الدراسة في رمضان وكيفية تنظيم أوقات الدراسة مع الصوم
الدراسة في رمضان من المهام الصعبة على الطلبة أحياناً عندما يتزامن حلول شهر رمضان المبارك مع وقت الدوام والامتحانات من العام الدراسي، ويعود الأمر جله إلى عدم التنظيم الصحيح لأوقات الدراسة في رمضان، لذا سنقدم في هذا المقال طرق تخطيط وتنظيم وقت الدراسة في رمضان وطرق تقسيم الوقت للدراسة في رمضان.
تتغير أوقات الدراسة في المدارس والجامعات في رمضان لتقليل ساعات الدوام وتخفيف أعباء الصيام عن الطلاب، وعادةً ما يتم تأخير وقت بدء دوام الدراسة الصباحي في رمضان ساعة واحدة، وتقديم موعد انتهاء الدوام ساعة، حيث تصبح أوقات الدراسة في رمضان 2023 في معظم الدول العربية من الساعة 8:30 صباحاً إلى الساعة الواحدة ظهراً، أي حوالي 4 ساعات ونصف، وحسب جدول المحاضرات في الجامعات.
أوقات الدراسة في رمضان 2023 في السعودية ستكون 3 ساعات للمرحلة الابتدائية ولرياض الأطفال، و4 ساعات للمرحلة المتوسطة والثانوية، والجامعات حسب جدول المحاضرات بحيث يتم تقليص وقت الحضور مراعاة لظروف الصيام.
- وضع جدول دراسي مخصص لرمضان: أهم خطوة لتنظيم أوقات الدراسة في رمضان هي تخطيط جدول يومي يتضمن المهام الواجب إنهائها مع الوقت المخصص لها، بحيث تكون أوقات الدراسة في الشهر الفضيل معتدلة ومتناسبة مع القدرات الفردية للطالب ومع ظروف الصوم، ثم تعليق الجدول في مكان تسهل رؤيته لتجنب النسيان وتجنب الفوضى في تأدية المهام الدراسية التي تسبب ضياع للوقت والجهد.
- تنظيم وقت النوم: ضبط مواعيد النوم في شهر رمضان مهمة جداً لتنظيم وقت الدراسة، فالنوم الكافي والمحدد بأوقات معينة يزيد القدرة على التركيز ويمد الجسم بالطاقة اللازمة خلال أوقات الدراسة في رمضان دون الشعور بالتعب أو الإرهاق.
- تحديد عدد الساعات المطلوبة للدراسة في رمضان: أي وضع تقدير لعدد الساعات اليومية التي نحتاجها لإنهاء المهام الدراسية، مما يسهل توزيع هذه الساعات على الأوقات الأنسب للدراسة من اليوم في شهر رمضان.
- تحديد الوقت المتاح للدراسة في رمضان: أي الوقت الذي تتوفر فيه ظروف ملائمة للدراسة بشكل جيد أو الوقت الخالي من وجود أي أعمال أخرى واجبة علينا، يسهل ذلك القدرة على إنجاز الأعمال في شهر رمضان دون التقصير في الدراسة.
- تقسيم المواد حسب المجهود: من خلال تصنيف صعوبة المواد ومقدار التركيز الذي تتطلبه، مما يسهم في سهولة توزيع المواد على أوقات اليوم بشكل أكثر فاعلية بحيث تكون المواد التي تحتاج إلى تركيز عالي في أوقات الهدوء والراحة مثل فترة ما بعد السحور أو بعد الإفطار، والمواد الأسهل والأبسط خلال النهار أو وقت الصيام حيث يكون الجسد متعباً إلى حد ما ونسبة التركيز أقل من المعتاد.
- تخصيص وقت للراحة: لا ننسى أهمية تخصيص بعض الوقت لإراحة الذهن من الدراسة ووضعها في جدول تنظيم الدراسة اليومي فهي هامة جداً لإعادة شحن التركيز والابتعاد عن الملل من الدراسة في رمضان.
- تخصيص وقت للمراجعة: الذي يفضل أن يكون في وقت الصيام خلال النهار حيث يكون الجسم متعب والتركيز منخفض بعض الشيء، وبذلك تكون المراجعة في هذا الوقت أسلس وأسهل وهي خطوة ضرورية لتثبيت المعلومات التي تمت دراستها.
- البدء بالدراسة باكراً في رمضان: قبل القيام بأي شيء آخر يفضل البدء بالدراسة مبكراً عند الاستيقاظ من النوم، حيث يكون الجسم مفعم بطاقة عالية في الصباح والعقل منتعش ونسبة التركيز عالية لذا تعد خطوة البدء مبكراً في الدراسة مجدية جداً لتنظيم وقت الدراسة في رمضان. [1-2-3-4]
- وقت صباحي لدراسة المواد الصعبة: تبدأ هذه الفترة بعد انتهاء وقت السحور وتمتد لعدة ساعات بعدها بحسب قدرة الطالب.
- وقت للاستراحة والقيلولة: بعد انتهاء الفترة الصباحية من المهم تخصيص وقت للاستراحة ويفضل أن تكون للقيلولة لتفادي التعب في باقي النهار والقدرة على الدراسة مجدداً.
- فترة النهار والظهيرة للمراجعة أو دراسة مواد سهلة: بعد انتهاء وقت القيلولة نعود للدراسة لكن بالمواد الأخف والأقل صعوبة ففي هذا الوقت يكون الجسم بطاقة جسدية وذهنية أقل من وقت الصباح بسبب الصيام.
- وقت للاستراحة مع نشاط بدني قبل الإفطار: هنا يفضل استغلال وقت الراحة ببعض التمارين التي تنشط الجسم وتنشط الدورة الدموية وتعيد شحن طاقتنا الذهنية التي استهلكت بسبب التعب والصيام مع الدراسة طوال الوقت، ثم نعاود الدراسة.
- الاستراحة بعد الإفطار: وهي مهمة هنا لتجنب الملل من الدراسة في رمضان وتجنب التعب الذهني، خصوصاً أن هذا الوقت في رمضان يتميز ببعض التسلية والجمعات العائلية وغيرها.
- معاودة الدراسة بعد الإفطار: لو كان هدف الدراسة إنجاز الواجبات اليومية، يمكن معاودة الدراسة بعد ساعتين تقريباً من الإفطار، أما لو كانت في وقت امتحانات ومذاكرة فهذا الوقت مهم لإعادة الدراسة لأن الجسم تلقى حاجته من الغذاء ويعود لنشاطه فتكون الاستراحة قصيرة هنا مدة نصف ساعة تقريباً ثم نعاود دراسة المواد الصعبة والتي تحتاج لتركيز عالي.
- وقت للنوم: وهو من أهم عناصر تنظيم وقت الدراسة في رمضان ويجب عدم إهماله مطلقاً بحيث نحافظ على قسط كافي من النوم بما يتناسب مع عاداتنا، فمن يعتاد على النوم خمس ساعات في اليوم ويبقى نشيطاً يجب أن يحافظ على هذه العادة، ولكن الأفضل أن يكون متوسط ساعات النوم بين 6-8 ساعات للطالب في شهر رمضان.
الدراسة خلال النهار قبل موعد الإفطار عندما يكون الطالب صائماً قد تكون متعبة وصعبة بعض الشيء، لذا فيما يلي نقدم أهم النصائح التي تمكن الطالب من تنظيم وقت الدراسة خلال فترة الصيام:
- جعل الدراسة متقطعة على أوقات قصيرة: الدراسة المستمرة لساعات طويلة لا يمكن أن تكون مريحة لطالب صائم، ويفضل بدلاً منها تقسيم الدراسة على مراحل قصيرة، مثلاً ساعة لكل مرحلة، ومن ثم التوقف لبعض الوقت ثم المعاودة للدراسة ساعة أخرى وهكذا، هذا التنظيم لوقت الدراسة خلال الصيام يساعد في رفع القدرة على الإنجاز.
- أخذ استراحات متكررة: وهي ضرورية خصوصاً أثناء الصيام لتجنب فقدان التركيز، مثلاً بعد الدراسة مدة ثلاث ساعات من النهار أثناء الصيام يكون من الجيد الاستراحة لمدة ساعة.
- تخصيص وقت الصيام للمواد البسيطة: المواد البسيطة التي تتطلب قدراً بسيطاً من التركيز أو المجهود من الأفضل إنجازها خلال وقت الصيام، أو يمكن تخصيصه أيضاً للمراجعة فهي تتطلب مجهود أقل من دراسة شيء جديد.
- أخذ قيلولة قصيرة: تساعد القيلولة أثناء النهار في تجديد النشاط الذهني للطالب وتمكنه من العودة للدراسة بطاقة وتركيز أفضل خصوصاً لو أمضى وقت طويل في الدراسة خلال النهار.
- ممارسة الأنشطة الخفيفة: كالمشي وبعض تمارين التمدد والتمارين الرياضية الخفيفة المنزلية التي تساعد في تنظيم وقت الدراسة في رمضان عن طريق إراحة الجسم وبالتالي زيادة النشاط للدراسة، كما تنشط الدورة الدموية وتقي من الخمول الذي يترافق كثيراً مع الصيام، ويجب عدم المبالغة في هذه الأنشطة كي لا تسبب إرهاق وتعب وتؤدي إلى نتائج عكسية.
فيما يلي نقدم بعض النصائح التي تساعد في الحفاظ على مستوى جيد من التركيز وتسهل عملية تنظيم وقت الدراسة خلال رمضان:
- وضع جدول دراسي معتدل: يجب عدم المبالغة في وضع توقعات للمهام الدراسية المراد إنهائها في اليوم، لأن ذلك سيؤدي لفشل كل خطوات تنظيم الدراسة في رمضان بسبب الضغط وعدم القدرة على الإنجاز، ويفضل أن يكون الجدول التنظيمي ضمن الحدود المعقولة التي يقدر الطالب على إنجازها كي تكون خطته فعالة ومنتجة.
- الحفاظ على الترطيب الجيد للجسم: الترطيب عملية هامة جداً لنشاط الجسم لذا يجب الحرص عليها في رمضان، بشكل خاص للطلاب الذين يحتاجون لقوة التركيز في إنجاز مهامهم الدراسية، تكون بزيادة تناول الفواكه والخضار الغنية بالماء مع تناول ما لا يقل عن 8 أكواب من المياه بين فترتي الإفطار والسحور.
- تقليل مشروبات الكافيين: لأنها من الممكن أن تسبب اضطراب نوم بسبب مفعولها المنبه للجهاز العصبي المركزي، كما أنها تزيد معدل إدرار البول فتحرم الجسم من السوائل وتسبب القلق والأرق.
- تأمين جو مناسب للدراسة في رمضان: بعيد عن الضجيج والتجمعات العائلية، مع تأمين مكان جلوس مريح وإضاءة مناسبة والحفاظ على المكان مرتب ونظيف ومنظم، فكل ذلك عوامل تقلل التشتيت وتساعد في زيادة القدرة على التركيز في الدراسة في شهر رمضان.
- الاعتناء بالغذاء على وجبتي السحور والإفطار: مثلاً يجب عدم إهمال أو تفويت وجبة السحور لأن الحرمان منها يقلل القدرة على الدراسة طوال اليوم ويسبب الخمول والتعب وربما الإصابة بالصداع.
- التخطيط لفترات قصيرة: وضع مخطط لأوقات الدراسة في رمضان لشهر كامل غالباً طريقة غير مجدية وتجلب الملل والتعب، وبدلاً من ذلك الأفضل التخطيط لكل يوم بيومه مع وضع هدف لإنجازه.
- تناول الطعام الصحي: يفضل محاولة التركيز على أنواع الطعام الصحية للطالب في شهر رمضان بالابتعاد عن الوجبات الدسمة الثقيلة وصعبة الهضم أو الأطعمة المالحة والمقلية التي تزيد العطش والتعب والخمول، فجميعها يصعب الالتزام بالخطة الدراسية لشهر رمضان.
- السهر في رمضان: قد يعتقد الطلاب أن السهر والدراسة ليلاً أفضل وقت في رمضان، لكنها غالباً تكون مرهقة ومهدرة للوقت وتسبب حالة من الخمول عند الطالب وعدم التركيز.
- تناول كميات زائدة من الطعام أو وجبات ثقيلة: وهي من العادات غير الصحية في رمضان والتي تسبب إهدار للوقت للطالب لأنها تؤدي للخمول ومشاكل هضمية وتضعف التركيز في وقت ما بعد الإفطار الذي هو من أهم الأوقات للدراسة بتركيز.
- عدم اختيار الأوقات المناسبة للدراسة في رمضان: من أهم خطوات تنظيم وقت الدراسة في رمضان هي تقدير الأوقات المناسبة للدراسة، وفي حال إهمال هذه الخطوة سيقع الطالب في حالة من الفوضى والتشتت بسبب عدم تناسب الوقت الذي اختاره مع قدرته على التركيز والإنجاز.
- ممارسة الكثير من الأنشطة: وهذا سيؤدي لإهدار الكثير من الوقت بالأنشطة وعدم تبقي وقت للدراسة بالإضافة إلى التعب والدراسة وعدم وجود طاقة للدراسة، لذا يجب وضع خطة تنظيمية للدراسة في حال تعدد الأنشطة المطلوبة من الطالب في شهر رمضان.
- وضع جدول دراسي صارم: المبالغة أثناء وضع جدول تنظيم وقت الدراسة في رمضان يؤدي لهدر الوقت لأن الطالب لن يقوى على الالتزام به لوقت طويل وسرعان ما يعود للفوضى وسيتهرب من الدراسة.
- الحرمان بشكل تام من الأنشطة والراحة: وهي أيضاً أمر خاطئ يؤدي بعد فترة لإهمال الطالب لدراسته بسبب الملل والتعب الذهني وفقدان التركيز بشكل كبير مما يجر الطالب لهدر وقته بالتسلية وممارسة الأنشطة.
- زيادة أحمال العبادات: على الطالب ألا ينسى أن الدراسة أيضاً عبادة فلا يجب إهمالها بحجة القيام بعبادات أخرى في رمضان، وإهمال العبادات بسبب الدراسة هو أيضاً غير صحيح، بل يجب الموازنة بين العبادة والدراسة في رمضان لعدم حدوث تقصير في أي منهما، وهنا تأتي أهمية تنظيم وقت الدراسة في رمضان.