استراتيجيات تحسين المزاج وطرق تعزيزالشعور الجيد
الحياة لا تدور حول ما يحدث معنا، بل كيف نتفاعل مع ما يحدث لنا، فكثير من الناس يقعون في حلقة سلبية من التفكير؛ تمنعهم من إحراز تقدم في حياتهم، حيث يمكن أن تركز على المصادر الخارجية للسعادة لتحسين حياتك.
والحقيقة هي أن التغيير يبدأ من داخلنا، إذا استطعنا تغيير تفكيرنا.. يمكننا تغيير حياتنا، حيث هناك العديد من الطرق لتحويل تفكيرك عن السلبية والتركيز على الأفكار التي تجعلك تشعر بالرضا، سنحاول في هذه المقال منحك بعض أدوات واستراتيجيات تحسين المزاج.
اقلب مشاعرك السلبية للأفضل في لحظات!
استمع لموسيقاك المفضلة: ابحث عن الأقراص المدمجة (CDs) والتسجيلات القديمة للموسيقى المفضلة لديك واستمع إلى أغانيك التي تحبها، ستتذكر على الفور ذلك الوقت في حياتك عندما كانت الأمور أسهل وأقل إجهاداً؛ هذا الحنين يمكن أن يساعدك في نقل مزاجك لحالة أفضل على الفور.
- اكتب ما تشعر به: ستتمكن من معرفة سبب حدوث انفعالاتك السلبية، كما يمكنك كتابة سبب رغبتك في الشعور بالتحسن أيضاً.
- ارسم صورة تمثل ما تشعر به: تعرف أن الأطفال يفعلون ذلك، وهو يساعدك بشكل فعّال على أن تخلص عقلك من الأفكار المشوشة على الورق، كما عليك أن تحاول استخدام أقلاماً ملونة كي تسمح أن تنبض أفكارك بالحياة مهما كانت سلبية.
- تصفح الصور القديمة: في ألبومات وصور العائلة واشعر بالامتنان للفرصة التي سُنحت لك بزيارة جميع الأماكن التي تحبها والأشخاص المهمين في حياتك الذين التقيت بهم طوال السنوات الماضية.
- ركز على اللحظة الراهنة: عش يوماً كاملاً تشعر فيه أنك رائع، ماذا ترتدي؟ ماذا تأكل؟ مع من تتحدث؟ إلى أين تذهب؟ كل هذه التفاصيل تساعدك على إنشاء يوم رائع حتى في ذهنك، بالتالي رفع معنوياتك، كما يذكرك هذا اليوم بأن السيئ لا يدوم إلى الأبد.
- تخلص من شعور الوحدة: من خلال العثور على بعض الرسائل القديمة أو البطاقات البريدية التي أرسلها الأصدقاء وأفراد العائلة، كذلك الهدايا التي تحتفظ بها كذكريات منهم، إذ يمكن أن تجعلك السلبية تشعر أنك وحيد، لذا ذكّر نفسك بأن هناك أشخاصاً يحبونك ويهتمون لأمرك حتى لو كانوا في مكان بعيد عنك.
- اعتن بمظهرك: حتى لو كنت في المنزل تشاهد التلفاز، قم بارتداء ثياب جميلة وصفف شعرك واعتن بمظهرك؛ كأنك على وشك الخروج من المنزل، هذا سيُحدث فرقاً مهماً في طريقة نظرتك وتواصلك مع محيطك.
- غنِ من قلبك: وبصوت مسموع، هذا يمكن أن يساعد على رفع معنوياتك وقد تضحك على نفسك قليلاً وهو أمر مفيد دائماً، وصدقني مجرد بدأت تضحك على نفسك سينقلب مزاجك فوراً لأفضل حال.
- اطبخ وجبة صحية: يستغرق الأمر وقتاً لإعداد وجبة طعام، لكن يمكنك قضاء هذا الوقت لتشعر بالحيوية والنشاط خلال الطهي، من ثم تناول وجبة الطعام اللذيذة مع أشخاص تحبهم.
- اقرأ يومياتك ومذكراتك: لتذكّر نفسك بأنك واجهت مواقف أسوأ وأنك ثابرت من قبل على مكافحة كل المصاعب التي مرت في حياتك، وستواجه بقوة وبروح رياضية.. المزيد من التحديات.
- اصرخ إذا كنت لحاجة إلى ذلك: ليس هناك من عار في السماح للعاطفة بالظهور بحركة جسدية ما كالرقص أو الصراخ، حيث ستشعر بتحسن لو صرخت (لكن لا تزعج الجيران وعائلتك؛ أغمر وجهك في وسادة واصرخ).. حيث يمكنك أن تبدأ في مواجهة المشاعر السلبية بعد أن تحرر هذه الطاقة المحبوسة؛ إذ ربما ما يدفع مزاجك للسوء غضب من أمر ما غير محدد.
- اعزف على آلة موسيقية: حتى إذا لم تكن موسيقياً يمكنك دوماً التعليم على عزف آلة مثل الغيتار أو البيانو، فإن تجربة شيء جديد يمكن أن تكون طريقة رائعة لتنظيم وقتك كما تساعدك على الشعور بالتحسن.
- ابدأ مع بداية استيقاظك من الفراش: حدد عند الاستيقاظ في الصباح؛ شيئاً واحداً مهماً ستقوم بإنجازه في هذا اليوم، يمكن أن تبدأ بالمهام الكبيرة كي لا تزيد الضغط على تفكيرك، وقبل أن يمر نهارك ستتحقق من الأشياء في قائمتك، بالتالي سيساعدك ذلك على الشعور بالتحسن لأنك أنجزت شيئاً.
- تنظيف المنزل: أو في العمل أيضاً، فإن ترتيب محيطك قد يجعلك تشعر على الفور بأنك أفضل وأكثر إنتاجية.
- مشاهدة الفيديوهات المضحكة: كفيديوهات الحيوانات الأليفة، كذلك من الممتع مشاهدة مقاطع فيديو عن الطبخ، أو أي شيء تعرف أن نتيجته ستكون إيجابية على مزاجك.
- شاهد فيلمك المفضل: دلل نفسك واشعر بالذنب على تضييع الوقت من خلال إعادة مشاهدة فيلم تحبه أو حلقات من دراما سبق واستمتعت بمشاهدتها.
- خذ نزهة وتمشى: لأن الهواء النقي يؤثر بشكل عجيب على عواطفك وأفكارك، مما يسمح لك بالتنفس الصحيح والتفكير بهدوء.
- تعامل مع المشاعر السلبية: من خلال المشي السريع أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو إلى المسبح، حيث تساعدك الحركة على إعادة تركيز طاقتك وهو أمر جيد لتحسين مزاجك.
- تناول طعاماً لذيذاً: على الرغم أنها نصيحة غير جيدة فمن غير المجدي إغراق أحزانك بالطعام، لكنه أحياناً يساعدك على المرور بسلام خلال يوم مزعج أو لحظات سيئة.
- اقرأ: تعرف كم هي القراءة مفيدة لصحك ذهنك، فيمكنك زيارة المكتبة العامة واختيار أحد كتبك المفضلة ثم العثور على زاوية هادئة لتعيش المغامرة وتنسى حزنك، وقد تجد أن قراءة كتاب ما بعد مرور سنوات مختلفة عن أول مرة قرأته بها؛ يوفر نظرة جديدة للتعلم من المعلومات الموجودة في هذا الكتاب ويمكن أن يغير لحظتك وربما حياتك! لا تعرف.. فدوماً الكتب هي من تختارنا لنقرأها.
- قم بأعمال لطف عشوائية: ساعد شخصاً كبيراً في العمر على قطع الشارع، أو التقط بعض القمامة التي تجدها في طريقك وارميها في السلة المخصصة على جانب الرصيف، أو دفع ثمن قهوة شخص ما في الكافتيريا، سيوفر لك هذا النوع من الأعمال غير المخطط للقيام بها؛ رافعة معنويات قوية فورية خلال يومك.
- لقاء صديقك الأعز على قلبك: أو اتصل به إذا كان في بلد آخر أو مدينة مختلفة؛ للتحدث عن أي شيء أو كل شيء، فأنت تعرف أن الأصدقاء موجودين لمساعدتك عندما تشعر بانخفاض المعنويات.. وهذا نعمة من نِعَم العيش.
- اتصل بأشخاص سبق وتخاصمت معهم: ربما تود أن تقول كلمة آسف، أو أن تسمع اعتذاراً بمجرد اتصالك أو ذهابك للقاء شخص سبق واختلفت معه، فأنت تعلم أن الحياة لا تستحق أن يكون أحد معارفك على خلاف معك.
- تعرف على أصدقاء جدد: إذا كان لأصدقائك أو زملائك في العمل سبب في مزاجك السيء؛ حاول التعرف على أناس جدد إذاً.
- يوم رائع: أخبر نفسك بأن يومك هذا سيكون مدهشاً، وستحاول النظر بعين إيجابية للأمور التي ستحصل معك مهما كانت صعوبات ما ستمر به، لذا ابدأ نهارك بالبحث عن أشياء إيجابية؛ ستُفاجأ بالكثير من الأشياء حولك.
كيف تحسن مزاجك بطرق مثبتة علمياً؟
إن تعزيز مشاعرك ومساعدتك على التحكم بمزيد من الإيجابية هو أمر رائع، بغض النظر عن مدى صعوبة الحياة.. قد يكون الأمر بسيطاً كما لاحظنا مثل الغناء أو الاستماع إلى الموسيقى المفضلة أو مشاهدة الكوميديا، أو إذا كنت تشعر بالوحدة، فإن قضاء بعض الوقت مع الآخرين وخاصة الأطفال؛ يمكن أن يساعد في إعادة بعض الضوء إلى حياتك، وهناك أيضاً طرقاً يثبت عليم النفس نجاحها في تحسين مزاجك كما تقول الاختصاصية النفسية سوزان كويليام:
- ابتسم: الابتسامة تثير هرمونات تعزيز الشعور الإيجابي في الدماغ، لذا حتى إذا كنت لا تشعر بالسعادة، ارسم ابتسامة على وجهك وقد تبدأ بسرعة الشعور بمزيد من الإيجابية.
- ابقي نفسك مشغولاً: لا يهم ما إذا كنت تقوم بتنظيف الحديقة، أو غسل الأطباق أو الذهاب في نزهة على الأقدام، فأي نشاط يساعد على كسر الروتين ويمنحك شعوراً بالإنجاز سوف يؤدي إلى تحسين مزاجك.
- تحدث إلى شخص غريب: لا يهم ما إذا كنت تلتقي وجهاً لوجه معه أو تتحدث عبر الهاتف أو من خلال الدردشة عبر الإنترنت، فالتواصل مع أشخاص آخرين يساعدك على إخراج نفسك من مزاج سيء، لكن من النادر أن يضطر أحد للتحدث مع الغرباء عبر الإنترنت، فهذا أمر مهم للحفاظ على الخصوصية.
- تطوع وساعد الآخرين: حيث تشير الأبحاث وفق ما تقول سوزان: إلى أن مساعدة الآخرين ستساعد على رفع معنوياتك، لذا قم بتقديم خدمة لصديق أو التبرع للجمعيات الخيرية أو التطوع.
- عِش اللحظة: نكرر هذه الطريقة التي ذكرناها أعلاه، حيث تؤكد كويليام أنه "إذا كان مزاجك منخفضاً.. حاول تنظيم تنفسك والانتباه إلى ما يمكنك رؤيته وسماعه وشعورك باللحظة الحالية، سيساعدك هذا على بالهدوء واستعادة التوازن العاطفي.
ممارسة التمارين الرياضية تحسن المشاعر
عند ممارسة التمارين الرياضية يقوم الدماغ بإفراز الأندورفين والأدرينالين والسيروتونين والدوبامين؛ كلها هرمونات يفرزها جسدنا وتعمل معاً لجعلك تشعر بالارتياح، بالإضافة إلى ذلك بعد ممارسة التمارين الرياضية قد تملك شعوراً بالإنجاز وسترتاح عضلاتك.. مما يخفف التوتر والإجهاد، ومن أنواع الرياضات التي تساهم في تعزيز المزاج نذكر:
- تمارين الأريروبيك (Aerobic exercise): هذه التمارين المكثفة تزيد من إطلاق تلك المواد الكيميائية (الاندورفين ، الأدرينالين ، السيروتونين والدوبامين) في جسمك؛ وهذه التمارين الرياضية ذات أثر كبير في إنتاج كثافة ارتفاع الهرمونات التي تساهم في تحسين المزاج.
- تمارين اليوغا (Yoga): للحد من التوتر والضغط كما تساهم في تحسين المزاج؛ تركز اليوغا على مجموعة من تمارين التمدد والتنفس والحركة التي تخفف المشاعر السلبية.
في النهاية... من الطبيعي أن تمر بلحظات تكون مشاعرك فيها محبطة ولا تعرف ما الذي يعكر مزاجك، لكن الأهم أن تخرج نفسك من هذه الحالة الشعورية بأسرع وقت، من خلال استخدام إحدى الطرق الكثيرة التي ذكرناها، كما أنه من الطبيعي أن تسمح لأفكارك الحزينة ومشاعرك المحبطة بالتعبير عن نفسها، فنحن لا نحاول أن نبعدك عن واقع عيش الحياة هنا، لكن التركيز على الحالة المزاجية السيئة ربما يسبب لك المزيد من الغرق فيها، وإن لم تعرف كيفية التعامل معها بنفسك فلن يساعدك أي شيء آخر، شاركنا من خلال التعليقات رأيك بما ورد في مقالنا هذا.. كما أننا بانتظار أي استفسار أو تساؤلات؛ حو ل طرق تعزيز الشعور الإيجابي.