أسباب وعلاج تقوّس الساقين عند الأطفال وطرق الوقاية
تقوّس الساقين عند الأطفال من الحالات الشائعة والمقلقة للأهل لكونه يشير لحالة مرضية أو استمرار هذه المشكلة لمراحل عمرية متقدمة، ومن خلال هذا المقال سوف نتحدث عن كل ما يجب معرفته عن تقوّس الساقين عند الأطفال، وكيف يتم علاجه والتخلص منه حسب الحالة والمرحلة العمرية.
تقوّس الساقين عند الأطفال هو حالة تكون فيها أرجل الطفل منحنية للخارج عند الركبتين وحتى الكاحل، أي يمكن أن يتلامس الكاحلان مع بقاء الركبتين متباعدتين، لكنه في الغالب لا يكون مؤلماً أو مزعجاً للطفل ولا تتعارض مع قدرته على المشي.
ورغم أن الكثير من الأطفال الرضع يكون لديهم أقدام متقوّسة إلى أن تقوّس الساق عند الرضيع قد يكون طبيعياً ويزول تدريجاً دون الحاجة للعلاج حتى عمر سنتين، لكن في حالات أخرى قد يستمر تقوّس الساقين ويكون علامة على اضطراب في النمو ومشاكل في العظام، وعندها يجب زيارة طبيب مختص للبدء بالعلاج.
يعود تقوّس الساقين عند الأطفال للعديد من العوامل الطبيعية والمرضية والغذائية، ومنها ما يمكن السيطرة عليه منذ الصغر ومنها يحتاج لوقت طويل نسبياً من العلاج للتخفيف من أعراضه ومضاعفاته، ومن أكثر أسباب تقوّس الساقين عند الأطفال شيوعاً:
- نقص فيتامين دال ومرض الكساح: أكثر الأسباب شيوعاً لتقوّس الساقين عند الأطفال هو مرض الكساح، وهو مرض ينتج بشكل أساسي عن نقص فيتامين دال مسبباً ليونةً في العظام وتقوّساً في الساقين، كما يسبب مشاكل كثيرة في امتصاص العناصر ونشاط الغدد عند الطفل.
- سوء التغذية: يعد سوء التغذية من الأسباب الرئيسية والأكثر شيوعاً لتقوّس الساقين عند الطفل، فقد ينتج عن سوء امتصاص فيتامين د والكالسيوم والفوسفات من الأمعاء أو عدم تناول كميات كافية من العناصر الغذائية كعدم شرب الحليب وتناول البيض بشكل كافٍ، ما ينتج عنه ليونة في العظم عند الطفل.
- الوزن الزائد: في بعض الحالات قد يرتبط تقوّس الساقين عند الأطفال بالسمنة المفرطة، خصوصاً إذا كان الطفل يعاني أيضاً من نقص فيتامين د ونقص الكالسيوم، وقد يترافق ذلك مع آلام في المفاصل والعضلات والساقين.
- المشي في سن مبكر: الأطفال الذين يمشون في سن مبكرة أو يحاول الأهل تعليمهم الوقوف والمشي قبل الأوان؛ أكثر عرضةً للإصابة بتقوّس الساقين، هذه الحالات تكون أسهل في العلاج غالباً إذا لم تترافق مع نقص فيتامين دال والكالسيوم أو السمنة المفرطة.
- مرض بلاونت: من الأسباب المرضية لتقوّس الساقين عند الأطفال داء بلاونت، وهو اضطراب في نمو العظام عند الأطفال، ينتج عنه إبطاء صفيحة النمو بالقرب من داخل الركبة أو التوقف عن تكوين عظام جديدة بينما تستمر لوحة النمو بالقرب من الركبة الخارجية بالنمو، ما ينتج عنه تقوّس إحدى الساقين أو كلتاهما، وتعتبر زيادة الوزن من عوامل الخطر الأكثر شيوعاً للإصابة بالمرض.
- داء باجيت: وهو من الاضطرابات التي تصيب الهيكل العظمي، حيث يؤثر داء باجيت على نمو العظام وتظهر عند الأطفال الرضع أو الطفولة المبكرة، وتتطور الحالة وتضعف العظام تدريجياً وتصبح أكثر ليونة وعرضة للكسر، وتظهر التشوهات العظمية بشكل واضح في فترة المراهقة، وتميل مع زيادة الوزن مسببةً تقوّس الساقين وانحناء العمود الفقري لدى الطفل.
- العامل الوراثي: قد يعود انحناء الساقين لعوامل وراثية وجينية، مثل وجود تاريخ عائلي من تقوّس الساقين أو بعض الأمراض الوراثية التي تسبب انحناء الساقين عند الأطفال، مثل نقص امتصاص الكالسيوم وعدم إعادة امتصاص الفوسفات.
تقوّس الساقين عند الرضع أمر طبيعي وشائع يكون نتيجة الوضعية التي يكون بها الرضيع داخل رحم الأم، وغالباً لا يحتاج تقوّس الساقين عند الرضيع للعلاج، بل أن الأطباء يؤجلون العلاج إلى سن متقدمة خصوصاً إذا اطمأنوا إلى نسبة فيتامين دال والكالسيوم عند الرضيع.
لكن يجب العمل على تدريب الطفل على الوقوف والمشي بشكل صحيح وفي الوقت المناسب، والحفاظ على الغذاء الصحي للتأكد من النمو السليم، وعلى كل حال يجب استشارة طبيب الأطفال.
- مكملات فيتامين د: ينصح بإعطاء الطفل الجرعات المناسبة من فيتامين د الخارجي أو الصنعي عن طريق الفم أو الحقن العضلي في بعض الحالات مثل الكساح، كما ينصح بإعطاء الأطفال الرضع قطارات فيتامين دال (فيدروب) طيلة العام الأول على الأقل لحمايتهم من الكساح.
- مكملات الكالسيوم: يتم إعطاء الطفل المصاب بتقوّس الساقين جرعات من الكالسيوم بإشراف الطبيب خاصةً إذا كان نظامه الغذائي لا يحتوي على الكالسيوم الكافي لنمو الطفل بشكل صحيح، ويتم تحديد الجرعات حسب وزن الطفل وعمره والحالة المرضية التي يعاني منها.
- المكملات الغذائية التي تحتوي على الفوسفات: يتم استخدام الفوسفات كمتمم غذائي خاصةً للرضع الذين لا يتناولون وجبات متنوعة للتخفيف من شدة الكساح عند الأطفال، وذلك في حالات تقوّس الأقدام الناتج عن الكساح الناجم عن انخفاض الفوسفات الوراثي بالمشاركة مع العلاج بفيتامين د والكالسيوم.
- تثبيت الأقدام: يعتمد بعض الأطباء على استخدام المشدات والدعامات لتقويم وتعديل تقوس الساقين عند لأطفال في حالات محددة مثل داء بلاونت أو الكساح أو في حال تجاوز الطفل أربعة سنوات ولم تكن العلاجات التعويضية فعالة.
- جراحة تعديل الساق: يلجأ الأطباء للتدخل الجراحي إذا كان هناك تقوّس في القدمين ناتج عن حالات مرضية كالكساح وبلاونت أو بعض الأمراض الجينية، التي تعيق استعادة الساقين للاستقامة الذاتية بشكل تلقائي، وغالباً لا يلجأ الطبيب للجراحة إلا بعد المراهقة.
يمكن البدء في علاج تقوّس الساقين عند الأطفال والوقاية منه بطرق منزلية وطبيعية اعتماداً على تغيير نظام الحياة واتباع نظام صحي مناسب:
- التعرض لأشعة الشمس: من أهم الطرق لتسريع شفاء الطفل من تقوّس الساقين هو زيادة تعرضه للشمس، حيث تتحد الأشعة فوق البنفسجية مع الكوليسترول الموجود تحت الجلد وتحوله إلى كالسيفيرول (فيتامين د) وهو العنصر الأساسي لتقويم وتقوية عظام الطفل، ويجب أن تكون الشمس معتدلة وليست شديدة الحرارة، نصف ساعة يومياً في الصباح ونصف ساعة عند العصر أو الغروب تكفي لوقاية الطفل من عوز فيتامين د.
- اتباع نظام غذائي صحي: أول وأهم خطوة للوقاية أو المساعدة في علاج تقوّس الساقين عند الأطفال هي الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن، غني بفيتامين د والكالسيوم والفوسفات، كالبيض والحليب والمكسرات والسمك، فجميعها تحتوي على العناصر الأساسية لتكوين بنية العظام وتقويتها.
- إنقاص وزن الطفل: من أهم خطوات علاج تقوّس الساقين محاولة علاج السمنة للطفل للحفاظ على نموه السليم وكذلك صحته العامة ولتجنب تفاقم التقوّس، خاصةً إذا كان لا يوجد سبب مرضي لتقوّس الساقين مثل تقوّس الساقين الطبيعي أو الناتج عن المشي المبكر للطفل، لكن لا بد من العمل مع الطبيب على وضع أفضل برنامج لإنقاص وزن الطفل دون حرمانه من العناصر اللازمة لنموّه.
- ممارسة الرياضة: يمكن أن تساعد الرياضة للأطفال في تقوية العضلات والمفاصل والتخفيف من حدة المضاعفات لتقوّس الساقين، جنباً إلى جنب مع تلقي العلاج المناسب الذي يصفه الطبيب لعلاج تقوّس الساق.
- الحذاء الطبي: قد يلجأ البعض لاستخدام الأحذية الطبية التي تساعد في تقويم التقوّس عند الطفل، ورغم أنها لا تعطي فائدة كبيرة لكن ليس من الخطأ استخدامها مع الدعامات باستشارة الطبيب المشرف على الحالة.