هل يحن الرجل لزوجته بعد الطلاق ومتى ينسى طليقته!
الانفصال والطلاق إجراء شرعي وقانوني قد لا يكون قادراً على إنهاء المشاعر بين الزوجين بعد الانفصال، خصوصاً وأن الطلاق لا يعني بالضرورة الكره والبغض، قد يكون هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي للانفصال مع بقاء مشاعر الحب، أو حتى معرفة قيمة الشريك بعد الطلاق، وهذا ما قد يجعل الرجل يحن لزوجته بعد الفراق والانفصال.
هل يشتاق الرجل ويحن لطليقته! في الحقيقة أن معظم الرجال يختبرون مشاعر الحنين للزوجة السابقة بعد الفراق والانفصال، هذا الحنين أو الاشتياق أو حتى شعور الندم على الطلاق لا يعني بالضرورة أن الرجل لن يكون قادراً على نسيان طليقته أو البدء بعلاقة جديدة ناجحة، بل هي مشاعر طبيعية يمر بها الرجل في تجربة حساسة في حياته.
لكن هل ينسى الرجل طليقته بعد الزواج مرة ثانية؟ الحقيقة أنه من الصعب أن ينسى الرجل زواجه السابق بسهولة، خصوصاً إذا كان زواجه الأول طويلاً ويحمل منه ذكريات جميلة وأخرى حزينة وله أطفال من زوجته السابقة، وغيرها من الأمور التي تبقى في ذهن الرجل لفترة طويلة، ولذلك من الصعب أن ينسى الرجل زوجته السابقة وعائلته بعد الطلاق.
لكن المهم كيف يتعامل الرجل مع مشاعر الحنين لزوجته السابقة أو حتى مع ذكرياته الجيدة والسيئة من الزواج السابق ليتمكن من عيش حياة طبيعية في زواجٍ جديد.
- عندما يكون سبب الطلاق غير كافٍ: قد يحن الرجل لزوجته السابقة إذا كانت أسباب الطلاق غير كافية أو عندما يشعر أنه كان يمكن إصلاح الأمر بطريقة أخرى، كذلك يحن الرجل لطليقته عندما تكون أسباب الطلاق خارجة عن إرادته، مثل الطلاق بسبب عدم الإنجاب أو أن تطلب الزوجة الطلاق هو لا يريد ذلك، ما قد يشعره بالندم والخيبة ويدفعه للتفكير المستمر بزوجته السابقة.
- مدة العلاقة الزوجية: مدة الزواج من أهم العوامل التي تجعل الرجل يحن لزوجته السابقة ويفكر بها بعد الطلاق، فالعلاقة الزوجية الطويلة تحمل الكثير من التجارب والمواقف والمشاركات وحتى المشاكل التي تبقى عالقةً بالذاكرة، فالطلاق بعد زواجٍ طويل قد يجعل الرجل غير قادرٍ على تجاوز فشل التجربة بسهولة.
- عندما تكون بينهما علاقة حب: إذا انفصل الرجل عن زوجته السابقة وكانت تربطه بها علاقة حب في الغالب سوف يشعر بالحنين لها، وإن كانت ليست الخيار الأفضل كزوجة وإن تزوج من امرأة أخرى وأحبها، فهذا لا يعني اختفاء المشاعر.
- الشوق للتواجد مع الأطفال: قد يكون أحد أسباب الحنين للعلاقة الزوجية السابقة هو الشوق للأطفال، فالابتعاد عن الأطفال وعدم القدرة على رؤيتهم بشكل كافي والإشراف على تربيتهم يجعل الرجل يحن لعلاقته الزوجية السابقة والعيش مع أطفاله من جديد.
- المشاكل في العلاقة الزوجية الجديدة: من أكثر الأسباب التي تجعل الرجل يحن لزوجته السابقة هي المشاكل الزوجية المستمرة مع الزوجة الجديدة، ما يجعله يقارن بين حياته الحالية وحياته السابقة، خاصةً إذا كانت علاقته السابقة مريحة ومستقرة إلى حدٍ ما وحدث الطلاق لأسباب خارجة عن إرادته.
- الذكريات الجميلة: تبقى الذكريات الجميلة ذات تأثير كبير على مشاعر الرجل بعد الطلاق، وليس من المشترط أن ينسى هذه الذكريات عند الزواج من امرأة أخرى، ما يجعله يشعر بالحنين لتلك الذكريات من وقت إلى آخر، ويسبب هذا توتر في علاقته الزوجية الحالية.
- تفهّم وتقبّل مشاعره: يجب أن يكون الرجل صريحاً مع نفسه حول مشاعره اتجاه علاقته الزوجية السابقة ومشاعر الحنين أو الاشتياق لطليقته، فليس المطلوب إنكار هذه المشاعر أو رفضها بقدر ما يجب تفهّمها وتقبّلها، مع السعي لاجتياز هذه المرحلة بمساعدة زوجته الحالية ودون إيذاء مشاعرها.
- التركيز على العلاقة الحالية: ليتمكن الرجل من اجتياز مرحلة الانفصال عن الزوجة الأولى عليه التركيز على علاقته الجديدة وتوجيه اهتمامه وتفكيره كله لبناء أسرة سعيدة ونسيان الماضي وتجاوزه، لا شكّ أنه بين فترة وأخرى سيتذكر زوجته السابقة في موقف ما أو رائحة أو نوع طعام، لكن كل ذلك لن يؤثر على زواجه الحالي إن كان قادراً على إدارة هذه المشاعر ومنعها من التأثير على علاقته بزوجته.
- تجنب ما يذكره بزوجته السابقة: يمكن أن يساعد تجنب الأماكن والأشياء التي تذكر الرجل بزوجته السابقة بعد الطلاق على التخفيف من مشاعر الشوق والحنين لها والتفكير بها، مثل تجنب الأماكن التي فيها ذكريات مشتركة أو التخلص من الملابس التي أهدتها له أو حتى الابتعاد عن الأصدقاء المشتركين لفترة من الزمن.
- التوقف عن المقارنة: من السلوكيات التي تجعل الرجل غير قادرٍ على نسيان طليقته أن يستمر بالمقارنة بينها وبين زوجته الجديدة، هذه المقارنة حتى وإن كانت لمصلحة الزوجة الثانية لن تكون لمصلحة الرجل، ويجب أن يعمل جاهداً على الحد من المقارنة والتعامل مع زواجه القائم كتجربة جديدة كليّاً ومستقلة، وكذلك يجب أن يمنع زوجته من طلب هذه المقارنة!
- العمل على تغيير الروتين: لا بد أن الطلاق تجربة قاسية وعلى الرجل إدراك ذلك، لكن الإصرار والصبر على تغيير النفس يلعب دوراً هاماً في استمرارية الحياة بشكل صحيح، فيفتح الآفاق أمام مشاعره ولا يتركها أسيرة الماضي، وينظر لعلاقته الجديدة من منظور منفرد ولا يحاول المقارنة.
- القيام ببعض الأنشطة الإيجابية: من الطرق الفعالة أيضاً للتخلص من مشاعر الحنين للزوجة السابقة هو قيام الرجل بأنشطة يومية يحبها، كالسفر وممارسة الرياضة وبعض الهوايات، فهذا سيخلصه من التفكير السلبي ويفتح له آفاق جديدة لتكوين علاقات عاطفية صحيحة.
- إعادة التقييم الواقعي للعلاقة: بعد أن ينفصل الرجل عن زوجته السابقة وتصبح بعيدة عنه، فإن الشوق لها قد ينبع من تفكيره بالذكريات الجميلة والإيجابيات فقط، وهنا يجب أن يتذكر كل شيء ما هو إيجابي وما هو سلبي ولا يحصر أفكاره فقط بالإيجابيات.
كيف يشعر الرجل عندما تتزوج طليقته؟ غالباً ما يشعر الرجل بالغيرة الشديدة عندما تتزوج طليقته حتى وإن كان هو من اختار الطلاق وكانت الحياة بينهما مستحيلة! هذا الشعور الذي يختبره الرجل عند سماع خبر زواج طليقته يرتبط بشعوره بفقدان السيطرة وخسارة الفرص والخيبة، خصوصاً إذا كان هو غير قادرٍ على تجاوز تجربة الطلاق أو الدخول في علاقة جديدة، وأهم المشاعر التي يشعر بها الرجل عند زواج طليقته:
- يشعر بالغيرة: الغيرة من أكثر المشاعر التي يعاني منها الرجل بعد الانفصال عن زوجته، خاصةً عند السماع بأنها تعيش حياة طبيعية بعد الطلاق وعندما يعلم بارتباطها برجل آخر، وقد لا يكون هذا الشعور ناتج عن الحب والحنين فقط، بل قد يكون حباً للامتلاك أو عدم قبول فكرة أن زوجته السابقة تعيش علاقة مع رجل غيره، واستطاعت تجاوز علاقتها معها وبدء حياة جديدة!
- يشعر بالحزن: قد يشعر الرجل بالحزن عندما تتزوج طليقته خصوصاً إذا كان ذلك سريعاً بعد الطلاق، هذا الحزن يرتبط بالإنكار والصدمة لأن الرجل وإن كان هو من قرر الانفصال ربما كان يشعر أن زوجته لن تكون قادرةً على تجاوز هذه المرحلة بسهولة، وينصدم عندما تتجاوزها وترتبط برجل آخر.
- قد يشعر بالشك! عندما يعرف الرجل أن طليقته ستتزوج قد يسأل نفسه إن كانت زوجته السابقة تعرف هذا الرجل قبل الطلاق! أو أن هذا الرجل ربما كان أحد أسباب الطلاق، خصوصاً إلى كان الرجل الذي ستتزوجه من محيطهما كزميل في العمل أو صديق أو قريب، أو كان زواج طليقته سريعاً بعد الانفصال عنه.
- يصاب القلق والاكتئاب: قد يزداد الشعور بالقلق والحزن وحتى الاكتئاب عندما يعرف الرجل أن طليقته ستتزوج، وقد يشعر أن هذه خيانة له على الرغم من انفصالهما، وأنها استطاعت نسيانه والتخلي عنه بسهولة وإن كان هو نفسه قد تزوج قبلها!
- سيشعر بالرضا: في النهاية قد لا تكون المشاعر السلبية موجودة، وقد يشعر الرجل بالرضى والراحة بعد الانفصال لانتهائه من المشاكل التي كانت تعكر صفو حياته، وقد يشعر بالسعادة أيضاً إذا تزوجت طليقته وكأنه تخلص من الشعور بالذنب.
يستطيع الرجل نسيان زوجته السابقة إلى حد بعيد عندما يدخل في علاقة جديدة مرضية بالنسبة له، ويحصل على الاهتمام والحب والاحتواء الذي كان يحتاج له في زواجه السابق ولم يجده أو يفوق ما كان يحصل عليه في زواجه السابق، كما أن عامل الزمن عامل أساسي في نسيان وتجاوز تجربة الطلاق، حيث يساعد مرور الوقت على التئام الجروح والذكريات السلبية وتجاوز المرحلة والاستمرار في الحياة.
لا شكّ أن الرجل سيتذكر طليقته أحياناً، فهناك مئات المواقف التي تجعله يتذكرها، الأماكن والأشخاص والروائح والأطعمة... ولا يجب أن يحارب هذه الذكريات بقدر ما يجب أن يتقبّلها ويتفهّم أنها جزء لا يمكن محوه من تجربته في الحياة، لكن في نفس الوقت يجب أن يتعامل مع تأثير هذه الذكريات على حياته وخاصة علاقته الزوجية مع زوجته الجديدة.