علاج الغيرة بين الأبناء وطرق تقليل غيرة الأخوة
كيف أتعامل مع الغيرة بين أبنائي! اكتشفي أهم النصائح لعلاج الغيرة بين الأخوة وتقوية علاقة الأبناء ببعضهم
الغيرة بين الأبناء مشاعر طبيعية وموجودة دائماً، لكنها في بعض الأحيان تخرج عن السيطرة وتسبب خلافات ومشاكل بين الأخوة وقد تأثر على علاقتهم في المستقبل، ويلعب الأهل دوراً حاسماً في علاج الغيرة بين الأبناء والتعامل مع غيرة الأخوة من بعضهم لتقوية علاقة الأبناء ببعضهم على الأمد القريب والبعيد.
محتويات المقال (اختر للانتقال)
- السعي لكسب محبة الوالدين: من أهم أسباب الغيرة بين الأبناء وخصوصاً الغيرة من المولود الجديد أو من الأخ الأصغر أن الأخوة يدخلون في صراع على كسب ود ومحبة الوالدين، وقد يكون التعلق الشديد بالوالدين والرغبة بالاستحواذ على حبهما واهتمامهما سبباً وجيهاً للغيرة بين الأخوة خصوصاً بعمر الطفولة.
- التمييز بين الأبناء: من أقوى أسباب الغيرة بين الأخوة هو ميل أحد الأبوين أو كليهما للاهتمام الزائد بأحد الأبناء على حساب الآخرين، فيقدمون له الاحترام بشكل أكبر أو الرعاية أو التقدير، وسيلاحظ الأبناء الآخرين ذلك حتى لو كان بأبسط الأمور وسيولد لديهم الغيرة من الأخ المميز.
- اختلاف الإمكانيات والفروق الفردية: تفوّق أحد الأبناء على باقي إخوته بمجال معين أو امتلاكه إمكانيات أكبر وأكثر وضوحاً قد يكون عاملاً قوياً لخلق الغيرة في نفوس باقي الأخوة، وخصوصاً لو لاحظوا انجذاب الأهل لذلك الأخ أكثر من غيره وتدليله والاعتناء به.
- فرق العمر: بما أن فرق العمر بين الأخوة يفرض فروق في المسؤوليات والحقوق داخل المنزل وضمن الأسرة، فإن هذا الأمر يؤدي أحياناً لغيرة الأبناء من بعضهم، فالأخ الصغير يغار من الكبير لامتلاكه حقوق أكبر في المنزل وبسبب حريته ببعض التصرفات، والأخ الكبير يغار من الصغير لقلة مسؤولياته وعدم إجباره على إنجاز المهام في المنزل.
- المقارنة بين الأخوة: المقارنة بين الأبناء من الأساليب التربوية الخاطئة والتي تحمل العديد من الآثار السلبية منها زيادة وتغذية الغيرة بين الأخوة، كما أن المقارنة المستمرة بين الأبناء تخلق نوعاً من المنافسة السلبية بينهم، قد يكون الهدف منها أحياناً أذية الآخر والتقليل من قيمته للتخلص من المقارنة معه.
- عدم تقدير الاحتياجات الفردية: بمعنى عدم فهم الأهل أو تقديرهم لاختلاف شخصيات أبنائهم واختلاف حاجتهم ورغباتهم، فمثلاً عندما يطلب الأخ الصغير شيئاً ما؛ لا يستجيب الأهل له لأن باقي أخوته لم يطلبوه أو يحتاجوه.
- عدم تفسير الأهل لسبب الاهتمام الخاص: في كثير من الحالات يضطر الأهل لمنح اهتمامٍ خاصٍ لأحد أبنائهم، سواء بسبب المرض أو التأخر الدراسي أو حتى تميّز هذا الطفل بقدراتٍ استثنائية ومواهب مميزة، وعندما لا يفسّر الأبوان لباقي الأبناء سبب هذا الاهتمام، يتركون مجالاً واسعاً للغيرة والحسد والضغينة بين الأخوة. [1]
- اكتشف دافع الغيرة: لمعالجة الغيرة بين الأبناء في عمر الطفولة والتخلص منها يجب اكتشاف الدافع ورائها وفهمه، ثم مساعدة الطفل على التعامل مع عواطفه وفهم دوافعه للغيرة أخوته أو الحسد، وتعويضه عما ينقصه أو يزعجه ويجعله يشعر بالغيرة.
- ابتعد عن المقارنة: التخلص من أسلوب المقارنة هو الخطوة الأولى لعلاج الغيرة بين الأبناء، فكلما زادت المقارنات بين الأخوة كلما تفاقمت الغيرة وتطورت وأصبحت أسوء، حتى لو كانت هذه المقارنة على أبسط الأمور كقول فلان أسرع من أخيه أو أقوى وحتى لو كانت على سبيل المزاح.
- لا تميّز طفلاً عن آخر: عدم التمييز بين الأطفال يكون بالمساواة في معاملة الأطفال وعدم إعطاء أهمية لأحدهم دون الآخر، وتقديم الحب والعطاء والاهتمام لهم جميعاً بنفس الطريقة ونفس المقدار دون تحيز، حتى وإن مال قلبك لأحد أبنائك بشكل استثنائي، لا يجب أن يكون هذا الميل على حساب أبنائك الآخرين!
- تجنب السخرية من غيرة الطفل من أخيه: إياك والسخرية من مشاعر الغيرة التي يشعر بها طفلك من أخيه، فهذا سيجعل الأمر أسوء وقد يدفع الطفل لأذية أخيه بسبب غيظه كما أنه سيكره والديه، بدلاً من ذلك احرص على تهدئة طفلك أولاً، ثم قدم له الحنية بعناقٍ أو قبلة، ثم تحدث معه عن سبب غيرته وصحح له ما قد يعتريه من أفكار ومشاعر تسبب الغيرة.
- اهتم بكل طفل بشكل منفرد: تعرف على رغبات كل طفل على حدى وميزاته وصفات شخصيته وتواصل معه بشكل منفصل، واكتشف مواهبه وساعده في تطويرها، كي يصل لكل واحد من الأبناء شعور الاهتمام والحب بدون تفرقة أو تمييز بينه وبين أخوته.
- لا تحرج الطفل أمام أخيه الذي يغار منه: في حال أخطأ طفلك بحق أخيه بسبب الغيرة لا تقم بتوبيخه أمام أخيه أو ضربه أو إهانته بأي طريقة، وحاول ألا تتخذ موقفاً متحيّزاً، وافصل بينهما وتحدث مع كل منهما على حدة، أو وبخه بشكل منفصل كي لا تزيد الأمر سوءاً وتزرع الحقد بينهما.
- استمع للشكاوى: استمع لشكوى طفلك بشكل كامل عن سبب غيرته وانزعاجه من أخيه، ودعه يشرح لك بدون مقاطعة أو غضب منك، أولاً كي تشعره بالراحة والأمان وثانياً كي تفهم ما الذي دفعه للغيرة سواء بخطأ منك بالتعامل أو لسبب آخر.
- التأكيد على حبك واهتمامك: بمعنى أن تتحدث مع طفلك بشكل مباشر عن مقدار حبك وتعلقك به وأن تقوم بالتصرفات الدالة على ذلك كقضاء الوقت معه والاهتمام بتسليته وعدم تجاهله.
- اعمل على بناء علاقات عائلية إيجابية: تشجيع تفاعل الأخوة مع بعضهم بطريقة إيجابية ترسخ المحبة بينهم وتقويتها، كتحفيزهم على تقديم الهدايا مثلاً أو الاعتناء ببعضهم في بعض أوقات غياب الأهل، ومساعدتهم على قضاء وقت ممتع مع بعضهم والتحفيز على المساندة عند تعرض أحدهم للانزعاج أو الحزن. [4-3-2-1]
- ترك الأمور بدون تدخل: حالات الغيرة بين الأبناء طبيعية وموجودة في كل منزل، وبين الأخوة الكبار وإن كانوا أطفالاً لن تكون الأمور بحاجة لتدخل من قبل الأهل ما لم تتفاقم وتؤدي لمشاكل ونزاعات، العب دور المراقب وتدخل عندما تشعر بالحاجة لذلك.
- توزيع المسؤوليات بشكل متناوب: قد تتولد الغيرة بين الأخوة بسبب التزام أحدهم بكمية أكبر من المسؤوليات داخل المنزل، ولمنع ذلك من الضروري محاولة توزيع المهام والمسؤوليات بشكل عادل ومتساوٍ ومتناوب، خصوصاً لو كانوا بنفس العمر، بحيث يؤدي أحدهم مهام معينة لوقت معين ثم يبادل بها أخاه في وقت آخر.
- الاهتمام بالرغبات الفردية: الأخوة المراهقون أو الكبار لهم شخصيات ورغبات مختلفة، وبالتالي الأهل قد ينجذبون لشخصية أحد الأبناء ويهتمون بها ويدعموها أكثر من البقية، وهذا الأمر خاطئ ويخلق نوع من الغيرة بين الأخوة ومشاعر كره تجاه الأهل، ويجب انتباه الأهل لعدم التعامل بهذه الطريقة والاهتمام بكل ابن بحسب شخصيته ورغباته الفردية بدون مقارنته بإخوته.
- عدم إبداء رد فعل سلبي على الغيرة: كالسخرية أو الغضب أو التوبيخ القاسي كي لا تتفاقم الأمور والمشاعر السلبية بين الأخوة، فغالباً الكبار أو المراهقين لا يتقبلون التعامل بهذه الطريقة وينزعجون وربما تتفاقم الغيرة لديهم وتتحول لحقد، بل يجب التعامل مع الموضوع باهتمام وجدية للوصول للحل المناسب المقنع.
- الاستقصاء عن سبب الغيرة: غالباً تكون أسباب الغيرة بين الأخوة الكبار أكثر حساسية وأهمية من تلك التي تصيب الأطفال، لذا من المهم التعرف على سبب ودوافع الغيرة بين الأخوة المراهقين أو الكبار لفهم الطريقة الأنسب للتخلص منها.
- المساواة في الحقوق: كلما كبر الابن كلما أصبحت له حقوق أكبر داخل المنزل مقارنة بالأطفال، ويجب الحرص على التوزيع العادل والمتساوي لهذه الحقوق بين الأبناء، كالحق بالخصوصية والتعبير عن الرأي وبعض حدود الحرية وما إلى ذلك، فلا يجوز إعطاء حق لأحد الأبناء وإهمال الآخر هذا بالطبع سيفاقم الغيرة بينهم ويؤدي لنتائج سيئة.
- التحدث مع الطرف الذي يغار: في عمر المراهقة أو الشباب لا تكون أساليب التوبيخ أو العقاب متاحة للاستخدام، والخيار الأول والأهم لحل مشكلة الغيرة بين الأخوة في هذا العمر هو التحدث مع الابن ومناقشته ومحاولة التقليل من انزعاجه وغضبه وتقديم الاهتمام له بما يقلل من اندفاعه للغيرة ويبعده عن الشعور بالكره تجاه أخيه. [3-2-1]
غيرة الطفل من أخيه المولد الجديد حالة شائعة جداً وتقريباً تحدث بين كل الأخوة، وهي حالة طبيعية ليس منها قلق تزول مع الوقت، ويمكن التقليل منها ببعض التصرفات مثل:
- اشرح لطفلك كيف ستحصل بعض التغيرات مع المولود الجديد: من الأفضل أن تجعل الطفل يستعد نفسياً لقدوم المولود الجديد بطرق إيجابية، كإخباره أنه سيحظى برفيق يلعب معه ويقضي معه الوقت وما إلى ذلك، ثم اطلعه على بعض التغيرات التي ستحدث عند مجيء هذا الأخ، كالانشغال لبعض الوقت والتعرض للتعب والإرهاق، وأكد على حبك الدائم له في كل الظروف.
- شجع طفلك على مساعدتك في الاعتناء بأخيه الصغير: بدلاً من إبعاد طفلك عن أخيه الرضيع وجعله يشعر بالإهمال والرفض، حفزه على مساعدتك في رعاية المولود الجديد تحت مراقبتك، واجعله يقضي وقت معك أثناء اعتناءك به وبهذا تكسب رضا ابنك الكبير وتبقى بجوار الرضيع الجديد بنفس الوقت.
- لا تمنع طفلك من الاقتراب من المولود الجديد: يفضل تشجيع الطفل على التعرف على أخيه الجديد ودعوته للاقتراب منه، كي يتفاعل معه ويحبه وينسى فكرة الغيرة، وهذا يجب أن يكون بحذر وبمراقبة الأهل ووجودهم بجانبه لضمان عدم قيام الطفل بتصرف ما يؤذي الرضيع.
- لا تبتعد عن طفلك الأول أو ترفض طلباته: بل على العكس يجب أن تظهر اهتماماً أكثر تجاه ابنك وتؤكد على حبك له ومكانته التي لم تتغير، وإن طلب منك شيئا أثناء انشغالك بالمولود الجديد، كالذهاب للحديقة مثلاً لا ترفضه رفضا قاطعاً أو تجبه بعدم تفرغك لأنك تعتني بالمولود الجديد، يمكنك التلاعب ببعض الكلمات اللطيفة ليتم تأجيل الموضوع وليس إلغاءه، كالقول له أنك تخطط للذهاب لمدينة الألعاب مثلاً بدلاً من الحديقة إن ساعدك في الاستراحة ورعاية أخيه الصغير.
- امدح طفلك عندما يتعامل بلطف مع أخيه الجديد: عندما ترى طفلك الأول يبادر بالتصرف بلطف تجاه أخيه الرضيع ويعامله بحب امدحه وأظهر فرحك به واشكره على ذلك، بحيث يتشجع لتكرار هذه التصرفات ويتلاشى منه شعور الغيرة.
- إضعاف شخصية الأبناء: الغيرة بين الأبناء إن تم إهمالها قد تسبب ضرراً كبيراً في شخصية الأطفال، فالطفل الغيور قد يطوّر نوعاً مزمناً من الغيرة ينتقل معه إلى حياته المستقبلية في المدرسة والجامعة والعمل والحياة الزوجية، كما أن الأخ المميز الذي يغار منه أخوته قد يكتسب نوعاً من الغرور والنرجسية يتأصل في شخصيته مع الوقت.
- كره الأخوة لبعضهم البعض: على الرغم أن الغيرة بين الأبناء مشاعر طبيعية ولا تقود إلى الكره أو العداوة في معظم الحالات، لكن إذا لم يهتم الأهل بمعالجة هذه الغيرة فقد تتطور إلى حقدٍ وعداوة حقيقية تظهر نتائجها مع الزمن وقد تستمر على مدى علاقة الأخوة مع بعضهم.
- التنافس السلبي: الغيرة بين الأبناء قد تخلق حالة من التنافس السلبي بينهما، ليس فقط من جهة الأخ الذي يغار، لكن أيضاً من جهة الأخ المميز، حيث يسعى كل منهما إلى جذب الانتباه وسحب البساط من تحت أقدام أخيه، وهذه المنافسة السلبية قد تصل إلى حد الأذى المتعمّد.
- التأثير على الحالة النفسية للطفل: عندما يترك الطفل الذي يغار من أخوته يواجه مشاعره هذه وحيداً، ستتطور لديه مشاعر سلبية قد تقوده إلى القلق والاكتئاب وتؤثر على نفسيته بشكل سلبي ربما لا يتصوّره الأهل، كما أن هذه الغيرة المهملة قد تجعل الطفل خائفاً باستمرار من الهجر أو تمييز الآخرين على حسابه.
- النفور من الوالدين: يدرك الطفل في لحظةٍ ما أن غيرته من أخيه لا ذنب لأخيه فيها! وإنما تمييز والديه في التعامل معهما والتفرقة بينهما هي التي خلقت هذه الغيرة وربما العداوة، فتتحول المشاعر السلبية تجاه الأهل.