أخطاء يرتكبها الزوج بحق زوجته وكيفية التعامل معها
لا تخلو العلاقة الزوجية من الأخطاء التي يرتكبها كلا الزوجين لكن أحياناً قد تكون أخطاء الرجل أكثر قسوة وتأثير كونه الأكثر تحكماً بالعلاقة الزوجية، ومن خلال هذا المقال سوف نسلط الضوء على الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الزوج بحق زوجته وتأثيرها على العلاقة الزوجية، وما هي واجبات الزوج تجاه زوجته!
- عدم الاستماع للزوجة: أكثر الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الزوج تجاه زوجته هي عدم الاستماع لها بما ترغب أن تقول من باب التخلص من النقاش، ومع الوقت ستبتعد عن الزوج لشعورها بعدم المبالاة والأهمية، ما ينعكس سلباً على الحياة الزوجية في جميع النواحي بما في ذلك العلاقة الحميمة.
- جرح الزوجة بالكلام: الكلام الجارح الذي قد يستخدمه الرجال في الخلافات أو المناقشات مع الزوجة تسبب أذية كبيرة لمشاعرها، بقصد أو عن غير قصد، لذا هو من الأخطاء التي تجعل العلاقة الزوجية تتوتر لتجنب الزوجة الحديث لزوجها أو النقاش معه لعدم تقبلها سماع هذا النوع من الكلام.
- تهديد الزوجة باستمرار: التهديد بالطلاق أو الزواج بزوجة ثانية من الأخطاء التي يرتكبها الزوج باعتقاده أنه يستخدم سلطته الرجولية للضغط على الزوجة، لكن هذا ينعكس سلباً حيث تفقد الزوجة ثقتها بزوجها ويتولد لديها شعور بعدم الأمان والاستقرار لكونه قادر على الاستغناء عنها.
- الانتقاد المستمر للزوجة: النقد ليس فقط خطأ من أخطاء الزوج بل نوع من أنواع الإساءة العاطفية تجاه الزوجة لكونه يعتمد الإحباط في توجيه الملاحظات والنقد بشكل مستمر سواء بواجبات المنزل أو الشكل أو العلاقة الزوجية، قد يكون تأثير الانتقاد أكبر بكثير مع بداية الزواج حيث لا يكون الزوجين معتادين على التعامل مع هذا النوع من المشاكل.
- التقليل من شأن الزوجة: يتعمد الكثير من الأزواج التقليل من شأن الزوجة لإثبات أن كل ماهي عليه يعود لوجوده معها، فتجده ينتقد بشكل مستمر ويستخدم بعض التعليقات السلبية والمهينة في بعض الأحيان للاستخفاف بإنجازاتها ونجاحاتها، وهي من الأخطاء المزعجة بالنسبة للزوجة بشكل كبير لكونها تؤثر على حياتها ونفسيتها وتعاملها معه.
- التقصير بالمسؤوليات: لا تقتصر مسؤوليات الزوج على تأمين الطعام والشراب واللباس وغيرها من مستلزمات الحياة، فمن واجبات الزوج أيضاً التواجد العاطفي حول الزوجة والأبناء، فالتقصير بهذه النواحي يسبب بعده عن أفراد أسرته وعدم قدرته على احتوائهم عند الحاجة، لذا هي من أكثر الأخطاء خطورة على كيان الأسرة.
- الأنانية في العلاقة الحميمة: العلاقة الحميمة هي أساس العلاقة الزوجية التي من حق كلا الزوجين الاستمتاع بها، ومن المعروف أن الزوجة بحاجة للمداعبة لفترة أطول قبل ممارسة العلاقة، وفي بعض الأحيان لا يكترث الزوج ما يجعل المرأة لا تكتفي من العلاقة الجنسية ولا تشعر بالرضى، وقد تسبب الأنانية في العلاقة مع الوقت برود الرغبة الجنسية عند الزوجة.
كيف يهدم الزوج بيته؟ هناك مجموعة من الأخطاء التي يرتكبها الزوج بحق زوجته ليست فقط مؤذية للزوجة وإنّما تهدد العلاقة الزوجية بالانهيار وتخلق بين الزوجين مشاكل صعبة الحل، وأبرز هذه الأخطاء التي يهدم الزوج بيته من خلالها:
- الشك بالزوجة: يستدرج الشيطان الرجل الغيور إلى الشك غير المبرر في بعض الأحيان، السبب الرئيسي في فشل وتعاسة العلاقة الزوجية، فإذا دخل الشك للمنزل ذهبت منه السكينة والهدوء وقد يتسبب بمشاكل تستمر بالتفاقم لتصل إلى الانفصال لعدم قدرة الزوجة على تحمل الضغط من زوجها إذا كانت بريئة.
- خيانة الزوج لزوجته: العلاقة الزوجية لا بد أن تكون مبنية على أساس متين من الثقة وعندما يخون الزوج زوجته فهو دمر هذا الأساس ولن تتم استعادته مهما حاول، لن ينتهي الشك والشعور بانعدام القيمة عند الزوجة ولن تنسى ألم الخيانة أيضاً، وبالتالي دمار العلاقة الزوجية هو النتيجة الحتمية للخيانة.
- الاستخفاف بما تقدمه الزوجة: قد يكون التقليل مما تقوم به الزوجة في بيتها ومن أجل زوجها بدافع التشجيع لكن بأسلوب خاطئ وقد يكون بدافع الاستفزاز والسيطرة، حيث تقوم المرأة بالكثير من أجل إرضاء الزوج دون جدوى ما يدفعها لليأس والنفور وعدم تقديم ما هو أفضل.
- إهمال الزوجة والاستخفاف بمشاعرها: تتعرض المرأة بطبيعتها الفيزيولوجية لفترات تتقلب فيها مشاعرها، وكذلك حساسيتها تجاه بعض المواقف، فعندما لا يقدر الزوج مشاعر زوجته ولا يسمح لها بالتعبير ستشعر بإهماله ومع الوقت لن تعد تحتمل هذا الاستخفاف وبالتالي دمار العلاقة.
- استخدام العنف مع الزوجة: الضرب والتعدي على الزوجة من الأخطاء الكارثية التي يرتكبها الزوج بحق الزوجة، فعندها لا يعود للكلام جدوى بينهما، فتشعر الزوجة بعدم الأمان والتوتر والقلق وبرغبته بالسيطرة عليها ما يجعل الأسرة تنهار وتنتهي بالانفصال.
- إهانة الزوجة وأهلها: الإهانة من أسوأ أخطاء الزوج التي تؤثر على الزوجة بشكل كبير لما فيها من انتقاص من كرامتها وأنوثتها أيضاً التي من المفترض أن يصونها الزوج، ولا تقتصر هذه الإهانة على الزوجة بل تمتد لأهلها وعائلتها أحياناً، ما يجعلها غير قادرة على الاستمرار بهذه العلاقة التي لا تحفظ كرامتها ووجودها فيها.
- المواجهة المباشرة: لا تنتظري حتى يسيطر الكره عليك حاولي مواجهة زوجك بشكل مباشر بأخطائه وبوضوح، واشرحي له مدى تأثرك أنت وأسرتك بهذا الخطأ مهما كان صغيراً أو كبيراً ومقصوداً أو غير مقصود، كي لا تتراكم هذه الأخطاء وتدمر الأسرة.
- محاولة معرفة الأسباب التي دفعته للخطأ: عندما تتزايد أخطاء الزوج يجب معرفة السبب الذي يدفعه للتصرف بهذه الطريقة، فقد تكون الضغوط والانشغال بالعمل من أسباب الاستهتار بالواجبات المنزلية أو إهمالك بشكل شخصي، وقد يكون بسبب تغير المشاعر والنفور ما يجعل تصرفاته المسيئة تزداد يوماً بعد يوم وكل منها له طريقة علاج.
- محاولة حل المشاكل وتسوية الخلافات: إذا كانت الأخطاء مقبولة أو نتيجة عوامل واضحة يمكن حلها بسهولة والتخلص منها ومن آثارها، مثل تحمل المسؤوليات وعدم الاستماع للزوجة ومشاركتها في تفاصيل حياته الخاصة، أما المشاكل الكبيرة يمكن طلب مساعدة من شخص حكيم أو مختص لحلها.
- تغيير روتين الحياة: روتين الحياة الزوجية قد يتحول إلى ملل لا يطاق ما يدفع الزوج للخطأ والاستفزاز وأحياناً السخرية لمحاولة كسر هذا الروتين، فعند ملاحظة هذا على الزوج قومي بتغير الروتين في العلاقة الزوجية، مثل الذهاب مع الزوج لقضاء رحلة ممتعة في الربيع، وتحضير الجلسات الرومنسية، وحتى التغيير في روتين العلاقة الحميمة.
- طلب تدخل شخص حكيم: في حال كانت الأخطاء كبيرة ومن الصعب حلها، أو لم تجدي استجابة من الزوج تجاه ما تقومين به لعلاج هذ الأخطاء يجب الاستعانة بشخص موثوق وحكيم من العائلة قادر على التأثير بشكل إيجابي على الزوج.
- طلب الانفصال: عندما تتعلق أخطاء الزوج بالكرامة والثقة قد يكون من الصعب جداً إيجاد طريقة لاستعادتها، أو حتى المحاولة لاستعادتها مثل التأكد من نفور الزوج منك أو الخيانة أو الإهمال الشديد أو الشك، جميعها من الأخطاء التي يكون حلها الأفضل هو الانفصال للحفاظ على كيانك.
- الاهتمام العاطفي: ما يميز العلاقة الزوجية هو وجود شخص دائماً يستمع إلى الآخر ويستطيع التحدث بكل شيء، وهذا ما يسمى بالاهتمام العاطفي أو التناغم العاطفي الذي يكون فيه الزوج على مستوى عالي من التعاطف مع مشاعر زوجته وقادر على سماعها باهتمام ومساعدتها عندما يقتضي الأمر.
- الدعم والتشجيع: دعم الزوج لزوجته من الواجبات التي تحافظ على العلاقة الزوجية، حيث أن إحباط الزوجة بشكل مستمر ونقدها باستمرار لا يدع لديها رغبة في التعبير عن فرحها أمام زوجها وبالتالي تتشكل فجوة كبيرة بينهما.
- إظهار مشاعر الحب والامتنان: كل امرأة ترغب بسماع كلمات الحب من زوجها وإن كانت متأكدة من مشاعره وحبه، حيث أن التعبير بالتصرفات غير كافي، وكذلك التعبير عن الامتنان والشكر عند القيام بأي شيء بهدف إرضاءه، ما يحافظ على علاقة جيدة بين الزوجين.
- تحمل المسؤولية: من واجبات الزوج الرئيسية هي تحمل المسؤولية داخل البيت وخارجه ودوره كأب وزوج، ليس فقط العمل والانفاق بل التواجد العاطفي مع الزوجة والأولاد نوع من أنواع تحمل المسؤولية، وتجاهل هذه المسؤوليات خطأ كبير يقع به الزوج.
- احترام الزوجة وأهلها: من أهم حقوق الزوجة على الزوج هو احترامها وليس هي فقط بل هي وأهلها وعائلتها، لبناء زواج ناجح وعلاقة صحيحة، كما يسهل الاحترام التفاهم بين الزوجين في حال حدوث أخطاء بينهما.
- حماية الزوجة ورعايتها: حماية الزوجة من الواجبات الأساسية للرجل، وهو سبب تواجد الرجل في العلاقة فيجب على الرجل حماية زوجته من أي شيء تتعرض له في الحياة وانقاذها من المواقف الصعبة ومساعدتها في تجاوز الصعوبات ليس فقط الحماية المادية والجسدية بل العاطفية أيضاً.
الزواج هو رباط مقدس، وقد أمر الله سبحانه وتعالى كلًّ من الزوجين بالمعاشرة بالمعروف والإحسان وأن يكونا أحدهما سكناً للآخر، فليس من حق الرجل التسلط على المرأة للسيطرة عليها بشكل مسيء، بل حث الإسلام على الرفق بالمرأة وورد في القرآن الكريم قوله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) سورة النساء الآية 19، كما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنساء في قوله: "واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ، فإنّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، إنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْراً".
ومن بعض الأحكام وحقوق الزوجة على زوجها في الإسلام:
- عدم التقصير مع الزوجة: يتمثل عدم التقصير مع الزوجة بالالتزام بحقوقها التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم في قوله: "تُطعِمُها إذا طَعِمتَ، وتَكسوها إذا اكتسَيتَ، ولا تَضرِبِ الوَجهَ، ولا تُقبِّحْ، ولا تَهجُرْ إلّا في البَيتِ" رواه معاوية بن حيدة القشيري وأخرجه أبو داود وآخرون.
- حسن المعاملة: قد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالتعامل مع الزوجة بالخير فهي شريكة وليست خادمة، فقد ورد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: "خيرُكُم خَيرُكُم لأَهْلِهِ وأَنا خيرُكُم لأَهْلي" أخرجه الترمذي.
- تجاوز أخطاء الزوجة: التجاوز عن هفوات الزوجة والتركيز على محاسنها من الأمور المستحبة، فقد روى أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: "لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقاً رَضِيَ منها آخَرَ" رواه مسلم، والمقصود بلا يفرك عدم الهجر أو الترك.
- عدم رمي الأحمال على المرأة: عدم الاتكالية من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فقد ورد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: "كان بشراً من البشرِ، يَفْلِي ثوبَه، ويحلبُ شاتَه، ويخدمُ نفسَه" أخرجه أحمد وآخرون.