فوائد حمض الفوليك للحامل والجنين وأهم مصادره
تناول حمض الفوليك، أو فيتامين B9، خلال الفترة الأولى من الحمل أصبحت من أهم التوصيات التي تعطى للمرأة الحامل والتي يتم التركيز عليها بشكل كبير وواسع، فما أهمية تناول حمض الفوليك للحامل؟ وهل هو ضروري وما فوائد حمض الفوليك للحامل والجنين؟ وما الطريقة الصحيحة لاستخدامه؟ نقدم كل هذه المعلومات في هذا المقال.
حمض الفوليك أو فيتامين B9 يعطى للسيدات على شكل متمم غذائي بمجرد تفكيرهن أو تخطيطهن للحمل كما يوصى بأخذه عند كل النساء في سن الإنجاب حتى في حال عدم التخطيط للحمل، وذلك احتياطاً لاحتمال حدوث الحمل بشكل غير مخطط، والهدف من أخذ حمض الفوليك وقاية وحماية الجنين من التشوهات الخلقية التي تنشأ بسبب مشاكل نمو الجهاز العصبي نتيجة نقص حمض الفوليك أو عدم كفاية الكمية الواصلة منه للجنين.
فحمض الفوليك من ناحية ضروري جداً لتطور ونمو الجاهز العصبي للجنين الذي يتم في مراحل مبكرة جداً من الحمل تكون تقريباً في الأسبوع الثالث والرابع من الحمل، ومن ناحية أخرى الكميات الموجودة منه في الغذاء غالباً غير كافية للمرأة الحامل، إذاً يكون حمض الفوليك ضرورة أساسية للحامل وليس مجرد مكمل ثانوي أو داعم للصحة. [1-2]
- زيادة تصنيع الكريات الحمراء: من الطبيعي أن تتعرض الكثير من النساء للإصابة بفقر الدم خلال فترة الحمل حيث يزداد حجم الدم عند المرأة الحامل لتلبية احتياجات الجنين، لذا يتم محاولة منع ذلك عند الحامل بإعطائها ما يلزمها من المكملات الغذائية وأبرزها حمض الفوليك، والذي له دور هام في تصنيع الكريات الحمراء في الجسم وزيادة عددها وهذا ما يقلل أخطار وأعراض فقر الدم عند الحامل المتمثلة بالتعب والخمول وزيادة احتمالية الولادة المبكرة.
- التقليل من أعراض الارتعاج الحملي: مقدمات الارتعاج الحملي هي مجموعة من الأعراض المفاجئة، مثل ارتفاع الضغط المفاجئ وضبابية الرؤية والصداع القوي وغيرها، تظهر عند الحامل وتكون خطيرة على صحة كل من الحامل والجنين، لأنها تؤدي لحالة تسمى التسمم الحملي في حال لم يتم السيطرة عليها، وحمض الفوليك يلعب دور مهم في التخفيف من احتمالية التعرض لهذه الأعراض وبالتالي يحافظ على صحة الأم والجنين.
- له دور هام في تشكيل المشيمة: المشيمة هي صلة الوصل بين الأم والجنين وبدون وجود مشيمة بشكل صحي لا يوجد حمل صحي أو مريح، وحمض الفوليك ضروري لتشكيل المشيمة والمحافظة عليها وحماية المرأة الحامل من حدوث النزيف، لذا من الضروري تناوله بكميات كافية قبل بداية الحمل وفي المراحل الأولى له.
- نمو الرحم بشكل صحي: لحمض الفوليك تأثير مهم على انقسام الخلايا وتكوين خلايا جديدة لذا فهو مهم لنمو الرحم وبدونه ينمو الرحم بشكل أضعف وأقل كفاءة، لذا فهو ضروري للحصول على رحم صحي يحافظ على صحة الجنين والأم طوال فترة الحمل.
- تخفيف اكتئاب الحمل: حمض الفوليك ضروري لصحة الدماغ ويؤثر بعدة أشكال عليه لذا يعتقد أنه له دور في تحسين المزاج والتقليل من حالات الاكتئاب، وبما أن حالات الاكتئاب تزداد خلال فترة الحمل فهذا التأثير المضاد للاكتئاب الذي يقدمه حمض الفوليك من أهم فوائد حمض الفوليك للحامل. [1-2]
يتطور دماغ الجنين وأنبوبه العصبي خلال مراحل مبكرة جداً من الحمل، تكون خلال الأسبوع الخامس من الحمل تقريباً، وبدون وجود ما يكفي من حمض الفوليك تزداد احتمالية حدوث مشاكل عدة تتعلق بتطور الجهاز العصبي الدماغي والنخاعي للجنين وتؤدي إما لتشوهات خلقية أو حالات ولادة غير طبيعية، لذا تكمن أهمية تناول الحامل للفوليك أسيد بشكل متواصل وكميات كافية في حماية الجنين ووقايته من المشاكل التالية:
- دعم نمو دماغ الجنين: انعدام نمو الدماغ هو عيب خلقي يولد فيه الجنين فاقد لأجزاء من الدماغ والجمجمة، وهو عيب خطير وغالباً لا يعيش الطفل حديث الولادة مع هذا العيب كثيراً، سببه الأساسي يعود لعدم كفاية حمض الفوليك عند المرأة خلال فترة حملها مما يسبب عيوب في تشكل الجزء العلوي من الأنبوب العصبي، الذي يمثل الدماغ، في المراحل المبكرة من الحمل مما أدى لعدم تكوّن صحيح ومكتمل في الدماغ ظهر على شكل عيب خلقي واضح وخطير.
- الوقاية من السنسنة المشقوقة: السنسنة المشقوقة أيضاً عيب خلقي لكنه يظهر في العمود الفقري والنخاع الشوكي نتيجة عدم وجود مصدر كافي لحمض الفوليك يصل للجنين من دم الأم خلال فترة الحمل، والأطفال الذين يولدون بهذا العيب يلاحظ لديهم عدم انغلاق أو التحام الأنبوب العصبي بشكل كامل بحيث تبقى بعض الفقرات في ظهر الجنين مفتوحة وتخرج منها جزء من الأعصاب الشوكية تظهر ككيس في أسفل ظهر الجنين، وتكون مخاطر هذا العيب متدرجة حسب شدة الحالة وحجم ومكان إصابة الأنبوب العصبي، فأحياناً تقتصر على بعض المشاكل الجسدية البسيطة وأحيانا تسبب مضاعفات عصبية خطيرة مثل الشلل وتشوهات العظام واستسقاء الدماغ وغيرها.
- الحماية من الشفة الأرنبية أو الحنك المشقوق: نوعين من التشوهات الخلقية الناتجة عن عدم التحام أنسجة الجنين بشكل كامل خلال فترة الحمل بسبب نقص حمض الفوليك الواصل للجنين، فيولد فيه الطفل بشق واحد أو أكثر تخترق الشفة العلوية بالكامل وتشوه مظهر فم الطفل، أو بشق في سقف الحلق يخترق الحنك بدون أن يظهر خارجياً، أو تظهر المشكلتين معاً في آن واحد، وينتج عن هذه الحالة مضاعفات عديدة في حياة الطفل منها صعوبة التغذية والرضاعة وتعرض الطفل لالتهابات متعددة في الأذن قد تسبب فقدان السمع وصعوبة في الكلام وغيرها.
- تقليل خطر الإجهاض: يعتبر نقص حمض الفوليك من العوامل التي يمكن أن تسبب إجهاض الجنين وذلك لعلاقته الهامة بتكون المشيمية فحالة نقص حمض الفوليك قد تسبب انفصال مشيمية وبالتالي تحرض إجهاض الجنين.
- تقليل خطر الولادة المبكرة: يرجح وجود علاقة بين حالات حدوث الولادة المبكرة ونقص حمض الفوليك، ففي معظم الحالات التي يكون فيها مستوى حمض الفوليك مرتفع لدى النساء الحوامل لا تحدث الولادة المبكرة لذا قد يكون لنقص حمض الفوليك تأثير يدفع لحدوث الولادة المبكرة.
- الوقاية من انخفاض الوزن عند الولادة: يرتبط تناول حمض الفوليك بنمو صحيح ومتكامل لأنسجة الجنين مما يعني ولادة طفل بوزن صحي، لذا تكون نسبة ولادة أطفال بوزن منخفض أعلى بمرتين عند السيدات الحوامل اللواتي يتناولن أقل من 240 ميكروغرام من حمض الفوليك كحد أدنى باليوم. [1-2-3-4]
تصاب العديد من النساء بالقلق حول احتمالية تعرض جنينها للخطر في حال عدم أخذ الفوليك أسيد خلال الأشهر الثلاثة الأولى، وذلك بسبب أن معظم حالات الحمل لا تكشف إلا بعد مرور أكثر من شهر عليها أو بسبب عدم معرفة المرأة بضرورة حمض الفوليك لها خلال الحمل خاصة في الحمل الأول.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن عدم تناول حمض الفوليك لن يؤدي بالضرورة إلى ظهور المشاكل والتشوهات العصبية التي ذكرناها لدى الجنين، ومعظم الحالات لا تظهر فيها مشاكل، وإنما يكون حمض الفوليك المأخوذ والموصوف خلال فترة الحمل مجرد نوع من الوقاية ولزيادة الحماية والتقليل قدر الإمكان من احتمالية التعرض لهذه الحالات، بسبب خطورتها وصعوبة معالجتها وتأثيراتها على المدى البعيد.
فحمض الفوليك موجود بشكل طبيعي بالغذاء والحبوب وخصوصاً في أنواع الأغذية المدعمة بفيتامين B9 التي تتواجد كثيراً في هذه الأيام، لذا فالجسم غير محروم منه على الرغم من أنه لا يصنع داخل الجسم، لكن بعض الحالات يكون فيها نسبة حمض الفوليك عند المرأة التي ترغب بالإنجاب تحتاج للدعم والمراقبة لذا يتم التوصية بتناول مكملات حمض الفوليك.
ينصح الأطباء أن تبدأ المرأة التي تخطط للحمل بتناول مكملات حمض الفوليك قبل حصول الحمل بثلاثة أشهر أو شهر واحد على الأقل من حدوث الحمل، وأيضاً توصى النساء المتزوجات اللواتي في سن الإنجاب بتناول الفوليك أسيد بالجرعات التي يوصي فيها الطبيب لأن الحمل يمكن أن يحدث بشكل غير مخطط له ولا يكتشف إلا بعد مرور الشهر الأول كاملاً وهو الشهر الذي يتشكل فيه الأنبوب العصبي للجنين والذي نحتاج فيه للفوليك أسيد.
متى تبدأ الحامل تناول حمض الفوليك؟
بالنسبة للحامل ينصح بالبدء بتناول حمض الفوليك من بداية اكتشاف الحمل وحتى الشهر الثالث كحد أدنى، وذلك بالجرعات التي يوصي بها الطبيب، ومن الأفضل دائماً أن يتم التخطيط للحمل وأن تبدأ السيدة بتناول حمض الفوليك قبل الحمل بشهر على الأقل.ما هو وقت تناول حمض الفوليك للحامل؟
يمكن تناول حمض الفوليك في أي وقت من اليوم سواء قبل أو بعد الطعام لكن يفضل تكرار الجرعة يومياً بنفس الوقت مع اختيار وقت مناسب يسهل على الحامل تذكر تناول الحبة، فمثلاً يفضل الابتعاد عن تناول الدواء في وقت الانشغال أو في وقت التواجد خارج المنزل واختيار وقت تتواجد فيه المرأة في منزلها ولا تكون مشغولة بأي عمل يلهيها عن تذكر الحبة.كم مرة تأخذ الحامل حمض الفوليك في اليوم؟
بما أن تناول حمض الفوليك من قبل النساء يستمر لفترات طويلة ويكون أشبه بعادة دائمة خصوصاً في سن الإنجاب تم تصميم جرعة حمض الفوليك التي تؤمن الحاجة اليومية للمرأة الحامل لتؤخذ مرة واحدة فقط في النهار، وذلك لتسهيل مطاوعة المرأة لتناول هذا الدواء وتجنب نسيان الجرعات، ويمكن اختيار أي وقت مناسب من اليوم لتأخذ المرأة فيه جرعتها وتكررها يومياً بنفس التوقيت.ما هي جرعة حمض الفوليك اليومية للحامل؟
جرعة حمض الفوليك تبلغ 400 ميكروغرام يومياً للنساء في فترة التخطيط للحمل أو للواتي في سن الإنجاب، أما في حال اكتشاف الحمل فينصح بجرعة 600 ميكروغرام باليوم، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب في حال تعرض المرأة لحالة سابقة من ولادة طفل بمشكلة في الأنبوب العصبي لأن جرعة حمض الفوليك التي تحتاجها قد تكون مختلفة عن الذي ذكرناه وقد تحتاج للزيادة.ما هو وقت إيقاف حمض الفوليك للحامل؟
ضرورة تناول الحامل لحمض الفوليك تتمثل في أول ثلاث أشهر من الحمل لأنها فترة تكون الأنبوب العصبي والدماغ عند الرضيع، وبعدها يغلق هذا الأنبوب ولا يكون لحمض الفوليك فائدة لهذا الغرض بعد ذلك، لذا يمكن إيقافه بعد أول ثلاث أشهر، وبعض الحوامل يرشدهن الطبيب المتابع للحمل بالإكمال في حبوب الفوليك أسيد في بقية أشهر الحمل وذلك تبعاً لحالة المرأة الحامل، كما أن معظم الحوامل يأخذن مكملات تحوي فيتامينات متعددة بما فيها حمض الفوليك أسيد، وبالتالي نستنتج أنه لا خطر من إكمال حمض الفوليك أسيد بعد الشهر الثالث من الحمل لكن بتوجيه من الطبيب وأيضاً يفضل أن يكون إيقافه بعد استشارة طبيب. [3-4]
العديد من أنواع الأغذية تكون غنية بالفوليك أسيد والتي تكون مفيدة للحامل أو للمرأة التي تخطط للحمل وهي:
- بعض أنواع الخضراوات: خصوصاً الخضراوات الورقية الداكنة مثل السبانخ والجرجير، كما أنه يوجد في البروكلي.
- البيض: يوفر البيض أيضاً حصة جيدة من حمض الفوليك للحامل حيث تحوي البيضة الواحدة على حوالي 22 ميكروجرام من حمض الفوليك.
- البقوليات: البقوليات من المصادر الغذائية الممتازة لحمض الفوليك والتي يمكن أن تستغلها الحامل للحصول على حاجتها من حمض الفوليك، وتختلف الكمية المتوافرة منه بحسب نوع البقول كالفول والعدس والبازلاء والفاصولياء.
- الحمضيات: تعد الفواكه الحمضية على اختلافها مصدر غني بالفوليك أسيد والعديد من المعادن والفيتامينات الأخرى المفيدة جداً للحامل، مثل البرتقال والليمون والجريب فروت، فمثلاً تحوي برتقالة واحدة كبيرة الحجم على ما يقارب 55 ميكروغرام من حمض الفوليك.
- كبدة البقر: كبد البقر المصدر الغذائي الأغنى بحمض الفوليك الذي يمكن للحامل أن تستفيد منه حيث تقدم الحصة الواحدة ما يقارب 200 ميكروجرام من حمض الفوليك، لكن يجب أن تحذر الحامل من تناول الكبدة بإفراط لاحتوائها على كمية كبيرة من فيتامين أ، وعليها الالتزام بالكمية الموصى بها والتي لا يجب أن تتجاوز 50 جراماً مرة في الشهر أو مرتين على الأكثر.
- بعض الفواكه: مثل الموز والبطيخ والشمام والفراولة والأفوكادو والكيوي وغيرها والتي تعتبر مصادر جيدة لحمض الفوليك للحامل. [1-4]