أساليب تربية الطفل وقواعد التربية السليمة للأبناء
تتنوع اساليب تربية الطفل حسب طبيعة المجتمع الذي نعيش به، لتربية الطفل بشكل صحيح وسليم يجب على الأهل والمربين التركيز على الأساليب التي يستخدمونها في عملية تربية الطفل، ومعرفة المبادئ الأساسية في تربية الطفل وأهداف التربية الحديثة وطرق تحقيقها، ويتوجب على الأهل معرفة العوامل المؤثرة في تربية الطفل وتوجيهها بحيث تؤثر بشكل ايجابي على عملية التربية.
- الأسلوب القائم على الحب والعطف: يقوم هذا الأسلوب على التعامل مع الطفل بحب ورعاية، وتشجيعه على التعبير عن مشاعره وأفكاره بحرية، وتقديم الدعم والمساندة له في جميع المجالات، ويجب أن يشعر الطفل أنه محبوب من والديه والتعاطف مع رغباته وتعليمه من أخطائه بحنية ومحبة.
- الأسلوب القائم على الانضباط والقواعد: عند اتباع هذا الأسلوب في التربية يتم وضع القواعد والحدود الأساسية لتربية الطفل والتشديد على الانضباط، وذلك لتعليم الطفل السلوكيات الصحيحة والمناسبة للمجتمع، بشكل ملزم ومضبوط مرفق بنظام من المكافئات والعقوبات على الاستجابات الصحية وغير الصحية وتعليم الالتزام للطفل من خلال التزام جميع أفراد الأسرة بهذه الضوابط.
- الاسلوب القائم على الثواب والعقاب: مبدأ الثواب والعقاب هو من أهم المبادئ والأساليب التي يجب اتباعها في عملية تربية الطفل، يتمثل هذا الأسلوب بمعاملة الطفل على أساس تصرفاته فإذا كانت تصرفات جيدة ومفيدة فيتم الثناء على الطفل وتقديم المكافئة له، أما في حال ارتكابه لتصرف خاطئ أو غير مسؤول فتتم معاقبته على هذا التصرف بما يضمن عدم تكراره لمرة أخرى.
- الأسلوب القائم على الثقة: بناء جسور الثقة بين الأهل والأطفال من أهم أساليب التربية الحديثة، يتطلب ذلك منح الطفل الثقة الكافية ولكن بحدود وضوابط وذلك لمنحه الأريحية وعدم تردده بإخبار الأهل بأي مشكلة تواجهه.
- الأسلوب القائم على التحفيز والمكافآت: وهو الأسلوب الذي يستخدم المكافآت والتحفيز لتشجيع الطفل على السلوكيات الإيجابية وتحفيزه وتشجيعه نحو النجاح، وذلك عن طريق تقديم المكافآت المناسبة له عند تحقيق الأهداف المحددة. [2]
أفضل أسلوب لتربية الأبناء هو الأسلوب القائم على التوازن، حيث يقوم الأهل بوضع منهج تربوي متوازن يجمع بين أساليب التربية المختلفة، يفسح مجالاً للطفل للاعتماد على نفسه دون أن يشعر أنه مهمل، ويكون الأهل فيه قريبين من الطفل في كل وقت دون أن يتحولوا إلى حالة من التجسس والحماية المرهقة.
أسلوب التربية المتكامل القائم على الحزم وليس القسوة، وعلى الرعاية والاهتمام بتوازن في الكمية والنوعية، هو الأسلوب الذي يساعد الطفل على إدراك دور الأهل التربوي في حياته، فإذا تعرض للعقوبة لديه الكثير من الموقف التي تؤكد له أنه ليس مكروه، ومعاقبته مرتبطة بسلوكٍ معين.
- أسلوب التعلم الذاتي: يعتمد هذه الأسلوب على تشجيع الطفل على التفاعل والتجربة والتعلم بالاعتماد على نفسه، ومنح الفرصة له للتفكير والتحليل والاستنتاج، وذلك من خلال استخدام الأساليب الحديثة في التدريس والتي تساعد الطفل على الاعتماد على نفسه مثل الألعاب المتطورة والأنشطة التفاعلية والتعلم الإلكتروني.
- أسلوب التعلم التعاوني: يستخدم هذا الأسلوب لتشجيع الطفل على التعاون مع الآخرين والتفاعل الاجتماعي والمشاركة بالأنشطة الاجتماعية والتعاونية، وتبادل المعرفة والخبرات مع الآخرين، وذلك من خلال استخدام الأنشطة الجماعية والتعلم الإلكتروني الذي يسمح للطلاب بالتواصل والتعاون عبر الإنترنت.
- أسلوب التعلم الاستراتيجي: يساعد هذا الأسلوب في تعزيز التفكير الإبداعي والاستراتيجي لدى الطفل، وتحفيزه على إنجاز مشاريع تطبيقية وعملية وتأسيسها بنفسه، وذلك من خلال خلق الفرص المناسبة وإتاحة المجال للطفل وتعليمه أساليب متطورة للبحث والتحقق والتطبيق والتقييم.
- أسلوب التعلم بالتجربة: ووفق هذا الأسلوب يتم تحفيز الطفل على الاستكشاف والتجربة والتعلم من خلال تجاربه الخاصة، وتكوين الخبرة الكافية والواسعة من خلال تلك التجارب، وتوفير الفرصة له للتجربة والاستكشاف العملي في بيئة تعليمية محفزة، وتشجيعه على التفكير الإبداعي والتحليلي التطبيقي.
- أسلوب التعلم الإلكتروني: استخدام التكنولوجيا والوسائط المتعددة في التعليم والتربية، وتوفير وتخصيص موارد تعليمية إلكترونية متنوعة، مثل الفيديوهات التعليمية والبرامج التعليمية التفاعلية والألعاب التعليمية، وذلك لتحفيز الطفل على التعلم النشط والإبداعي والتفاعل الاجتماعي.
- أسلوب التعلم المعرفي: تشجيع الطفل على البحث والتحقق والتطبيق والتقييم، وتوفير الفرصة له للتعلم من خلال المعرفة المتاحة في بيئته، وذلك من خلال استخدام الأساليب التعليمية المختلفة مثل الندوات والمحاضرات والمناقشات والأنشطة العملية.
- الأسرة: تعد الأسرة هي البيئة الأساسية والأولى التي ينشأ فيها الطفل، لذلك فهي تؤثر بشكل كبير في تطوره النفسي والاجتماعي والعاطفي، ولذلك يجب أن توفر الأسرة بيئة صحية وآمنة ومحفزة لتنمية مواهب الطفل وتعزيز شخصيته.
- ثقافة المجتمع: تعتبر الثقافة المجتمعية والمعرفية من أهم العوامل المؤثرة في تربية الطفل، حيث تؤثر بشكل كبير على قيم الطفل ومعتقداته وسلوكياته، وتحدد ما يعتبر حقيقيًا وما يجب تجنبه، لذلك تعتبر ثقافة المجتمع من أهم العوامل التي قد تؤثر على الأسلوب الذي يجب اتباعه في تربية الطفل.
- البيئة التعليمية: تؤثر البيئة التعليمية التي تحيط بالطفل بشكل كبير في عملية تربية الطفل، حيث تساعد على تنمية المهارات والمواهب التي يتمتع بها الطفل وتعزيز ثقته بنفسه، وتساعده على تعلم القيم والمعرفة والتفكير الإبداعي.
- الأصدقاء والعلاقات الاجتماعية: تكوين العلاقات الاجتماعية واختيار الاصدقاء الجيدين من أهم العوامل التي تؤثر على سلوك الطفل وميوله، فيجب على الاهل والمربيين الحرص على اختيار اصدقاء طفلهم بعناية ومعرفة سلوكهم، لأن الطفل يتأثر بأصدقائه وتصرفاتهم وربما يقلدهم في بعض الاحيان.
- وسائل الإعلام: يتأثر الطفل بشكل كبير في وسائل الاعلام المتاحة أمامه فيجب على الاهل توفير وسائل الاعلام الصحيحة لطفلهم، بحيث يحصل على المعلومات بشكل دقيق وملائم لفترته العمرية.
- العوامل الوراثية: للوراثة تأثير كبير على تربية الطفل، حيث تحدد بعض الصفات الوراثية الأساسية التي تؤثر على سلوك وتطور الطفل، ولكن يجب العلم بأن الوراثة ليست العامل الوحيد في تحديد سلوك الطفل، وأن العوامل البيئية والتعليمية تؤثر بشكل كبير في تربية الطفل.
يعتبر مفهوم التربية الحديثة من المفاهيم الشائعة الاستخدام والبحث في الوقت الحالي، وهي أسلوب تربوي يقوم على بعض الأسس والأهداف، ومنها:
- تنمية الذكاء العاطفي: تعتبر تنمية الذكاء العاطفي هدفاً مهماً من أهداف التربية الحديثة، حيث يساعد الطفل على فهم مشاعر الآخرين والتعامل معها بشكل صحيح، يتم تحقيق هذا الهدف من خلال وتطوير مهارات التواصل الفعال مع الآخرين والتعاطف والتفاعل الاجتماعي.
- تنمية وتطوير المهارات المختلفة: تهدف التربية الحديثة إلى تطوير المهارات الاجتماعية للأطفال، ويتم الوصول إلى هذا الهدف من خلال تطوير وصقل المواهب التي يتمتعون بها وتحفيزهم على التعاون والتفاعل الاجتماعي بشكل جيد، وتعليمهم الاحترام والتسامح مع الآخرين والتعاون.
- تطوير المهارات الذهنية: تشمل هذه الأهداف تنمية وتطوير المهارات الذهنية للأطفال، من خلال تعليمهم مهارات التفكير الإبداعي والتحليلي والتركيز وتقوية الذاكرة والمساعدة على الابتكار والإبداع.
- دمج التكنولوجيا بالتعليم: التكنولوجيا هي من أهم الوسائل التي تساعد على التعليم بشكل سهل ومبسط، يتم توظيفها من خلال توفير الوسائل التكنولوجية اللازمة للطفل مثل أجهزة الحاسوب والأجهزة اللوحية والربط الشبكي.
- تعزيز القدرة على الابتكار والابداع: يكون الطفل قادراً على الابتكار والاختراع وتعزيز قدرته الإبداعية وتنميتها بالشكل المطلوب، فيجب دفع الطفل لتعلم التفكير الإبداعي والفعال وتحليل المشاكل التي يواجهها وإيجاد حلول مناسبة لها، وذلك لتعزيز قدرته على الابتكار والإبداع.
- المحافظة على البيئة: تهدف التربية الحديثة إلى تعزيز الوعي البيئي لدى الأطفال، وتعليمهم كيفية الحفاظ على البيئة والحيوانات والنباتات، ويتم تحقيق ذلك من خلال تحفيزهم على المشاركة في الأنشطة البيئية والاجتماعية المختلفة، وتعريفهم بآداب المرافق العامة والحفاظ عليها والتزامهم بها.
- تقديم الرعاية الشاملة: أولى قواعد تربية الأبناء هي احترام حقوق الطفل الأساسية المادية والمعنوية، من خلال الاهتمام بصحة الطفل وتغذيته ومتابعة نموه، وإعطائه حقه في اللعب والمرح والتعليم، وتعريفه بأهمية دوره في الحياة وتعريفه بحقوقه وواجباته وتحفيزه على تطوير مهاراته الفردية وقدراته الإبداعية.
- مبدأ الاهتمام والرعاية: يحتاج الطفل إلى الاهتمام من قبل الأهل أو القائمين على تربيته بشكل شامل ومتابعة مستمرة فيجب على الأهل توفير كافة وسائل الرعاية والاهتمام للطفل مثل الرعاية الصحية الجسدية والنفسية والاهتمام بالتغذية الصحية للطفل.
- تعزيز التواصل الإيجابي: التركيز على الاهتمام بتواصل الأهل والمربين مع الطفل والتحدث إليه بطريقة صحيحة وإيجابية وفعالة من أهم ركائز التربية، للاستماع لأفكاره وآرائه وعدم إهمالها، وتشجيعه على التعبير عن نفسه بطريقة صحيحة.
- التحفيز والتشجيع: يحتاج الطفل إلى التحفيز والتشجيع من قبل الأهل ومساعدته على تطوير مهاراته الذاتية، وتحفيزه على الاكتشاف والتعلم بطريقة محفزة ومسلية وتوفير كافة الوسائل المساعدة له، وهو من أهم أدوار المربين في تنشئة طفل سوي وسليم نفسياً.
- التركيز على نقاط القوة: من قواعد التربية السليمة أن يركّز الأهل والمربون على النقاط الإيجابية ونقاط القوة في شخصية الطفل، مثل المواهب التي يتمتع بها أو المهارات التي يكتسبها، والتحفيز على السلوك الإيجابي، وتجنب تعزيز للسلوك السلبي بالتشدد في العقوبة.
- تعليم الطفل تقدير الوقت: تنظيم وقت الطفل بشكل جيد ومناسب والحد من استخدام الأطفال للشاشات والتحكم في الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات من واجبات الأهل لتربية الطفل بشكل صحيح في عصر التكنولوجيا، وهذا جزء من أساسيات التربية السليمة أن يدرك الطفل قيمة الوقت وكيف يستغل وقته لأبعد حد بشكل مفيد.
- تعزيز القيم والمبادئ الأخلاقية: من أهم قواعد التربية الصحيحة التركيز على تعليم الأطفال القيم الأخلاقية والمبادئ التي تساعدهم على تطوير شخصيتهم وتكوين شخصية إيجابية وفعالة بالمجتمع الذي يعيشون به، وتحفيزهم على الاحترام المتبادل والتسامح والتعاون مع الآخرين.
- القدوة الحسنة: أن يكون الأهل والمربون قدوة حسنة هو الأصل في التربية، لن الطفل لن يفعل ما تقوله له بل سيفعل ما يراك تفعله أمامه! تأكّد دائماً أنك تتصرف كما يجب أن يتصرف أبناؤك.
- دعم التعلم المستمر: تربية الأطفال تتطلب وجود خبرة كافية لدى المربين وأساليب جديدة ومتطورة بحيث يجب على المربين الاستمرار في التعلم المستمر وتطوير مهاراتهم في تربية الأطفال، والاستفادة من الخبرات والموارد المتاحة لتحسين أساليبهم في التعامل مع الأطفال.
- العدالة والمساواة بين الأبناء: من أساسيات التربية السليمة للأبناء تقديم الفرص المتساوية للطفل، وعدم التمييز بين الأبناء وتوفير العدالة والمساواة في المعاملة والفرص، وتعزيز القيم الإنسانية العالمية مثل الحرية والمساواة والعدالة. [1]