فوائد التعليم المبكر للأطفال وأساليب التعليم المبكر
تنطوي أهمية التعليم المبكر للأطفال على الاستفادة القصوى من القدرات الطبيعية للأطفال الصغار في هذه المرحلة العمرية الحيوية، وتشير المنظمة العالمية للطفولة "اليونيسيف" إلى أن التعليم المبكر قبل الابتدائي هو أساس رحلة الطفل التعليمية وتعتمد عليه مراحل التعليم اللاحقة، مع ذلك أكثر من نصف أطفال العالم غير مسجلين في برامج التعليم المبكر ما قبل الابتدائي.
التعليم المبكر للأطفال أو التعليم ما قبل المدرسي (بالإنجليزية: Pre-school education) يشير إلى البدء في تعليم الطفل في مرحلة مبكرة من سن ما قبل المدرسة، عادةً ما يبدأ التعليم المبكر من عمر سنة إلى 5 سنوات، ويهدف التعليم المبكر إلى توفير بيئة تعليمية محفزة وآمنة لتعزيز نمو الأطفال قبل دخول المدرسة، بما في ذلك النمو اللغوي والعاطفي والاجتماعي والذهني والجسدي للطفل.
تشمل خدمات التعليم المبكر للأطفال عادةً اللعب التعليمي، والتفاعل الاجتماعي، والدعم الصحي والتغذية، ويتم اتباع برامج مخصصة للتعليم المبكر تركّز على تطوير مهارات الطفل الأساسية وتهيئته لدخول مرحلة التعليم العادي، وتعتبر الحضانة وروضة الأطفال من أشكال التعليم المبكر إضافة إلى الأنشطة التعليمية التي يقوم بها الآباء في المنزل.
يعتبر التعليم المبكر للطفل تجربة إيجابية عموماً، ومن أهم وفوائد التعليم المبكر للأطفال أنه يساعد على تنمية مهارات الطفل وتحفيز قدراته في سن مبكرة، ما يجعله أكثر تأقلماً مع المدرسة عندما يصل إلى سن الدراسة الاعتيادي، وتشير الدراسات العلمية إلى أن التجارب التعليمية الجيدة في المراحل المبكرة من عمر الطفل تساهم في بناء أساس قوي للنجاح الأكاديمي والتكيف الاجتماعي والعاطفي في المستقبل، كما يساعد التعليم المبكر للطفل على اكتشاف المواهب والمهارات المتميزة وتنميتها في وقت مبكر، وكذلك اكتشاف المشاكل والاضطرابات وعلاجها.
وأهم 10 فوائد التعليم المبكر للأطفال وإيجابياته
- تحسين المهارات اللغوية: أهم فوائد التعليم المبكر للأطفال أنه يساعد بشكل كبير على تحسين المهارات اللغوية عند الطفل، خصوصاً الأطفال الذين يعانون من التأخر في الكلام ومشاكل النطق، كما يساعد التعليم المبكر الطفل على اكتساب مهارات الكتابة والقراءة بشكل أسرع وأسهل.
- تنمية المهارات الاجتماعية عند الطفل: يقوي التعليم المبكر مهارات التواصل اللفظي والاجتماعي عند الطفل، ويساعد الأطفال الصغار على فهم العلاقات الاجتماعية وإدارتها بشكل أفضل، كما يتعلم الأطفال الصغار العديد من المهارات الاجتماعية في التعليم المبكر، مثل العمل الجماعي والتعاون والتنافس البنّاء.
- تحسين التركيز والانتباه: من فوائد ومميزات التعليم المبكر أنه يساعد في تحسين قدرة الأطفال على التركيز والانتباه كما يعزز الذاكرة التي تلعب دوراً مهماً في التعلّم، ويمكن للأنشطة التعليمية المناسبة في التعليم المبكر أن تكون جزءً من علاج مشاكل التركيز والانتباه عند الأطفال.
- تطوير المهارات الحركية الدقيقة: يتعلم الأطفال الصغار في التعليم المبكر المهارات الحركية الدقيقة مثل التحكم بالحركة والإدراك المكاني، ويمكن لذلك أن يؤدي إلى تحسين أدائهم في الأنشطة المختلفة.
- تعزيز التفكير الإبداعي: من فوائد الأنشطة التعليمية الإبداعية في التعليم المبكر أنها تشجع الأطفال على التفكير الإبداعي والابتكار، وتوفر لهم فرصًا لتطوير قدراتهم الابتكارية وتشجعهم على التفكير خارج الصندوق.
- تحسين الأداء الأكاديمي: يمكن للتعليم المبكر أن يؤدي إلى تحسين الأداء الأكاديمي للأطفال في المراحل اللاحقة من التعليم، حيث يساعد التعليم المبكر في تأقلم الأطفال الصغار مع بيئة الدراسة والمدرسة والالتزام.
- تحسين العلاقة بين الأطفال والمربين: من أهم فوائد التعليم المبكر للأطفال أنه يبني جسراً بين الطفل والمربين والمعلمين، ويساعد الطفل في وقت مبكر على التأقلم مع المعلمين وفهم العلاقة التي تجمعه بهم، مما يؤدي إلى بيئة تعليمية داعمة أكثر تفاعلية.
- الكشف المبكر عن المهارات والصعوبات: يمثّل التعليم المبكر للطفل وسيلةً فعّالة لاكتشاف مواهب الطفل ومهاراته الخاصة وصفاته الفردية في وقت مبكر، ما يسمح بتنميتها والاهتمام بها، كما يساعد التعليم المبكر في الكشف عن صعوبات التعلم والاضطرابات النمائية والعقلية عند الأطفال التي تتداخل مع التعلّم، ما يسمح بوضع برامج علاجية أكثر فعالية.
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه: من فوائد التعليم المبكر أيضًا أنه يؤدي يساعد في تعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال، مما يؤثر إيجابيًا على قدرتهم على التحدث والتفاعل مع الآخرين، ويساهم في بناء شخصية متوازنة وسوية.
- تعزيز الاستقلالية والاعتماد على الذات: من أهداف التعليم المبكر للطفل أن يساعد الأطفال على تطوير مهارات الاستقلالية والاعتماد على الذات وحس المسؤولية، مما يمكنهم من الاستعداد للتعلم والحياة بشكل عام.
- تعرض الطفل لضغوط نفسية: يمكن أن يسبب التعليم المبكر ضغوطًا نفسية على الأطفال، حيث يمكن أن يعزز التعليم المبكر مشاعر القلق والتوتر والإحباط عند الطفل بسبب الضغط عليه والتوقعات العالية والتحفيز الشديد على المنافسة مع الأقران.
- اختلال تجربة الطفولة: من أضرار وسلبيات التعليم المبكر للأطفال أنه الأطفال المشاركين في برامج التعليم المبكر قد يفقدون فرصة الاستمتاع بطفولتهم العادية، حيث يتم تحفيزهم على التعلم والنجاح بشكل مبكر ما يؤثر على أوقات المتعة والترفيه والعلاقات مع الأطفال الذين في سنهم لكنهم خارج برامج التعليم المبكر.
- إرهاق الطفل بالمتطلبات التعليمية: قد يعاني الأطفال الذين يشاركون في التعليم المبكر من التعب والإرهاق الشديدين بسبب جداولهم المزدحمة والمتطلبات الأكاديمية والتنموية التي قد لا تتناسب مع عمرهم أو قدراتهم الخاصة.
- عدم التناسب مع مراحل التنمية: من سلبيات بعض برامج التعليم المبكر أنها لا تتناسب مع التطور الطبيعية ومراحل التنمية الاعتيادية للطفل وتسبقها بعدة مراحل أحياناً، ما يجعل الطفل مطالباً باللحاق بمرحلة عمرية أكبر منه، وقد يؤدي إلى صعوبات في التعلم والتكيف مع بيئة التعليم.
- إصابة الطفل بالإحباط والتشتت: قد يصاب بعض الأطفال بالإحباط أو التشتت إذا كانوا غير قادرين على مواكبة المتطلبات الأكاديمية المتقدمة وسرعة التعلم في برامج التعليم المبكر، مما قد يؤدي إلى انخفاض ثقتهم بأنفسهم وانعدام الاهتمام بالتعلم.
- أثر التوقعات المرتفعة: قد تفرض برامج التعليم المبكر توقعات عالية جدًا على الأطفال، مما يجعلهم يشعرون بأنهم يحتاجون إلى تحقيق النجاح باستمرار للحفاظ على مكانتهم والحصول على التقبّل من الآخرين، وقد تكون هذه التوقعات المرتفعة والضغوط المرتبطة بالتعليم المبكر سبباً لمشاعر النقص وعدم الاستحقاق.
- التركيز على النتائج بدلاً من التعلم: قد يؤدي التعليم المبكر إلى التركيز على تحقيق النتائج والإنجازات بدلاً من التعلم والاستكشاف الطبيعي، مما يمكن أن يقلل من حب الأطفال للتعلم والاكتشاف، ويجعلهم أقل إدراكاً لأهداف التعليم.
- التأثير على العلاقات الأسرية: من عيوب وأضرار التعليم المبكر أنه قد يؤدي لقضاء وقت أقل مع الأسرة والأصدقاء، مما يمكن أن يؤثر على تطور العلاقات الأسرية والاجتماعية للأطفال المنخرطين في برامج التعليم المبكر.
تعتبر ألعاب التعليم المبكر وسيلة فعالة لتحفيز التعلم والتنمية لدى الأطفال الصغار، وتساعد هذه الألعاب في تطوير مهارات معينة واكتشاف قدرات الأطفال على التفكير وحل المشكلات والتواصل والتعاون، وتطوير مهاراتهم اللغوية والذهنية، إليكم بعض الأمثلة على ألعاب التعليم المبكر:
- الألعاب اللغوية: تشمل هذه الألعاب القصص والأغاني والألعاب الكلامية وبطاقات الحروف والكلمات المصوّرة، التي تساعد الأطفال على تعلم المفردات والجمل والروابط بينها ومواضع استخدامها المختلفة.
- الألعاب الحسية: تساعد الألعاب الحسية في برامج التعليم المبكر على تطوير حواس الأطفال وفهم العالم من حولهم ودعم الألعاب المعرفية والتعليمية بالتواصل الحسي، ومن ألعاب التعليم المبكر الحسية صناديق اللمس والألوان والصلصال والقصص المصورة النافرة والتفاعلية باللمس.
- الألعاب الحركية: تساعد الألعاب الحركية في برامج التعليم المبكر -مثل الكرات والألعاب الرياضية- الأطفال على تطوير مهاراتهم الحركية والقدرة على التوازن وتعزيز التناسق الحركي العصبي.
- ألعاب التركيب والمكعبات: الألعاب البنائية أو ألعاب التركيب مثل المكعبات والليجو والميكانو، تساعد الأطفال في برامج التعليم المبكر على تطوير مهارات التفكير المكاني والتخطيط والتصميم، كما تساعد في تطوير قدرة الأطفال على التحكم بالأشياء وتنمية مهارة حل المشكلات.
- الألعاب الجماعية: تشمل الألعاب الاجتماعية الألعاب التي تتطلب تعاون الأطفال مع بعضهم البعض، والتي تساعد في تطوير مهارات التواصل والعمل الجماعي عند الطفل في برامج التعليم المبكر.
- ألعاب التفكير وحل المشكلات: تشمل ألعاب التفكير وحل المشكلات الألغاز والألعاب الإستراتيجية والألعاب المنطقية، التي تساعد الأطفال على تطوير مهارات التفكير النقدي والتحليلي وحل المشكلات، وعادةً ما تتوفر أشكال بسيطة من ألعاب الذكاء والألغاز للأطفال من سن 3 سنوات فصاعدًا.
- الألعاب التعليمية الإلكترونية: تشمل تطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية التي توفر المواد التعليمية بطرق مبتكرة وجذابة، ويمكن أن تساعد هذه الألعاب الأطفال على تعلم مهارات جديدة وعلى تعزيز التفكير النقدي والإبداع.
- الألعاب الفنية: تشمل الألعاب الفنية مواد الرسم والتلوين والنحت والخزف، التي تساعد الأطفال على تعلم التعبير الفني وتطوير قدراتهم الإبداعية، إضافة إلى الألعاب الموسيقية التي تطور قدرة الطفل على تعلم الإيقاع وتطوير مهارات الاستماع.
عند اختيار ألعاب التعليم المبكر لطفلك، تأكد من أن تركز على تطوير مهارات متنوعة وتشجيع التفاعل الاجتماعي والاستكشاف الذاتي، يمكن أن تكون هذه الألعاب أدوات قيمة للتعلم والتنمية في سن مبكرة، مما يمهد الطريق للنجاح الأكاديمي والاجتماعي في المستقبل.
تنقسم كتب التعليم المبكر للأطفال إلى نوعين، النوع الأول هو كتب التعليم المبكر الموجهة للآباء والمعلمين والتي تحتوي على توجيهات وتطبيقات التعليم المبكر للأطفال حسب السن والهدف من التعليم، ومجموعة من التمارين والألعاب والتطبيقات التعليمية والتربوية، والنوع الثاني هو كتب التعليم المبكر الموجهة للأطفال أنفسهم، والتي يتم تصميمها حسب عمر الطفل، وأهم كتب التعليم المبكر للأطفال:
- كتاب "التعليم المبكر للأطفال" تأليف Laura L. Plaisted.
- كتاب "دليل التعليم المبكر للأطفال" تأليف دوروثيث اينون، مترجم للعربية.
- "سلسة التعليم المبكر للأطفال - مجموعتان" دار الشرق العربي للنشر والتوزيع.
- كتاب "تنشئة كارل وايت أصغر صاحب شهادة دكتوراه بعمر 13 عاماً" تأليف كارل وايت، مترجم للعربية.
- الكتيبات القماشية المخصصة للتعليم المبكر وتعليم الأطفال تحت 3 سنوات.
- القصص والحكايات التعليمية الموجهة للأطفال تحت 5 سنوات جميعها تنتمي إلى كتب التعليم المبكر.
- الكتب التفاعلية التي تحتوي على نوافذ منطوية مخصصة للتعليم المبكر للأطفال من 2 سنة إلى 6 سنوات.