خطوات اختيار المهنة الأمثل
اختيار الوظيفة مهمة صعبة.. ومع امتلاء العالم اليوم بخيارات مهنية واعدة أكثر من أي وقت مضى في التاريخ، فإلى أين تذهب؟ قد يكون اختيار مهنة أمراً مزعجاً حيث يدور عقلك في كل مكان وتفكر في ما يجب فعله، كما تعلم مدى أهمية اختيار الوظيفة المناسبة لأنك ستكون الشخص الذي يكسب ويعيش حياة سعيدة، إذن ما هي الخطوات التي تساعدك على اختيار المهنية المناسبة لطموحاتك ومهارتك؟
قيّم نفسك واعرف شخصيتك
قبل النظر في الخيارات المهنية، يجب عليك أولاً أن تعرف نفسك، ما هي اهتماماتك؟ ما هي مهارات؟ كذلك ما هي قدرتك على التحمّل؟ وما هو نوع شخصيتك؟.. سيقودك التقييم الذاتي في اختيار مهنة مناسبة لشخصيتك، كمت سيحدد ما إذا كانت المهنة التي تهتم بها هي الأنسب لك أم لا، خذ اختبار التقييم الذاتي عبر موقع حلّوها كذلك اختبر مدى سعادتك الوظيفية، وسوف تخبرك النتائج عن سماتك وإمكانياتك، كذلك اتجاه خيارك الوظيفي.
اسأل نفسك الأسئلة الخمسة حول نفسك
ما هي مهاراتك؟ تعرّف ما الذي تجيده، وما هي المهارة التي يمكنك تحويلها إلى ترقية مهنية مستقبلية أو ميزة أكاديمية؟ ثم ما هي البيئة التي ترغب في العمل فيها؟ كذلك.. ما هو نمط الحياة الذي تتطلع إليه؟ وأين تريد أن تعيش؟ هذا سيساعدك في تحديد الخيارات المهنية.
سجل المهن التي تهتم بها وتحبها
في هذه المرحلة يجب أن يكون لديك العديد من الخيارات التي تفكر فيها، الكثير من الخيارات الوظيفية... قم بتنظيم جميع الخيارات على قطعة من الورق وعلى طولها اكتب جميع الأسباب التي تجعل هذه المهنة جيدة بالنسبة لك، استنادًا إلى التقييم الذاتي وإجاباتك عن الأسئلة السابقة، سيؤدي التفكير مرة أخرى إلى جعل القائمة أصغر حجماً، لأن السبب في تفضيلك لمهنة معينة والذي يدور في رأسك لا يبدو منطقياً في بعض الأحيان، وعندما يكون مدرجاً على الورق يصبح أمامك، بالتالي تعرف ما الذي عليك أن تستبعده وعلى ماذا تبقي ضمن اهتماماتك المهنية.
استكشاف كل المهن التي سجلتها
من الخيارات المهنية التي أدرجتها على الورقة؛ قم بتضييق القائمة من 15 إلى 10 خيارات، أجري بحثاً عبر الإنترنت واقرأ الصحف، كذلك تعرف على نوع الفرص التي توفرها هذه الوظائف، ما هي متطلبات تعلم مهارات هذه المهنة؟ وإن كنت تملك هذه المهارات.. ما هي فرص التقدم إلى تلك الوظيفة؟ كذلك تعرف على عدد ساعات العمل؟ قم باستكشاف كل هذه التفاصيل لأنها بالتأكيد ستحول اهتمامك إلى بعض الوظائف، التي دونتها في القائمة وتجعلك تتحرك بعيداً عن بقية الوظائف.
قم بوضع أكثر ثلاث وظائف في قائمة قصيرة
الآن يجب أن يكون لديك أفضل 3 اختيارات وظيفية في ذهنك.. (ليس أكثر من 5 خيارات أو أقل من 3 خيارات)، وتبعاً للخطوة السابقة قد تكون هناك بعض المتطلبات والمهارات الوظيفية التي لا يمكنك الوفاء بها، أو قد لا توافق على الراتب أو أن عبء العمل غير مناسب لقدراتك، قد لا تبدو هذه الأشياء كثيرة عند اختيار مهنة ما، فقد تعتقد أنك ستطور نفسك، إلا أن بعض الوظائف تخلق المزيد من الصعوبة في حياتك إذا لم تتطابق مع مهاراتك.
لقاء الخبراء في نفس المجال الوظيفي الذي تهتم به
أفضل طريقة لأخذ قرار حول المهنة التي ترغب في العمل بها، هي إجراء مقابلة مباشرة مع المحترفين العاملين في مجال اهتمامك، فحاول الوصول إلى من هم أكثر خبرة أو يعملون في مناصب أعلى، ليس فقط لمعرفة المزيد عن هذا المجال، لكن لمعرفة نوع التحديات التي مروا بها لتحقيق أهدافهم أيضاً، سيوضح ذلك ما إذا كنت على استعداد لمواجهة التقلبات أو الهبوط للوصول إلى هدفك، أو قد تحتاج إلى النظر إلى اتجاه وظيفي آخر لتحقيق النجاح.
اختر الوظيفة المناسبة لك
أخيراً.. أنت هنا بعد الكثير من التحليل الذاتي واستجواب نفسك، كذلك البحوث التفصيلية ومقابلات العمل، والآن أنت على استعداد لاختيار مهنة تلائمك، ولا تقلق إذا كان هناك العديد من الأشياء التي تفكر بها، قد تعتقد أنه يجب عليك أن تكون في هذه الوظيفة إلى الأبد، وهو أمر غير صحيح.. حيث يمكنك دائماً تجربة مهن جديدة إذا لم ينجح العمل القديم، تأكد فقط من عدم استسلامك للوضع الراهن، إذ هناك الكثير من الخيارات المهنية طوال الحياة.
حدد الأهداف قصيرة وبعيدة المدى
أنشئ الآن قائمة بالأهداف تحت عنوانين: أحدهما "طويل الأمد" تحته اكتب جميع الأهداف التي تريد تحقيقها أو تعتقد أنه يمكنك تحقيقها خلال 3 إلى 5 سنوات من الآن، والعنوان الثاني "قصير الأجل" وتحته اكتب الأهداف التي تريد تحقيقها من 6 أشهر إلى 3 سنوات، هل أنت جاهز!
ابدأ العمل على اختيار المهنة وكن واثقا بما تعرفه عن نفسك، يمكنك أن تفعل ذلك... ثم قم باختبار مدى تناسب الوظيفة مع مهاراتك.
يمكنك تعلم أشياء كثيرة من مهنة لا تحبها
دعنا نواجه الأمر لقد اضطررنا جميعاً لشغل وظيفة نكرهها مرة واحدة على الأقل في حياتنا؛ باعتبارها بائسة ويمكن أن تدمر الروح على ما يبدو.. لا يعني هذا أنك لا تعتد بأي شيء قمت بتعلّمه كما صقلت مهارة ما من خلال هذه الوظيفة، لذا نقدم إليك فيما يلي خمسة أشياء؛ يمكنك تعلّمها من وظيفة لا يمكنك تحملها ولا زلت تقوم بها أثناء قراءة هذه السطور:
- هناك دائماً جانب مشرق: للأسف.. لن تحصل دائماً على ما تريد، لكن مفتاح السعادة في العمل (لا يعني تجنب أي شيء قد يكون صعباً أو قد يبدو مستحيلاً).. لكنه تحقيق أفضل النتائج من وضع بائس.. والخبر السار هو أنه كلما فعلت ما تكره، كلما أصبحت أفضل في رؤية الإيجابيات، وبعد كل شيء الطريقة الوحيدة للبقاء واضح الذهن في موقف صعب، هو وضع الإيجابيات فوق السلبيات، بالتالي لن تصبح فقط ماهراً في النظر إلى الجانب المشرق من الأشياء، بل ستتمكن من تطبيق هذه المهارة الجديدة على وظيفتك التالية، لأنه حتى أفضل منصب وظيفي في العالم سيكون له سلبيات أيضاً.
- لا يمكن أن تحدث التغييرات الكبرى بين عشية وضحاها: فأنت في وظيفة تكرهها الآن وتتحمل القيام بمهامك، ولكنك ما زلت تجرّب نفسك في العمل كل يوم؛ بغض النظر عن مقدار ما تفكر به من استقالة دراماتيكية في عقلك، بالتأكيد قد يكون عملك على مضض، كما أنك تبحث باستمرار عن شيء أفضل لكنك تستبعد أهدافك، وعلى الرغم من أن الطريق للحصول على الوظيفة التي تحبها قد يبدو طويلاً، إلا أن الصبر والالتزام والإخلاص الذي تبذله أثناء رحلة العثور عليه هو اكتساب مهارات لا تقدر بثمن في حد ذاتها. أنت تعرف ما يقولونه: ما لم تكن أحد هؤلاء المحظوظين؛ لن يتم تسليم الحياة المثالية لك على طبق من ذهب، بالتالي عليك فعلا العمل من أجل ذلك.
- المشاكل الصغيرة لا تستحق التفكير بشأنها: يمكن للمزاج السيئ استنزاف أفضل ما لديك، لنفترض أنك تقوم بأسوأ عمل على الإطلاق لمدة أربع ساعات على الأقل يومياً؛ فلماذا تزعج نفسك على أي حال؟ عليك القيام بوظيفتك، لأن ما ستدركه من الإحباط اليومي مثل هذا، لا يستحق أن تزعج مزاجك على الأشياء الصغيرة، بالتالي الاندفاع نحو أمر ثانوي عندما يكون عملك هو المشكلة الحقيقية لن يساعدك، فلن ينفع التذمر مثلاً بل سيزيد الأمر سوءاً عليك أنت، لهذا السبب ستتعلم أن تدع الأشياء الصغيرة تختفي، بالتالي ستتعلم أن تكون متسامحاً جداً؟
- كل تجربة.. هي تجربة جيدة: قد لا تعمل في وظيفة أحلامك الآن، وربما لم تكن حتى في مجالك المفضل، لكن لحسن الحظ.. لست بحاجة إلى أن تكون في وضعك المثالي لتعلّم شيء ما، فيمكنك اكتساب المهارات القابلة للتطوير من أي وظيفة كانت ومن أي عمل تقوم به، بغض النظر عن مدى اختلافه عن الاتجاه الذي تريد الذهاب إليه في اختيار الوظيفة الأمثل، سواء كنت تعمل في تجارة التجزئة أثناء البحث عن وظيفة في وسائل الإعلام، أو كنت لا تزال في وظيفة بنكية لأنك لم تدرك أن شهادتك في الدراسات النقدية لن تكون مفيدة للغاية (من يعلم؟)، خلال عملك في كل هذه الوظائف الثانوية أثناء رحلتك نحو وظيفة الأحلام؛ سوف تكتسب كل شيء من مهارات الاتصال وإدارة الوقت وصولاً إلى المرونة والقدرة على التكيف.. الخ، فكل ما عليك القيام به هو توصيل هذه الدروس والمهارات، التي اكتسبتها بفعالية إلى وظيفتك المستقبلية.
- إنك أقوى مما تعتقد: تعرف أن ما يقولونه لا يقتلك لكنه يجعلك أقوى، وهذا ما ينطبق على عملك الرهيب الذي لن يقتلك، بل سيعلمك كيفية البقاء قاسياً لاسيما إذا كنت قادرا على الابتسام والتحمل رغم كل شيء، في الواقع يمكنك التعامل مع أي شيء بغض النظر عن إعطائك ثقة جديدة في نفسك.. الوظيفة التي تكرهها تعلّمك كيفية التعامل مع المواقف الصعبة أيضاً، وستوفر تلك المهارة لمقابلتك الوظيفية القادمة.
في النهاية.. لا تستسلم وتهزمك وظيفة لا تحبها، حاول دوماً أخذ الدروس الجيدة من كل عمل تقوم به، فيوماً ما ستعرف قيمة صبرك وتحملّك الظروف التي فرضها عليك مديرك في العمل أو زملائك وحظك أيضاً، اتبع بعض الخطوات العملية التي تحدثنا عنها لمساعدتك على تحقيق حلم مهني طالما راودك، وشاركنا من خلال التعليقات قصص النجاح المهني الذي حققته، كذلك أي مشاكل وظيفية قد تعانيها.. علنا معاً نجد الحلول.