فضل العشر الأواخر من رمضان والأعمال المستحبة فيها

تعرف إلى فضل العشر الأواخر من رمضان وأفضل الأعمال المستحبة في العشر الأخير من الشهر الفضيل
فضل العشر الأواخر من رمضان والأعمال المستحبة فيها
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

فضّل الله شهر رمضان الكريم على باقي أشهر السنة فقد فرض فيه أحد أركان الإسلام الخمس وهو الصوم كما أنزل فيه القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم فهو شهر الرحمة والغفران والعتق من النار وتعد الأيام العشرة الأواخر منه من أكثر أيام الشهر فضلاً، فما هي هذه الأيام العشر؟ وما هو فضلها وكيف يمكن اغتنامها؟ هذا ما سيكون موضوعنا في هذه المقالة.

العشر الأواخر من رمضان وتسمى بأيام العتق من النار، وهي الثلث الثالث من شهر رمضان الكريم، فيها ليلة القدر وهي خير من ألف شهر مما يجعلها ذات أهمية كبيرة، وتبدأ هذه الأيام العشر من غروب شمس يوم العشرين من شهر رمضان وحتى غروب شمس آخر أيام الشهر، أي أن ليلة العشرين لا تدخل ضمن العشر الأواخر، ويطلق لفظ العشر الأواخر على هذه الليالي سواء كانت هذه الأيام عشرة كاملة أو تسع أيام وذلك إذا كان رمضان تسعة وعشرين يوماً. [1]

animate

تعتبر الأيام العشر الأواخر من رمضان من أفضل الليالي وأعظمها في السنة العربية، ففيها يقترن فضل شهر رمضان مع فضل العبادة وفضل الجزاء، وفضل هذه الأيام يكمن في:

  1. تتضمن ليلة القدر والليالي الوترية: فضلت العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك لأن ليلة القدر تكون إحدى الليالي الوترية فيها، والليالي الوترية هي الليالي الفردية من 21 رمضان وحتى 29 رمضان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم "إنّ هذا الشَّهرَ قد حضركم وفيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ من حُرِمها فقد حُرم الخيرَ كلَّه ولا يُحرمُ خيرَها إلّا محرومٌ" عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أخرجه ابن ماجه.
  2. زيادة الأجر والثواب: يتعاظم الأجر في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك ويضاعف الثواب لذلك يجب على المؤمن اغتنام هذه الأيام بالعبادة والعمل الصالح خالصاً لوجه الله تعالى دون سواه، وقدّ منّ الله علينا بتحري ليلة القدر في هذه الأيام ولو شاء حدّدها بليلة معينة، لكن ليمنحنا جلّ جلاله الفرصة للاجتهاد والعبادة وطلب الرحمة والمغفرة.
  3. اتباع سنة الاعتكاف عن الرسول: في العشر الأواخر من شهر رمضان سنة كان الرسول صلى الله عليه وسلّم يداوم عليها حتى توفي وهي الاعتكاف، ففضل هذه الأيام يكون بإحياء سنة الرسول الكريم. فقد قال صلى الله عليه وسلّم: "إنِّي اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأوَّلَ، ألْتَمِسُ هذِه اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأوْسَطَ، ثُمَّ أُتِيتُ، فقِيلَ لِي: إنّها في العَشْرِ الأواخِرِ، فمَن أحَبَّ مِنكُم أنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ" عن أبي سعيد الخدري، صحيح مسلم.
  4. الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان يعادل حجتين وعمرتين: جعل الله تعالى في الاعتكاف خلال الأيام العشر الأواخر من رمضان فضلاً يعادل حجتين وعمرتين، حيث قال صلى الله عليه وسلّم: "مَنِ اعتكفَ عشرًا في رمضانَ كان كحجتَيْنِ وعُمرتَيْنِ" أخرجه البيهقي وإسناده ضعيف.
  5. وسيلة لاستدراك ما فات: العشر الأخيرة من رمضان وسيلة ليستدرك المؤمن ما فاته وقصر به في العشرين يوماً الأولى من شهر رمضان من خلال الاجتهاد في العبادة والعمل الصالح لوجه الله كون الثواب والأجر في هذه الأيام يكون مضاعفاً.
  6. العشر الأواخر فرصة للتوبة: تعتبر العشر الأخيرة من رمضان وسيلة للتوبة وخاصة في ليلة القدر ففيها يغفر الله للمؤمن ما ارتكبه من ذنوب سابقة فعن رسول الله صلى الله عليه وسلّم "من قامَ لَيلةَ القَدرِ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ" عن عائشة أم المؤمنين، أخرجه النسائي.
  7. فيها عتق من النار: لقد جعل الله تعالى في قيام هذه الليالي العشر الأخيرة من رمضان جزاء هو عتق من النار، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال "أولُ رمضانَ رحمةٌ، وأوسطُه مغفرةٌ، وآخرُه عتقٌ من النارِ" وهو حديث ضعيف.
  • ليلة نزل فيها القرآن: لليلة القدر منزلة كبيرة في الدين الإسلامي ففي هذه الليلة نزل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلّم، قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) سورة القدر آية 1.
  • ليلة سلام: يبارك الله تعالى في هذه الليلة بنزول ملائكته فيشعر المؤمن فيها بالسلام والطمأنينة، قال الله تعالى: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) سورة القدر آية 5.
  • ليلة مباركة: ليلة القدر ليلة مباركة للمؤمن الذي أقامها وعمل فيها لوجه الله عز وجل، قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ) سورة الدخان آية 3.
  • ليلة خير من ألف شهر: قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) سورة القدر آية 3، ففي هذه الليلة تضاعف الحسنات والأجر، فالعبادة فيها خير من أجر عبادة وعمل ألف شهر.
  • ليلة تغير فيها الأقدار: ففي ليلة القدر تنزل الأقدار من اللوح المحفوظ إلى الملائكة من صحف الكتبة، فتفصّل الأقدار فيها من رزق وحوادث وأجل وغيرها، قال الله عز وجل: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) سورة الدخان آية 4.

كان رسول الله يستعد للعشر الأخير استعداداً خاصاً ويجتهد فيه، فعن عائشة أم المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره، لذلك يجب اغتنام هذه الأيام في العبادة واتباع سنة رسول الله وذلك من خلال:

  1. الاعتكاف: الاعتكاف هو التفرع للعبادة بشكل كامل، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يعتكف في المسجد في العشر الأخير من رمضان وكان لا يشغل نفسه إلا بالتعبد ويلتزم المسجد.
  2. قيام الليل: لقيام الليل في العشر الأخير من رمضان فضل كبير، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلّم يحث الصحابة في هذه الأيام على قيام الليل فمن فضله أنه يزيد في حسنات المسلم ويغفر المعاصي والذنوب ويطهر القلب ويجعل لصاحبه منزلة عظيمة في الدنيا والآخرة، وقيام الليل أي استغراق الليل ساهراً في الصلاة والعبادة وطلب المغفرة وقراءة القرآن والتدبر في معانيه.
  3. الاجتهاد في العبادة: أمر الله الناس بالعبادة في كل الأيام إلا أن العبادة في العشر الأخير من رمضان مضاعفة الأجر والثواب لذلك، واقتداء بالرسول الكريم يستحب أن يقوم المؤمن بالاجتهاد في العبادة خاصة الصلاة والصدقة والصيام وتلاوة القرآن والإكثار من الأذكار، فعن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره.
  4. تحري ليلة القدر: عن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: "تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ" صحيح البخاري، ومعنى تحري ليلة القدر هو حرص المؤمن على إدراكها بالطاعة والعبادة وعمل الخير والدعاء حتى يكتب له الأجر العظيم، فقال صلى الله عليه وسلّم "مَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ" عن أبيأبي هريرة، أخرجه البخاري.
  5. التطيب والاغتسال: كان الرسول صلى الله عليه وسلّم وصحابته يحبون أن يغتسلوا ويتطيبوا كل يوم من العشر الأواخر من شهر رمضان، ويستحب الاقتداء بهم.
  6. تأخير الفطور: إن تأخير الفطور حتى السحور سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقد روي عن عائشة أم المؤمنين وأنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان في ليالي العشر يجعل عشاءه سحوراً، فعن أنس بن مالك "كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلّم إذا دخلَ العشرُ الأواخرُ طَوى فراشَهُ واعتزلَ النِّساءَ وجعلَ عشاءهُ سحورًا"
  7. الدعاء في العشر الأواخر: يعتبر الدعاء في الأيام العشر المباركة من الشهر الفضيل من أكثر الأعمال المستحبة، فالدعاء قد يغير الأقدار خلال هذه الأيام المباركة، والدعاء عبادة، فيدعو بما يشاء ويحب، وفي كل وقت عند الإفطار والأذان وقيام الليل. [4]
  • دعاء الرسول صلى الله عليه وسلّم في العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر: "اللهُمَّ إنك عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ، فاعفُ عني" عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأخرجه الترمذي.
  • دعاء العتق من النار في العشر الأواخر من رمضان: "اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَغْرَمِ والمَأْثَمِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن عَذابِ النّارِ وفِتْنَةِ النّارِ، وفِتْنَةِ القَبْرِ وعَذابِ القَبْرِ، وشَرِّ فِتْنَةِ الغِنى، وشَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، ومِن شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطايايَ بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما يُنَقّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ" عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأخرجه البخاري.
  • "اللهمَّ إنِّي أسألُك العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ اللهمَّ إنِّي أسألُك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنيايَ وأَهلي ومالي اللهمَّ استُر عوْراتي وآمن روعاتي اللهمَّ احفظني من بينَ يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذُ بعظمتِك أن أُغتالَ من تحتي" عن عبد الله بن عمر، أخرجه أبو داود.
  • اللهم بك نستعن في بدء هذه الأيام العشر المباركة فأكرمنا بالهمة والصبر لإحيائها بالدعاء والعبادة والعمل الصالح، واغفر لنا واعفو عنا وارضَ علينا وتقبل منا طاعتنا وعملنا.
  • اللهم اكتب لنا ثواب وأجر صيام ليلة القدر وقيامها وأكرمني بجنتك بلا حساب ولا عقاب أنت القادر على كل شيء.

المراجع