كيفية تربية الأطفال في عمر 9 سنوات

كيف أتعامل مع طفلي في عمر 9 أعوام! تعرفي إلى أساسيات تربية الطفل في سن التاسعة ونفسة الطفل في عمر 9 سنوات
كيفية تربية الأطفال في عمر 9 سنوات
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

عند وصول الطفل لعمر 9 سنوات يكون قد اقترب من مرحلة البلوغ الجنسي والمراهقة، وقد دخلت تغيرات عديدة على شخصيته ونفسيته وطريقة تفكيره، بالإضافة طبعاً لتطور مهاراته ونمو قدراته المعرفية والذهنية، وكل هذا التغيير يستدعي معرفة كيفية التعامل مع الطفل في هذا العمر، والبحث عن الوسائل المناسبة لتربية الأطفال في عمر 9 سنين، وهذا ما سوف نتعرف عليه في مقال تربية الأطفال في سن تسع سنوات.

تتأثر نفسية الطفل في عمر 9 سنوات بتغيرات مرحلة ما قبل المراهقة وهي مرحلة انتقالية حساسة في تربية الأطفال، ففي المدرسة يتحضر الطفل للانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الإعدادية، وغالباً يكون في الصفوف الأكبر سناً في المدرسة، وبهذه الفترة أو بعدها بقليل يحدث البلوغ الجنسي عند الطفل وخاصة بالنسبة للفتيات، وفيها أيضاً يبدأ الطفل بالنظر لعالم الكبار وخاصة المراهقين أو الشبان ويضع نفسه في مقارنة معهم ويرغب بأن يكبر بسرعة ليدخل في عالمهم.

نفسية الطفل في عمر 9 سنوات تتميز بتغيرات في ردود فعله من حيث سرعة الغضب والعناد والبدء بالتمرد على قوانين الأهل، وتزداد رغبته أن تتم معاملته مثل الكبير من قبل الأهل، ويبدأ البحث عن الذات وتنمية الشخصية العاطفية، وكل هذه الصفات النفسية تحتاج من الأهل طريقة معاملة خاصة تراعي تغيرات هذه المرحلة وحاجاتها.

سيلاحظ الأهل أيضاً تطوراً كبيراً في بعض السمات النفسية عند الطفل في عمر 9 سنوات، مثل تطور قدرته على التعامل مع الآخرين والتواصل الاجتماعي المتقدم، وتطور مهارات الكذب والخداع لديه، إضافة إلى تطور طموحاته وبداية حديثه عن المستقبل الذي يرغب به من وجهة نظره الخاصة، كما يكون الطفل في مرحلة ما قبل المراهقة أكثر ميلاً لمقارنة نفسه بالآخرين وحياته بحياة أقرانه وأسرهم.

animate

كل مرحلة عمرية من حياة الطفل بالإضافة للحاجات الأساسية والبديهية له تتطلب بعض المعايير الخاصة في طريقة تربيته بما يتناسب مع خصوصية هذه المرحلة، وبالنسبة للطفل في عمر 9 سنين فيمكن ذكر بعض أهم طرق التربية والتعامل معه، ومنها:

  1. تفهَّم سلوك الطفل في عمر 9 سنوات وطريقة تعديله: التغير في سلوك الطفل في عمر 9 سنوات وقيامه ببعض أفعال التمرد أو عصيان أوامر الأهل أو بعض السلوكيات العدوانية، كل ذلك يرتبط بالتغيرات النفسية عند الطفل في سن التاسعة، ويجب على الأهل تفهم هذه التغيّرات والتعامل معها بطريقة لا تسمح له بالتمادي من جهة، ولا تستهين بقدراته أو تحطم معنوياته وتؤذي نفسيته من جهة أخرى.
  2. تحدث معه حول المرحلة العمرية: في عمر 9 سنوات وما بعدها يصبح الطفل قادراً على الحوار والتفاهم والتوصل لاتفاقات معه إذا ما تم التحدث معه بالطريقة المناسبة، لذا من واجب الأهل في هذه المرحلة التحدث مع الطفل ذو التسع سنوات حول تعريف هذه المرحلة وتغيراتها وخصوصيتها وما يحصل فيها، وما الأشياء التي قد تواجه الطفل سواء في المدرسة أو أي مكان وكيف يجب التعامل معها.
  3. اجعل طفلك ذو التسع سنين شريكاً في المنزل: مشاركة الطفل عندما يصبح بعمر تسع سنوات وما فوق ببعض الأمور المنزلية سواء الاعمال أو المسؤوليات أو حتى القرارات تعتبر مسألة ضرورية ومهمة، فمن ناحية تعطي شعور للطفل بأنه فرد في المنزل كباقي الأفراد وليس مجرد طفل يتلقى الأوامر، ومن جهة أخرى يتعلم تحمل المسؤولية ويفهم حاجات المنزل وحدود قدرات الأهل، كما تزيد هذه المشاركة من ثقة الطفل بنفسه.
  4. ساعده في واجباته ودروسه: تبدأ المقررات والواجبات المدرسية تصبح أكثر صعوبة وتعقيداً في هذا العمر، وإذا لم يكن الطفل متهيئا ومؤسساً في المرحلة السابقة ومتابعاً لدروسه، ممكن أن يصل حد الصعوبات التي تواجهه للتراجع في تحصيله الدراسي أو حتى الرسوب في المدرسة، وهنا تبدو أهمية مساعدة الأهل لطفلهم ذو التسع سنوات في واجباته المدرسية ووضع الطريقة الصحيحة للدراسة وشرح الأشياء غير المفهومة، ولكن يجدر التنويه لضرورة أن يكون الطفل متقبلاً لمساعدة أهله ويرغب بها، وألا تكون على سبيل الإجبار.
  5. اعمل على تحقيق رغباته بحدود: جزء من التربية في هذه المرحلة خلق حالة من التوازن بين رغبات الطفل وبين حاجاته وواجباته، وعمر تسع سنوات من أفضل المراحل لخلق هذا التوازن، فاعتياد الطفل الحصول على ما يرد فقط هو أمر خاطئ، ومنع الطفل عن كل ما يريد أيضاً هو أمر خاطئ، ويمكن تحقيق رغبات للطفل في حال كانت هذه الرغبات ضمن قدرات الأهل ولا تتعارض مع واجباته أو مصالحه أو أي معايير أو قوانين أو أخلاقيات، وهذا سوف يلقى تقدير كبير من قبل الطفل ويشعر بأهمية أهله ومحبتهم له.
  6. كن قدوة لطفلك: عندما يصبح الطفل بعمر التاسعة تصبح ملاحظته أقوى وفهمه وتحليله لما يلاحظه أكبر وأصح، لذا لا يمكن الاكتفاء بتوجيه الأوامر والإرشادات للطفل وإنما يجب أن تتوافق هذه الإرشادات مع ما يلاحظه الطفل لدى أهله، حتى يكونوا قدوة له وليس نموذج سيء يتعلم منه.

من الضروري البدء في العمل على تطوير شخصية الطفل وتقويتها قبل أن يصل لعمر 9 سنوات، فهو بعد هذه المرحلة سوف يواجه تحديات جديدة وعلاقات جديدة، وهو أيضاُ يبدأ بصقل شخصيته وتكوينها في هذه المرحلة، ويمكن مساعدة الطفل في تقوية شخصيته في هذه الفترة عن طريق بعض النقاط ومنها:

  • لا تقم بقمعه: يخطئ بعض الأهالي في الرد على أخطاء الطفل ذو التسع سنين وأفعاله السيئة بقمعه بشكلٍ قاسٍ وإجباره بالقوة وبالضرب أحياناً على تنفيذ الأوامر دون نقاش أو معرفة السبب.
    والحقيقة أنه يجب أن استخدام أسلوب الحزم في بعض الأمور بغية وضع حدود واضحة لأفعال الطفل المقبولة وغير المقبولة، ولكن بنفس الوقت من الخطأ القسوة بشكل كبير وعدم شرح سبب أي أوامر وأهدافها، فهذه يؤدي لقمع شخصية الطفل وإضعافها.
  • علمه الثقة بنفسه: الثقة بالنفس هي أساس بناء الشخصية، وفي عمر التاسعة يكون الطفل في طور بناء شخصيته وصقلها وهو يحتاج للثقة بنفسه واحترام ذاته لبناء هذه الشخصية بالشكل الصحيح، ويجب أن يساعده الأهل في زيادة ثقته بنفسه عن طريق احترام رأيه وقراراته وإشراكه في قرارات العائلة، وتقديم الحب والتعاطف والدعم له حتى يشعر أن هناك من يمكنه الاعتماد عليه، وبالتالي زيادة شجاعته وثقته بنفسه.
  • أجعله صديقاً لك: التقرب من الطفل في عمر التاسعة بالغ الأهمية والحساسية، يساعده في تكوين شخصيته وفهم أدواره الاجتماعية والتعلم من والده وإنشاء علاقة جيدة معه، ويجب أن يقوم كلا الأبوين بهذا الدور ولكن يجب التركيز أكثر على هذه المسألة من قبل الوالد من نفس الجنس.
  • أظهر الاهتمام والمحبة لطفلك: يحتاج الطفل في عمر 9 سنوات لأن يعرف أنه يوجد أشخاص يكنون له المحبة والاحترام والتعاطف، والأهل هم الأكثر أهمية في هذا الإطار، لذلك يجب العمل على إظهار هذه المشاعر وزيادة الاهتمام بالطفل ومحاولة تحقيق رغباته، فهذه الأمور تزيد ثقته بنفسه ما يؤثر أيضاً على بناء شخصية قوية وواثقة.
  • علّمه تحمل المسؤولية: تحمل المسؤولية من الأشياء التي تقوي شخصية الطفل وتصقلها وتجعله جاهز لمواجهة الحياة ظروف الحياة وتحدياتها، وبالتالي من الضروري تعليم الطفل تحمل بعض المسؤوليات في إطار العمل على تقوية شخصيته، ويعتبر عمر التاسعة مناسباً لزيادة مسؤوليات الطفل.
  1. حمّله مسؤولية تصرفاته: من الطرق السليمة لعقاب الطفل في عمر تسع سنوات أن نجعله يتحمل مسؤولية تصرفاته والأخطاء التي يقوم بها، ويجب التعامل بجدية مع هذا الأمر، فعندما يقوم مثلاً بتخريب أو تكسير أغراضه نتيجة غضبه، يجب ألا يتم تعويضه لفترة عن هذه الأغراض وإرغامه على استعمالها لتحمل نتائج أفعاله، أو استبداله من مصروفه ومدخراته.
  2. الحرمان المؤقت من الامتيازات: عندما يخطئ الطفلة ويتسبب بأي أضرار أو مشاكل، فيمكن عقابه بحرمانه من بعض الامتيازات التي كان يتمتع بها دون المبالغة في ذلك، فعندما يقوم مثلاً بصرف أمواله على أشياء خاطئة يمكن القيام بتحديد مصروفه حتى لا يعيد هذا السلوك، أو يمكن حرمانه من التسجيل في النادي الرياضي نتيجة تقصيره في دروسه، أو حرمانه من وقت اللعب ليومين.
  3. إشعار الطفل بالذنب على الخطأ الذي ارتكبه: من وسائل عقاب الطفل في عمر 9 سنين المخاصمة لفترة محددة لإشعار الطفل بالذنب على الخطأ الذي ارتكبه، فعدم التحدث معه لفترة وإشعاره بخطئه يجعل الطفل يعيد التفكير بتصرفه ويقيم نتائجه، وإذا عرف أنه مخطئ فسوف يعتذر ويعد بعدم تكرار الخطأ.
  4. الحزم دون قسوة: عند اتخاذ القرار بعقاب الطفل في سن التاسعة على أي موقف أو سلوك فيجب عدم التهاون في ذلك، ولكن أيضاً يجب عدم المبالغة، فمن الخطأ مثلاً التساهل مع التصرفات غير المؤدبة، ولكن أيضاً من الخطأ القسوة والمبالغة بالعقوبة كالضرب أو الإهانة أو الإيذاء، ويجب على الأهل تجنب التهديد دون تنفيذ وتجنب التعسف في العقوبات في نفس الوقت.
  5. اجعل العقوبة مناسبة للخطأ: من النصائح الضرورية في عقاب الطفل في هذا العمر أن تكون العقوبة على قدر الفعل ليست أقل وليست أكبر، فإذا كان الخطأ هو التقصير في الواجبات الدراسية أو المنزلية يجب أن تكون العقوبة على مستوى هذا الخطأ مثل حرمانه من وقت الترفيه واللعب وإجباره على القيام بواجباته التي قصّر بها، وإذا كان الخطأ ممارسة سلوك سيء مثل السرقة أو الكذب يجب أن يكون العقاب على قدر الخطأ مثل حرمانه من المصروف حتى يسدد ما قام بسرقته، مع التشديد على ضرورة توعية الطفل بخطئه، وأن هذا عقاب وليس مجرد تسديد للمال.
  6. الموازنة بين الثواب والعقاب: من أهم قواعد تربية الأطفال في جميع الأعمار أن يحافظ الأهل والمربون على التوازن بين الثواب والعقاب، وأن يتقبّلوا قيام الطفل بأفعال جيدة للتكفير عن أخطائه، وألّا يحرموه من المكافأة على الفعل الجيد لأنه قام بفعل سيء، بل يجب أن يحصل على المكافأة عندما يستحقها كما يجب أن ينال العقاب عندما يستحقه.

تربية البنت في عمر 9 سنوات تختلف قليلاً عن تربية الولد الذكر في نفس العمر، لأن البنت في هذا العمر تكون أقرب إلى سن البلوغ، ويجب أن تمتلك قدراً أكبر من الوعي بخصوصية جسدها، ومن أهم متطلبات التربية للبنات في سن 9 سنين تعريف الطفلة بجسدها ومرحلة البلوغ التي أصبحت قريبة، إضافة إلى الجوانب التربوية الأخرى مثل تقوية الشخصية وبناء الثقة مع الأهل ومتابعة تحصيلها الدراسي، وأهم نصائح تربية البنات في سن التاسعة:

  1. توعية البنت في سن التاسعة عن جسدها: يجب على الأم توعية البنت بين عمر 9 سنوات و11 سنة حول التغيرات التي ستطرأ على جسدها وعلامات البلوغ ومعنى الدورة الشهرية أو الحيض ووظيفتها، وأن هذه التغيرات طبيعية تمر بها جميع الفتيات. اقرئي أكثر عن كيفية إخبار البنت عن البلوغ والدورة الشهرية من خلال النقر على هذا الرابط.
  2. بناء الثقة المتبادلة مع الأهل: من عمر 9 سنوات وما بعده تبدأ البنت بالخروج من مرحلة الطفولة والدخول في مرحلة المراهقة، وهذا قد يعرضها للكثير من المواقف ويطرح في خاطرها الكثير من الأسئلة، ويجب مساعدتها في تخطي هذه المرحلة والتعلم أكثر عن حياة الفتيات ومعرفة أساليب التصرف حيال أي موقف قد تتعرض له، وهذا يتطلب بناء جسر ثقة بينها وبين ذويها وخاصة الأم، حتى لا تشعر أنها وحيدة أو تخاف من البوح بأفكارها أو تخشى طلب المساعدة.
  3. تقوية شخصية البنت في هذا السن: تؤثر التغيرات الجسدية والهرمونية والنفسية التي ترافق مرحلة البلوغ على نفسية الطفلة في عمر 8 سنوات وربما تضعف ثقتها بنفسها، ولهذا دور كبير في تحديد شخصيتها ونظرتها إلى العالم من حولها، لذا يجب العمل على تقوية شخصيتها وثقتها بنفسها من خلال تفسير هذه التغيرات وطمأنتها ودعمها.
  4. تقديم الدعم والحماية: تحتاج البنت في سن التاسعة وما بعده للاحتواء والحماية والدعم من الوالدين أكثر من فترة الطفولة، ويجب أن تشعر بوجود من يحميها ويدعمها ويقف بجانبها وخاصة للأب، وهذا يتطلب من الوالدين الوقوف بشكل أكبر إلى جانب الفتاة ودعمها وتقديم المحبة والتعاطف والحماية لها.
  5. تنمية المهارات الاجتماعية: تواجه الفتيات ضغوطات أكبر من الذكور في التأقلم مع المجتمع عند الخروج من مرحلة الطفولة إلى المراهقة ومنها إلى الشباب، ومن الأدوار التربوية المهمة التي يجب أن يلعبها الوالدان أن يساعدها على التصرف والتعامل مع هذه الضغوطات، وكيفية خلق التوازن بين التربية المنزلية والمعايير الاجتماعية، وبين الرغبات والممنوعات.

المراجع