كيف أختار الروضة المناسبة لطفلي؟ نصائح اختيار الحضانة
دخول الروضة مرحلة انتقالية مهمة جداً في حياة الطفل والأم، فهي الموقف الأول الذي يكون فيه الطفل مضطراً لمواجهة الحياة وحيداً بعيداً عن والدته، ويبدأ بالتعرف على الحياة وحده، ويتعرف على الكثير من الأشياء الجديدة ويختبر مشاعر جديدة ومهام جديدة ويقابل أشخاص جدد، لذا تسعى الأم لاختيار ما هو أفضل لابنها في هذه المرحلة الحساسة، من الناحية الصحية والتعليمية والاجتماعية والترفيهية، فما هي شروط الروضة المناسبة، وما هي المعايير الصحيحة لاختيار حضانة الطفل؟
الروضة أو الحضانة ليست كالمدرسة تقوم باتباع روتين عام في جميع المدارس ومناهج دراسية عامة وتتشابه في خططها وأهدافها، وإنما تختلف رياض الأطفال فيما بينها اختلافات كبيرة في المناهج وطريقة التعامل مع الأطفال والخيارات الممنوحة للأهل للمتابعة والمراقبة والتواصل، والأهداف من وجود الطفل في الروضة أو الحضانة، وأهم شروط اختيار روضة مناسبة للطفل:
- أن تكون الروضة مناسبة لعمر الطفل: أول شرط يجب أخذه بعين الاعتبار عند البحث عن روضة أو حضانة هو عمر الطفل، فيوجد رياض مخصصة للأطفال الرضع توفر لهم الحضانة والرعاية في غياب الأم، ورياض للأطفال الأكبر سناً التي لها هدف تعليمي بالإضافة إلى الهدف الترفيهي والعناية بالطفل، ورياض الأطفال التي تعتبر مرحلة تحضيرية تهيئ الطفل لدخول الدراسة الابتدائية، قد تجمع الروضة بين جميع هذه المراحل وقد تكون حضانة فقط.
- أن تكون الروضة قريبة من البيت أو العمل: من الأفضل أن تكون الروضة أو الحضانة قريبةً من المنزل أو من مكان عمل الوالدين، وذلك لسرعة التدخل في حالات الطوارئ، وسهولة توصيل الطفل واصطحابه من الروضة في حال عدم توفر المواصلات، كما أن الروضة القريبة توفر على الأهل تكلفة المواصلات وتوفر على الطفل عناء الرحلة الطويلة في الحافلة خصوصاً رحلة العودة في وقت الظهيرة والحر.
- أن تكون مواعيدها مناسبة للأم والأب: من الشروط المهمة لاختيار الروضة المناسبة للطفل أن تكون مواعيدها مناسبة لمواعيد عمل الوالدين، من حيث ساعات الدوام ومواعيد البدء والانتهاء، حتى يتمكن الأهل من إيصال الطفل إلى الروضة عند بدأ الدوام، والذهاب لأخذه بعد الانتهاء، ويجب التأكد من الإجراءات التي تقوم بها الحضانة في حالة تأخّر الوالدين أو الحالات الطارئة.
- أن تكون الحضانة مرخّصة والعاملين فيها متخصصين: أحد أهم الشروط لاختيار روضة الطفل التأكّد من التراخيص القانونية وأهلية العاملين في الروضة وتخصصهم، فالترخيص لا يضمن فقط أن القائمين على الروضة متخصصين وخاضعين لرقابة الوزارة المعنية، بل يضمن حق الطفل والأهل في حالة حدوث أي مشكلة.
- وجود آلية مراقبة في الحضانة: واحد من أهم شروط اختيار روضة للطفل أن تتمتع بنظام مراقبة يسمح للأهل وللمربين بمعرفة كل ما يحصل مع الطفل في فترة تواجده في الروضة، ومع التطور التكنولوجي أصبحت معظم رياض الأطفال تتيح للأهل بثّاً مباشراً لقاعات الحضانة بكاميرات المراقبة.
- أن تكو ن الروضة مجهّزة جيداً: تشمل التجهيزات في رياض الأطفال أماكن اللعب والترفيه والتعليم والطعام والحمامات، والتي يجب أن تكون جميعها آمنة وفق معايير محددة مسبقاً من الوزارة المعنية، وعلى الأهل التأكّد مثلاً أن نوافذ الروضة مغلقة ومؤمّنة، والألعاب الموجودة آمنة ومناسبة لعمر الطفل، عدم وجود سلالم داخلية، تغطية منافذ الكهرباء، وغيرها من عوامل الأمان.
- التأكد من الأقساط والتكاليف: تختلف رياض الأطفال في أقساطها وتكليفها تبعاً لعوامل عديدة، مثل المكان والخدمات والسمعة وغيرها، وعلى الأهل التأكّد من جميع التكاليف المطلوبة منهم سواء عند التسجيل أو بشكل شهري، والتأكّد من القدرة على تسديد هذه التكاليف على الأمد الطويل تجنباً لإيقاف الطفل أو تغيير الروضة بسبب التكاليف.
يقصد بالمعاير هو الأشياء التي يجب أن ينتبه لها الأهل عند زيارة الروضة أو اختيار الروضة المناسبة للطفل، وهذه المعاير عامة ومطلوبة في أي روضة، ومدى اهتمام إدارة الروضة فيها يحدد إذا كانت مناسبة أم لا:
- بناء الروضة وتجهيزاتها: الروضة مكان سوف يقضي فيه الطفل عدة ساعات من يومه، ويجب أن يكون المكان مناسب من الناحية الصحية، من حيث التهوية الجيدة ووصول ضوء الشمس إلى قاعاتها، ويجب أن تحتوي على صفوف ومقاعد تناسب عدد الطلاب، بالإضافة لوجود مداخل ومخارج آمنة يمكن للأطفال استخدامها بدون حصول أي تدافع أو مخاطر، ووجود فسحة للتهوية واللعب.
- الأمان والسلامة: يجب أن يؤخذ بالاعتبار مدى محافظة الروضة من حيث البناء والنظام على سلامة وأمان الأطفال، فلا يجب أن يتضمن بناء الروضة أماكن عالية يمكن أن يسقط منها الأطفال أو حواف خطيرة تسبب إصابات أثناء اللعب، أو أدراج ذات تصميم خطير وضيقة تسبب تدافع ومخاطر أثناء حركة الأطفال، كما يجب أن تكون منافذ الكهرباء بعيدة عن متناول الأطفال، ولا يوجد ألعاب خطيرة لا تناسب عمر الأطفال، وأن يكون جميع الأطفال دائماً تحت رقابة المشرفين والأفضل أن تحتوي الروضة على كاميرات في جميع نواحيها للتدخل السريع في حال حصول أي طارئ... إلخ.
- المواصلات المناسبة: إذا كان الأهل لا يمكنهم الذهاب لإيصال وإحضار الطفل من وإلى الروضة، يجب التأكد من وجود مواصلات مؤمنة وجيدة، ويجب الانتباه لمدى أمان وسيلة النقل من حيث حالة المركبة الفنية وجاهزيتها لهذه المهمة، مثل عدم تعرضها للأعطال وأن تكون نوافذها وأبوابها مغلقة بإحكام وآمنة، وأن يكون في الحافلة مشرفة مدربة ومؤهلة لهذا العمل، وأن تأخذ الأطفال من باب الروضة وتوصلهم لمكان تواجد الأهل وعدم ترك الطفل في الشارع أو تسليمه لأشخاص يدعون أنهم أقاربه أو جيرانه.
- النظافة والترتيب: النظافة شيء أساسي في الروضة، وخاصة فيما يتعلق في المرافق الخدمية كالأدوات والألعاب التي يستخدمها الأطفال، والصفوف وباحات اللعب ودورات المياه، والأماكن المخصصة لشرب المياه، وإذا كان يوجد مكان لبيع المأكولات والمشروبات.
- الكوادر والموظفين: على الأهل أيضاً التعرف على الكوادر الموجودة في الروضة والتي سوف تقوم على رعاية طفلهم، فمثلاً هل يقوم على الإدارة شخص مسؤول ومؤهل وخبير في تربية في الأطفال وكيفية التعامل معهم، وهل يوجد تجهيزات وصحية وطبيب أو ممرض أو صندوق إسعافات أولية للتعامل مع الطوارئ، هل يوجد مدرب نفسي واجتماعي مؤهل ومختص للتعامل مع الحالات الخاصة للأطفال.
- التعليم والخطة التعليمية: يجب التعرف على الأهداف والخطة التعليمية للروضة ومدى تناسب البرامج الموضوعة مع هذه الخطة، مثل ما هي الحصص والدروس التي يتلقاها الطفل في الروضة، وأهلية المدرسين للقيام بهذه المهمة وخبرتهم في التعامل مع هذه المرحلة العمرية.
- الانشطة التعليمية: يقصد بالأنشطة التعليمية هي الطرق والأساليب التي تستخدمها الروضة في تعليم الأطفال ضمن أي مجال، فهل يوجد حصص تطبيقية عملية، وهل يوجد ألعاب ذات أهداف تعليمية.
- الأنشطة الترفيهية: أطفال الروضة مازالوا صغار وهم بحاجة اللعب والمتعة وليس التعليم فقط، لذا على الأهل التعرف على طبيعة الأنشطة الترفيهية المتوفرة، هل يوجد مكان ووقت مخصص للألعاب، وهل هذه الألعاب تعطي فائدة للطفل إلى جانب المتعة، مثل التمارين الرياضية أو تعلم بعض الأشياء.
- السؤال جيداً عن الروضة: من الخطوات المهمة لاختيار الروضة أو الحضانة المناسبة للطفل أن يقوم الوالدان بالسؤال عن سمعة الروضة بشكل جيد وألّا يعتمدا على رأي أو نصيحة من شخص واحد أو شخصين، يمكن القيام بالبحث عن اسم الروضة على الانترنت ومشاهدة الصفحة الرسمية للروضة على مواقع التواصل الاجتماعي ومحاولة التواصل مع بعض أهالي الأطفال.
- زيارة الروضة مع قائمة تحقق معدة مسبقاً: الزيارة الأولى للروضة قبل تسجيل الطفل الهدف منها تفقد بعض الأمور الأساسية، سواء على صعيد تجهيزات الروضة مثل البناء ومعايير الأمان والنظافة والتهوية وغيرها، أو التعرف إلى المشرفين والمعلمين وطرح الأسئلة المعدة مسبقاً عليهم.
- سؤال أهالي الأطفال المسجلين في الروضة: من خلال التعرف على أهالي الأطفال المسجلين في الروضة يمكن سؤالهم عن بعض الأشياء التي تخص الروضة وما المشاكل التي مروا بها، وما الأشياء التي يجب أن ينتبه الأهل لها، وقبل الدخول للرضة أيضاً يمكن سؤال من مروا بهذه التجربة مثل الأقرباء أو الجيران أو الأصدقاء، حول أنسب روضة لطفلهم، وما المشاكل التي عانوا منها، وكيف يجب التعامل مع هذه المشاكل.
- الاطلاع على كتيبات خطة العمل: بعض الرياض أصبحت تطبع كتيبات بهدف الإعلان أو تعريف الأهالي بها، وتحتوي هذه الكتيبات على بعض الصور لبناء الروضة ومحتوياته وبعض الكوادر الموجودة به، كما تحتوي معلومات حول خطة العمل والمصاريف، ويفيد الاطلاع على هذه الكتيبات في التعرف على الروضة قبل تسجيل الطفل فيها.
- التعرف على كيفية تعامل الروضة مع المشاكل التي تخص الأطفال: كيفية تصرف الإدارة مع مشاكل الأطفال تحدد إلى مدى بعيد مستوى شعورها بالمسؤولية وأمانتها في رعاية الأطفال، مثل عدم قبول أعداد كبيرة لا تناسب بناء الروضة، وعدم استخدام وسيلة نقل واحدة ورخيصة لتوفير الأموال على حساب راحة وصحة وأمان الأطفال، سرعة التدخل في حال حدوث مشاكل مثل اعتداء الأطفال على بعضهم أو تصرف غير لائق من قبل المشرفين مع الأطفال، سرعة إسعاف أي طفل قد يتعرض لإصابة أو مشكلة، التواصل مع الأهل باستمرار وعرض أي مشكلة أو طلب التدخل.
- تهيئة الطفل لدخول الروضة: سواء من الناحية النفسية أو الاجتماعية أو حتى التعليمية، يجب تهيئة الطفل لدخول الروضة، مثل التواجد معه في الفترة الأولى تعريفه على نظام الروضة روتينها، تعويده على التواجد بعيداً عن الأهل لوقت معين، إشعاره بالأمان في الروضة، تدريبه على الأشياء التي سوف يتعلمها، تعويد الطفل على النوم بانتظام وكيفية العناية بنفسه وطلب حاجاته عندما يكون في الروضة وبعيد عن أهله.
- لأن الروضة مرحلة انتقالية مهمة للغاية: الطفل في عمر الروضة لم يختبر بعد العديد من التجارب الاجتماعية، ولا يعرف كيف يشبع رغباته وحاجاته بنفسه، ويحتاج للمساعدة في كل شيء تقريباً، وهذا يجعل من الضروري اختيار روضة مناسبة للطفل تعطيه الاهتمام والرعاية اللازمة وتساعده على الاستكشاف والتطور الآمن والمناسب.
- بوابة للاندماج الاجتماعي: تمثل الروضة عالم جديد من الأطفال الغرباء والمشرفين والمدرسين والإداريين، وعلى الطفل التعرف على كل هؤلاء والتفاعل معهم بشكل يومي، بمعنى أن الروضة هي الاختبار الاجتماعي الأول للطفل والذي سوف يتعلم فيه الكثير عن العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين والحدود الشخصية له وللآخرين.
- الاعتياد على النظام: يتحضر الطفل في الروضة لحياة المدرسة والنظام الموجود في المدراس ومؤسسات التعليم والتربية، لذا يجب اختيار روضة تعطي أهمية لهذا الجانب وتسطيع مساعدة الطفل في الانتقال من حياة المنزل ومستوى الحرية فيه، إلى حياة النظام والترتيب والروتين اليومي المتكرر.
- قضاء الطفل عدة ساعات فيها: يقضي الطفل في الروضة عدة ساعات بعيداً عن الأهل، يأكل ويلعب ويتعلم، يستمتع ويحزن، يدخل دورة المياه وربما يتشاجر مع أحد الأطفال، ويجب أن تكون الروضة المناسبة مدركة لكل هذه التفاصيل وتعطيها الاهتمام الكافي، حتى يشعر الأهل بالاطمئنان على طفلهم في الروضة.
- الحفاظ سلامة وصحة الطفل: أكثر ما يهم الأهل هو سلامة طفلهم وصحته، والروضة المناسبة يجب أن تحتوي على جميع وسائل الأمان والعناية بالصحة لجميع الأطفال، لا يتعرض أي طفل للخطر أو الإصابات أثناء تواجده في الروضة بعيداً عن الأهل.