طريقة تعليم الطفل مسك القلم وتمارين الإمساك بالقلم
عند الرغبة بالبدء بتعليم الطفل قواعد الكتابة، فإن أول خطوة هي أن نعلمه كيف يقوم بمسك القلم بشكل صحيح، فهذه الخطوة تساعده أولاً بتسهيل عملية الكتابة، بالإضافة لكونها تصبح الطريقة التي يمسك بها القلم حتى بعد أن يكبر، وهذا يكوّن لديه مهارات في الخط وسرعة الكتابة، فكيف يجب تعليم الطفل مسك القلم، ومتى نعلم الطفل مسك القلم؟ الكثير من الأسئلة حول تعلم الطفل على مسك القلم في هذا المقال.
متى يستطيع الطفل أن يمسك القلم؟ يمكن البدء بتعليم الطفل مسك القلم من عمر 4 سنوات وأحياناً من عمر 3 سنوات إذا أظهر الطفل استجابة مناسبة واكتملت لديه التطورات والمهارات اللازمة لاستخدام القلم، حيث يحتاج تدريب الطفل على القلم لعدة مهارات وتطورات مثل نمو قبضة يده يما يكفي لمسك القلم وقدرة أصابعه على التحكم فيه دون أن يقع من يده، وقدرة عقلية على إدراك أن الأشكال التي ترسم على الورق تنتج عن القلم الذي يمسكه ويتحكم به.
يرى بعض المتخصصين أنه لا جدوى بل وقد يكون من المضر البدء بتعليم الطفل الإمساك بالقلم قبل عمر 3 إلى 4 سنوات بمراعاة الفروق الفردية بين الأطفال، ففي البداية بهذه العمر يمكن للطفل المسك بأقلام التلوين وتجربة تقليد أشكال أو رسم أشياء عشوائية على الورق، وأحياناً قد يرسم أشكال يمكن تميزيها مثل حرف معين سبق أن تعلمه أو رقم أو أي شكل بسيط بطريقة غير احترافية، وفي هذه المرحلة من الأفضل ترك الحرية للطفل بالطريقة التي يريد فيها مسك القلم مع تحفيزه على الطريقة الصحيحة.
بعد العام الرابع تكون قدرات الطفل الحركية قد تطورت بعض الشيء من جهة، واعتاد على التعامل مع القلم من جهة أخرى، وفي هذه المرحلة يمكن البدء بتعليمه الطرق الصحيحة لمسك القلم من خلال الملاحظة والتقليد، بمعنى أن يرى كيف يمسك الكبير بالقلم ويحاول تقليده، وثم تجربة ذلك بنفسه ومكافئته على الطريقة الصحيحة، ويمكن مساعدته بمسك القلم معه ومحاولة رسم أشكال يعرفها ويرغب بها.
بين العام الخامس والسادس يكون الطفل قادراً من حيث المهارات الحركية على مسك القلم بالطريقة الصحيحة، وهنا يبدأ البدء بتعليمه مهارات الكتابة تحضيراً لدخوله المدرسة.
يحتاج الطفل لمسك القلم بشكل صحيح إلى تدريب وتعليم، وهذه المرحلة بطبيعتها تحتاج إلى صبر وممارسة، فالطفل حتى يتمكن من مسك القلم واستخدامه يجب أن يطور العديد من المهارات الحركية والحسية والذهنية، ويمكن مساعدة الطفل في تعلم مسك القلم من خلال:
- اختيار قلم مناسب: من الصعب على الطفل استخدام أي قلم للتدرب على مسكه والكتابة أو الرسم به، فيجب مراعاة قبضته الصغيرة وضعف عضلات أصابعه في هذه المرحلة، وعدم اكتمال مهاراته الحركية الدقيقة، ومن هنا تبدو ضرورة اختيار قلم بمعاير معينة ينفع لتدريب الطفل على مسك القلم واستخدامه، فيجب أن يكون القلم مناسب من حيث الحجم والوزن والراحة بالاستخدام، ويوجد أقلام خاصة للأطفال للتدريب على الكتابة يمكن الاستفادة منها.
- ضع يدك فوق يده: وهي من الخطوات المساعدة التي تساعد الطفل على إدراك الطريقة الصحيحة والتحفيز على اتباعها، فيمكن في البداية مثلاً أو عند مسك الطفل للقلم بطريقة خاطئة، أن يستخدم الكبير يده فوق يد الطفل ووضع أصابعه في المكان الصحيح، وتحريك القلم معاً على الورقة للوصول لشكل مألوف أو مرغوب من قبل الطفل.
- تصحيح طريقة مسك القلم بشكل دائم: بعد التأكد من وصول الطفل للعمر المناسب يجب تصحيح الطريقة التي يمسك بها القلم بشكل دائم، ويفضل استخدام التشجيع والتحفيز في ذلك حتى لا يشعر الطفل بالملل والإرهاق، فكلما لاحظنا مسكه للقلم بطريقة خاطئة يجب أن نصحح له ذلك بشكل متكرر حتى تترسخ في ذهنه ويصبح يحاول التدرب عليها وحده.
- استخدام أدوات مساعدة لمسك القلم: يوجد أدوات مساعدة لمسك القلم متوفرة في متاجر الألعاب أو الأدوات التعليمية، مثل القبضات البلاستيكية والسليكونية أو الأقلام الخاصة، وهي بأشكال مختلفة تقوم فكرتها على توزيع أصابع الطفل وقبضة يده حول القلم بشكل صحيح لمساعدته في حفظ هذه الطريقة.
- استخدام أنشطة وتدريبات الكتابة: أنشطة الكتابة المختلفة تجعل الطفل يلاحظ أن استخدامه للقلم قد أدى لنتيجة مرغوبة لديه ولدى من يقوم بتعليميه، وهي بنفس الوقت تنمي مهاراته الحركية وتمرن عضلات يده وأصابعه.
- تنمية المهارات الحركية الدقيقة: يقصد بالحركات الدقيقة أي المهارات التي تحتاج لاستخدام الطفل لأصابعه والتنسيق بين اليد والعين، فالطفل في العمر الصغير لا يجيد هذه الأشياء ولذا يصعب عليه تناول الطعام وحده أو مسك القلم، وعند تنمية هذه المهارات يصبح مسك القلم بشكل صحيح أسهل بالنسبة له.
- تقديم النموذج الصحيح: بشكل دائم ومستمر ودون كلل أو ملل أو فقدان للصبر، يجب أن يقوم القائم على تعليم الطفل بتقديم النموذج الصحيح لطريقة مسك القلم، ويمكن المساعدة في ذلك من خلال مشاهدة برامج الأطفال التعليمية التي تركز على هذه المسألة أو وضع الرسوم والصور التوضيحية أمام الطفل، بالإضافة طبعاً للمثابرة في تصحيح الطريقة التي يمسك فيها الطفل بقلمه.
- التلوين بين الخطوط: مثل الأشكال المفرغة كالحروف أو الأرقام أو بعض الرسوم، والتي يمكن للطفل محاولة ملء الفراغ بداخلها بلونه المفضل، وبعد أن يتم ملء الفراغ يتوضح الشكل ويظهر، مثل الأرقام التي يعرفها الطفل أو أحرف أسمه وغيرها.
- رسم خطوط مستقيمة: يمكن أن نقوم برسم خطوط مستقيمة تربط بين نقطتين أمام الطفل ثم الطلب من الطفل تكرار هذا التمرين عدة مرات مع التشجيع، حتى ينجح أخيراً برسم خط مستقيم أو شبه مستقيم ويبدو أنه يحاول التركيز في ذلك، فهذا التمرين يساعده على إدراك العلاقة بين القلم وبين الخط الذي يظهر على الورقة ويحاول تحسين الشكل الذي يقوم برسمه ويستخدم مهارة التنسيق بين العين والأصابع.
- الألعاب التعليمية: الألعاب التعليمية تعد مفيدة بشكل عام للأطفال، وفيما يخص مسك القلم فيوجد بعض الألعاب التي تدعم الطفل وتساعد في تعلم هذه القدرة، مثل الألواح التي يجب على الطفل استخدام طباشير أو أقلام خاصة للرسم عليها.
- رسم الاسم: الطفل بعد عمر ثلاث أو أربع سنوات يكون قد حفظ أسمه وأدركه بشكل جيد، وأي شيء يتعلق باسمه يثير لديه الاهتمام والحافز، ويمكن تشجيعه على رسم أحرف أسمه حتى لو بمساعدة الكبير أو أدوات أو رسم نقاط يسير عليها فعند نجاحه في تشكل أسمه ومكافئته مكافئة معنوية أو مادية، فسوف يكون ذلك تشجيع كبير بالنسبة له على تكرار المحاولة.
- التوصيل بين النقاط: يمكن سؤال الطفل عن الحرف أو الرقم أو الشكل الذي يحبه ويرغب برسمه، وتشكيل هذا الحرف بالنقاط بحيث يمكن للطفل التوصيل بينها لظهور هذا الحرف أمامه، فهو ينمي مهاراته الحركية بمسك القلم من جهة، ويرى نتيجة عمله ويسعد بها من جهة أخرى.
حتى يتمكن الطفل من القبض على القلم بيده واستخدامه والسيطرة عليه، يجب أن تكون أعصاب وعضلات يده واصابعه قوية بما يكفي لفعل ذلك، وهنا بعض التمارين التي تساعد في تقوية يد الطفل وأصابعه:
- اللعب بالصلصال: الصلصال والعجين والطين وهذه الأشياء التي يمكن للطفل صنع الأشكال بها والتحكم بالضغط عليها، من الألعاب الممتعة والمسلية جداً بالنسبة للأطفال، وهي بنفس الوقت تساعد في تحسين عضلات اليد وتنمية وظائفها بشكل تلقائي.
- ترتيب وتجميع الأشياء الصغيرة: يمكن تشجيع الطفل على القيام بالأشياء التي تتطلب مهارات حركية دقيقة يحتاج فيها لاستخدام أصابعه ويده بشكل دقيق، مثل المساعدة في أعمال المطبخ واللعب مثل الطلب من الطفل تجميع حبات الأرز أو العدس وإخراج الشوائب منها، أو اللعب بكرات صغيرة يمكن التقاطها وتجميعها لتشكيل الأشكال بها، ولهذه الألعاب أهمية في تطوير القدرات الحركية والذهنية للطفل.
- الألعاب التركيبية: مثل المكعبات أو الألعاب الكرتونية التي ينتج عن تجميعها بالشكل الصحيح صور أو أشكال معينة، هذه الألعاب تتطلب من الطفل تركيز إلى حد معين وتخطيط لعدة حركات لاحقة، وهدوء ودقة في وضع كل شيء بمكانه الصحيح، وبالتالي تنمية المهارات الحركية الدقيقة لديه ذهنياً وحركياً.
- ألعاب القص واللصق: أوراق الأشغال على سبيل المثال التي يمكن للطفل بمساعدة الكبير وتتبع خطواته، قص ورقة الأشغال بأدوات آمنة وأشراف الكبار، ومن ثم لصق الشكل الذي قام بقصة على الدفتر أو مكان مخصص لذلك، فاستخدام المقص يساعد الطفل بالسيطرة على حركة يده وأصابعه وتصور الأشكال التي يقوم بقصها يساعد في تتبع مسارات وخطوط معينة.
- فك وربط الأشياء: يمكن مثلاً استخدام حبال متوفرة في المنزل أو ألعاب الطفل وربطها على شيء معين أو حول نفسها أو حول يد الكبير بعقد بسيطة والطلب من الطفل أن يقوم بفك هذه العقد باستخدام أصابعه، بحيث يتمكن من إدراك أهمية القيام بخطوات دقيقة لبلوغ النتيجة النهائية وهي فك العقدة.
أحياناً قد لا يستجيب الطفل لمسك القلم ولا يحبه، وأسباب ذلك قد تكون مزاجية في بعض الأحيان أو خطئ من قبل الأهل، أو مشاكل تتعلق بقدرات الطفل، ويجب التعرف على هذه الأسباب لعلاجها، ومن هذه الأسباب:
- صغر عمر الطفل: إذا كان الطفل صغير أقل من ثلاث سنوات فهو غالباً لم يطور مهارات ذهنية وحركية كافية لقيامه بعملية مسك القلم واستخدامه، وعند محاولة أهله إرغامه على ذلك والضغط عليه قد يسبب ذلك نفور من قبله وعدم تقبل القلم.
- الشعور بالألم بسبب مسكة القلم: أصابع الطفل مازالت صغيرة ولم تنمو فيها القوة الكافية بعد لعدم الشعور بالضغط الذي يسببه القلم على اليد، بالإضافة لأن بعض أنواع الأقلام تعتبر غير مناسبة للطفل، وفي الحالتين قد يشعر الطفل بالألم عند مسك الأقلام ومحاولة استخدامها خاصة إذا تم الضغط عليه في ذلك، وهنا قد لا يستجيب الطفل ويرفض المحاولة.
- الملل والشعور بالضغط: يجب تحديد فترة محددة للتدرب على استخدام القلم فالطفل ما يزل صغير وهو يريد أن يرى في أي هدف تعليمي لعبة ومتعة، وليس واجب مرغم عليه، وعند انشغال بال الطفل بشيء آخر مثل فلم كرتوني أو اللعب مع الأقران ومحاولة أهله إرغامه على التدريب على مسك القلم، فهو سوف يشعر بالملل ولا يستجيب لهذا التدريب.
- تأخر النمو الحركي: عند بلوغ الطفل العمر المناسب فوق 4 سنوات ولا يزال غير مستجيب لمسك القلم مع عدم وجود سبب مادي أو معنوي يمنعه من ذلك أو ينفره منه، فمن المحتمل أن ذلك بسبب تأخر في النمو الحركي لدى الطفل، وهنا من الأفضل عرض الطفل على طبيب مختص لتقييم الحالة وبدء العلاج في حال وجود مشكلة.
- ضعف عضلات الأصابع: يجب دائماً مراعاة أن الأطفال ليسوا جميعاً يكبرون ويتطورون بنفس الطريقة والمدة، ويوجد فروق فردية لا بد منها، بالإضافة لاختلاف بالقدرات نتيجة مشاكل صحية أو ظروف تربوية معينة، ومن هنا قد تكون عضلات الأصابع لدى الطفل صغيرة وضعيفة ولا تساعده على مسك القلم واستخدامه، وهذا يسبب نفوره من ذلك، وفي هذه الحالة من الأفضل زيادة تمارين تقوية الأصابع وإذا استمر بالرفض فمن الأفضل عرضه على مختص حسب الحالة.