تعلم دروس الحياة من الأطفال

دروس عظيمة لعيش الحياة تتعلمها من الأطفال! فما هي الدروس التي يمكن أن يتعلمها الكبار من الصغار؟ اكتشف سر السعادة وتذكر أيام الطفولة
تعلم دروس الحياة من الأطفال
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

نميل إلى الاعتقاد بأن الأطفال يتعلمون من الكبار، ولذا يتقنون كيفية التكيف بشكل جيد مع المجتمع بمجرد وصولهم إلى سن البلوغ، لكننا نفشل في معرفة الدروس القيّمة التي يمكن للبالغين تعلّمها من الصغار، في الحقيقة لو كنا أشبه بالأطفال قليلاً فحتماً ستكون حياتنا مختلفة جداً بطريقة إيجابية وعلى نحو هائل.. وبدون مقدمات إضافية؛ إليك هذه القائمة بالدروس العظيمة التي يعلّمها الطفل للشخص البالغ:

تعلّم من الطفل.. كيف تكون على حقيقتك 
في معظم الحالات الأطفال صادقون في تصرفاتهم، إنهم يقفزون ويضحكون ويرقصون عندما يشعرون بالسعادة والمرح، وعندما يشعرون بالحزن وعدم الراحة.. فإنهم يصرخون وتندفع الدموع من عيونهم، مهما كان ما يشعر به الطفل فإنه يعبّر عنه؛ دون أن يهتم بما يمكن أن يظنه الآخرون عنه، بهذه الطريقة لا يكتمون أفكارهم وعواطفهم المتراكمة في أرواحهم الملائكية، وهذا هو السبب أن أكثر الأطفال غير قلقين وطبيعيين.
بينما يميل الكبار إلى قمع أنفسهم.. يختارون إخفاء أفكارهم وعواطفهم الحقيقية؛ حتى يشعروا بأنهم أقل ضعفاً، ولأنهم يشعرون بالقلق المستمر إزاء ما يعتقد الآخرون عنهم؛ فإنهم يفضلون التصرف "بشكل طبيعي"!! فإذا بدأ رجل بالغ بالبكاء عندما يكون حزيناً، فقد يعتقد الناس أنه يمتلك شخصية ضعيفة، كما أنه إذا كان يرقص عندما يكون سعيداً، فقد يعتقد الآخرون أنه قد أصبح مجنوناً.
يخشى معظم البالغين هذا النوع من ردود فعل الآخرين، لذا تختار ارتداء قناع اجتماعي لإخفاء ذاتك الحقيقية عن الآخرين، لكن هل تعلم أن هذا يستهلك الكثير من الطاقة؟ حيث أن بذل جهود هائلة للحفاظ على النفس في حالة من النفاق الاجتماعي، تجعل الشخص البالغ أكثر قلقاً فيصبح عصبياً وقد يكتسب كل احتمالات الإصابة بالمشكلات النفسية.

animate

خذ من الطفل.. متعة عيش اللحظة الراهنة
الماضي غير موجود بعد الآن والمستقبل ليس هنا.. كل ما تمتلكه هو اللحظة الحالية، حيث يمكنك أن تعيش، حيث نسي معظم البالغين الاستمتاع باللحظة، ويركزون عقولهم على المستقبل؛ ما هي الوظيفة التي سيحصلون عليها؟ وكم الأموال التي سيحصلون عليها؟ وما هي أنواع الممتلكات التي سيحصلون عليها؟ وما إلى ذلك... بالتالي يتم توجيه وقتهم وطاقتهم نحو المستقبل، ويرون الحاضر فقط كوسيلة لبعض النهايات المتعلقة بالمستقبل، غير قادرين على التخلي عن همومهم ومخاوفهم، فلا يمكنهم التمتع هنا والآن، بالتالي إضاعة معظم حياتهم.
بينما الأطفال من ناحية أخرى؛ يركزون بشكل كامل على الحاضر، بالتالي يمسكون جوهر الحياة، حيث لا يتعلق الأمر بالمستقبل ولا بالماضي، بدلا من ذلك يتم استغراقها بالكامل في كل شيء، ذلك أن الوجود يأتي لهم بكل لحظة على طول طريقهم هذا.

يكتشف الأطفال هذا العالم بطريقة تجعل الكبار مملين
يبدو الوجود لكل طفل كما لو أنه معجزة فالكون واسع وشاسع ومليء بالألوان الزاهية والأصوات المتناسقة والعطور الجميلة... إنه لغز لا يمكن وصفه بالكلمات بالنسبة للأطفال.
الأطفال معجبون بالعالم ويجدون الفرح العميق فقط من خلال تجربة ما حولهم، إنهم فضوليون للاستكشاف ومعرفة المزيد عما حولهم، يريدون البحث والتجريب للتعلم والاكتشاف.
إلا أن البالغين فقدوا المقدرة على الإعجاب، لأنهم اعتادوا على حياتهم المجهدة والمتعبة؛ لدرجة أنهم لا يهتمون على الإطلاق بالجمال الذي يقدمه العالم من حولهم، بالتالي لا يمكنهم تقديره، بالنسبة للكبار كل شيء يبدو عادياً ومملاً.
فاذهب للمشي مع طفل، وتعامل معه كشخص بالغ، ستفاجأ بالأشياء المختلفة التي ينتهي بك الأمر إلى مشاهدتها وتوضيحها عندما تكون مع هذا الصغير، حيث يمكن أن يساعدك ذلك على مراقبة سلوك الناس اليومي وعلى اكتشاف الحلول للمشكلات التي تواجهها.. لأن التقدم بالعمر يجعلنا غافلين عن الطبيعة، والحياة هبة مذهلة تم تقديمها لك لتعيشها، ويمكن للأطفال تذكيرك بالامتنان لها وتحقيق أقصى استفادة منها طالما أنك محظوظ لتجربتها.
 

المرح ملح الحياة.. هكذا تعلّمه من الأطفال
هذا ما يجعل الحياة جديرة بالعيش بدون المرح واللعب تصبح الحياة عبئاً ثقيلاً وتعذيباً بطيئاً، فعندما كنتَ طفلاً وجدت متعة كبيرة في اللعب، من خلال اللعب شعرت بالكمال، وكنت تنبض بالحياة، عندما تقدم بك العمر توقفت عن اللعب؛ انظر حولك وسترى أن جميع البالغين تقريباً قد نسيو كيف يكونوا مرحين وهذا ربما يشملك أيضاً، إنهم مشغولون باستمرار ومنذ عهد طويل يرتدون وجهاً يعكس حزنهم، يقومون بأعمالهم يوماً بعد يوم من دون السماح لأنفسهم بلحظة راحة، بالنسبة إليهم يجب استخدام كل شيء كوسيلة للوصول إلى نهاية مستقبلية ما، بالتالي ينظرون إلى اللعب والمرح كمضيعة للوقت.
أما الأطفال فليس لديهم سبب للعب؛ بخلاف اللعب نفسه.. إنهم لا يلعبون لأي غرض وليس لديهم أي هدف، حيث أنهم يلعبون من أجل اللعب، وهذا يحول حياتهم إلى احتفال ومهرجان مدهش.
 

امتلك عقل وقلب طفل؛ لتعرف معنى البراءة ونظافة الروح
تعمّق في عيون طفل صغير وستحصل على فكرة لمّاحة عن ماهية البراءة، فأن تكون بريئاً يعني أن تكون خالياً من الشعور العار والذنب، كما تعني البراءة أن يكون لديك عقل متفتح وقلب واثق، فضلاً عن نوايا صافية وحسنة.
فقَدَ الكبار البراءة الطبيعية لدى الأطفال، حيث يخافون من الانفتاح وإظهار ثقتهم للآخرين، وبدلاً من ذلك اختاروا بناء جدران طويلة سميكة حولهم كنوع من الحماية النفسية من الماكرين والتنافسيين، والاستغلالين والعدوانيين.. الخ، لذا ليس من المستغرب أن يمتلك البالغون هذه المشاعر الثقيلة من الحزن والعار والندم وتأنيب الضمير.
 

 لا بأس أن تحتاج للمساعدة وتطلبها
عندما تكون طفلاً تعتمد حياتك بالكامل على دعم ومساعدة والديك، ولسوء الحظ على طول طريق النمو نفقد القدرة على قبول أي نوع من المساعدة، هذا أمر مؤسف.. لأن البحوث العلمية أشارت إلى أن طلب المشورة يمكن أن يجعلك تظهر كشخص أكثر كفاءة، وهذا يؤكد كم خسرنا كبالغين مقارنة مع الأطفال، حيث تعلمنا لنتكيف مع المجتمع؛ بأن طلب المساعدة من الآخرين يعني العجز.
 

من المهم أن تعبّر عن مشاعرك
نقوم نحن الكبار بتعليب مشاعرنا كي لا يظن الآخرون السوء حولنا، بينما لا يتصرف الأطفال بهذه الطريقة؛ إنهم يعترفون بعواطفهم ويخرجونها، حيث سيخبرك طفلك عندما يتعرض للأذى أو الحيرة أو الغضب أو الحزن أو السعادة، فليس من السهل فهم أو حتى تحديد ما تشعر به، خاصة إذا كان شديداً أو مؤلماً، لكن قبول مشاعرك لا يقل أهمية عن قبول مشاعر الآخرين.
 

تقبّل أنك لا تعرف كل شيء
لماذا لا تدافع عن فضولك وطرح أسئلة بسيطة، مثلما يفعل الأطفال؟ فمع تراكم الدرجات التعليمية والمزيد من الوقت الذي يمر؛ غالباً ما نحصل على الشعور بأن لدينا الإجابة على كل شيء.. لكن نحن مخطئون جداً! فبعيدا عن التواضع، ووفق الأبحاث العلمية فإن للفضول فوائد لا تعد ولا تحصى؛ على سبيل المثال؛ يقوي علاقاتك الشخصية لأنك تقضي وقتاً في الاستماع والإصغاء للآخرين، ويعزز أدائك في العمل لأنك ترغب دائماً في التعلّم وتحسين مهاراتك.
 

يمكنك أن تخوض تجارب كثيرة قبل أن تكون مستعداً
لا ينتظر الطفل حتى يقترح عليه الخبراء بأنه بات مستعداً لإزالة عجلات التدريب عن دراجته الهوائية؛ لكنه يركب ويرى ويجرب ما سيحدث، فعلى الرغم من كونهم غير مستعدين إدراكياً أو جسدياً؛ لمعظم ما تقدمه لهم الحياة، فإن الأطفال هم سادة القفز إلى مياه غير معروفة!.. بمعنى التجارب الجديدة، إنهم لا يشعرون بالقلق من تلبية المتطلبات المسبقة للأنشطة الجديدة، يقولون "نعم" لما هم مقبلون عليه ثم يتعاملون مع بقية الأمور عندما يحين وقتها، إنها استراتيجية يمكن أن يتعلم الكبار منها قليلاً.. لاسيما المهوسين بالضمانات وتحقيق المنافع.. بالتالي الأطفال هم دليل حي على أننا لا نحتاج دائماً لأن نكون مستعدين بالكامل من أجل التقدم للأمام.

الأفكار والأشخاص غير المألوفين غير مخيفين
الأطفال يتقبّلون أي شيء دون انحياز أو أفكار مسبقة، ومع نمونا تغطي تجاربنا رغبتنا العميقة في الاستكشاف وأن نكون فضولين لأشياء غريبة تماماً على عقولنا، فأنت قد تخاف من التغيير وعقلك يشك في أي شيء جديد أو ضد معتقداتك، بالطبع فإن وجود المعتقدات جزء من النمو وهو أمر جيد، مع ذلك فإن فقدان القدرة على تبني فكرة جديدة أو جريئة أو شيء لا نعرفه دون أن نكون متحيزين أو نصدر حكماً مسبق؛ هو ثمن باهظ يجب دفعه هذا درس مهم لتتعلمه من الأطفال.

في النهاية.. جميعنا نُولد أبرياء؛ لكن معظمنا يتجه إلى فقدان البراءة بحلول الوقت الذي نصل فيه إلى سن الرشد، لكن بوجودنا في حضرة طفل، يمكننا إعادة الاتصال مع طفلنا الداخلي واستعادة براءتنا، مجرد حدوث ذلك، يعني بدء العيش بطريقة مختلفة تماماً عنوانها الجمال والفرح والرضا.. شاركنا رأيك من خلال التعليقات، هل تعلمت دروساً أيضاً من أطفالك؟