وسائل وطرق تنمية مهارات التفكير عند الطفل

ما هي مهارات التفكير عند الأطفال! تعرفي إلى أفضل طرق ووسائل تنمية مهارات التفكير عند الأطفال
وسائل وطرق تنمية مهارات التفكير عند الطفل
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تعتبر مهارة التفكير من أساسيات النمو العقلي للطفل الذي يساعده على التعلم والنجاح بمختلف جوانب حياته، وتعليم الطفل هذه المهارات بالشكل الصحيح يحتاج للتعرف على كل ما يخص مهارات التفكير، لذا نفدم في هذا المقال تعريف مهارات التفكير وأنواعها، وطرق تعليم مهارات التفكير للطفل بالإضافة لأهمية التركيز على تعلم الطفل استخدام مهارات التفكير من خلال اللعب.

مهارات التفكير هي مجموعة من القدرات والأنشطة التي تساعد على استخدام العقل بشكل فعال لمعالجة المعلومات المختلفة وإنشاء الأفكار بحيث تساعد الطفل في اتخاذ القرارات وتحليل المعطيات وحل المشكلات وفهم التجارب المختلفة في الحياة، وهذا يجعل من الطفل القادر على استخدام مهارات التفكير المختلفة أكثر فاعلية في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والمدرسية والعاطفية، وحتى المهنية في المستقبل. [1-2]

animate

يتمتع جميع الأشخاص -الكبار والصغار- بمهارات التفكير، لكن ليس كل شخص قادر على استخدامها بنفس القدرة والجودة، والبدء بتعلم استخدام مهارات التفكير في مرحلة الطفولة حيث يكون الدماغ أكثر مرونة وقابلية للتعلم، يساعد في تنمية هذه المهارات بشكل أفضل، وأهم أنوع من مهارات التفكير الرئيسية:

  1. التفكير الإدراكي: وهو أبسط أنواع أو أنماط التفكير عند الأطفال والذي يكتسبونه بطريقة أقرب إلى الفطرة منه إلى التعليم، يعتمد التفكير الإدراكي أو الملموس على تفسير الأحاسيس العادية والمعلومات التي تنقلها الحواس إلى الدماغ، ويتطور مع تطور مهارات الطفل الجسدية والحركية والذهنية، ويظل التفكير الإدراكي هو القاعدة الواسعة التي تستند إليها مهارات التفكير الأخرى.
  2. التفكير التحليلي: يعتمد نمط التفكير التحليلي على دراسة وفهم مشكلة أو فكرة ما عن طريق تجزئتها لمكوناتها أو لعناصر أصغر ثم تدقيق هذه المكونات وإعادة ترتيبها للوصول إلى استنتاجات موضوعية، ويبدأ التفكير التحليلي بالتطور عند الأطفال في سن مبكرة، يمكن ملاحظته مع إدراك الطفل للأجزاء المكوّنة للعبة ما وكيفية فكّها وتركيبها، ويصبح الأمر أكثر تعقيداً مع تطور مهارات الطفل الذهنية ومعارفه المكتسبة.
  3. التفكير الناقد: أرقى أنواع التفكير وأهم مهاراته التي يجب تعليمها للأطفال، يعتمد التفكير الناقد على مهارة إصدار الأحكام بشكل موضوعي بناء على توجيه ذهني واستخدام تسلسل منطقي للحقائق والوقائع والمعلومات لصياغة حكم عقلي، وتظهر قدرة الطفل على التفكير الناقد في مرحلة مبكرة بين 4 و6 سنوات، وتتطور مع تطور معرفته ومكتسباته، وحصوله على التعليم والتوجيه المناسب لاستعمال التفكير الناقد في التعامل مع المعلومات والأحداث الجديدة في حياته.
  4. التفكير الإبداعي: يقوم التفكير الإبداعي على استثمار التفكير في خلق وتوليد الحلول، عند الأطفال يتجلى التفكير الإبداعي في التعامل مع المشاكل الصغيرة التي تواجههم، وفي مرحلة متقدمة يتحول التفكير الإبداعي إلى وسيلة لحل المشكلات الأكثر تعقيداً بأساليب مبتكرة لا يمتلك الطفل معرفة مسبقة بها.
  5. التفكير المجرد: هو القدرة على استيعاب الأفكار والمعاني غير الملموسة واستخدامها في الحياة، مثل مفاهيم العدالة والحرية والحب والسعادة وما إلى ذلك، ويعتبر هذا المستوى من التفكير هو الحد الفاصل بين الطفولة والمراهقة، حيث يصل الطفل إلى القدرة على التفكير المجرد واستيعاب المعاني غير الملموسة بشكل كامل مع اقترابه من دخول المراهقة، أي بين 8 و12 سنة. [1-2]
  1. إثارة الفضول عند الطفل: الفضول سمة طبيعية لدى الأطفال، فهم يميلون لاكتشاف وتجربة كل جديد يرونه من حولهم، ويجب استغلال هذه السمة لتنمية مهارات التفكير عند الأطفال عن طريق تقديم فرص لاستكشاف العالم، كاصطحاب الطفل للأماكن الطبيعية ومنحه فرصة للعب والتجربة، والابتعاد تماماً عن فكرة التحكم بسلوك الطفل وعدم السماح له بالحركة ووضع قواعد صارمة للعب فهذا يجعل الأمور مكررة ورتيبة ويمنع الطفل من تطوير مهارات التفكير العقلية بمختلف أنواعها.
  2. طريقة التجربة والخطأ: لا تحاول جعل طفلك مثالياً لا يخطأ، بل بالعكس يجب توفير بيئة مناسبة ليجرب ويقع بالخطأ وعليك عدم التدخل لتقديم حلول مباشرة للطفل مالم يتعرض لخطر أو مشكلة، واتركه وحده يستخدم مهارات التفكير المنطقي وتحليل المشاكل لفهم المشكلة ويبحث بنفسه عن الحل المناسب، مع ضرورة مراقبته طيلة ذلك.
  3. السماح لهم باتخاذ بعض القرارات: دع طفلك يقرر بعض الأمور البسيطة في حياته ولا تجعل كل شيء يأتيه جاهزاً ويُفرض عليه، وناقشه بالمسؤوليات التي ستقع على عاتقه بناء على قراره، فمثلاً إذا اختار مدرسة معينة ليذهب إليها في بداية السنة نبهه أنك ستبقيه بها السنة كلها مهما حصل لأنه هو اختار ذلك، يسمح ذلك لطفلك بتطوير مهارات التفكير النقدي التي توصله لتعلم كيفية التفكير واتخاذ القرارات، وعدم فعل ذلك سيقود طفلك للاتكالية بقية حياته والفشل في اتخاذ كل قراراته الحياتية والخوف من صنع القرار.
  4. ترك الطفل يحل مشكلاته بنفسه: مهارة حل المشكلات ضرورية ويجب البدء بتنميتها في الطفولة المبكرة كي تتطور تلقائياً وتصبح جزء من شخصية الطفل، فعند ترك طفلك يحل مشاكله بنفسه يكتسب مهارة التفكير النقدي والبحث عن الاختيارات والحلول المتاحة وتقييم عواقبها، ويمكنك إرشاد طفلك ببعض النصائح أو تقديم ثلاث حلول مثلاً ليختار منها بنفسه في بداية الأمر.
  5. طرح الأسئلة المناسبة على الطفل: يساعد طرح الأسئلة على الطفل بما يتناسب مع عمره في تشجيعه على التفكير وتحسين مهارات التفكير التحليلي والبحث عن الاحتمالات وتنشيط الخيال، مثل كيف يتواصل الحيوانات مع بعضهم؟ ولماذا السماء زرقاء؟ وما هي السعادة ومتى تشعر بالسعادة؟ وما إلى ذلك.
  6. ممارسة أنشطة العقل وألعاب التفكير: مثل أدوات اللعب كالمكعبات والألوان ولعبة تركيب الصور وحل الألغاز ولعب الأدوار، كما يمكن توفير نشاطات للعب الجماعي للطفل سواء مع العائلة أو مع الأصدقاء في المدرسة أو النادي أو في الحديقة.
  7. عدم تجاهل أسئلة الطفل: الأطفال يسألون كثيراً ويسألون عن كل شيء، وبعض الآباء يشعرون بالضجر من كثرة هذه الأسئلة ويوبخون أطفالهم كي يسكتوا ويتوقفوا عن السؤال أو يتجاهلون الإجابة، وهذا خطأ فادح يدفع الأطفال مع الوقت للخوف أو عدم الرغبة في طرح الأسئلة والتعلم ويوقف قدرته على اكتساب مهارات التفكير وتنميتها.
  8. عدم وضع الطفل في نظام صارم: بعض الأهالي يعتقدون أن وضع نظام حاد وصارم ليس فيه مجال للقرار، مع وقت مملوء بنشاطات مختارة من قبلهم يعلم الطفل الانضباط، لكن في حقيقة الأمر إنه يمنع الطفل من تطوير أي نوع من مهارات التفكير ويضعف قدراته العقلية بشكل كبير ويقلل ثقته بنفسه مع الأيام. [3]
  1. حل الألغاز: ألعاب حل الألغاز من أكثر الطرق فعالية في تنمية مهارات التفكير بمختلف أنواعها عند الأطفال، فكما تقدم الألغاز المتعة والترفيه بنفس الوقت وتحسن الذاكرة وتزيد التركيز عند الأطفال، ولألعاب الألغاز أنواع عديدة للأطفال بحيث تناسب جميع الأعمار، كلعبة سودوكو، حل المتاهات، حل الألغاز الرياضية، لعبة الكلمات، تركيب قطع صورة وغير ذلك الكثير.
  2. مكعبات البناء: لعبة مكعبات البناء رائعة لتنمية مهارة التفكير النقدي حيث تطلق العنان لمخيلة الطفل لصنع أشكال غير محدودة مما يساعد في تطوير المهارات الحركية والحسية واكتساب مهارات التفكير الإبداعي.
  3. لعبة الأسئلة: يكون لها عدة أشكال، مثل لعبة الصراحة أم التحدي، ألعاب المسابقات التي تكون بطرح سؤال على مجموعة أطفال وإعطاء علامة لمن يجاوب أولاً، يمكن أيضاً وضع غرض خلف الظهر وترك الطفل يخمن الغرض من خلال طرح الأسئلة حوله.
  4. التعرف على الاحرف أو الألوان: عن طريق توزيع الأحرف أو الألوان بشكل عشوائي وطلب ترتيبها من قبل الطفل بمكانها الصحيح مما يعلم الطفل مهارة التفكير المنطقي والتفكير التحليلي.
  5. تأليف قصص مع الطفل: بمعنى أن يتم إعطاء الطفل مقدمة لقصة ما وطلب منه إكمالها بأحداث من خياله، وهكذا يتم التناوب مع الطفل لإنشاء قصة بشكل كامل من إبداع الطفل وخياله.
  6. لعبة القافية: تكون بإعطاء كلمة للطفل وطلب منه إعطاء كلمة مختلفة على نفس القافية ومعه مدة 5 ثوان مثلاً، تقوي هذه اللعبة المهارات العقلية المتعلقة باللغة والذاكرة مما يسهل اكتساب مهارات التفكير الإبداعي عند الأطفال.
  7. البحث عن الحرامي: وهي لعبة جماعية تتضمن وجود عدة أشخاص من بينهم شخص يسمى الحرامي وهناك شخص آخر يدعى المحقق عليه كشف شخصية الحرامي، تقدم هذه اللعبة القدرة على تطوير مهارات التفكير التحليلي عن طريق تحليل تصرفات ونظرات الأشخاص وكلماتهم وما إلى ذلك، كما انها تعلم مهارات التفكير النقدي. [4]

قد يبدو أن تعليم مهارات التفكير للأطفال بعمر الروضة صعب وأكبر من عقولهم لكن في الحقيقة هناك عدة طرق تساعد في ترسيخ مهارات التفكير للأطفال في الروضة بشكل غير مباشر:

  1. طلب نشاطات مفتوحة من الطفل: مثل رسم شيء لا على التعيين أو كتابة قصة قصيرة من إبداع الطفل دون تحديد موضوع معين للقصة، فتكرار مثل هذا النشاط يعلم الطفل عدة مهارات للتفكير مثل اتخاذ القرارات والتفكير الإبداعي وإطلاق العنان للخيال.
  2. ترك أوقات فراغ يتفاعل بها الطفل مع أقرانه: بحيث يكون هذا الوقت الفارغ خال من الأنشطة المعتادة المخطط لها والمتكررة، والسماح للأطفال باختيار طريقة يقضون به وقتهم سواء باللعب الحركي أو ألعاب الذكاء داخل الصف أو التحدث مع الأصدقاء وطبعاً يكون ذلك تحت إشراف المعلمين.
  3. دمج مهارات التفكير مع المواد الدراسية: وهو جعل عملية التدريس تقوم على توصيل الفكرة بطريقة بسيطة جذابة للطفل، كطرح الأفكار ومناقشتها مع الأطفال واستخدام أدوات تسهل توصيل الأفكار كالألوان والألعاب والقصص المرئية والمسموعة وممارسة الأنشطة داخل الصف كتمثيل الدرس من قبل الطلاب مثلاً، مع الابتعاد عن أسلوب تلقين وتحفيظ المعلومات الجامدة دون شرح أو تبسيط وطلب حفظها كما هي من الأطفال.
  4. تشجيع الطفل على إيجاد حلول مفتوحة للأسئلة: بمعنى عدم التقيد بطريقة حل وحيدة ومكررة لمختلف الأسئلة والمسائل التي يدرسها الطفل، والسماح له بإيجاد أي طريقة توصل للحل الصحيح حتى لو كانت خارج المنهاج.
  5. الابتعاد عن أسلوب التلقين: وهو أسلوب مكرر جداً لدى طفل الروضة حيث يحفظ الطفل مثلاً أغنية الأحرف الأبجدية ويرددها بشكل صحيح لفظياً لكن دون التمكن من قراءة الأحرف أو كتابتها بشكل منفرد أو تمييزها عن بعضها، هذا يقيد الطفل بحفظ المعلومات بطريقة جامدة مما يحرمه من تعلم مهارات التفكير.
  • التعلّم بشكل أفضل، فمهارات التفكير بمختلف أنواعها ضرورية لدعم قدرة الطفل على التعلم وفهم ما يتعلمه ويستفيد منه.
  • يساعد التطوير الموجّه والممنهج لمهارات التفكير عند الأطفال على استغلال مهارات الطفل وقدراته الفردية ومواهبه بشكل أفضل، حيث يتيح تطوير مهارات التفكير الكشف المبكر عن أنماط التفكير التي يتميز بها الطفل بشكل خاص، وتنعكس بشكل مباشر على مواهبه وأدائه الدراسي وحياته الاجتماعية.
  • تعليم الطفل مهارة اتخاذ القرارات، حيق يكتسب الطفل الذي يتعلم استخدام مهارات التفكير قدرة عالية على صنع القرارات في حياته سواء في فترة طفولته أو حتى على المدى البعيد في مستقبله.
  • تدريب الطفل حل المشكلات، وهي من أهم المهارات الضرورية لكل شخص في حياته الدراسية والعملية والاجتماعية لأنها توفر المقدرة على تجاوز نسبة كبيرة من المشاكل التي تواجهنا في الحياة كما تجنبا الأضرار التي قد نقع بها.
  • ضمان النجاح المستقبلي، فمن يمتلك القدرة على استخدام مهارات التفكير ويتعلمها من طفولته يضمن القدرة على النجاح في جميع مجالات الحياة ويكون مرغوباً من قبل الآخرين على الصعيد الدراسي والمهني والاجتماعي والأسري.
  • تقوية ثقة الطفل بنفسه، حيث يتعلم الطفل الاعتماد على نفسه في الكثير من المواقف عندما يمتلك القدرة على استخدام مهارات التفكير مما يكسبه شخصية قوية وواثقة تعيش معه كل حياته. [5]

المراجع