ألعاب وتمارين تقوية الانتباه للأطفال قبل سن المدرسة
الانتباه هو أحد أهم عناصر التطور النمائي عند الأطفال وخصوصاً في السنوات الأولى من حياتهم، ويعتبر الانتباه أولى العمليات العقلية التي تنشط وتتطور عند الطفل، وهي بذلك سابقة على عمليات التركيز والإدراك والفهم والعمليات الأكثر تعقيداً مثل الاستقراء والاستنباط، لكن الانتباه هو ضرورة لتطوير كل هذه العمليات.
عند الحديث عن "ضعف الانتباه عند الأطفال" لا بد من التمييز بين ضعف الانتباه المرتبط بالاضطرابات العقلية والعصبية، وبين الفروق الفردية في قوة الانتباه بين طفل وآخر، وأهم علامات ضعف الانتباه التي يجب أن تنتبهي إليها عند طفلك في سن ما قبل المدرسة:
ضعف الاستجابة للمثيرات السمعية والأصوات:
أولى علامات نقص الانتباه عند الطفل ولتي قد تظهر عليه في الأشهر الأولى، ألّا يكون قادراً على تمييز الأصوات والتفاعل معها، كتمييز صوت والديه أو صوت لعبته المفضلة، ولا يتتبع أصوات الرنين أو الأصوات المفاجئة التي تصدر من حوله ولا ينظر إليها، ولا يتجه باتجاه مصدر الأصوات.ضعف التواصل البصري:
يبدأ الطفل بالتواصل البصري في الأشهر الأولى من حياته، ويعتبر ضعف التواصل البصري من أهم علامات نقص الانتباه المرتبط ببعض الاضطرابات العصبية مثل التوحد، حيث لا يعتمد الطفل على التحديق والتواصل بالعين ولا يستطيع التركيز لفترة طويلة بالتواصل البشري مع الأشخاص، كما لا يتتبع الأشياء بعينيه.
اقرئي أكثر عن سبب تجنب التواصل البصري عند الأطفال من خلال النقر على هذا الرابط.لا يرد على اسمه عند مناداته:
يبدأ الطفل بالاستجابة لاسمه عندما يبلغ من العمر حوالي 9 أشهر، فينتبه عند مناداته ويستطيع تمييز اسمه جيداً، وعادةً ما يرتبط نقص الانتباه بعدم قدرة الطفل على الاستجابة لاسمه أو تأخّر إدراكه لاسمه.يمل بسرعة ويفقد تركيزه:
عندما يبدأ الطفل في اللعب والحركة قد تلاحظين أنه سريع الملل، ولا يستطيع الاستمرار في الأنشطة لوقت مناسب لعمره، ويجب أن تعرفي أن لكل عمر وقت متوقع من الانتباه والتركيز المستمر، حيث يمكن حساب مدة تركيز الطفل من خلال مضاعفة عمره، فإذا كان عمر طفلك 3 سنوات من المتوقع أن يركّز من 5 إلى 6 دقائق تقريباً.أداؤه متأخّر عن أقرانه:
مع مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال، يجب أن يكون تطور الطفل في الأداء الحركي والذهني والاجتماعي مساوٍ لمتوسط أداء الأطفال في عمره، ومن علامات نقص الانتباه عند الأطفال في سن ما قبل المدرسة أن يتأخر أداء الطفل عن أقرانه والأطفال في سنه، كأن يتأخر في اكتساب المهارات الحركية أو إدراك الألوان. [1]
تمرينات التقليد:
من أهم تمارين تقوية الانتباه عند الأطفال الصغار، وتعمل تمارين التقليد على تعزيز قدرة الطفل على التركيز والمراقبة وإعادة المحاكاة، كتقليد الأصوات والحركات البسيطة والتعابير المرتبطة بالمشاعر، كتقليد تعابير الفرح والغضب والمفاجأة.تمرين تتبع الأصوات:
يعمل تمرين تتبع الأصوات على تقوية الاستجابة السمعية عند الأطفال، وتعزيز قدرتهم على التمييز بين الأصوات من خلال تسميتها وتتبع مصادرها، حاولي استخدام أصوات مختلفة في أماكن متفرقة، مثل صوت الصفارة القادم من خلف الطفل، وصوت طرقعة الأصابع من أمامه، وتجنبي أن يتحول هذا التمرين لضجيج مزعج.تمرين تتبع الحركات:
يعزّز تمرين تتبع الحركات الانتباه والتركيز البصري عند الطفل الذي يعاني من نقص الانتباه، حاول استعمال الألعاب التي تتحرك في مجالات ومساحات ضيقة وتتميز بأضواء ملفتة للانتباه وشجعي طفلك على متابعتها بعينيه، مثل لعبة القطار.تمرين تكرار الكلمات:
ويمكن البدء بهذا التمرين مع بداية تعليم الطفل الكلام، حيث يتم اختيار بعض الكلمات الصعبة والتي تتضمن حروفاً ينطقها الطفل بشكل مبهم مثل القاف والراء والجيم. يمكنك استخدام كلمات مفردة مثل قوقعة وكركر، أو جمل مركبة من هذه الكلمات.تمرين البطاقات المقلوبة:
كأن تعرض أمامه على الطاولة صورتين لأمور مألوفة بالنسبة له، ومن ثم تقلبهما وتطلب منه أن يعرف مكانهما؛ فمثلاً اعرض عليه صورة لموزة ولبرتقالة ثم اقلبهما وقل له أن يجد البرتقالة، وزد عدد الصور في كل مرة. هذا التمرين بالإضافة إلى أنه يقوي تركيزه فهو يقوي ذاكرته المكانية.إيجاد الفروقات:
ابدأ الأمر ببساطة بأن تعطيه صورة تحتوي على 3 مربعات ودائرة وعليه أن يجد الشكل المختلف، ومن ثم زد الأمر صعوبة بالتدريج إلى أن تصل به لإيجاد الفروقات بين صورتين تحتويان على كثير من التفاصيل.تمرين السوبرماركت لتقوية الذاكرة:
من أفضل تمارين تقوية الانتباه عند الأطفال، تقول لطفلك "ذهبت للسوبرماركت واشتريت خبزاً" وتطلب منه أن يخبرك بالسلعة التي اشتريتها، ثم تزيد عدد السلع بالتدريج، فتقول: "ذهبت للسوبرماركت واشتريت خبزاً وبوظة"، يتطور هذا التمرين في مرحلة لاحقة عندما تطلب من طفلك أن يزيد هو سلعة من ذاكرته، فتقول أنت: "ذهبت للسوبرماركت واشتريت خبزاً وبوظة"، ويقول هو: "ذهبت للسوبرماركت واشتريت خبزاً وبوظة ولعبة جديدة" وهكذا.تمرين العد التنازلي:
من أفضل التمارين لتقوية انتباه الطفل، يعتمد على البدء من رقم ويجب أن يكون صغيراً في البداية من 3 مثلاً، والعد نزولاً إلى 1، ثم زيادة الرقم قليلاً تكرار التمرين، وفي البداية يمكن الاعتماد على الأرقام المكتوبة، بحيث يتعرف عليها بصرياً في الصعود والهبوط، لكن من الضروري ممارسة التمرين بدون أرقام مكتوبة لاحقاً.تمرين تحديد الأشياء:
عندما تقرأ لطفلك قصةً مصوّرةً اطلب منه أن يؤشر بإصبعه على صورة الشجرة أو العصفور أو السيدة العجوز مثلاً، ويمكنك استغلال هذا التمرين في بطاقات المشاعر لتطوير مهاراته العاطفية أيضاً، من خلال البحث عن الوجه السعيد أو الوجه الغاضب.تمرينات الحياة اليومية:
عندما تكوني مع طفلك في السيارة الفتي انتباهه لأمور مثيرة لاهتمامه في الطريق مثل القطة في الطريق، أو اطلبي منه أن يؤشّر على السيارات الكبيرة في الشارع أو ذات اللون الأحمر، وهكذا.
وضع الحلقات في الوتد:
وهي لعبة متوفرة في جميع محلات الألعاب وبأشكال وألوان وأحجام مختلفة، عليك اختيار أكبرها بداية ثم التدرج نحو الأصغر لأن الكبيرة أسهل على الطفل، وعندما يتقنها الطفل يمكنك أن تغرز عود من المكرونة الطويلة في المعجونة وتطلب من الطفل أن يضع فيها الخرز أو قطع المكرونة التي على شكل حلقات لتصعب المهمة عليه، أو أن تشاركه في صنع الاكسسوارات الخرز والسبحات، هذه اللعبة تحسن قبضة يديه وتقوي تركيزه وتقوي مهارات التآزر الحركي البصري لديه.ألعاب التركيب والبازل:
ابدئي مع طفلك بالمكعبات ذات الحجم الكبير أولاً، والألعاب التركيبية ذات القطع القليلة وقومي بزيادة المستوى مع تطور مهارات طفلك في التركيب.لعبة الكراسي:
بأن نشغل موسيقى معينة ونطلب من الطفل أن يتحرك في المكان، وعندما تتوقف عليه أن يجلس على الكرسي الموضوع أمامه. كما يمكن أن تؤدى هذه اللعبة مع مجموعة من الأطفال على أن يكون عدد الكراسي أقل من عدد الأطفال بواحد حتى يتم في كل مرة تصفية الأطفال الذين لم يجلسوا ليفوز أحد اللاعبين في النهاية.ألعاب المعجون والصلصال:
إلى جانب أن اللعب بالمعجون والصلصال محبب لمعظم الأطفال، فإن هذه اللعبة تطلب من الطفل التركيز في النشاط لتقليد الشكل المطلوب، وتنمي عضلاته الدقيقة، وتزيد التآزر الحركي البصري عنده.التلوين والتلوين الواعي:
فالتلوين مع عدم تجاوز حدود الرسومات يساعد الطفل على التركيز وتقوية الانتباه، وإن كان طفلك كبيراً فيمكنك أن تطلب منه التلوين الواعي؛ بأن ترسم له دوائر متداخلة وعليه أن يلون كل دائرة كاملة بلون مختلف.تقليد أشكال بالمكعبات:
كأن تصنع أمامه برجاً وعليه أن يصنع مثله، مع السماح له في البداية أن يعطيك الشكل فقط، ومن ثم ومع الممارسة عليه أن يصنعه لك ليكون مطابقاً تماماً لنسختك من حيث الألوان والشكل وكل شيء. [2]
ليس كل الأهالي والمربون الذين يؤدون تمرينات زيادة انتباه وتركيز الطفل يجنون الفوائد منها، وهذا متوقف على عدة أمور كعمر الطفل العقلي واستيعابه واهتمامه بالتمرين وأداء الأهل للتمرين بشكل جيد وأمور أخرى كثيرة، لكن هناك شروط يجب أن يتبعها الأهل قبل التمرينات منها:
- اختيار النشاط أو اللعبة متناسبة مع العمر العقلي للطفل: لا تقومي باختيار ألعاب أو أنشطة تقوية انتباه الطفل بناء على عمره الزمني بل بناء على عمره العقلي، قومي أولاً بتجريب اللعبة المناسبة لعمره الزمني وإذا كانت صعبة عليه استبدليها بلعبة أسهل حتى يتقنها، ويعتبر اختيار الألعاب والتمارين المتناسبة مع عمر الطفل العقلي عاملاً حاسماً في تطوره.
- اختيار الألعاب والأنشطة الآمنة: خصوصاً في الألعاب التركيبية أو المكوّنة من قطع متعددة، يجب أن تكون هذه الألعاب مصممة لعمر الطفل ومناسبة لوعيه، فلا تحتوي على قطع صغيرة يمكن أن يبتلعها، أو أدوات يمكن أن يؤذي نفسه بها.
- تحضير بيئة التمرين: لا تأتي بالطفل للمكان المراد ممارسة التمرينات فيه إلا بعد أن تتأكدي أنك حضرتِ كلّ شيء، فالطفل يمل بسرعة، وإن أجلسته ومن ثم بدأتِ بالتحضير فسيفقد حماسه وهو ينتظركِ، لذلك تأكدي أنك حضرت كلَّ شيء يلزمك للتمرين من بدايته حتى نهايته.
- المكان والزمان: اختاري المكان والزمان المناسبين لأداء تمرينات وألعاب تقوية الانتباه والتركيز مع الطفل، ولا تخصصي مكاناً أو زماناً محددين للتمرين لتقلل نسبة تهرب طفلك من أدائه، لكن اختاري الوقت الذي يكون فيه طفلك متيقظاً.
- التخلص من المشتتات: ابتعدي عن المشتتات التي يمكن أن تلهي الطفل وتشتت تركيزه عن التمارين والأنشطة، فإن كنت تنوين تمرينه في غرفة الجلوس فتأكدي أنه مواجه للجدار أو للتلفاز المطفأ وليس للفراغ ولا للباب، وسيطري على كل مصادر تشتيت الانتباه السمعية أو البصرية.
- مراعاة الحالة المزاجية للطفل وللمدرب: يجب أن تقومي بتمرين طفلك واللعب معه عندما تكون حالته المزاجية ملائمةً، وكذلك خذي بعين الاعتبار حالتك المزاجية، وحاولي تأجيل التمارين عندما يكون طفلك متكدراً أو عندما لا تكونين أنتِ مستعدة.
- حافظي على المتعة: الطفل في سن ما قبل المدرسة يجب أن يحصل على مخرجات التمارين والأنشطة من خلال اللعب بالدرجة الأولى، لذلك لا تحوّلي هذه التمرينات إلى مهام صعبة أو مرتبطة بعقوبات! بل حافظي على الجو المرح والممتع دائماً.
- قدمي له المساعدة: هناك نوعان من المساعدة في تمارين وأنشطة تقوية التركيز للأطفال وفي التمارين الذهنية والحركية عموماً عليك استخدامها بالتدريج عندما يحتاج طفلك المساعدة وهي:
- المساعدة الكلية: أي أن تمسكي يد الطفل وتؤدي معه النشاط يداً بيد، كأن تجعليه يمسك الحلقة وتقومين أنت بمسك يده وتحريكها نحو الوتد ومساعدته في وضعها.
- المساعدة الجزئية: أي أن تساعديه قليلاً أثناء التمرين، كأن توجهي يده بالحلقة نحو الوتد وهو يقوم بوضعها، مع العلم أننا نبدأ بالمساعدة من مسك الطفل من يده ثم نبدأ بتقليل المساعدة مرة بعد مرة بمسك يده من الرسغ ثم الكوع ثم من الكتف إلى أن نتوقف عن مساعدته تماماً.
- إدارة سلوكيات الطفل: فعليكِ ألّا تستسلمي له إن حاول التهرب بالبكاء أو اختلاق الحجج، وضعي في اعتبارك أنك ستواجهين هذا في البداية، لكنه سيلتزم إن لم يجد منك استجابة، فحتى لو بكى واحتج أكملي التمرين رغم هذا ولا تتوقفي، حتى يعرف أنه لا جدوى من تهربه، لكن دون أن يكون ذلك ضاغطاً بشدة على الطفل.
- التوثيق والمقارنة: فعليك في كل مرة أن تسجلي البيانات الخاصة بالنشاط، مثلاً كم من الوقت استغرق الطفل لأداء تمرين تقوية الانتباه، وهل احتاج مساعدة كلية أو جزئية أو أنه أداه لوحده، لتقارني بياناتك هذه معاً وتعرفي مدى تطوره.
- التعزيز الإيجابي: فالطفل لن يستجيب لتمرينات تقوية وزيادة الانتباه إن لم تعززي استجابته بإعطائه الشوكولاتة أو الحلوى التي يحبها أو أي مكافأة مناسبة، أو حتى بكلمات مثل "برافو" فور أدائه للتمرين، ولا تنسي تعزيزه حتى لو ساعدته مساعدة كلية في البداية حتى يتشجع.