مفهوم السلامة المرورية وأهمية قواعد السلامة المرورية
السلامة المرورية وطرق تحقيقها أحد أهم المواضيع التي تشغل بال الكثيرين ممن تعرضوا لحادث مروري هم أو أحد معارفهم بالإضافة للسائقين والجهات الحكومية المسؤولة عن الطرقات وتنظيم شؤون السير، وفي هذا المقال سوف نتعرف على كل ما يخص السلامة المرورية من حيث المفهوم والقواعد والإرشادات التي تفيد في تحقيق أعلى مستوى من السلامة المروري.
تعريف السلامة المرورية: هي مجموعة الخطط والتدابير والإجراءات الوقائية التي تصمم ضمن نظام مروري محدد من قبل الجهات المختصة والتي تحد من التعرض لحوادث مرورية، وذلك للحفاظ على سلامة الأشخاص الذين يرتادون الطرق (سائقي المركبات- سائقي الدراجات- المشاة- ركاب وسائل النقل العامة) [1]
تكمن أهمية قواعد السلامة المرورية في تقليل الوفيات والإصابات الناتجة عن حوادث السير بالدرجة الأولى، وتقليل الأضرار الصحية والنفسية المرتبطة بالحوادث المرورية، حيث تعتبر حوادث السير السبب الأول لوفاة الشباب والأطفال بين 5 سنوات و29 سنة، وتشير المنظمة العالمية للصحة إلى أن 1.3 مليون إنسان يفقدون حياتهم سنوياً بسبب حوادث السير.
كما تعتبر السلامة المرورية من وسائل ضبط النفقات العامة في الدولة، حيث يبلغ متوسط تكلفة حوادث السير 3% من الناتج المحلي في معظم البلدان، و93% من وفيات حوادث السير تحدث في الدول الفقيرة والنامية.
من جهة أخرى تتجلى أهمية تطبيق قواعد السلامة المرورية في التقليل من الآثار المتشعبة للحوادث المرورية، مثل الإصابات البالغة والإعاقات المستديمة والآثار النفسية على المتضررين من الحوادث ومحيطهم، والأضرار التي تلحق بالبنية التحتية والمرافق العامة والخاصة.
- قيادة المركبة بسرعة محددة: يجب على السائق عدم تجاوز السرعة المحددة على الطريق، وذلك للحفاظ على حياته وحياة الآخرين وعدم تعرضه لحادث مروري، السرعة الزائدة هي من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى وقوع حادث مروري، في عام 2020 بلغت نسبة الوفيات بسبب السرعة الزائدة 29% من اجمالي الحوادث المرورية.
- تفقد جاهزية المركبة قبل استخدامها: يجب على السائق التأكد من جاهزية السيارة قبل تشغيلها مثل التحقق من نسبة الهواء في الإطارات وتفقد زيت المحرك والتأكد من عمل الفرامل، وتجهيز المرايا الجانبية والعاكسة وضبطها بشكل يناسب وضعية جلوس السائق للقدرة على كشف محيط المركبة.
- الالتزام بوضع حزام الأمان: يجب على السائق الحرص على وضع حزام الأمان، وذلك لحمايته من أي حادث مروري محتمل، فوضع حزام الأمان وخاصة للمقاعد الأمامية والسائق يقلل حالات الوفاة بنسبة 45% ويقلل نسبة الإصابات الخطيرة الناجمة عن الحوادث المرورية بنسبة 50%.
- الانتباه إلى إشارات المرور: يجب على السائق الالتزام بإرشادات المرور الطرقية والإشارات الضوئية والشاخصات المرورية وعدم تجاوز الإشارة الحمراء لأن ذلك سيعرض السائق لخطر التعرض لحادث مروري أو مخالفة مرورية.
- الالتزام بترك مسافة أمان: يجب على السائق ترك مسافة أمان بينه وبين المركبة التي أمامه أو خلفه وذلك لتجنب أي تغيير مفاجئ بسرعة المركبة الأخرى وتوفر المسافة والوقت الكافي للتعامل مع ذلك التغير.
- تجهيز المركبة بمعدات السلامة: من أهم قواعد السلامة المرورية الإلزامية أن تحتوي المركبة على معدات السلامة للتعامل مع الحالات الطارئة، وأهمها صندوق الإسعافات الأولية وطفاية الحريق والمثلث العاكس.
- معرفة التصرف الصحيح في الحوادث: من قواعد السلامة المرورية تدريب السائقين على التعامل مع الحوادث والحالات الطارئة كجزء من التدريب على قيادة المركبة لمنح الرخصة، على سبيل المثال كيفية تنبيه الآخرين لنقطة الحادث من خلال المثلث العاكس، أهمية الاستعانة بالمسعفين وعدم تحريك المصابين، وغيرها من قواعد الإسعافات الأولية. [3]
تحقيق وتعزيز السلامة المرورية يتطلب القيام بالعديد من الخطوات ومنها:
- نشر الوعي المروري: من خلال تعريف المشاة والسائقين بالقوانين والأنظمة المرورية وإلزامهم التقيد بها، وذلك للحد من الحوادث المرورية، ونشر الوعي لدى الأطفال من قبل الأهل أو المدارس أو بعض الندوات الخاصة وإعطائهم التوجيهات والإرشادات اللازمة للحفاظ على سلامتهم المرورية.
- تطوير البنى التحتية: لتحقيق السلامة المرورية يجب على الجهات المختصة العمل على تطوير البنى التحتية من خلال تعبيد الطرق المهترئة والمتفسخة، وتشييد الجسور الطرقية لتخفيف الازدحام المروري، والتأكد من سلامة الإنارة الطرقية وصيانتها باستمرار.
- تطبيق قانون السير بحزم: يجب تطبيق قانون السير بشكل صارم وعدم التهاون في مواجهة التجاوزات المرورية وذلك للحد من المخالفات المرورية التي تزيد من احتمال الحوادث المرورية.
- التدريب والتأهيل: العمل على تدريب السائقين الجدد في مدارس السياقة وفق أحدث المناهج وتأهيلهم بشكل تدريجي لقيادة المركبات بدايةً من المركبات الخاصة الصغيرة وصولاً إلى المركبات الثقيلة، والرقابة المشددة على اختبار قيادة المركبة وذلك لمنع الحصول على شهادة سياقة بطرق غير مشروعة أو من قبل أشخاص غير مؤهلين.
- تعزيز نشر أدوات السلامة المرورية: الانتشار الواسع لأدوات السلامة المرورية مثل الشاخصات المرورية وخاصةً عند المنعطفات، والشاخصات التي تحدد السرعة القصوى، والإشارات الضوئية وخاصةً عند تقاطع الطرق وممرات المشاة.
الطريق والبنية التحتية:
هو أحد أهم عناصر السلامة المرورية سواء كان طريق رئيسي أو طريق فرعي، فيجب على الجهات المختصة للحفاظ على السلامة المرورية التأكد من:- جودة الطريق: عدم وجود مطبات عشوائية أو عوائق مرورية على الطريق مثل الحفر العشوائية أو تراكم الأتربة أو تجمع القمامة أو أي أشياء قد تعيق قيادة المركبة.
- المخطط الهندسي للطرقات: التصميم والتخطيط الهندسي الصحيح للطريق واختيار الأماكن المناسبة لإنشاء الجسور والتحويلات الطرقية.
- ممرات المشاة: توفر ممرات مشاة بأماكن مناسبة لها ووضع إشارات توضح وجودها، وتأمين ممرات مشاة لذوي الاحتياجات الخاصة.
- الإشارات المرورية: يجب التأكد من وجود وعمل الإشارات المرورية الضوئية والشاخصات المرورية التي تنظم السير.
- الإشراف والمتابعة: جيب المتابعة الدائمة الدقيقة والمستمرة من قبل الجهات المختصة لمختلف وسائل وأدوات السلامة المرورية.
المركبة:
يقصد بها السيارة أو الدراجة النارية أو الهوائية أو حافلات النقل الداخلي هي من العناصر الرئيسية للسلامة المرورية، وللتأكد من وسائل السلامة للمركبة يجب:- ضبط المرايا الرئيسية في السيارة بالشكل الذي يناسب السائق.
- التأكد من عمل المكابح وأجهزة القفل المركزي.
- تفقد الإطارات وضبط كمية الهواء الموجودة بالإطارات بالشكل الذي يناسب المركبة والطريق.
- تفقد زيت المحرك ومياه تبريد السيارة.
- تجريب مصابيح السيارة والتأكد من سلامتها والتأكد من عمل الإشارات الضوئية في السيارة.
- تفقد درجة حرارة المركبة للحفاظ على سلامة المحرك.
العنصر البشري:
من العناصر الرئيسية للسلامة المرورية هو العنصر البشري المتمثل بالمشاة أو المارة وسائقي المركبات، للحفاظ على السلامة المرورية يجب على سائقي المركبات والمشاة التقيد بما يلي:- التقيد التام بالأنظمة والقوانين المرورية من قبل المشاة والسائقين، وعدم التهاون بها.
- توعية الأطفال وإعطائهم التوجيهات اللازمة للحفاظ عليهم من التعرض للحوادث المرورية
- التقيد التام بالإشارات الضوئية والشاخصات المرورية والالتزام التام بها.
- التركيز التام وخاصة من قبل السائق عند قيادة المركبة وعدم الانشغال بأي شيء يمكن أن يخفف من تركيزه.
الإصابات الناجمة عن الحوادث المرورية تعد السبب الأول للوفاة عند الأشخاص البالغين من عمر 5 إلى 29 سنة، ولذلك تعد الحوادث المرورية خطر كبير على البشرية والممتلكات العامة والخاصة، ومن أهم أسباب الحوادث المرورية:
- السرعة الزائدة: هي السبب الأول لوقوع الحوادث المرورية وتعني قيادة السيارة بسرعة كبيرة تزيد على السرعة المحددة من قبل قوانين السير والموضحة على الشاخصات المرورية الموجودة على الطرقات العامة والتي تحدد الحد الأقصى والأدنى للسرعة التي يجب على السائق عدم تجاوزها، لأن السرعة الزائدة تضعف من قدرة السائق على السيطرة على مركبته وخاصة إذا تعرضت المركبة لخلل في التوازن.
- ضعف البنية التحتية: من أهم أسباب وقوع الحوادث المرورية هو ضعف البنية التحتية للطرقات والتي تتمثل بعدم تجهيز وصيانة الطرقات، بالإضافة إلى قلة انتشار الشاخصات المرورية وإشارات المرور الضوئية وتعطلها المستمر وعدم القيام بصيانتها بشكل دوري، سوء إنارة الطرقات ليلاً وخاصة في الأنفاق، ضعف التخطيط الهندسي للطرقات مثل قلة الجسور الطرقية وقلة جسور المشاة والحالة السيئة لأرضية الطرقات وعدم تعبيدها بمواصفات صحيحة وكافية.
- ضعف الثقافة المرورية: جهل القوانين المرورية من قبل سائق المركبة أو الدراجة أو من قبل المشاة وعدم الالتزام بالأنظمة والقوانين المرورية يساهم في زيادة احتمال وقوع الحوادث المرورية.
- تشتت السائق وقلة الانتباه: إذا كان السائق بحالة ذهنية مشتتة أو يمر بحالة نفسية سيئة فهذا يزيد من نسبة تعرضه لحادث مروري، وذلك بسبب قلة تركيزه والتفكير بأمور أخرى أثناء قيادة المركبة.
- القيادة تحت تأثير الكحول والمواد المخدرة: القيادة تحت تأثير المشروبات الكحولية أو المواد المخدرة تشكل خطر كبير على حياة السائق، عندما يكون السائق في حالة سكر تضعف قدرته على تحديد المسافات وتقديرها بشكل صحيح.
- حالة الجو السيئة: القيادة في أحوال الطقس السيئة تزيد من احتمال وقوع الحوادث المرورية وخاصة تراكم الثلوج أو الصقيع في الطرقات. [4]
- عدم استخدام الهاتف النقال: ينصح بعدم استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة لأن ذلك يؤدي إلى انشغال السائق عن القيادة وعدم تركيزه، أيضاً يجب على المارة في الطريق عدم استخدام الهاتف النقال وذلك أثناء عبور الطريق.
- الحرص على العبور من ممرات المشاة: للحفاظ على السلامة العامة ينصح بالالتزام بممرات المشاة أو الجسور الخاصة بالمشاة عند عبور الطريق وذلك لتجنب التعرض للدهس من قبل السيارات المارة بالطريق.
- عدم قيادة المركبة تحت تأثير الكحول: لأن ذلك سيضعف من تركيز السائق وعدم قدرته على تمييز الأشياء المحيطة به بشكل صحيح وتقليل قدرته على تمييز المسافات وقياسها بشكل صحيح مما يجعله عرضةً للتصادم مع مركبة أخرى أو دهس أحد المارة.
- زيادة الثقافة المرورية: ينصح بالاطلاع على الأنظمة والقوانين المرورية والالتزام بها بشكل تام من قبل المشاة والسائقين.
- التعاون مع شرطة السير: يجب التعاون الإيجابي مع شرطة السير على تطبيق أنظمة وقوانين السير من قبل المشاة والسائقين.
- أخذ استراحة: وذلك بحال الذهاب برحلة طويلة فيجب على السائق أخذ استراحة وتفقد وضع المركبة وتبريد المحرك للوقاية من ارتفاع درجة حرارة المركبة
- التأكد من وجود إطار احتياطي: يجب الحرص على وجود إطار احتياطي في المركبة وذلك بسبب احتمال تضرر أو انفجار أحد الاطارات بالطريق بشكل مفاجئ، ليكون السائق جاهز لتركيب الإطار الاحتياطي.
- التأكد من وجود أدوات السلامة العامة: الحرص على وجود جهاز اطفاء الحريق للتعامل السريع عند حصول أي حريق بالمركبة، والتأكد من وجود علبة الاسعافات الأولية للتعامل مع أي مشكلة صحية قد يتعرض لها السائق أثناء قيادة المركبة.[5]