفاض شعورها بالقيمة وتعاظم شعورها بالخجل الاجتماعي.
• واحدة على الأقل من كل ثلاثة نساء تتعرض للضرب أو الإكراه على الجماع أو لأشكال أخرى من الاعتداء والإيذاء مرة واحدة على الأقل في حياتها [4].
• حسب تحليل أجرته منظمة الصحة العالمية، ثلث نساء العالم تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي من الزوج أو الشريك، ونسبة الوفيات التي قد تنتج عن الاعتداء الجسدي تتراح بين 40 و70%.
• حوالي 7% من نساء العالم تعرضن للتعنيف الجسدي والجنسي من غرباء.
• في مصر، يصل عدد حالات الاغتصاب سنويًا إلى أكثر من 200 ألف سيدة، وفقا للمركز المصري لحقوق المرأة، وقد ارتفع عدد هذه الحالات مع المشاكل السياسية التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة.
• في الأردن، سجلت السلطات ارتفاعًا في أعداد حالات الاغتصاب، إذ يتم اغتصاب نحو سيدتين من كل 100 ألف سيدة، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجرائم.
• تشير الدراسات أن كل ثلاث سعوديات من أصل خمس يتعرضن لعنف منزلي وكذلك في مكان العمل.
• في كولومبيا مثلاً تموت امرأة مقتولة على يد زوج أو عشيق أو شريك سابق كل أسبوع تقريباً!.
• في الكونغو يتم الإبلاغ عن 1100 حالة اغتصاب شهرياً، وهناك أكثر من 200 ألف امرأة تعرضن للعنف الجنسي خلال الصراع المسلح في الكونغو.
• أكدت المنظمة الدولية للمرأة أن أشهر صور العنف ضد النساء في أماكن مختلفة من العالم في الوقت الحالي هي عمليات الختان حيث تتعرض 120 مليون فتاة سنويًا لعملية ختان.
• نسب ختان النساء حسب اليونيسف: الصومال 98%، جيبوتي 93%، مصر 91%، السودان 88%، موريتانيا 69%، اليمن 19%، والعراق 8%.
• أكثر من 130 مليون أنثى في العالم تعرضن لتشويه في الأعضاء التناسلية نتيجة ختان الإناث معظمهن في أفريقيا والشرق الأوسط.
• وتشير تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن عدد ما يطلق عليه جرائم "القتل دفاعًا عن الشرف" قد يصل إلى 5000 امرأة سنويًا على صعيد العالم بأسره.
• خمسة آلاف امرأة يتعرضن لتصفية جسدية سنوياً على خلفية قضايا الشرف.
• حسب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، يتكبد الاقتصاد العالمي نحو 12 تريليون دولار سنويًا بسبب العنف ضد المرأة.
هناك عدد متزايد من الدراسات المعدة جيدًا لغرض النظر في مدى فعالية برامج الوقاية والاستجابة لعلاج ظاهرة العنف ضد المرأة، ويلزم توفير المزيد من الموارد من أجل تعزيز جانبي الوقاية والاستجابة، بما فيهما الوقاية الأولية، فيما يخص العنف الممارس على يد العشير والعنف الجنسي، أي الحيلولة دون حدوثهما قبل كل شيء.
لتحقيق تغيير جذري في الوقاية من العنف ضد المرأة، فمن الضروري سنّ التشريعات ووضع السياسات التي تمكن من:
- التصدي للتمييز الممارس ضد المرأة.
- تعزيز المساواة بين الجنسين.
- دعم المرأة.
- المساعدة في المضي قدمًا صوب وضع قواعد ثقافية أكثر سلمية.
دور قطاع الصحة في وقف العنف ضد المرأة
يمكن أن تسهم استجابة القطاع الصحي المناسبة إسهامًا كبيرًا في توقيف العنف ضد المرأة. وعليه فإن توعية مقدمي الخدمات الصحية وغيرهم من مقدمي الخدمات وتثقيفهم من الاستراتيجيات الأخرى التي تكتسي أهمية في هذا الصدد. ويتمثل دور القطاع الصحي في وقف العنف ضد المرأة كالآتي:
- توفير خدمات صحية شاملة للمعنفات الناجيات.
- جمع البيانات بشأن الانتشار وعوامل الخطر والآثار المترتبة على الصحة.
- استنارة السياسات بالمعلومات اللازمة من أجل التصدي للعنف ضد المرأة.
- الوقاية من العنف عن طريق تعزيز برامج الوقاية وتزويدها بالمعلومات اللازمة.
- الدعوة إلى الاعتراف بالعنف ضد المرأة ضمن مشكلات الصحة العمومية.
ولا ننسى دور الدولة والإعلام في التصدي للعنف ضد المرأة والوقاية من جميع أنواع العنف وذلك من خلال برامج التوعية المجانية على المحطات المحلية والفضائية، وتخفيف العنف الذي يشاهده المشاهد في البرامج التلفزيونية، وتخصيص ميزانية من الدولة لدورات وبرامج التوعية للوقاية من العنف بجميع أشكاله.
كما تقع على عاتق الأسرة والمجتمع مسؤولية رفض العنف والتبليغ عنه وتربية الأبناء على الثقة بالنفس واحترام الذات ونبذ العنف ومواجهته بالطريقة السليمة.
إليكم أهم الكتب التي تتناول ظاهرة العنف ضد المرأة:
• كتاب العنف ضد المرأة: أسبابه، آثاره، وكيفية علاجه - سهيلة محمود
• كتاب العنف ضد المرأة: بين الفقه والمواثيق الدولية - عالية أحمد صالح ضيف الله
• كتاب العنف ضد المرأة: مشاهدات واقعية - عبد السلام التلالوة
• كتاب المرشد في الأمن والدفاع عن النفس للمرأة العربية - حسين جباري
زوجي يضربني، ماذا أفعل؟ ماذا تفعل المرأة إن كانت تتعرض للعنف من زوجها أو والدها أو أي شخص في أسرتها أو خارج أسرتها؟
إليكِ بعض جمعيات مناهضة العنف ضد المرأة في الوطن العربي:
• جمعيات حقوق المرأة في مصر:
- المركز المصري لحقوق المرأة، هاتف: 25282176
- مؤسسة قضايا المرأة المصرية، هاتف: 027154562 / 027154557
- مكتب شكاوى المرأة، الخط الساخن: 08008883888
- المجلس القومي للمرأة، الخط الساخن: 01007525600
- مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان، الخط الساخن: 01210009192
• جمعيات حقوق المرأة في السعودية:
- الخط الساخن للتبليغ عن حالات العنف الأسري: 1919
- برنامج الأمان الأسري الوطني
الرياض: 00966118040022
جدة: 0966126240000
• جمعيات حقوق المرأة في الإمارات:
- مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، هاتف: 800111
• جمعيات حقوق المرأة في لبنان:
- منظمة كفى، هاتف: 9611392220
• جمعيات حقوق المرأة في الأردن:
- اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، هاتف: 065560741
- جمعية معهد تضامن النساء الأردني، هاتف: 065543894
- اتحاد المرأة الأردنية، خط الإرشاد: 0096265675729
- إدارة حماية الأسرة، هاتف: 065815738
• جمعيات حقوق المرأة في الكويت:
- الجمعية الكويتية للمقومات الأساسية لحقوق الإنسان، هاتف: 0096525321377
• جمعيات حقوق المرأة في العراق:
- جمعية الأمل العراقية، هاتف: 07901919285
- جمعية نساء بغداد هاتف: 07906973103
• جمعيات حقوق المرأة في البحرين:
- جمعية البحرين النسائية، هاتف: 97317246471
- دار الأمان للمتعرضات للعنف الأسري، الخط الساخن: 80008001
• جمعيات حقوق المرأة في قطر:
- المؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة، هاتف: 44679444
- مركز الحماية والتأهيل الاجتماعي (أمان)، الخط الساخن: 108 / رقم المؤسسة: 97444679444
• جمعيات حقوق المرأة في سلطنة عمان:
- دائرة الحماية الأسرية - وزارة التنمية الاجتماعية، الخط المجاني: 77788-800
• جمعيات حقوق المرأة في فلسطين:
- مؤسسة سوا، الرقم المجاني لمنطقة القدس 1800500121 / رقم المؤسسة: 0097222418100
- حركة السوار النسوية: 048533044
- جمعية تنظيم وحماية الأسرة الفلسطينية: 026363826
• جمعيات حقوق المرأة في الجزائر:
- وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، هاتف: 00213021449946
• جمعيات حقوق المرأة في المغرب:
- وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية: 0537.68.40.64
- الجمعية المغربية لمساعدة الطفل والأسرة، هاتف: 022266929
• جمعيات حقوق المرأة في تونس:
- وزارة المرأة والأسرة والطفولة، الرقم الأخضر: 80101030
- فضاء تمكين، هاتف: 56162726 / 55552726
• جمعيات حقوق المرأة في ليبيا:
- المنظمة الليبية لمناهضة العنف وخطاب الكراهية: 00218 91-0003771
- المنظمة الليبية للتنمية: 00218 92-2746320
• جمعيات حقوق المرأة في السودان:
- وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي، هاتف: 83770329
• جمعيات حقوق المرأة في اليمن:
- منظمة مواطنة لحقوق الإنسان، هاتف: 009671210755
[1] تعريف الأمم المتحدة للعنف ضد المرأة، منشور في موقع منظمة الصحة العالمية who.int.
[2] مقال "العنف ضد المرأة" منشور في vawgresourceguide.org، تمت مراجعته في 17/9/2019.
[3] مقال "أسباب العنف ضد المرأة" منشور في whiteribbon.org.au، تمت مراجعته في 17/9/2019.
[4] تقرير الأمم المتحدة "حقائق وأرقام عن العنف ضد المرأة" منشور في unwomen.org، تمت مراجعته في 17/9/2019.