حبوب منع الحمل والصيام في رمضان وتأخير الدورة الشهرية
استخدام حبوب منع الحمل في رمضان من الطرق الشائعة لتأخير الدورة الشهرية رغبةً في صيام شهر رمضان كاملاً دون تفويت أيام الحيض، وهناك خلافٌ حول ضرورة وجواز استعمال حبوب منع الحمل لتأخير الدورة في رمضان، كما أن هناك مخاوف وأضرار لاستخدام حبوب منع الحمل خلال فترة الصيام، نتعرف إليها في الفقرات التالية.
- تأخير الدورة الشهرية: بما أن حبوب منع الحمل تحافظ على مستوى عالي من الهرمونات داخل جسم المرأة فهي تمنع عملية التبويض وبالتالي يمكن لها أن توقف حدوث الدورة الشهرية في حال الاستمرار بتناولها وفق الجدول المناسب، وهذا الغرض الأكثر شيوعاً الذي تستخدم حبوب منع الحمل لأجله في رمضان أكثر من غرض منع الحمل بحد ذاته.
- التخلص من آلام متلازمة ما قبل الحيض: بعض النساء يعانين من آلام مزعجة وواضحة قبل فترة من نزول دم الحيض، وهذه الآلام تبدو أكثر إرهاقاً في رمضان للنساء بسبب الصيام من ناحية، وبسبب الانشغال بأعمال منزلية كثيرة في رمضان مرهقة جسدياً من ناحية أخرى، واستخدام حبوب منع الحمل مع الصيام يساعد في تخفيف هذه الآلام.
- الوقاية من فقر الدم: يسهم استخدام حبوب منع الحمل في رمضان بتقليل تعرض النساء لفقر الدم الذي تزيد فرص حدوثه في رمضان بسبب الوقت الطويل للصيام وانخفاض المردود الغذائي الذي يغذي الجسم بالحديد عادة، فتعمل حبوب منع الحمل على ذلك عن طريق تقليل غزارة الدورة الشهرية وتنظيمها، كما أن بعض الحبوب الموجودة في ظروف دواء مانع الحمل تكون وهمية الهدف منها فقط الاستمرار بتناول الدواء دون انقطاع خلال فترة الطمث لذا فأحياناً تدعم هذه الحبوب بالحديد لتحقيق فائدة منها بدلاً من أن تكون وهمية.
- تنظيم موعد الدورة الشهرية: الفائدة من انتظام مواعيد الدورة الشهرية في شهر رمضان هو معرفة وحساب الوقت الذي سينزل فيه دم الحيض وهذا ما يساعد النساء في تقدير ما إذا كان هذا الوقت يعطلهن عن عبادة معينة أو مهمة معينة صعبة فتلجأ المرأة لتأخير موعدها في حال الضرورة، أو يمكن من خلال حساب موعد نزول الطمث أن تضع المرأة برنامجاً معيناً للاستفادة من وقت الدورة الشهرية في رمضان.
- تقليل حدوث الصداع: يزداد تعرض النساء للصداع في رمضان بسبب التقلبات الهرمونية المترافقة مع الصيام والتعب وبعض الأعمال المرهقة أحياناً، واستخدام حبوب منع الحمل في رمضان يساعد في التقليل من فرص حدوث الصداع ويسهم في التخلص من متاعبه.
اختلف الفقهاء وأهل العلم في جواز استخدام حبوب منع الحمل في رمضان بهدف تأخير الدورة الشهرية والصيام شهر رمضان كاملاً، حيث ذهب البعض للقول إن استخدام حبوب منع الحمل لمنع الدورة في شهر رمضان لا ضرورة له ولا يجوز، لأن الله تعالى منح المرأة رخصة الإفطار في أيام الحيّض وقضاء هذه الأيام بعد نهاية شهر رمضان، والرأي الآخر لا يرى بأساً في استخدام حبوب منع الحمل في رمضان لتأخير الحيض إذا لم يكن في ذلك ضررٌ عليها، فإذا ارتبطت بالضرر لا يجوز.
- شريط 21 حبة: وهو شريط يحوي 21 حبة من حبوب منع الحمل الفعالة، طريقة أخذه لمنع الحمل تكون بتناول حبة كل يوم لمدة 21 يوم، أي حتى إنهاء الظرف كاملاً، ثم يتم التوقف عنه استراحة مدة 7 أيام وهي نفس أيام الدورة الشهرية، ثم تعود المرأة لاستخدامه بنفس الطريقة ل 21 يوم آخرين واستراحة 7 أيام وهكذا، أما في حال استخدامه لتوقيف الدورة الشهرية في رمضان، يتم تخطي الاستراحة التي مدتها 7 أيام والبدء فوراً بشريط جديد، أي لا يوجد فاصل بين الشريطين وإنما يؤخذان بشكل متواصل.
- شريط 28 حبة: هذا الشريط يحوي 21 حبة فعالة لمنع الحمل ملونة بلون معين و7 حبات غير فعالة وملونة بلون آخر، وطريقة تناوله في العادة تكون بأخذ ال 21 حبة فعالة لمدة 21 يوم ثم نبدأ بالحبوب الغير فعالة لمدة 7 أيام، ثم تعاود استخدام شريط جديد بنفس الطريقة، أما عندما نستخدم هذا النوع من حبوب منع الحمل لإيقاف الدورة الشهرية في رمضان، فنأخذ فقط ال 21 حبة الفعالة والتي تكون جميعها بلون واحد وترمي ال 7 حبات التي تكون بلون آخر ونبدأ شريط جديد فوراً بعد انتهاء ال 21 حبة الفعالة.
توقيت تناول حبوب منع الحمل في رمضان
حبوب منع الحمل تؤخذ بنفس الوقت من كل يوم لتأخير الدورة في رمضان فيجب انتقاء موعد مناسب لأخذ الحبة بحيث يكون بعد الإفطار لتجنب الغثيان، وبوقت يسهل تذكر الحبة فيه مع وضع طريقة مناسبة لتذكر الحبة مثل وضع تنبيه على الموبايل مثلاً. [5]
- النزيف المفاجئ: استخدام حبوب منع الحمل لتأخير الدورة في رمضان بشكل عشوائي وبدون استشارة طبيب قد يسبب حالات من النزيف المهبلي المفاجئ أو ما يدعى بالتبقيع أو النزيف الاختراقي، وهو نزول بقع أو نقط من الدم بين فترات الدورة الشهرية أي في فترة غير متوقعة لحدوث الدورة الشهرية.
- حالة مزاجية سيئة: تعتبر الحالة المزاجية السيئة التي تسببها حبوب تأخير الدورة في رمضان تأثير جانبي مزعج للنساء، حيث تصبح مهمة الصيام متعبة وقد تعوق الحالة المزاجية السيئة المرأة عن أداء مهامها الأساسية في العمل أو المنزل.
- الانتفاخ بعد الإفطار: فحبوب منع الحمل تحدث تغييرات في الرحم ويمكن أن يزداد حجمه بعض الشيء بسبب زيادة كثافة سماكة بطانة الرحم أكثر من العادة، وهذا ما قد يسبب مزيداً من الازعاج للمرأة بعد الإفطار في رمضان بسبب الشعور بسرعة بالامتلاء عند الإفطار على الرغم من عدم الشبع.
- الغثيان: يمكن أن يزداد التعرض لحالات الغثيان عند المرأة التي تأخذ حبوب منع الحمل في رمضان، حيث يتضافر التأثير الهرموني لمانع الحمل مع تأثير الصيام والامتناع عن الطعام والشراب مما يقوي فرص الشعور بالغثيان.
- الصداع: على الرغم من أن حبوب منع الحمل تسهم في ضبط الصداع في رمضان خصوصاً في فترة ما قبل الدورة الشهرية، إلا أنها قد تسبب بحد ذاتها صداع في رمضان بسبب ضعف جسم المرأة على إثر الحرمان من الأكل والشرب وترافقه مع تناول حبوب منع الحمل لتأخير الدورة في رمضان بشكل فردي وعشوائي وبدون الرجوع للطبيب، فأحياناً تكون الجرعة غير مناسبة لحالة المرأة الصحية أو عمرها أو يكون نوع مانع الحمل غير مناسب ويجب استخدام نوع آخر لتجنب الصداع وما إلى ذلك.
- فتح الشهية وزيادة الوزن: حبوب منع الحمل المستخدمة لتأخير الدورة في رمضان هي هرمونات لها تأثير فاتح للشهية مما يسبب انزعاجاً في أوقات الصيام وزيادة الشعور بالجوع، ومن ناحية أخرى يحدث احتباس للسوائل بتأثير هذه الادوية الهرمونية فيزداد الوزن خلال الشهر وهو من الأمور التي تكون غير محبذة للنساء في شهر رمضان. [5]
بعض النساء يلجئن لاستخدام حبوب منع الحمل من تلقاء أنفسهن في رمضان لقطع الدورة الشهرية خصوصاً لو سمعن عن انتشار هذه الفكرة بين الناس وعن تجربة نساء أخريات لها ونجاحها، لذا قد يغفلن عن بعض الأمور الهامة قبل استخدام حبوب منع الحمل في رمضان بغرض قطع الدورة فيقعن في الأخطاء التالية:
- أخذ حبوب من الحمل دون استشارة الطبيب: فمراجعة الطبيب هي خطوة هامة جداً وليست ثانوية قبل البدء بحبوب منع الحمل في رمضان، فهي أدوية هرمونية يمكن أن تسبب تأثيرات مزعجة خصوصاً في رمضان بسبب تعب الجسم وضعفه، ومن الضروري استشارة طبيب مختص بشأن تناول حبوب منع الحمل لتأخير الدورة وذلك كي يتم وصف الأدوية المناسبة لحالة المرأة وعمرها بحيث تضمن لها أفضل نتائج مع أقل أضرار ممكنة.
- أخذ حبوب منع الحمل في رمضان مع أدوية أخرى: مثل أدوية الصرع أو بعض المضادات الحيوية أو أي دواء آخر، فمن الممكن أن يحدث تأثيرات جانبية غير مرغوبة عند اجتماع دواءين مع بعضهما أو من الممكن أن يقل امتصاص حبوب منع الحمل وبالتالي لا تعطي فائدة في منع الحمل أو قطع الدورة.
- عدم التأكد من وجود حمل: بما أن حبوب منع الحمل تؤخذ في رمضان غالباً بغاية تأخير الدورة وليس بهدف منع الحمل، فمن الأفضل التأكد من وجود حمل قبلها كي لا يتم التأثير على الجنين بسبب حبوب منع الحمل.
- وصل أكثر من شريطين متتالين: في حال كانت المرأة تأخذ الحبوب قبل بدء شهر رمضان واستمرت بها طيلة الشهر وأنهت شريطين كاملين فينصح بأن تتوقف عن مواصلة حبوب منع الحمل في رمضان وتعطي استراحة لنزول الدورة الشهرية وعدم وصل شريط ثالث فذلك يمكن أن يسبب آثار جانبية غير مرغوب بها.
- إهمال للتاريخ المرضي: بعض النساء غير مسموح لهن باستخدام حبوب منع الحمل أبداً وبالتالي لا يمكنهم استخدامها لتأخير الدورة في رمضان لأن النتائج السيئة ستظهر أسرع من الأيام العادية بسبب ضعف الجسم خلال فترة الصيام وسهولة تعبه، كاللواتي يعانين من أمراض القلب والضغط وكذلك اللواتي يعانين من زيادة في الوزن أو المدخنات أو مريضات السكري أو المصابات بالصداع النصفي.
- عدم أخذ العمر في الحسبان: أحياناً تكون بعض النساء قد استخدمن حبوب منع الحمل لتأخير الدورة في رمضان سابقاً منذ عدة سنين، فيعودون لاستخدامها من تلقاء أنفسهن بعد فترة زمنية طويلة وهذا الأمر خاطئ لأن العمر اختلف والحالة الهرمونية لجسم المرأة تختلف باختلاف العمر لذا حتى لو استخدمت المرأة مانع الحمل من قبل يجب عليها استشارة الطبيب عند نية استخدامها مرة أخرى.