خطوات العودة للعمل بعد الولادة ونصائح للأم العاملة
العودة للعمل بعد الولادة هي تحدي كبير تواجهه أغلب الأمهات، وتتطلب هذه العملية تكييفًا مع التغييرات الجديدة في الحياة اليومية مثل العناية بالطفل وتلبية احتياجاته وتلبية واجبات العمل في نفس الوقت، ومن المهم وجود الدعم للأمهات في هذه الفترة، فمن المحتمل أن يكون من الصعب على الأمهات العودة للعمل بعد الولادة بسبب الاختلافات في الجدول الزمني والمسؤوليات الجديدة المرتبطة برعاية الطفل، ويمكن أن يتطلب الأمر تنظيماً جيداً للوقت وتخطيطًا مسبقًا لتلبية احتياجات الطفل والأسرة بشكل عام.
يمكنكِ العودة للعمل بعد الولادة الطبيعية بحوالي 6 أسابيع أي بعد انقضاء فترة النفاس، لكن في حالة الولادة القيصرية قد تحتاجين لوقت أطول قليلاً للعودة للعمل، وعلى العموم يمكنك العودة للعمل بعد الولادة عندما تشعرين أنكِ قادرة على ذلك، وأن جسمك قد استعاد عافيته ونشاطه، بشرط ألّا تقل هذه المدة عن شهر ونصف.
إجازة الولادة في معظم الدول لا تقل عن 45 يوماً بعد الولادة، وقد تصل إجازة الوضع والولادة إلى 4 شهور تتضمن الفترة الأخيرة من الحمل وفترة النفاس على ألّا تقل فترة الإجازة بعد الوضع عن 45 يوماً، وفي بعض الظروف يمكنك تمديد الإجازة الصحية استناداً إلى التقارير الطبية المعتمدة.
يمكن أن تنجح الأم بالعودة إلى عملها بعد الولادة دون عواقب أو صعوبات في حال اتبعت بعض الخطوات المفيدة، ومن هذه الخطوات:
- التخطيط المسبق للرجوع للعمل بعد الولادة: العودة للعمل بعد الولادة تحتاج لتخطيط مسبق وتنظيم، فيجب البحث مثلاً عن خيارات بديلة لرعاية الطفل الرضيع مثل الاستعانة بالمربية أو الحضانات المتخصصة، إضافة إلى ضرورة التعاون مع زوجكِ لإيجاد حلول رعاية الطفل عندما تكونين في العمل.
- استعادة الروتين الطبيعي: الفترة الأولى بعد الولادة تكون فوضوية قليلاً خصوصاً فيما يتعلق بوقت النوم والاستيقاظ، ومن أهم خطوات الاستعداد للعودة إلى العمل بعد الولادة أن تبدئي باستعادة الروتين الطبيعي للحياة وتنظيم أوقات النوم والاستيقاظ والأنشطة الأخرى.
- الاتصال بمكان العمل: بعد الغياب عن العمل فترة طويلة في إجازة الوضع والأمومة قد يكون حدث بعض التغيرات في هذه الفترة، ويجب على الأم العاملة الاتصال بمكان العمل قبل العودة والتحقق من التغيرات التي حصلت في فترة غيابها.
- تنظيم الرضاعة الطبيعية: الرضاعة الطبيعية من أكبر التحديات التي تواجهها الأم العاملة، لذلك عليك استشارة الطبيب المختص حول تنظيم الرضاعة الطبيعية وكيفية تعويد الطفل على فترات الرضاعة، والاستعانة بطرق تخزين حليب الأم وتبريده لاستخدامه عندما تكونين في العمل.
- فهم التغيرات المتعلقة بالعمل وتربية الرضيع: إذا كانت هذه ولادتك الأولى يجب أن تستعدي لسلسلة من التغيرات، فقد تحتاجين لمغادرة عملك فجأة عندما يحتاجك طفلك الرضيع، وقد تضطرين للسهر طوال الليل عندما يكون مريضاً، الاستعداد النفسي لهذه التغيرات سيسهّل عليكِ المهمة.
- الاستفادة من الامتيازات المتاحة: معظم أماكن العمل توفر امتيازات للأمهات الجدد، قد تضمن حضانات تابعة للمؤسسة أو الشركة، أو إجازات خاصة، أو بدل نقدي لوضع الطفل في حضانة متخصصة، عليك فهم حقوقكِ والامتيازات الموجودة والاستفادة منها.
- طلب دعم العائلة والأصدقاء: تحتاج العودة للعمل بعد الولادة إلى الدعم والمساعدة من قبل المحيطين والأقرباء والأهل والزوج حتى تتمكن الأمّ من العودة لعملها بدون مشاكل، مثل تنظيم الوقت مع الشريك للعناية بالطفل ودراسة الخيارات التي تساعد الأم في رعاية الطفل أثناء فترة غيابها عن المنزل.
- التكاسل والتسويف: بعد فترة النقاهة الطويلة التي مرت بها الأم قبل العودة للعمل، قد تصاب بحالة من الكسل والتسويف وتأجيل العودة للعمل، وهذا أيضاً يعتبر من التحديات التي تواجه المرأة في العودة للعمل بعد الولادة.
- الإجهاد النفسي والجسدي: أكبر التحديات التي تواجه الأم العاملة بعد الولادة هو بذل مجهود بدني كبير والتعرض لضغوطات نفسية شديدة بسبب صعوبة تربية الطفل الرضيع بالتزامن مع تأدية مهام العمل اليومية بشكل منتظم، ولذلك يجب على الأم الجديدة أن تحصل على الدعم النفسي والراحة الجسدية بشكل جيد.
- القلق على الطفل: لن تستطيع الأم أن تطمئن على طفلها الرضيع بشكلٍ كامل وهي في العمل، سواء أودعته عند والدتها أو في حضانة أو مع مربية، وتصاب بعض الأمهات بنوع من الهلع طوال ساعات العمل خوفاً على الطفل الرضيع، ما يؤثر على حالتها النفسية وأدائها الوظيفي.
- مشاكل قلة النوم: الأم التي لديها طفل رضيع لا يمكنها أن تتحكم بوقتها، فهي مضطرة مثلاً للاستيقاظ المتكرر لرعاية الطفل أو الرضاعة أو تغيير الحفاض وغيرها من حاجات الرضيع، وهذا يؤثر على الأداء اليومي في العمل ويزيد من مستويات الإجهاد، ما يمثل لها تحدياً كبيراً عند العودة لعملها بعد الولادة.
- توافق العمل مع رعاية الأسرة: بعيداً عن الطفل الرضيع ومهام العناية، ما تزال لدى الأم العاملة مهام أخرى متعلقة بالوجبات المنزلية والزوجية أو الواجبات تجاه الأبناء الآخرين إن وجدوا، وقد تجد الأم صعوبة في التوفيق بين كل هذه الأشياء في وقت واحد.
- استنفاذ الإجازات: غالباً ما تضطر الأمّ العاملة إلى استنفاذ جميع إجازاتها في العمل بشكل سريع بسبب الظروف التي تمر بها، هذا ما يحرمها من إجازة خاصة بها للراحة والاسترخاء، وقد يشكّل عليها عبئاً في علاقتها مع الإدارة.
- الحصول على قسط كافٍ من الراحة: بعد الولادة الحصول على قسط كافٍ من الراحة أمر لا بد منه وعدم العودة بشكل مباشر إلى العمل، ومن الأفضل تخصيص وقت للاسترخاء والنوم للتعافي من الجهد الذي بذلته أثناء الولادة.
- تناول وجبات غذائية متوازنة: يتوجب على الأم الجديدة تناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على العناصر الغذائية اللازمة للتعافي وإنتاج الحليب الطبيعي للطفل.
- الحصول على الدعم العاطفي: الدعم العاطفي والنفسي يساعد الأم حديثة الولادة على تجاوز مصاعب هذه المرحلة وأي مشاكل مرتبطة بها، فعندما تشعر أن كل من حولها يقف بجانبها ويقدم له الدعم النفسي والعاطفي، سوف تشعر بالراحة والاسترخاء وتصبح أكثر استعداداً لتنظيم حياتها الجديدة بعد الولادة والعودة لعملها.
- الحفاظ على نشاط جسدي منتظم: بعد الولادة لا يجب إيقاف الحركة بشكل نهائي والبقاء دائماً في وضعيات النوم أو في الفراش، بل يجب أن تحافظ الأم على نشاط جسدي منتظم بعد الولادة، مثل القيام بالتمارين الرياضية الخفيفة والمشي اليومي لتحسين الصحة العامة وتعزيز مستويات الطاقة.
- الحصول على الرعاية اللازمة: تحتاج الام التي وضعت مولود حديثاً لرعاية خاصة لها ولطلفها ويجب أن لا تتجاهل هذه الرعاية حفاظاً على صحتهما، فمن ناحية هي تريد تعويض فترة الحمل وما خسره جسدها من عناصر غذائية، بالإضافة لضرورة المراقبة الطبية لها وللرضيع، وهذا الامر يجعلها أكثر جاهزية للعودة للعمل.
العودة للعمل بعد الولادة قد تحمل تحديات خاصة، مثل الإجهاد النفسي أو الجسدي بعد الولادة، أو القلق بشأن ترك الطفل في المنزل، و لكن من ناحية أخرى فإن هذه العودة ضرورية ولا بد منها، وذلك للعديد من الأسباب ومنها:
- الاستمرار في الحياة المهنية: انقطاع الأم عن العمل بعد الولادة وعدم العودة له حين تسنح الفرصة بذلك، سوف يسبب حالة من التكاسل والتسويف عن العودة للعمل، وهذا قد يسبب خسارة لحياتها المهنية وفقدان شغفها في العمل وقد يسبب ضعف الحالة المادية.
- الاستقلال المالي: يعد العمل وسيلة لتحقيق الاستقلال المالي للمرأة، مما يتيح للنساء القدرة على توفير احتياجاتهن واحتياجات أفراد أسرهن خاصة اذا كان وضعهن المادي والمالي متدني، وهذا من أهم الأشياء التي تؤكد على ضرورة عودة الأم للعمل بعد الولادة بمجرد أن تسمح الفرصة بذلك.
- الحفاظ على المهارات: إذا لم تعود الأم للعمل بعد الولادة بأسرع فرصة، فهذا قد يسبب فقدانها لقدراتها ومهاراتها في العمل الذي تمارسه، وهذا سوف يؤدي بالضرورة لضعف إمكاناتها ومستوى انتاجها، ما قدر يعرضها لترك العمل نهائياً أو تراجع دورها ومكانتها فيه.
- التواصل الاجتماعي: يمنح العمل النساء فرصة للتواصل مع الآخرين وتبادل الأفكار والخبرات، مما يعزز شعورهن بالانتماء إلى المجتمع، لذلك يجب على النساء عدم التباطؤ بالعودة إلى العمل بعد الولادة حتى لا تضطر للابتعاد عن حياتها الاجتماعية والبقاء في المنزل دون أي هدف أو غاية.
- تأثير إيجابي على الأسرة: عمل الأم ضروري للأسرة ككل مثل عمل الأب تماماً، فهو يساعد في تحسين الوضع المادي للأسرة، ونشر ثقافة العمل فيها، وإشعار الأطفال أن كل فرد في الأسرة لديه مسؤوليات وواجبات حسب دوره وإمكاناته، وهذا يفيد أيضاً في تنمية أخلاقات مرغبة في شخصية الأبناء.