فوائد العلاج الجماعي للإدمان ومجموعات دعم المدمنين

1. الحصول على الدعم الاجتماعي: يقدم العلاج الجماعي للمدمنين فرصة التواصل مع الآخرين وتشكيل علاقات صحية في بيئة داعمة ومحفزة للشفاء، وهذا من جهة يساهم في إبعادهم من العلاقات التي يمكن أن تشجعهم على الإدمان، ومن جهة أخرى يقربهم من تجارب الشفاء أو طور الشفاء في بيئة صحيّة وتحت إشراف متخصصين.
2. تبادل الخبرات والتجارب: كل فرد من المدمنين يكون لديه حالة وتجربة خاصة مع الإدمان، من حيث كيفية البدء فيه لأول مرة، ومحاولات الإقلاع عن المخدرات، تبادل هذه التجارب والخبرات يساعد على تقليل المشاعر السلبية عند المدمن الذي يحاول الخروج من دوامة الإدمان، كما يمنحه الآليات المناسبة للتعامل مع الانتكاسة، والاندماج في الحياة بعد علاج الإدمان.
3. الحصول على المشورة: يمكن للمدمنين الحصول على المشورة والإرشادات من المختصين في مجال علاج الإدمان ومن الأشخاص الذين يشاركون معهم في البرنامج، فالمختص مدرب على التعامل مع جميع الحالات ولديه الكثير من الاقتراحات والخبرات، وباقي أفراد المجموعة يكون لديهم تجارب وخبرات خاصة أيضاً.
4. الشعور بالانتماء: يساعد العلاج الجماعي المدمنين على الشعور بالانتماء إلى مجموعة من الأشخاص الذين يشاركونهم نفس التحدي، وبالتالي يزيد العلاج الجماعي للإدمان من مستوى الراحة النفسية ويحسن من الصحة العقلية، وهذا بدوره يمثل حافزاً كبيراً وأحياناً منافسة على الشفاء من الإدمان.
5. تحفيز الالتزام بالعلاج: يمكن للعلاج الجماعي أن يضمن زيادة مستوى الالتزام بخطوات العلاج من الإدمان، فالمدمن يشعر بالذنب عند عدم التزامه وقد يشعر بالتأخر عن زملائه في المجموعة، وبالتالي يزيد من فرص شفاء المدمنين وتحسين جودة حياتهم.
6. استمرار الحصول على الرعاية اللاحقة: تعتبر الرعاية اللاحقة للمدمنين المتعافين من الإدمان من أهم خطوات العلاج، حيث يعتقد أن المدمن الذي أقلع حديثاً عن تعاطي المخدرات يظل عرضة للانتكاسة والعودة للتعاطي لعدة سنوات، وجلسات العلاج الجماعي المنتظمة تساعد على تقديم الرعاية اللاحقة التي تقلل من فرص انتكاسة الإدمان.

تمر برامج العلاج الجماعي للإدمان عبر عدة خطوات كل خطوة يراد منها بلوغ مرحلة معينة من العلاج، وهذه الخطوات والمراحل كما يلي:

1. التقييم واختيار المجموعة: في أول خطوة عملية للعلاج الجماعي لمشاكل الإدمان يتم تقييم حالة المدمن ومدى تأثير الإدمان عليه من قبل فريق العلاج الجماعي، وذلك لتحديد نوع العلاج المناسب وتصميم الخطة العلاجية الأنسب لحالته، وبالتالي وضعه مع المجموعة العلاجية المناسبة.
2. إعداد الخطة العلاجية: حسب كل حالة ووضعها يتم في هذه المرحلة تحديد الخطة العلاجية الشاملة للمدمن، والتي تشمل العلاج الفردي والعلاج الجماعي والرعاية اللاحقة، وعادةً ما تكون جلسات العلاج الجماعي للإدمان في المرحلة الثانية بعد الحصول على العلاج الطبي الفردي الأولي وتنظيف الجسم والتخلص من السموم.
3. العلاج النفسي الفردي: في إطار العلاج الجماعي للإدمان يوجد مرحلة يتم فيها العلاج بشكل فردي، ويتم فيها تقديم العلاج الفردي للمشاركين في البرنامج بواسطة مختصين في مجال علاج الإدمان، ويهدف هذا العلاج إلى مساعدة المدمن على التغلب على العوامل النفسية والجسدية التي توق عملية الشفاء من الإدمان.
4. الدخول في مجموعات صغيرة: وهي من الخطوات الرئيسية للعلاج الجماعي يتم خلالها تقديم العلاج الجماعي للمدمنين في إطار مجموعات صغيرة، حيث يتم تبادل الخبرات والمشاعر بين المشاركين في البرنامج والتعرف على أساليب جديدة للتعامل مع المشاعر والتحديات التي تواجههم، وفي وقت لاحق بمكن للمشاركين الدخول في مجموعات أكبر أو الحفاظ على مشاركتهم في المجموعات الصغيرة.
5. برامج الدعم اللازمة: تتضمن هذه البرامج تقديم الدعم اللازم للمدمن بعد انتهاء البرنامج، حيث يتم توفير النصائح والإرشادات اللازمة للمدمن للمساعدة في الحفاظ على نجاح العلاج والتغلب على العوامل النفسية والجسدية التي تؤدي إلى الإدمان.
6. المتابعة المستمرة: يحتاج الشخص المدن للمتابعة بشكل مستمر، فيتم متابعة المدمن بشكل دوري ومستمر بعد الانتهاء من العلاج الجماعي، وذلك لتقييم فعالية العلاج وتحديد الخطوات اللازمة للحفاظ على النتائج المحققة وتقليل فرص الانتكاسة.

يوجد العديد من الطرق في إطار عملية العلاج الجماعي للمدمنين ومشاكل الإدمان، وتختلف هذه الطرق باختلاف طبيعة الحالة وحاجتها العلاجية، ومن هذه الطرق:

1. جلسات الاستماع والتقبّل: تهدف جلسات الاستماع الجماعية لمشاركة التجارب التي مرّ بها المدمنون، وعادةً ما تركّز هذه التجارب على مساعدة المدمنين على تقبّل أنفسهم وما مروا به، وأن يتعرف المشاركون في الجلسات على قصص وتجارب غيرهم ما يساعدهم على تقبّل قصتهم وتجربتهم الشخصية، وعادةً ما يكون المتخصص موجوداً للتدخل إذا شعر أن المتحدث يحتاج للمساعدة، لكن دوره يكون أقرب لمسيّر الجلسة المحايد.
2. جلسات العلاج النفسي: يتم عقد جلسات علاجية جماعية منتظمة يقودها مختصون في مجال الإدمان، وتركّز هذه الجلسات على منح المشاركين أساليب وأدوات التعامل مع الأفكار السلبية والمشاعر السيئة المصاحبة لتجربة الإقلاع عن الإدمان، وخصوصاً الأفكار التي تقود إلى الانتكاسة.
3. الدعم الفردي بين الجلسات: يبقى المختص أو حتى افراد مجموعة العلاج على تواصل دائم حتى بعد الجلسة، وذلك بغية تقدم الدعم في حال شعر الشخص بمشكلة أو انتكاسة، فيجد تشجيع وتعزيز الدعم الاجتماعي وتحسين الاندماج في المجتمع.
4. الأنشطة العلاجية: العلاج الجماعي يتضمن بعض الأنشطة العلاجية خارج القاعات، مثل الأنشطة الرياضية والفنية والترفيهية الجماعية، والتي تساعد على تحسين الصحة العقلية والجسدية للمدمنين طور الشفاء، وتمنح المدمنين المتعافين حديثاً وسائل لمقاومة الانتكاسة، كما تساهم في إعادة دمج المدمن في المجتمع بعد العلاج.
5. خدمة المجتمع: وهي من أساليب العلاج الجماعي الفعالة، حيث يقوم المعالجون بتنظيم أنشطة تطوعية ينضم إليها المتعافون من الإدمان لتقديم خدمات اجتماعية، مثل رعاية المسنين أو تنظيف الحدائق أو تقديم التبرعات وإدارة حملات المساعدة للفقراء أو المنكوبين.
6. إعادة تأهيل المشاركين: من وسائل العلاج الجماعية إعادة تأهيل المشاركين من خلال تدريبهم على بعض المهارات المميزة، قد تنظم مراكز العلاج الجماعي دورات في مجالات مختلفة تساعد المتعافين من الإدمان على إيجاد فرص عمل أو حتى على اكتشاف مواهب جديدة، كما يسعى المعالجون لدمج المتعافين من الإدمان في برامج الإشراف على العلاج الجماعي للمدمنين المنضمين حديثاً.

العلاج الجماعية تقنية علاجية في علم النفس الحديث لا تقتصر على علاج إدمان المخدرات فقط، بل تستخدم في علاج مختلف أشكال الإدمان السلوكي والنفسي، إضافة إلى استخدام العلاج الجماعي للتعامل مع الاضطرابات النفسية والعقلية وعلاج الصدمات النفسية والعلاجية، وأهم مجالات استخدام العلاج الجماعي في العلاج النفسي:

• علاج الإدمان السلوكي والإدمان النفسي، مثل إدمان التدخين وإدمان الجنس وهوس السرقة وإدمان الألعاب الإلكترونية وغيرها من أشكال الإدمان، وذلك بعد الحصول على العلاج الطبي.
• علاج الاكتئاب واضطرابات المزاج، وتعتبر جلسات العلاج الجماعي من الوسائل الفعالة لعلاج الاكتئاب واضطرابات القلق.
• علاج اضطراب الوسواس القهري، وتعمل جلسات العلاج الجماعية على زيادة التقبّل والتعايش وإدارة الاضطراب.
• علاج اضطرابات الشخصية.
• علاج اضطراب ما بعد الصدمة والصدمات العاطفية الشديدة.
• علاج الخجل الاجتماعي ورهاب الميادين.