دعاء الرسول لحفظ القرآن الكريم وأدعية حفظ القرآن
القرآن الكريم هبة الله للعالمين وهو السراج الذي يهدي إلى طريق الصواب والحق، فقراءة القرآن تنير القلب وتشعل الروح إيماناً، وحفظه من أفضل المحصنات والحسنات التي ينالها المؤمن، وقد جمعنا بعض الأدعية والأذكار التي تسهل حفظ القرآن الكريم، في هذا المقال بالإضافة إلى أفضل الطرق لتسهيل حفظه.
"اللَّهُمَّ ارحمني بترْكِ المعاصي أبداً ما أبقيتني، وارزقني حُسن النَّظر فيما يُرضيك عني، اللَّهُمَّ بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعِزَّة التي لا تُرام، أسألك يا الله يا رحمن، بجلالك ونور وجهك، أن تُلزم قلبي حِفظَ كتابك كما علَّمتني، وارزقني أن أتلوه على الوجه الذي يرضيك عني.
اللَّهُمَّ بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا تُرام، أسألك يا الله يا رحمن، بجلالك، ونور وجهك، أن تنوِّر بكتابك بصري، وأن تُطلق به لساني، وأن تُفرج به عن قلبي، وأن تَشرح به صدري، وأن تستعمل به بدني، فإنّه لا يُعينني على الحقِّ غيرُك، ولا يُؤتينيه إلّا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"
عن عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم علّم هذا الدعاء لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه عندما شكى إليه نسيان القرآن الكريم، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلّم عن صلاة الحفظ يوم الجمعة يتلوها هذا الدعاء، وقد ضعّف بعض أهل العلم منهم الحافظ الذهبي وابن الجوزي هذا الحديث والدعاء وقالوا موضوعٌ شاذٌ ولا يجوز التعبّد به، والله أعلم.
- يكون في ليلة الجمعة: جاء في نص الحديث أن دعاء حفظ القرآن يكون في يوم جمعة "ذَا كَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَقُومَ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ مَشْهُودَةٌ وَالدُّعَاءُ فِيهَا مُسْتَجَابٌ".
- صلاة أربع ركعات: ومن ثم صلاة أربع ركعات تُقرأ في كل منهم آية محددة فالركعة الأولى تقرأ بها فاتحة الكتاب وسورة يس، والركعة الثانية تقرأ فيها فاتحة الكتاب وسورة السجدة، وفي الركعة الثالثة تقرأ فاتحة الكتاب وسورة الدخان، وفي الركعة الرابعة تقرأ فاتحة الكتاب وسورة الملك.
- الحمد والشكر: بعد صلاة الركعات الأربع يبدأ المصلي بحمد الله وشكره على عظيم نعمته، والإكثار من الحمد وثم الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى سائر الأنبياء، وقد جاء في نص الحديث قوله صلى الله عليه وسلّم: فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ التَّشَهُّدِ فَاحْمَدْ اللَّهَ ، وَأَحْسِنْ الثَّنَاءَ عَلَى اللَّهِ ، وَصَلِّ عَلَيَّ وَأَحْسِنْ وَعَلَى سَائِرِ النَّبِيِّينَ ، وَاسْتَغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلِإِخْوَانِكَ الَّذِينَ سَبَقُوكَ بِالْإِيمَانِ.
- قول دعاء حفظ القرآن: بعد ذلك يقول المؤمن الدعاء المذكور أعلاه، ويكرر ذلك ثلاث أسابيع أو خمسة أسابيع أو سبعة أسابيع في كل جمعة، لما جاء في نص الحديث: يَا أَبَا الْحَسَنِ ! تَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ ، أَوْ خَمْسًا ، أَوْ سَبْعًا ، تُجَبْ بِإِذْنِ اللَّهِ.
- اللَّهُمَّ إني أسألك أن تُعينني في حفظ القرآن، وأن تُسهَّل علي آياته، وأن ترزقني قوة الحفظ، وتجعله ميسّراً عليَّ ليس عسيراً ولا شاقاً.
- اللَّهُمَّ يا ربي ويا مولاي يسّر لي الحفظ، وأبعد عني التعب وعدم التركيز، واجعلني قويّ الانتباه وسريع الحفظ، إنّك على ذلك لقدير.
- اللَّهُمَّ أرشدني لما يصلحني وأبعدني عمّا يصرفني عن حفظي للقرآن الكريم، واجعلني سريع الحفظ وقوي التذكر، ولا تصعّب عليّ آية، ولا تعقّد لي أمراً يا أعلم العالمين.
- يا حيُّ يا قيّوم ثبِّتني على طريق الهداية وثبت في قلبي آيات القرآن الكريم واهدني سرعة الحفظ وقوة التركيز ويسِّر لي ختم القرآن وحفظه يا رب العالمين.
- اللَّهُمَّ يا ميسِّر الأمور ويا عالماً بما في الصدور، يسر لي حفظي للقرآن الكريم، وأكرمني نعمة ختمه وحفظه وحسن تجويده.
- اللَّهُمَّ يسِّر لي أمري، وزد لي حفظي، وابعدني عن غلطي، وأكرمني في ذاكرتي، واعني على حفظ قرآنك الكريم واجعلني من عبادك الصالحين يا رحمن يا رحيم.
- اللَّهُمَّ افتح لي باب حكمتك، وأرسل لي من علمك ورحمتك، وارزقني سهولة الحفظ وصعوبة النسيان، وأعني على حفظ القرآن.
- اللَّهُمَّ إني أستودعتك ما حفظت، فردّه إلي عند حاجتي وساعدني على طاعتك، واهدني الطريق المستقيم، واعني على حفظ آيات وكلمات القرآن الكريم.
- اللَّهُمَّ اجعل حفظي للقرآن شفاعة لي يوم القيامة، وارزقني خير ما حفظ، واحفظني برحمتك كما حفظت يوسف في ظلمات الجب وأنت خير الحافظين.
- اللَّهُمَّ ارفع شأني واجعلني من سعداء الدنيا والآخرة، واجعل حفظي للقرآن رفعة لي في الأرض والسماء.
- اللَّهُمَّ اجعل حفظي للقرآن حجة لي لا عليَ، ونوّر به قلبي، وعزّز به همتي، وارزقني به راحة البال ورحابة الصدر.
- اللَّهُمَّ اجعل حفظي لكلماتك طريقي للجنة، وارفع بآياتك شأني وقدري، وقويّ من حجتي، وانهل عليّ من حكمتك وعلمك يا علّام الغيب.
- اللَّهُمَّ احفظني في طريقي كما حفظ القرآن في قلبي، واشغلني بحمدك وشكرك وتكبيرك وتعظيمك وتسبيحك، واصرفني عن متاع الدنيا وعن الذنوب والمعاصي.
- يا رب كما جعلتني حافظاً لكلماتك في الأرض وصائناً لها في قلبي، أتمم عليّ نعمك وثبتني على طريق الحق والصواب واجعل لي ذرية صالحة ورزقاً وفيراً يا غني يا كريم.
- دعاء مباركة لمن حفظ القرآن: أسعدك الله وأكرمك من عظيم نعمه، ونسج لك من حفظ القرآن بيتاً في فردوسه، ورفع من مكانتك في الدنيا والدين.
- طريقة الحصون الخمسة: وهي طريقة منهجية متبعة من السنة النبوية الشريفة لتسهيل حفظ القرآن الكريم وتتألف من خمس حصون، أولها الاستماع المنهجي وهو الخطوة الأولى ويعتمد على قراءة القرآن الكريم بتمعن وفهم آياته والاستماع إلى ترتيل وتجويد الآيات بنطق صحيح، وثانيها التحضير الجيد وقراءة الآيات المراد حفظها تالياً، وثالثها مراجعة البعيد ورابعها مراجعة القريب، وخامسها الحفظ الجديد ويكون ذلك بمعدل ثابت مثلاً خمسة عشر دقيقة كل يوم.
- اختيار الوقت المناسب: العلم في الصغر كالنقش على الحجر، لذلك حالما أراد الشخص البدء بحفظ القرآن الكريم فلا يؤجل الأمر، كما أن ساعات الصباح الأولى من أفضل الأوقات للمساعدة على التركيز والحفظ حيث يكون الذهن صافياً.
- الاستعانة بشيخ أو محفّظٍ متخصص: وهي من أهم الخطوات لتسهيل حفظ القرآن فالشيخ يسهل معنى الآية ويرتلها بشكل صحيح على مسمع الحاضرين فتترسخ بالذهن، كما أن الذهاب إلى الجامع وحضور الدروس يساعد في التعرف على رفاق صالحين يشاركون في الحفظ ويساعدون بعضهم البعض.
- استخدام الحواس: وذلك بتوظيف الحس السمعي كسماع الآيات يومياً وترتيلها بصوت عالي ليحفظها الدماغ ويشكل لها انطباع سمعي، وباستخدام الحس البصري والنظر إلى الآيات بتمعن ليأخذ لها الدماغ صورة بصرية وأثناء تذكر الآية يتذكر شكل الصفحة وانطباعها التصويري.
- التجزأة والتقسيم: وذلك بتقسيم الأجزاء إلى سور، أو تقسيم السور إلى آيات على مدار اليوم، مثلاً حفظ 20 آية صباحاً و20 آية مساءً، أو تحديد حفظ جزأين كل أسبوع مقسمين على عدد الأيام مع المراجعة الدائمة ذلك يسهل الحفظ ويرسخه.
- الدعاء لحفظ القرآن: هناك أوقات وصيغ محددة يكون فيها الدعاء مستجاباً يمكن الاستعانة فيها للتضرع والدعاء لحفظ القرآن الكريم وتسهيل تذكره وترسيخه في العقل والروح.
- المكانة الرفيعة: يضمن حفظ القرآن الكريم للمرء مكانة رفيعة بين المؤمنين ويكون مع المكرمين عند الله عز وجل وهذا ما جاء في الحديث الكريم "مَثَلُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ وهو حافِظٌ له، مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، ومَثَلُ الذي يَقْرَأُ وهو يَتَعاهَدُهُ، وهو عليه شَدِيدٌ؛ فَلَهُ أجْرانِ" روته عائشة أم المؤمنين وأخرجه البخاري
- شفيعٌ للمؤمن يوم القيامة: من يحفظ القرآن الكريم تكون له آياته وحروفه شفاعة يوم الحساب وذلك ما جاء به رسول الله في حديثه الشريف "تعلَّموا القرآنَ فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ شافعًا" رواه أبو أمامة وأخرجه ابن حبان.
- حفظ القرآن حصنٌ للوالدين: ذُكر في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من حفظ القرآن واتبع تعاليمه أُلبس والداه يوم القيامة تاجاً نوره ساطع وهذا يدل على إكرام والديه والشفاعة لهما "مَن قرَأَ القُرآنَ وعَمِل بما فيه، أُلبِسَ والِداهُ تاجًا يومَ القيامةِ ضوءُه أحسَنُ مِن ضوءِ الشَّمسِ في بيوتِ الدُّنيا لو كانتْ فيكم، فما ظنُّكم بالذي عَمِل بهذا؟" رواه معاذ بن أنس وأخرج في سنن أبو داود.
- فيه مقربة من الله تعالى: وهي أعظم فضل لحفظ القرآن الكريم فمن حفظ كتاب الله تعالى حفظه في حياته من كل شر ومكروه وجعله الله تعالى من أهله أي يعزز ويكرم في الدنيا والآخرة وجاء ذلك في حديث الرسول الكريم "إنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ الناسِ، وإنَّ أهْلَ القرآنِ أهْلُ اللهِ وخاصَّتُه" رواه أنس بن مالك تخريج المسند.
- حفظ القرآن أولوية في الإمامة: يكون لحافظ القرآن أولوية في الإمامة بين الحاضرين أي أقواهم وأعلمهم بالخير والنصح وهذا فضل من الله تعالى وتقديراً لقيمة حافظ القرآن ولمن فهم معانيه وعمل بها وقد نص الحديث الشريف على ذلك "إذا كانوا ثلاثةً فليؤُمُّهم أقرؤُهُم لكتابِ اللهِ، فإِنَّ كانوا في القراءةِ سواءٌ، فأكبرُهُمْ سنًّا، فإِنْ كانوا في السنِّ سواءً ،فأحسنُهُمْ وجهًا" الراوي عمرو بن أخطب أبو زيد الأنصاري مصدره الجامع الصغير إسناده ضعيف.