طريقة علاج تسوُّس الأسنان اللبنية عند الأطفال

هل يجب علاج الأسنان اللبنية عند الأطفال! تعرفي إلى أهمية وخطوات علاج تسوّس الأسنان اللبنية عند الأطفال
طريقة علاج تسوُّس الأسنان اللبنية عند الأطفال
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

على الرغم أن الأسنان اللبنية ستسقط عاجلاً أم آجلاً لتظهر مكانها أسنان جديدة دائمة، لكن الحفاظ على صحة الفم والأسنان اللبنية المؤقتة عند الأطفال يحمي اللثة والأسنان الدائمة من مشاكل كثيرة قد تجعل الطفل مضطراً لعلاج أسنانه الدائمة في عمر مبكر.

تعيش البكتريا داخل فم الأنسان بشكل طبيعي منذ مرحلة الطفولة، وعند تناول الطعام أو شرب الأطفال للحليب تتفاعل هذه البكتريا مع بقايا الطعام الموجودة في الفم ما يسبب إنتاج أحماض تترسب على الطبقة الخارجية للأسنان (طبقة المينا)، ومع مرور الوقت تتفاعل هذه الأحماض مع طبقة المينا ما يسبب تسوس الأسنان.

يحدث تسوّس الأسنان اللبنية عند الأطفال بشكّل خاص بسبب الإفراط بتناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مثل السكريات والنشويات (كالحليب والمشروبات الغازية، والحلوى والكعك وعصائر الفاكهة والحبوب والخبز) تتفاعل البكتريا الموجودة في الفم مع بقايا الطعام ما ينتج الأحماض.

مع تطور تسوّس الأسنان اللبنية عند الطفل تظهر تجاويف وثقوب يمكن أن تمتد إلى لب السن والجذر أيضاً، وتبدأ التجاويف بالظهور على السن بلون بني فاتح، مع مرور الوقت وفي حال لم تتم المعالجة تصبح التجاويف في السن بشكل أعمق ويتحول لونها للبني الغامق ثم إلى اللون الأسود وتضعف الأسنان اللبنية وتبدأ بالتكسر والتفتت، ما قد يتسبب في حدوث التهابات داخل السن أو فقدان السن في النهاية.

animate

بشكل عام جميع الأطفال معرضون للإصابة بتسوس الأسنان اللبنية في حال عدم العناية بنظافة الفم واتباع العادات الصحية السليمة للحفاظ على الأسنان، لكن هناك بعض العوامل التي تؤدي للإصابة بتسوس الأسنان المؤقتة لبعض الأطفال أكثر من غيرهم مثل ارتفاع نسبة البكتريا في الفم بسبب تركيب اللعاب والعوامل الوراثية والنظام الغذائي وغيرها:

  1. عدم تنظيف الأسنان بشكل يومي وخاصةً قبل النوم من أكثر الأسباب شيوعاً لتسوّس الأسنان اللبنية عند الأطفال، خصوصاً عندما يحصل الطفل على كميات كبيرة وغير مدروسة من السكريات والأطعمة المخصصة للأطفال، والتي تتطلب عناية فائقة بنظافة الفم والأسنان.
  2. بعض الأطفال يمتلكون مستوى عالٍ من البكتريا في الفم بشكل طبيعي وتكون تركيبة اللعاب لديهم بيئة مناسبة لنمو البكتريا بشكل أكبر، وهذا يجعلهم معرضين أكثر للإصابة بتسوس الأسنان اللبنية المؤقتة.
  3. الإصابة بجفاف الفم أو إفراز اللعاب أقل من المعدل الطبيعي فهذ عند الأطفال يزيد من احتمال الإصابة بتسوس الأسنان المؤقتة، حيث يخفف اللعاب من كمية الأحماض الناتجة عن تفاعل البكتريا مع بقايا الطعام فوق الأسنان.
  4. من أهم أسباب تسوّس الأسنان اللبنية المؤقتة عند الأطفال اتباع الطفل لنظام غذائي يحتوي كميات كبيرة من السكريات والنشويات دون الاهتمام بتنظيف الأسنان مرتين في اليوم على الأقل وخصوصاً قبل النوم.
  5. بعض الأسباب الوراثية تزيد احتمالية إصابة الطفل بتسوس الاسنان، خاصةً إذا كانت العائلة تعاني من مشاكل متعلقة بصحة الفم والأسنان واللثة.
  6. نوعية مياه الشرب قد تزيد من احتماليات التعرض لتسوّس الأسنان اللبنية عند الأطفال، حيث يتم تزويد ماء الشرب العامة بالفلوريد بما يعرف بـ (فلورة الماء) لتقليل تسوّس الأسنان، وشرب الماء غير المفلوّر يزيد من مخاطر تسوّس الأسنان.

علاج تسوس الأسنان اللبنية لدى الأطفال يعتمد على درجة التسوس المصاب به السن ويمكن توضيحه من خلال ما يلي:

  1. علاج التسوّس بالفلورايد: في مرحلة بداية تسوس الأسنان اللبنية يكون العلاج بسيطاً، حيث يقوم الطبيب بتنظيف الأسنان المصابة من التسوس وتطبيق العلاج بالفلوريد الذي يكافح التسوس مع العناية والمراقبة للسن المصاب، وهذا العلاج مناسب للتسوّس السطحي فقط.
  2. إزالة الجزء المصاب بالتسوّس: إذا كان السن المؤقت مصاب بشكل أكبر عند الطفل يعمل طبيب الأسنان على إزالة الجزء المصاب بالتسوس من السن أو الضرس وقد يصل إلى إزالة العصب جزئياً أو كلياً، وإغلاق الفجوات بحشوّة مناسبة لتقليل الألم وحماية السن من تكرار الإصابة.
  3. خلع السن المصاب بالتسوس: في مراحل تسوّس الأسنان اللبنية المتقدمة يضطر الطبيب إلى خلع السن المصاب بشكل كامل من أجل التخلص من الألم وحتى لا يمتد التسوس لباقي الأسنان أو حتى للأسنان الدائمة.
  4. المكملات الغذائية لدعم صحة الأسنان: من أساليب علاج تسوّس الأسنان المؤقتة عند الأطفال منح الطفل جرعات مناسبة من المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين د لتقوية الأسنان الدائمة التي ستظهر بعد قلع أو تساقط الأسنان المؤقتة.
  5. الاهتمام بنظافة الفم والأسنان: بعد علاج مشاكل الأسنان اللبنية عند الطفل لا بد من الاهتمام أكثر بنظافة الفم والأسنان، من خلال تعويد الطفل على غسل أسنانه مرتين يومياً، مرة صباحاً ومرة قبل النوم، واختيار معجون أسنان معزّز بالفلورايد.

يوجد اعتقاد شائع بأنه ليس من الهام علاج الأسنان اللبنية لدى الأطفال لأنها سوف تتساقط في النهاية، وهذا اعتقاد خاطئ تماماً، لأن إصابة الأسنان اللبنية المؤقتة بالتسوس تؤثر على صحة اللثة والفم بشكل عام، وقد يمتد تأثيرها إلى الأسنان الدائمة لاحقاً.

إهمال علاج الأسنان اللبنية عند الأطفال يؤدي إلى انتشار التسوّس بسرعة أكبر منه لدى البالغين ما يسبب مشاكل في الأسنان اللبنية أولاً ثم تأثير على الأسنان الدائمة فيما بعد، ويمكن أن يتطور تسوس الأسنان المؤقتة عند الطفل إلى التهابات خطيرة ومؤلمة وخطيرة في بعض الحالات.

ومن مخاطر عدم معالجة الأسنان اللبنية عند الأطفال أنها قد تتساقط في وقت مبكّر وقبل أن يحين موعد ظهور الأسنان الدائمة، وتترك مكانها فجوات بين الأسنان المجاورة، هذه الفجوات قد تتسبب في تحريك الأسنان الدائمة ونموها وتموضعها بشكل خاطئ، ما يجبر الطبيب على استخدام تقويم للإنسان في النهاية.

يضاف إلى ذلك تأثير تسوّس وتشوّه الأسنان اللبنية على نفسية الطفل بسبب تأثيرها على مظهره وتعرضه للتنمر بسببها، ولذلك ننصح بضرورة علاج الأسنان اللبنية من أي مشكلة تظهر عليها وبشكل مبكر، كما ننصح بضرورة زيارة طبيب الأسنان مرة كل 6 شهور على الأقل.

تبدأ الإصابة بتسوس الأسنان منذ مرحلة الطفولة المبكرة نتيجة بعض العادات السيئة والخاطئة للطفل، لذلك توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بتجنب الطعام قبل النوم والعناية بنظافة الفم والأسنان ونظافة الأدوات المستخدمة بالتنظيف واتباع نظام غذائي يدعم صحة الأسنان، وأهم هذه التوصيات:

  1. تجنب الطعام قبل النوم للرضع: تجنبي إعطاء الطفل الرضيع زجاجة الحليب في السرير عند النوم، حيث أن السكريات الموجودة في الحليب الصناعي أو حليب الثدي تبقى على الأسنان لفترة طويلة ما يمهد للإصابة بتسوس الأسنان لدى الطفل.
  2. العناية بنظافة أدوات الطفل الفموية: الاهتمام بنظافة اللهايات والملاعق والأكواب التي يستخدمها الطفل الرضيع، لتجنب انتقال البكتريا المسببة للتسوس، لذلك يجب تجنب وضع اللهايات أو الملاعق في فمك ثم إعطائها لطفلك.
  3. تنظيف اللثة لدى الطفل بعد الطعام: قومي بتنظيف اللثة لدى طفلك الرضيع بقطعة قماش ناعمة ونظيفة ورطبة بعد كل وجبة ما يساعد على تخفيف البكتريا الموجودة على اللثة، والأطفال الأكبر سناً يجب أن يشربوا كمية مناسبة من الماء بعد كل وجبة مع الحفاظ على غسل الأسنان مرتين في اليوم على الأقل.
  4. استخدام فرشاة الأسنان لأول مرة للطفل: عند ظهور الأسنان لدى طفلك بشكل جيد استخدمي فرشاة أسنان ناعمة مع كمية قليلة من معجون الأسنان المخصص للأطفال بحجم حبة الأرز لتنظيف أسنانه.
  5. أهمية الرضاعة الطبيعية لصحة أسنان الطفل: تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الأمهات بالاعتماد على الرضاعة الطبيعية للأطفال، حيث أنها يمكن أن تساعد في تقليل خطر تسوس الأسنان بمقدار النصف.
  6. تعويد الطفل على تفريش أسنانه: تعويد الطفل على غسل الأسنان مبكراً يساهم في تقليل مخاطر تسوّس الأسنان اللبنيّة والدائمة فيما بعد، ويعتبر غسل الأسنان من السلوكيات التي يصعب التعوّد عليها في سن متقدمة.
  7. اتباع نظام غذائي صحي للطفل: احرصي على اتباع طفلك لنظام غذائي متوازن وجيد، فيجب التقليل من الوجبات التي تحوي على كميات كبيرة من السكريات والنشويات مثل البسكويت والحلوى وشرائح البطاطس، والتأكد من حصول الطفل على نسب كافية من الكالسيوم.
  8. زيارة طبيب الأسنان بشكل منتظم: أخيراً يجب زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري كل ستة أشهر على الأقل من أجل الكشف عن صحة أسنان طفلك بشكل مبكر ومعالجتها في حال الإصابة بالتسوس قبل أن ينتشر أو يصيب الأسنان بشكل يصعب علاجه.

المراجع