أصعب مرحلة في تربية الطفل وكيفية التعامل معها

ما هي أصعب مرحلة في تربية الأطفال! تعرفي إلى صعوبات تربية الطفل وأصعب مراحل التربية وكيفية التعامل معها
أصعب مرحلة في تربية الطفل وكيفية التعامل معها
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

ليس سهلاً تحديد أصعب مراحل تربية الطفل، حيث تختلف صعوبة تربية الأطفال بناء على الفروق الطبيعية بين طفلٍ وآخر والظروف المختلفة التي تمر بها الأسرة ويمر بها الطفل، إضافة إلى اختلاف القدرة بين الأهل والمربين على استيعاب التغيرات والتطورات التي يمر بها الطفل في مراحل التربية المختلفة، فما هي أصعب مراحل تربية الطفل وكيف يمكن التعامل معها وإدارتها بشكل صحيح.

أصعب مرحلة في تربية الطفل بالنسبة لمعظم الأهل والمربين هي مرحلة الطفولة المتأخرة والمراهقة من سن 8 سنوات تقريباً وحتى 18 سنة، وقد تختلف أصعب مراحل التربية من طفل لآخر بحسب طبيعة الطفل وقدرة الأهل والمربين على استيعاب التطورات والتغيرات التي يمر بها وبحسب الظروف المحيطة بالطفل.

حيث لاحظت بعض الدراسات أن هناك تراجعاً في رضا الأهل عن سلوك أبنائهم وتحصيلهم الأكاديمي خلال المراحل الدراسية الإعدادية، حيث يكون الأطفال في هذه المرحلة أكثر ميلاً للتقرب من الأصدقاء والتأثر بهم على حساب العلاقة مع الوالدين، وأكثر ميلاً للاستقلال والتمرد.

animate

رغم أن جميع مراحل تربية الطفل لها صعوباتها، إلا أن مرحلة الطفولة المتأخرة والمراهقة تحتل المرتبة الأكثر صعوبة، لأنها المرحلة التي تتكون بها شخصية الأبناء بالتزامن مع مجموعة من التغيرات والتحديات والصعوبات النفسية والاجتماعية، وتتمثل هذه الصعوبات فيما يلي:

  1. صعوبات التعليم والالتزام الدراسي: من المصاعب التي يعاني منها الأهل بتربية الطفل في هذه المرحلة هي التراجع في التحصيل الدراسي وانخفاض الالتزام والانضباط عند الطفل الكبير، بسب ما يتعرض له من تغيرات جسدية ونفسية كبيرة تؤثر على رغبته في التعليم وقدرته على التفاعل مع المواد المدرسية والمدرسين، إضافة إلى الضغوط النفسية والاجتماعية المترافقة مع مرحلة المراهقة والانشغال بالأمور الشخصية وإثبات الذات الذي قد يكون له نتائج إيجابية أو سلبية على التعليم.
  2. التمرد ورفض الأوامر: في مرحلة المراهقة وما قبلها يميل الأطفال لبناء هويتهم الخاصة والبحث عن مكانتهم في المجتمع بعيداً عن الوالدين، ما يدفعهم للتمرد وعدم الاستماع لرأي الأهل وأوامرهم، وتعتبر هذه المرحلة أصعب مراحل التربية بسبب الصراع بين الأهل والطفل الكبير حول الاستقلال والمسؤولية.
  3. تقلبات المزاج والصعوبات النفسية: تؤثر التغيرات الهرمونية المتزايدة في مرحلة المراهقة على الحالة المزاجية للطفل، والشعور بعدم الثقة، فتجده يقوم بسلوكيات متناقضة وليست مفهومة، ما يصعب على الأهل تربية الطفل بالأساليب التي اعتادوا عليه.
  4. الضغوطات الاجتماعية: تلعب الضغوطات الاجتماعية في مرحلة الطفولة المتأخرة والمراهقة دوراً كبيراً في تنشئة الطفل، حيث يعاني الطفل من صعوبة في تكوين العلاقات الاجتماعية، كعلاقات الصداقة والعلاقات العاطفية، وتظهر في هذه المرحلة الصعبة من تطور ونمو الأطفال مشاعر النقص والدونية وتدني الثقة بالنفس بسبب المقارنة والتقييم بناءً على الانتماء الاجتماعي.
  5. الاضطرابات النفسية: الاضطرابات النفسية من الحالات الشائعة التي تترافق مع مرحلة المراهقة والتي تتطلب من الأهل المزيد من الجهد للتعامل معها بشكل صحيح، كالاكتئاب الذي قد يشعر به البعض واضطرابات القلق الناتجة عن فقدان الثقة بالنفس والمقارنة مع الأقران واضطراب الطعام والنوم وغيرها، ولا بد من تواجد الأهل في هذه المرحلة.
  6. السلوك غير محترم: من المصاعب الشائعة التي يعاني منها الأهل في تربية طفلهم في مرحلة الطفولة المتأخرة والمراهقة هو السلوك غير المحترم أحياناً سواءً مع الوالدين أو مع الآخرين، لذا يعاني الأهل من صعوبات في غرس القيم الأخلاقية والاجتماعية في هذه المرحلة التي يكون بها الطفل في قمة اندفاعه، ولا يتقبل الأوامر من البالغين وقد لا يستمع لهم أساساً.
  7. المقارنة مع الأقران: أكثر ما يجعل الطفل في مرحلة المراهقة وما قبلها ويسبب المتاعب والمصاعب للأهل في التربية والتنشئة هو مقارنة نفسه بأقرانه في المدرسة والأصدقاء والأقرباء، وكيفية جذب الأنظار والانتباه له، ما يولد شعور بعدم الرضى عن الأهل وما يقدمونه له، وبالتالي ينعكس بشكل سلبي على سير عملية التربية.
  8. صعوبات التواصل بين الطفل والأهل: قد يجد بعض الآباء صعوبة في التواصل مع الابن في مرحلة المراهقة لعدم معرفتهم الكافية بطبيعة هذه المرحلة واضطراباتها، وعدم تفهم مدى أهمية التقرب منه في هذه المرحلة، ما يشكل صعوبة في تربية الطفل في هذه المرحلة، حيث إن التواصل الجيد مع الأبناء في هذه المرحلة هو أساس التنشئة الصحية.
  9. عدم تحمل المسؤولية: يحاول الأهل تربية الطفل على تحمل المسؤولية منذ أن يبدأ بالوعي وفهم التصرفات الخاطئة، من خلال زرع القيم وأهمية الاعتماد على الذات وتحمل مسؤولية الأخطاء التي يرتكبها، ورغم ليونة الطفل في الصغر وتعلمه هذه التفاصيل، إلا أنه في مرحلة المراهقة ينسى أغلب هذه التربية ويميل لتعليق أخطائه على غيره خاصةً الوالدين ويكون غير قادر على تحمل المسؤولية رغم سعيه لبناء هويته الخاصة بعيداً عن الوالدين.
  1. توفير بيئة آمنة ومحفزة للطفل: أول ما يمكن أن يؤثر على تربية الطفل هو البيئة المحيطة به والبيئة الأسرية والعائلية التي تحتويه، لذا من الضروري أن يوفر الوالدين بيئة أمنة لنمو الطفل ضمن مجتمع يتناسب مع القيم الأخلاقية التي يتمتعون بها، وكذلك البيئة المنزلية مثل الحفاظ على الاستقرار الأسري وتجنب الخلافات والمناوشات أمام الأطفال وتنظيم مواعيد النوم والطعام وتلبية احتياجاتهم العاطفية والمادية، خاصةً في مراحل التربية التي تحتاج لاحتوائهم.
  2. التركيز على المبادئ والقيم: من المهام الأساسية للأهل في أصعب مراحل التربية العمل على غرس القيم والمبادئ الدينية والاجتماعية والأخلاقية، فهذه القيم هي التي ستلعب الدور الأساسي في صقل شخصية الطفل في المستقبل، كتعلم والتسامح والتعاون والاحترام وتحمل المسؤولية والصدق.
  3. تقديم العاطفة والحنان: تلبية الاحتياجات العاطفية للطفل في المراحل العمرية الصعبة مثل المراهقة، وإظهار المحبة له من أهم الأدوار التي يلعبها الوالدين لتربية الطفل بطريقة فعالة، فالطفل دائماً بحاجة للحنان والحب الذي يمده بالقدرة على مواجهة التحديات بمختلف أشكالها وبمختلف المراحل العمرية، ويزيد من تقرب الطفل من والديه.
  4. التشجيع على الاستقلالية: الهدف الرئيسي من تربية الطفل هو تكوين شخصية مستقلة قادرة على الاستمرار بذاتها، لذا من الضروري أن يقوم الأهل بتعليمه الاعتماد على الذات من خلال منحه فرصة لتجريب أشياء جديدة يرغبها واتخاذ بعض القرارات الخاصة وتحمل مسؤوليتها، فهذا يساعد بشكل كبير على تطوير مهاراته الحياتية والاجتماعية ويزيد من ثقته بنفسه.
  5. التشجيع على التعليم: أيضا من المهام الصعبة التي تقع على كاهل الوالدين، والتي أيضاً تسبب قلق شديد لهم هي الاهتمام بالتعليم، حيث أن بعض الأطفال لا يحبون الدراسة أو الذهاب إلى المدرسة لتلقي العلم، لذا يجب على الأهل إيجاد طرق فعالة لجذبه للتعليم وتشجيعه بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  6. القدوة الحسنة: من الضروري جداً أن يكون الآباء المثال الأعلى لأطفالهم خاصةً في مراحل الطفولة المبكرة وسنوات المراهقة الأولى، التي يكون بها الطفل شديد التأثر بالوالدين، ولا زال يملك المرونة الكافية لغرس القيم والمبادئ في شخصيته، فمن الصعب تربية الطفل على حسن الأخلاق والتعامل والوالدين لا يملكون هذه القيم.
  7. تعزيز ثقة الطفل بنفسه: يلعب الأهل دور هام في بناء شخصية قوية وتعزيز ثقة الطفل بنفسه، من خلال السماح له بالتعبير عن نفسه وآراءه وتشجيعه على التحدث عن مشاعره دون خوف، والمشاركة بالأنشطة المختلفة ومشاركته في اتخاذ القرارات بما يتناسب مع المرحلة العمرية، ليس فقط بمراحل التربية الصعبة بل أيضاً في جميع الفترات العمرية.
  8. التوجيه والإرشاد: التوجيه والمساعدة والإرشاد وتقديم الدعم من المهام الصعبة التي يجب على الأهل اتباعها خلال مراحل التربية كافة، سواءً كان يعاني من صعوبة في التربية أم لا، ومنذ الولادة حتى سن الرشد، حيث يمتلك الأهل خبرات وتجارب تجعلهم قادرين على نصح الابن مهما كان العمر.

يجب على الأهل التعامل مع صعوبات تربية الطفل باتباع بعض السلوكيات التي تحافظ على التواصل والتقرب منه وإشعاره بأهميته وأهمية وجوده، ما يجعل الطفل أكثر تقرباً واستماعاً لما يقدمه الأهل من نصائح، وبالطبع تختلف مواجهة هذه المصاعب من مرحلة عمرية إلى أخرى:

  1. التفهم والتقرّب من الأبناء: ليتمكن الأهل من التعامل مع صعوبات تربية الطفل يجب التقرب منه ومعرفة ما يدور في خاطره، خاصةً في مرحلة المراهقة وما قبلها، عن طريق مشاركته ببعض الأنشطة والرحلات والاستماع له بفعالية، فهذا يزيد من ثقة الطفل بوالديه ويكون أكثر تقبلاً لما يملوه عليه من إرشادات ونصائح.
  2. الحفاظ على التوازن في التربية: يجب تحقيق التوازن في عملية تربية الطفل بين المنع والسماح والترغيب والترهيب، بما يتناسب مع المرحلة العمرية، ففي الطفولة المبكرة يمكن منع الطفل من اللعب بالأجهزة الإلكترونية قبل النوم وفي وقت الطعام والدراسة ووضع أوقات مخصصة للعب، بينما في مراحل عمرية متقدمة السماح له بالقيام بما يرغب به بعد الانتهاء من واجباته ومسؤولياته، وبهذه الطريقة يسهل على الأهل التحكم بالطفل ومساعدته على التنظيم الذاتي.
  3. التركيز على الإيجابيات: تحتاج تربية الطفل للثناء على السلوك الحسن والنجاح في شيء ما لبناء شخصية قوية وتحفيزه لتحقيق المزيد من النجاحات، ومدحه على الإنجازات الصغيرة والكبيرة، ما يسهل التواصل مع الطفل في مراحل التربية الصعبة.
  4. الحفاظ على التواصل الفعال مع الطفل: من الطرق الفعالة والضرورية في اجتياز المراحل التربوية الصعبة مع الطفل هي الحفاظ على التواصل والحديث المستمر، فيجب على الأهل تخصيص بعض الوقت للاستماع لأبنائهم والمشاكل التي يتعرضون لها خاصةً في مرحلة المراهقة، ومشاركتهم ببعض الآراء والاقتراحات والبحث عن حلول لهذه المشاكل، ما يحافظ على الثقة والتقرب من الابن.
  5. تجنب لغة القمع: يؤثر القمع والرفض والقيود المستمرة على نفسية الطفل، فيمكن أن يجعله هذا أكثر تمرداً خاصةً في مرحلة المراهقة وما قبلها، أو تنشئة طفل ضعيف الشخصية غير قادر على اتخاذ قرار بشكل مستقل، بدلاً من ذلك يجب محاورته عن الأسباب التي تدفع للرفض بطريقة تناسب طريقة تفكيره، مثلاً بدل القول لا يمكن أن تأكل الحلوى، قل يمكن أن نأكل قطعة الحلوى الشهية بعد تناول وجبة الطعام.
  6. مشاركة الطفل في بعض القرارات المنزلية: ينصح في مراحل التربية الصعبة مشاركة الطفل في بعض القرارات المنزلية والشخصية، ومناقشته حول هذه القرارات لتعليمه تحمل المسؤولية وتعزيز الثقة بالنفس وقدرته على الحوار وكيفية اتخاذ القرار الصحيح، علاوةً على التقرب من الطفل وإيصال بعض الأفكار له.
  7. المراقبة بما يتناسب مع المرحلة العمرية: يبقى الإشراف على الطفل من قبل الأهل من الأدوار المهمة للتحكم بما يتعرض له وكيف تسير تنشئته، يجب أن يبقى الأهل على رقابة دائمة للطفل في المراحل الحرجة مثل تقييد استخدام الأجهزة الإلكترونية ومراقبة ما يشاهدون على الانترنت، وعدم تركهم يحضرون الفيديوهات المنتشرة على المواقع المختلفة بشكل منفرد، ومعرفة الأصدقاء وسلوكهم في مراحل عمرية أكبر.
  8. التعاون والتنسيق مع القائمين على عملية التربية: ينصح بتعاون الأهل المستمر مع القائمين على عملية التربية مثل المدرسين والمدربين لمعرفة سير عملية التربية ومراقبة سلوك الطفل ومهاراته الأكاديمية والاجتماعية وإيجاد الحلول المناسبة في حال تعرض الطفل لأي خلل خلال مراحل تربيته.

أخيراً... في بعض الحالات قد تشعر الأم أن مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة هي أصعب مراحل التربية، في حالات أخرى قد يجد الأهل أن سن الدخول إلى المدرسة وسنوات التعليم الأولى هي الأصعب، مع ذلك ما زالت مرحلة الطفولة المتأخرة من 8 سنوات ومرحلة المراهقة بين 12 و18 سنة هي الأكثر صعوبة بالنسبة لمعظم الأهل.

المراجع