تطوير مهارة التفكير الاستراتيجي وأسرار الشخصية الاستراتيجية

تعرف إلى مهارات التفكير الاستراتيجي وكيفية تطويرها وصفات الشخصية الاستراتيجية!
تطوير مهارة التفكير الاستراتيجي وأسرار الشخصية الاستراتيجية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

التفكير الاستراتيجي وهو ما يميز الشخصيات الناجحة في الحياة، سواء على صعيد الحياة العملية أو الحياة الشخصية والاجتماعية، فالشخصية التي تمتع بمهارات التفكير الاستراتيجي غالباً ما تنعم بحياة أكثر استقراراً وازدهاراً، لأن إنجازاتها مبنية على التخطيط طويل الأمد والفهم العميق للأهداف النهائية، لنتعرف أكثر إلى مهارات التفكير الاستراتيجي وكيفية تطويرها.

تعريف التفكير الاستراتيجي (بالإنجليزية: Strategic Thinking) أنه أسلوب التفكير الذي يعتمد على فهم دقيق للأهداف العامة والظروف المحيطة لوضع خطة أو منهج متكامل يقود إلى أهداف عامة أو "أهداف استراتيجية Strategic Goals"، والأهداف الاستراتيجية هي الأهداف العامة متوسطة وطويلة الأمد والقابلة للقياس، والتي يتم الوصول إليها من خلال تحقيق سلسلة من الأهداف القصيرة، وتعبر الأهداف الاستراتيجية عن رؤية المؤسسة أو تطلعات الأفراد.

على مستوى الأفراد يستطيع الشخص الذي يتميز بالتفكير الاستراتيجي رسم صورة كاملة لحياته بمختلف جوانبها، والعمل على الوصول إلى هذه الصورة من خلال التخطيط وليس بشكل عشوائي، وعلى مستوى المؤسسات والشركات يعتبر التفكير الاستراتيجي هو سر النجاح الكبير، لأنه يعتمد على تحليل وفهم عميقين لكل المعطيات، وتخطيط منظّم للأهداف القابلة للقياس والتي تترجم رؤية الشركة ورسالتها.

يعتبر التفكير الاستراتيجي مهارة أساسية للقادة والمديرين والمهنيين في جميع المجالات، حيث يساعد على تحسين الأداء وتحقيق النجاح والبقاء في المقدمة في المهام المتغيرة والمتنوعة على صعيد الحياة الشخصية أو العملية، ويمكن تحسين التفكير الاستراتيجي من خلال التعلم والتدريب والتطبيق العملي للمهارات المناسبة التي تساعد على تطوير قدرات التفكير بطريقة الاستراتيجية.

animate

تتطلب عقلية التفكير الاستراتيجي مجموعة من المهارات والقدرات الفكرية المختلفة، وفيما يلي بعض المهارات الأساسية التي يحتاجها أصحاب العقلية الاستراتيجية:

  1. القدرة على التخطيط والتنظيم: يحتاج التفكير الاستراتيجي إلى عملية تخطيط وتنظيم تحدد فيها الأهداف والمهام وتنظيم الخطوات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف، حيث لا يمكن الوصول إلى الأهداف الاستراتيجية دون وقع الخطط المحددة بالزمن والأسلوب والقابلة للقياس مع مرور الوقت.
  2. التفكير التحليلي: أهم مهارات التفكير الاستراتيجي القدرة على التحليل، لأن التفكير الاستراتيجي قائم بالدرجة الأولى على فهم عميق للأهداف والرؤية وفهم دقيق للظروف المحيطة بتحقيقها، والتفكير التحليلي يعمل تحويل النظرة الشاملة إلى جزئيات قابلة للقياس، والتخطيط لكل منها بشكل منفصل للوصول إلى الهدف الاستراتيجي.
  3. المرونة في التفكير: وهي أحد ركائز التفكير الاستراتيجي، حيث تعتبر المرونة هي السر الأساسي لنجاح الخطط وتحقيق الأهداف الاستراتيجية، وتظهر المرونة عندما تظهر المشكلات والعقبات غير المتوقعة، والحاجة للتغيير واتخاذ قرارات جريئة.
  4. القدرة على التواصل الفعال: التفكير بشكل استراتيجي يتطلب القدرة على التواصل بشكل فعال وواضح مع جميع العناصر التي تشارك في تنفيذ الخطة، لا يستطيع الأشخاص غير القادرين على التواصل الفعال وضع أهداف استراتيجية ذكية أو تحقيقها.
  5. التفكير الإبداعي: وهي القدرة إنتاج الأفكار الجديدة والمبتكرة وتحليلها وتطويرها لتحقيق الأهداف المنشودة، حيث يتيح التفكير الابداعي القدرة على إيجاد حلول جديدة ومبتكرة للتحديات والمشكلات.
  6. التفكير النقدي: يجب أن يتمتع صاحب العقلية الاستراتيجية بالتفكير الناقد، الذي يعني العمل على تحليل المعلومات والمفاهيم والأفكار وتقييمها وتحليلها بشكل منهجي ومنطقي، وتوجيه الانتقاد لأي أفكار أو خطوات لا تناسب الهدف الاستراتيجي.
  7. القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة: أحياناً يتطلب التفكير بشكل استراتيجي اتخاذ قرارات صعبة ومصيرية للمشروع المراد تنفيذه، وهذه المسألة تحتاج لشخصية استراتيجية قادرة على اتخاذ هذا النوع من القرارات وتحمل مسؤولياتها ونتائجها، وإيجاد الحلول للمشاكل التي تعترضها.
  8. القدرة على العمل الجماعي: ويقصد بهذه المهارة القدرة على العمل بشكل فعال في فريق أو مع أشخاص ذوي علاقة بتنفيذ الأهداف المرغوبة، فقد يحتاج التنفيذ لتظافر جهود مختلفة بين عدة اشخاص، وهذه المسألة تحتاج لقدرة على العمل بشكل جماعي.
  1. تحديد الرؤية والأهداف الاستراتيجية: وهي الخطوة الأولى في عملية التفكير بشكل استراتيجي، حيث يجب تحديد الرؤية والأهداف الاستراتيجية طويلة المدى التي يسعى الشخص أو المؤسسة لتحقيقها، ويتم ذلك من خلال تحليل البيئة الخارجية والقدرات والموارد الداخلية.
  2. تحليل البيئة: تحقيق أي هدف محكوم بالبيئة التي يتم تنفيذه بها حسب نوع الهدف، فالبيئة المحيطة الاجتماعية أو الطبيعية أو الثقافية لها تأثيرها على تنفيذ أي خطط أو أفكار شخصية أو عامة، لذا من خطوات التفكير الاستراتيجي تحليل البيئة الخارجية بجميع مكوناتها، بما في ذلك العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والبيئية والقانونية، وتحديد التحديات والفرص المتاحة.
  3. تحليل القدرات والموارد: الموارد والإمكانات المتاحة لها دور كبير في آلية وضع الأهداف الاستراتيجية، لذا من الضروري تحليل القدرات والموارد الداخلية بما في ذلك الموارد المالية والبشرية والتكنولوجية وغيرها، وتحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات.
  4. تحليل المنافسين: تحليل المنافسين جزء أساسي من التفكير الاستراتيجي، يتضمن فهم نقاط قوتهم وضعفهم وإيجاد الميزة التنافسية، ورسم سيناريوهات المستقبل بشكل متقن.
  5. تطوير الاستراتيجيات: الخطط الاستراتيجية ليست ثابتة أو جامدة، بل تحتاج لتطوير وتغيير حسب الظروف التي تمر بها الخطة، ويجب تطوير الاستراتيجيات المناسبة لتحقيق الأهداف المحددة، ويشمل ذلك تطوير الاستراتيجيات الرئيسية والفرعية للمؤسسة، وهو ما ينطبق أيضاً على حياة الأشخاص.
  6. تنفيذ الخطط: عادةً يكون تنفيذ الأفكار والخطط الاستراتيجية على مدى طويل من الوقت، وهذا الوقت قد يحمل معه عوامل عديدة مثل الملل أو بعض التغيرات والتطورات أو تثبيط العزيمة، ويجب الحذر من هذه المسألة والبقاء على نفس النهج والإرادة لتنفيذ هذه الخطط المرحلة أو العامة.
  7. المراقبة والتقييم: تحتاج الأفكار الاستراتيجية حتى يتم تحققها بالشكل الأمثل، إلى مراقبة وتقييم دوري للنتائج التي تم الوصول إليها، ومدى الالتزام بالخطط الموضوعة، وما الأشياء التي تحتاج لتطوير أو إصلاح، ووفق لهذا التقييم يتم الانتقال بين الخطوات.
  8. التعلّم والتحسين المستمر: الظروف المحيطة بأي خطة استراتيجية وضمن أي مجال تعد متغيرة ومتطورة بشكل مستمر ولا تتوقف عند حد معين، ويجب التعلم والتحسين المستمر لتحسين الأداء وتحقيق النجاح المستمر.

تتميز الشخصية الاستراتيجية بمجموعة من الصفات والأساليب التي تساعدها على تحقيق الأهداف والنجاح في الحياة المهنية والشخصية، وفيما يلي بعض أسرار الشخصية الاستراتيجية وصفاتها التي يساعدك فهمها على تطوير التفكير الاستراتيجي:

  1. التفكير الإيجابي: يجب أن تكون الشخصية الاستراتيجية متحفزة ومتفائلة بشأن المستقبل، وأن تتمتع بالقدرة على تحويل التحديات إلى فرص وتحقيق النجاح في الظروف الصعبة، والتفكير بعقلية إيجابية دائماً مهما كانت ظروف تنفيذ الخطط الاستراتيجية.
  2. الرؤية الواضحة: الشخصية الاستراتيجية غالباً تمتلك رؤية واضحة حول أهدافها وخططها وكيفية تأديتها، وتتمثل هذه الرؤية في تحديد الأهداف والخطط والاستراتيجيات المناسبة.
  3. الإبداع والابتكار: تتصف الشخصية الاستراتيجية بالإبداع والابتكار والقدرة على إيجاد الحلول لكل المشاكل بطريقة مبدعة، والقدرة على التفكير خارج الصندوق، وتقديم مقترحات جديدة لتنفيذ الأهداف.
  4. الإدارة الفعالة للوقت: الوقت أحد أهم عناصر النجاح، والشخصية الاستراتيجية تكون قادرة على إدارة وقتها بشكل فعال وتحديد الأولويات والترتيب الزمني للأنشطة والمهام، وتكون إدارة الوقت متوافقة مع الخطط والإطار الزمني المحدد لتنفيذها.
  5. القدرة على التخطيط: القدرة على التخطيط هي من أهم سمات ومهارات التفكير الاستراتيجي، وبالتالي يجب أن تتمتع الشخصية الاستراتيجية بالقدرة على التخطيط بشكل فعال وتحديد الأهداف والخطط والاستراتيجيات المناسبة لتحقيقها.
  6. القدرة على التواصل: تنفيذ الخطط الاستراتيجية يكون عادةً بين عدة عناصر بشرية مهما كان نوع هذه الخطط ومجالها، والشخصية الاستراتيجية تكون قادرة على التعامل والتواصل بشكل فعال هؤلاء العناصر بما يخدم أهدافها الاستراتيجية.
  7. القدرة على التعلم والتحسين المستمر: أيضاً تعتبر هذه أحد مهارات التفكير الاستراتيجي والتي يتمتع بها أصحاب الشخصية الاستراتيجية، فيجب أن تتمتع الشخصية الاستراتيجية بالقدرة على التعلم والتحسين المستمر لتحسين الأداء وتحقيق النجاح المستمر.، والتفكير بشكل علمي.
  1. تعزيز المعرفة والخبرة: الخبرة والمعرفة بأي مجال تتحاج للتفكير به ووضع الخطط الاستراتيجية به تعد الأساس في القدرة على تحقق نتائج إيجابية دائمة به، ويمكن تعزيز المعرفة والخبرة الاستراتيجية من خلال التعلم المستمر والقراءة والدراسة وحضور الندوات والمؤتمرات والتدريبات المتعلقة بالتفكير الاستراتيجي.
  2. التدريب والتعليم: وهي الطريقة التي يتم فيها صقل الخبرات وزيادة المعارف والمهارات، وهي من الخطوات الضرورية التي تلعب دور كبير في، تحسين مهارات التفكير الاستراتيجي من خلال الحصول على التدريب والتعليم المناسب، وشمل ذلك الدورات التدريبية وورش العمل والبرامج الأكاديمية.
  3. التطبيق العملي: يجب التطبيق العملي والتدريب على المهارات الاستراتيجية في الواقع العملي، ويمكن القيام بذلك من خلال المشاركة في مشاريع وأنشطة ومهام تتطلب التفكير الاستراتيجي، فتجريب المهارات والقدرة على التفكير الاستراتيجي والنجاح في هذه التجارب، يعطي فكرة عن العوائق التي يمكن أن تحدث في الواقع من جهة، ويعطي طرق للتغلب عليها، والثقة بالنفس لمواجهتها.
  4. التعلم من الأخطاء: تحدث أخطاء عديدة في خلال تنفيذ الخطط والأهداف الاستراتيجية، ويجب التعلم من الأخطاء والتحديات التي وتحليل الأسباب وتحديد الحلول اللازمة، فهذه العملية تطور القدرة على التفكير الاستراتيجي وتتيح إمكانية التحضير للأخطاء المتوقعة ووضع الحلول المسبقة لها.
  5. التفكير المبتكر: الابتكار والابداع هما من أهم مهارات التفكير الاستراتيجي ومن أهم متطلبات القدرة على التطور ومواكبة التغيرات، لذا فعملية تطوير الاستراتيجيات والتفكير الاستراتيجي تحتاج لعقلية مبدعة وصاحبة أفكار مبتكرة في علاج المشاكل ومواجهة التحديات.
  6. التحفيز والإلهام: يحتاج تطوير التفكير الاستراتيجي إلى عملية تحفيز للإلهام، بغية البحث دائماً عن مقترحات وأفكار مبدعة تعدم تنفيذ الخطة العامة، ويجب توفير بيئة تحفيزية ومحفزة للإبداع والابتكار وتحفيز الأفراد لتحسين أدائهم الاستراتيجي.

المراجع