أحاديث أخر الزمان وأحاديث علامات الساعة الصغرى والكبرى
اليوم الآخر أو يوم القيامة من أركان الإيمان الخمسة في الإسلام، وقد أطلعنا رسول الله صلى الله عليه وسلام على بعض العلامات والأحداث التي تشير إلى اقترب قيام الساعة والتي تعرف بعلامات الساعة الصغرى والكبرى وأحداث آخر الزمان، نتعرف إليها معاً في هذا المقال.
- حديث عن الحكام في آخر الزمان: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يكونُ في آخرِ الزمانِ أمراءُ ظلمةٌ ووزراءُ فسقةٌ وقضاةٌ خونةٌ وفقهاءُ كذبةٌ فمن أدرك ذلك الزمانَ منكم فلا يكونَنَّ لهم جابياً ولا عريفاً ولا شرطيّاً" رواه الطبراني في الصغير والأوسط.
- حديث انتشار الكذب وتصديقه في آخر الزمان: عن أبي هريرة وأنس بن مالك رضي الله عنهما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "سيَأتي على النّاسِ سنواتٌ خدّاعاتُ يصدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصّادِقُ ويُؤتَمنُ فيها الخائنُ ويُخوَّنُ فيها الأمينُ وينطِقُ فيها الرُّوَيْبضةُ. قيلَ: وما الرُّوَيْبضةُ. قالَ: الرَّجلُ التّافِهُ في أمرِ العامَّةِ" أخرجه أحمد وآخرون وصححه الألباني في صحيح الجامع. فانتشار الكذب والخداع والرياء وتحوله لطريقة عيش أهل الأرض من علامات الساعة حسب ما جاء في الحديث.
- حديث عن أعمال الناس آخر الزمان: من علامات آخر الزمان أن التجارة ستسود حتى تعمل بها المرأة وستقطع الأرحام وتزداد شهادات الزور، فقد روى عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "إنّ بين يَدَيِ الساعةِ تسليمَ الخاصةِ وفُشُوَّ التجارةِ حتى تُعِينَ المرأةُ زوجَها على التجارةِ وقَطْعَ الأرحامِ وشهادةَ الزُّورِ وكِتمانَ شهادةِ الحقِّ وظهورَ القلمِ" إسناده صحيح على شرط مسلم.
- حديث الحلال والحرام في آخر الزمان: سيأتي في آخر الزمان أناس لا يكترثون إن كان مصدر مالهم حلالاً أم حراماً المهم أن يجنوا المال وإن كان من الربا والرشوة، وقد ورد هذا في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يَأتي عَلى النّاسِ زَمانٌ ما يُبالي الرَّجلُ مِن أينَ أصابَ المالَ؛ مِن حلالٍ أو حَرامٍ" أخرجه البخاري.
- حديث عن الأرض في آخر الزمان: لا تقتصر علامات آخر الزمان على تغير البشر بل سينتهي المطاف بتغير في الأرض والحجر والشجر وهي من العلامات التي لن تبدأ بعد بالظهور، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "لا تَقومُ الساعةُ حتى تَعودَ أرضُ العربِ مُروجاً وأنهاراً، وحتّى يَسيرَ الراكِبُ بينَ العراقِ ومكَّةَ، لا يَخافُ إلّا ضُلّالَ الطريقِ، وحتّى يَكثُرَ الهَرْجُ، قالوا: وما الهَرْجُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: القَتلُ" أخرجه البخاري ومسلم.
- كثرة المال والخيرات على الناس في آخر الزمان: رغم أن أغلب العلامات الصغرى لقيام الساعة صعبة على المؤمنين إلا أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم أشار أنه في آخر الزمان سوف ينعم البشر بالرزق والخيرات ويصبح المال بين أيديهم كالتراب من الصعب عده، وهذا ما جاء عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "يَكونُ في آخِرِ أُمَّتي خَلِيفَةٌ يَحْثِي المَالَ حَثْياً، لا يَعُدُّهُ عَدَداً" أخرجه مسلم في صحيحه.
- حديث الكاسيات العاريات وضاربي السياط في آخر الزمان: هناك نوعان من الناس لم يشهد وجودهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لكن سيظهرون في آخر الزمان، ولن يذوقوا نعيم الجنة أبداً، عن أبي هريرة رضي الله عنه قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا" أخرجه مسلم.
- حديث الصالحين في آخر الزمان: عن ثوبان مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي ظاهِرِينَ على الحَقِّ، لا يَضُرُّهُمْ مَن خَذَلَهُمْ، حتّى يَأْتِيَ أمْرُ اللهِ وفي رواية: وهُمْ كَذلكَ" صحيح مسلم، فعلى رغم الفحش والفجور الذي سيسود العالم في آخر الزمان، ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أيضاً أنه سيبقى هناك أشخاص صالحون يقومون على طاعة الله ولا يفتنون بمغريات الدنيا.
- حديث نقص إيمان الناس في آخر الزمان: عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "سَيَخْرُجُ قَوْمٌ في آخِرِ الزَّمانِ، أحْداثُ الأسْنانِ، سُفَهاءُ الأحْلامِ، يقولونَ مِن خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، لا يُجاوِزُ إيمانُهُمْ حَناجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فأيْنَما لَقِيتُمُوهُمْ فاقْتُلُوهُمْ، فإنَّ في قَتْلِهِمْ أجْراً لِمَن قَتَلَهُمْ يَومَ القِيامَةِ" أخرجه البخاري، والمقصود بأحداث الأسنان صغار السن.
- حديث حثالة الناس في آخر الزمان: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "كيف بكم وبزمانٍ أو يُوشِكُ أن يأتيَ زمانٌ يُغربَلُ النّاسُ فيه غرْبَلةً تبقى حُثالةٌ من النّاسِ، قد مرجت عهودُهم وأماناتُهم، واختلفوا فكانوا هكذا. وشبَّك بين أصابعِه، فقالوا كيف بنا يا رسولَ اللهِ؟ قال: تأخذون ما تعرِفون، وتذرون ما تُنكرون، وتُقبِلون على أمرِ خاصَّتِكم، وتذَرون أمرَ عامَّتِكم" رواه عبد الله بن عمرو وأخرجه البخاري، وفي هذا الحديث يوضح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن انتشار أسوأ الناس سيجعل الفتن تزداد وتفقد العهود قيمتها وكذلك أمانات الناس، حتى يختلط الصالح بالطالح ويصعب تميزهم عن بعضهم البعض، ونصح أصحابه إن عاشروا هذا الزمان أن يعتزلوا ما يجدون فيه ضرراً لهم ولدينهم، ويصدقون ما يجدون به خير لهم في دينهم ومعاشهم.
- حديث انتشار الجهل والفتن في آخر الزمان: من علامات آخر الزمان تراجع العلم وانتشار الجهل والفتن بين الناس وكثرة الجرائم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يتقارب الزمان وينقص العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح، ويكثر الهرج. قيل: يا رسول اللهِ، أية هو؟ قال: القتل" أخرجه البخاري ومسلم.
علامات الساعة الصغرى هي العلامات التي تظهر قبل أزمان من قيام الساعة كتفشي الفساد والانحلال الأخلاقي والدجل وغيرها من العلامات، وتكون خلالها أبواب التوبة مفتوحة فيمكن للإنسان التوبة والاقتراب من ربه، ومن علامات الساعة التي في وردت في السنة النبوية الشريفة:
- ظهور النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم: بدأت علامات الساعة الصغرى منذ ظهور سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم واستدلالاً على هذا حديث ورد عن سهل بن سعد الساعدي قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "بُعِثْتُ أنا والسّاعَةَ كَهذِه مِن هذِه -أوْ: كَهاتَيْنِ- وقَرَنَ بيْنَ السَّبّابَةِ والوُسْطى" أخرجه البخاري.
- وفاة النبي وتتلوها عدد من العلامات: لا تتوقف علامات الساعة الصغرى عند ظهور النبي صلّى الله عليه وسلّم، بل وفاته أيضاً من العلامات الصغرى لقيام الساعة، وتتبعها مجموعة من العلامات التي وردت في حديث رواه عوف بن مالك الأشجعي: "اعْدُدْ سِتّاً بيْنَ يَدَيِ السّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعاصِ الغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفاضَةُ المالِ حتّى يُعْطى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينارٍ فَيَظَلُّ ساخِطاً، ثُمَّ فِتْنَةٌ لا يَبْقى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إلّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بيْنَكُمْ وبيْنَ بَنِي الأصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمانِينَ غايَةً، تَحْتَ كُلِّ غايَةٍ اثْنا عَشَرَ أَلْفاً" أخرجه البخاري.
وفي الحديث الشريف أن بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ستفتح القدس ويكثر الموت، حيث يقصد بكلمة موتان اسم مبالغة للموت بشكل كبير مثل الأوبئة وهذا ما حدث في وباء طاعون المواس، وكثرة المال وعدم الشبع وانتشار الفتنة التي ستدخل كل بيت وتسبب تضرره، وأخيراً هدنة بين المسلمين والروم (بني الأصفر) ثم يغدرون بهم ويحاربوهم. - حديث انشقاق القمر: ورد في القرآن الكريم ارتباط انشقاق القمر باقتراب الساعة في قوله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) سورة القمر الآية 1، وقد روى عن عبد الله بن مسعود: "انْشَقَّ القَمَرُ على عَهْدِ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم فِرْقَتَيْنِ، فِرْقَةً فَوْقَ الجَبَلِ، وفِرْقَةً دُونَهُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: اشْهَدُوا" أخرجه البخاري ومسلم، وهي من العلامات التي ظهرت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأشهد أصحابه على هذه الآية الموجودة في القرآن الكريم.
- ظهور الدجالين من علامات الساعة الصغرى: انتشرت هذه العلامة في يومنا هذا فقد انتشر الدجالون والمحتالون والكاذبون الذين يزعمون بصدق قولهم وقدرتهم على الاطلاع على الغيب، وقد تصل بهم إلى أن يدعون أنفسهم بأنبياء وأولياء الله، وهذا تصديقاً لما قاله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ورواه أبي هريرة رضي الله عنه: "لا تَقُومُ السّاعَةُ حتّى يُبْعَثَ دَجّالُونَ كَذّابُونَ قَرِيبٌ مِن ثَلاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أنّه رَسولُ اللهِ" أخرجه البخاري ومسلم.
- حديث التنبؤ باجتياح المغول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لا تَقُومُ السّاعَةُ حتّى يُقاتِلَ المُسْلِمُونَ التُّرْكَ، قَوْماً وُجُوهُهُمْ كالمَجانِّ المُطْرَقَةِ يَلْبَسُونَ الشَّعَرَ، ويَمْشُونَ في الشَّعَرِ" في حديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه أخرجه البخاري ومسلم وآخرون، وعلامات من يلبسون الشعر في أقدامهم المغول، وقد ظهرت هذه العلامة لقيام الساعة منذ مئات السنين.
- عدم حفظ الأمانات: عدم صون الأمانة ظاهرة شائعة في العالم الإسلامي اليوم، ما يدل على اقتراب الساعة وهذا ما حدثنا به أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "فَإِذا ضُيِّعَتِ الأمانَةُ فانْتَظِرِ السّاعَةَ، قالَ: كيفَ إضاعَتُها؟ قالَ: إذا وُسِّدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فانْتَظِرِ السّاعَةَ" أخرجه البخاري.
- انتشار سوء الخلق: ينتشر قبيل قيام الساعة الجهل ويزداد الزنا وشرب الخمر وبشكل علني، ويستدل على هذا من حديث رواه أنس بن مالك أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "إنّ مِن أشْراطِ السّاعَةِ: أنْ يُرْفَعَ العِلْمُ ويَثْبُتَ الجَهْلُ، ويُشْرَبَ الخَمْرُ، ويَظْهَرَ الزِّنا" أخرجه البخاري ومسلم، والمقصود بالأشراط علامات الساعة.
علامات الساعة الكبرى هي العلامات التي ذكرت في القرآن الكريم ووردت في السنة النبوية الشريفة والتي تشير إلى اقتراب يوم القيامة حيث تنغلق أبواب التوبة ولا يفيد الإنسان إلا ما سلف من عمله الصالح وتمسكه بدينه، وهي علامات متتالية خارجة عن المألوف والمعتاد كرؤية الأرض تخسف والشمس تشرق من مغربها وغيرها من العلامات.
وذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هذه العلامات في حديث ورد في صحيح مسلم رواه حذيفة بن أسيد الغفاري أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "إنها لن تَقومَ حتى ترَوا قبلَها عشْرَ آياتٍ فذَكَر الدُّخانَ والدجّالَ والدابَّةَ وطُلوعَ الشمسِ من مَغرِبِها ونُزولَ عيسى ابنِ مريمَ ويَأجوجَ ومَأجوجَ وثلاثَ خُسوفٍ خَسفٌ بالمَشرِقِ وخَسفٌ بالمَغرِبِ وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ وآخِرُ ذلك نارٌ تَخرُجُ من اليمَنِ تَطرُدُ الناسَ إلى مَحشَرِهم".
وعلامات الساعة الكبرى من الحديث الشريف:
- ظهور المهدي: وهو رجل يحكم بالعدل والإسلام في عالم ساد فيه الظلم والفجور، وتزدهر الأمة في عهده وتنعم بخيرات ليس لها مثيل، وهي من علامات الساعة الكبرى التي وردت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لو لم يبقَ من الدنيا إلّا يومٌ، لَطَوَّلَ اللهُ ذلِكَ اليومَ حتى يبعثَ فيه رجلاً من أهلِ بيتي، يواطيءُ اسمُهُ اسمِي، واسمُ أبيه اسمَ أبي، يملأُ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلِئَتْ ظلماً وجوراً" أخرجه أبو داود.
- ظهور المسيح الدجال: يظهر في عهد المهدي وسيدنا عيسى المسيح ابن مريم عليه السلام، وسمي بالدجال لدجله وخداعة، وفتنة الأعور الدجال من أشد الفتن والمحن التي يتعرض لها البشر وهو من علامات قيام الساعة العظيمة، وقد حذر منه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حديث رواه أبي هريرة رضي الله عنه: "ألا أُخْبِرُكُمْ عَنِ الدَّجّالِ حَدِيثاً ما حَدَّثَهُ نَبِيٌّ قَوْمَهُ: إنّه أعْوَرُ، وإنّه يَجِيءُ معهُ مِثْلُ الجَنَّةِ والنّارِ، فالَّتي يقولُ إنّها الجَنَّةُ هي النّارُ، وإنِّي أنْذَرْتُكُمْ به كما أنْذَرَ به نُوحٌ قَوْمَهُ" أخرجه مسلم.
- نزول سيدنا عيسى عليه السلام: سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام لم يمت إلى الآن وسيرسله الله قبيل قيام الساعة وسيقتل المسيح الدجال ويكسر الصليب ويحكم بالعدل ويقضي بشريعة الدين الإسلامي ثم يموت ويصلى عليه، وقد وردت أدلة كثيرة في القرآن الكريم على أن نزول عيسى عليه السلام من علامات قيام الساعة الكبرى.
- خروج يأجوج ومأجوج: وهم مجموعة من بني آدم قام ذي القرنين باحتجازهم ولكن وعد الله بخروجهم قبيل يوم القيامة وينشرون الفساد في الأرض ويحاصرون المسيح ومن آمن معه، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ويْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ مِثْلُ هذِه وعَقَدَ سُفْيانُ تِسْعِينَ أوْ مِئَةً قيلَ: أنَهْلِكُ وفينا الصّالِحُونَ؟ قالَ: نَعَمْ، إذا كَثُرَ الخَبَثُ" أخرجه البخاري.
- شروق الشمس من مغربها: وهي من علامات قيام الساعة الكبرى والغير مألوفة ولها دلالات في السنة النبوية الشريفة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لا تَقُومُ السّاعَةُ حتّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها، فإذا طَلَعَتْ ورَآها النّاسُ آمَنُوا أجْمَعُونَ، وذلكَ حِينَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إيمانُها" صحيح البخاري.
- خروج الدابة تكلم الناس: من العلامات الغير مألوفة الكبرى لقيام الساعة ما ورد في حديث رواه أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "بادِرُوا بالأعْمالِ سِتًّا: الدَّجّالَ، والدُّخانَ، ودابَّةَ الأرْضِ،..." صحيح مسلم، وهو خروج دابة من الأرض تكلم الناس وتسمي كل شخص مؤمناً أو كافراً، وقد وردت هذه العلامة في القرآن الكريم في سورة النمل: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ) الآية 82.
- ثلاثة خسوفٍ: وهي خسف المشرق وخسف المغرب وخسف جزيرة العرب، وهي من علامات الساعة الكبرى التي وردت في حديث عن حذيفة الغفاري قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "وثلاثَ خُسوفٍ خَسفٌ بالمَشرِقِ وخَسفٌ بالمَغرِبِ وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ".
- خروج النار التي تحشر الناس: وهي من آخر العلامات الكبرى لقيام الساعة، تخرج هذه النار من أرض اليمن تلازم الناس حتى يصلوا إلى محشرهم ليوم الحساب، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "وآخِرُ ذلك نارٌ تَخرُجُ من اليمَنِ تَطرُدُ الناسَ إلى مَحشَرِهم" في حديث حذيفة الغفاري.
- الدخان في آخر الزمان: يعتقد أن علامة الدخان قد ظهرت لكفار قريش نتيجة القحط بحسب ما ورد في صحيح البخاري عن مسروق بن الأجدع أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: خَمْسٌ قدْ مَضَيْنَ: الدُّخانُ، والقَمَرُ، والرُّومُ، والبَطْشَةُ، واللِّزامُ: {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزامًا} [الفرقان: 77]. وهي من العلامات الواردة في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إنها لن تَقومَ حتى ترَوا قبلَها عشْرَ آياتٍ فذَكَر الدُّخانَ" كما ذُكرت علامة الدخان الذي يأتي من السماء في آخر الزمان أنها من علامات قيام الساعة العظمى فقال سبحانه وتعالى في سورة الدخان: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ) الآية 10.
- الإيمان باليوم الآخر: قيام الساعة بلا شك من علامات يوم القيامة والإيمان بها يعني الإيمان باليوم الآخر الذي هو ركن من أركان الإيمان.
- ترسيخ الإيمان وتقويته: إن معرفة علامات قيام الساعة يعني الإيمان باليوم الآخر والذي بدوره يعزز الإيمان في القلوب الصافية، ما يجعل العبد يسارع للتقوى وزيادة إيمانه وتعبده مخلصاً لله عز وجل كي لا يهاب يوم لقاءه بل ويشتاق إلى هذا اليوم.
- المسارعة للتوبة: عند ظهور علامات الساعة الصغرى وآخر الزمان تبقى أبواب التوبة مفتوحة، فمعرفة هذه العلامات ووقوعها الذي نراه في يومنا هذا يحث المسلم على التوبة وطلب المغفرة من الله عز وجل قبل أن يأتي يوماً لا ينفع به التوبة.
- المسارعة للعمل الصالح: الحث على العمل الصالح والإكثار منه يثقل ميزان حسنات المسلم ويجعله يسلم من فتنة قيام الساعة وآخر الزمان، يوم لا ينفع لا مال ولا بنون وليس للمسلم إلا عمله الصالح.
- بيان بعض الأحكام الشرعية: من الفوائد العظيمة لمعرفة علامات الساعة وآخر الزمان وفتنتهما توضيح بعض الأحكام الشرعية من خلال أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كالفجر والظلم والفسوق.
- زيادة الثقة برسول الله صلّى الله عليه وسلّم: علامات الساعة وآخر الزمان أوضحها لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليه وسلم والتي بدأت تظهر بشكل كبير في حياتنا اليوم، ومن الأمور التي تحدث عنها انتشار الفسوق والجهل والكاسيات العاريات وغيرها من الإشارات الدالة على صحة ما قاله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما يعزز من ثقة العبد برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ويتبع هداه وارشاداته لعدم وقوعه في الفتن ونجوه من عذاب يوم لا شك فيه.