هل يتغير الزوج عندما يصبح أباً وكيف تغير الأبوة الرجل

هل يتغير الرجل عندما يصبح اباً؟ تعرفي إلى تأثير الأبوة والإنجاب على الرجال وكيف يتغير زوجك عندما يصبح أباً!
هل يتغير الزوج عندما يصبح أباً وكيف تغير الأبوة الرجل
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تشكل تجربة الأبوة أحد أكثر الحالات الإنسانية تميزاً وتأثيراً على الإنسان، فهي مزيج معقد من العواطف والمشاعر تؤثر بالشخصية والتفكير وتغير السلوك والعقلية على حد سواء، فكيف تؤثر الأبوة على الرجال؟ وهل حقاً يتغير الرجل عندما يصبح أباً؟ وكيف تتأثر أدمغة الرجال بتجربة الأبوة؟ نتعرف إلى ذلك في المقال التالي.

  1. الشعور بالمسؤولية: عندما يرزق الرجل بمولوده الأول يلتمس للمرة الأولى حقيقة مسؤوليته عن حياة شخص بالكامل مدى حياته، من رعاية يومية مثل الطعام والمسكن واللباس، إلى رعاية دائمة مستقبلية مثل التعليم والتربية وتكوين الشخصية وما إلى ذلك، فيبدأ الرجل منذ أول فترة في حياة ابنه الرضيع باكتساب شعور عالي بالمسؤولية تجاه العائلة ويصبح أكثر ميلاً للاهتمام وأكثر حرصاً على حماية ورعاية طفله وزوجته.
  2. يشعر أنه نضج بشكل مختلف: في الحالة الطبيعية يطور الرجل الذي يصبح أباً حالة من الوعي الذاتي والنضج تجعله أكثر إدراكاً لمتغيرات المرحلة الجديدة من حياته، فالآن هو الوقت الذي تنتقل فيه حياته من حياة الشباب المليئة بالتجارب والتجديد وقلة المسؤولية إلى حياة الالتزام والتفكير والنضج وتحمل المسؤوليات.
  3. يصبح أكثر عاطفية: دخول هذا الكائن الصغير الضعيف إلى حياة الرجل يهيج نوع خاص من المشاعر لا يمكن أن يعيه أي رجل إلا عندما يصبح أباً ويمسك بيده طفله الأول ويحمله ويلعب معه ويعيش معه يوم بيوم ويراه كيف ينمو ويكبر، فتصبح شخصية الرجل عاطفية وحنونة أكثر مما كانت عليه من قبل، وينعكس هذا العطف على كل من الابن والزوجة.
  4. يزيد شعوره بالسعادة: هذا النوع من الحب غير المشروط وشعور القدرة على التضحية بدون مقابل الذي لا يعيشه أي إنسان إلا مقابل أطفاله وأبناءه ينمي شعور خاص غريب من نوعه بالسعادة عند الرجل الذي يصبح أباً للمرة الأولى.
  5. يصبح أكثر ارتباطاً بالعائلة: بعد أن يعيش الرجل فترة مع مولوده الأول ويعتاد على فكرة وجوده بحيث يصبح جزء أساسي من حياته، تقوى الروابط العاطفية عند الرجل تجاه عائلته ومنزله ويزداد تعلقه بجو المنزل فيرجع من عمله مثلاً بشوق ولهفة إلى المنزل ليرى ابنه أو ابنته وليقضي وقت مع عائلته.
animate

مرحلة الأبوة من المراحل الشاقة التي تحمل معها مشاعر متنوعة متباينة ما بين الفرح والسعادة والمتعة وبين التعب والضغط والخوف، لذا فهي بالتأكيد تسبب لكل رجل تغيرات في عدة نواحي تتمثل فيما يلي: [1-2]

  1. تغيرات نفسية: قد تميل هذه التغيرات للشكل الإيجابي المتمثل بزيادة الشعور بالحب والحنان وبسيطرة الفرح والفخر على نفسية الرجل، وأحياناً قد تأخذ طابعاً سلبياً يظهر بشكل حزن وقلق وخوف وعدم رضا.
  2. تغيرات سلوكية: يقل جماح السلوك الاندفاعي عند الرجل أو الزوج الذي يصبح أب، ويميل سلوكه للهدوء والعقلانية، حيث يلاحظ أن الأبوة عامل مهم لجعل الرجال يمتنعون ذاتياً عن الانخراط بسلوكيات مؤذية أو محفوفة بالمخاطر مثل ارتكاب الجنايات أو شرب الكحول أو الإدمان وما إلى ذلك.
  3. تغيرات هرمونية: قد تبدو الفكرة غريبة لكن نعم الرجال يتعرضون لتغيرات هرمونية متنوعة بعد أن يلتمسوا شعور الأبوة للمرة الأولى، منها ما يكون ذو تأثير جيد مثل انخفاض هرمون التستوستيرون مما يزيد من استقرار الرجل ومن شعوره بالتعاطف والحماس لرعاية الأطفال، ومنها ما يحمل تأثيرات سلبية مثل هرمون الكورتيزول الذي يزيد مشاعر التوتر وعدم الراحة عند الآباء بعد أن يحظوا بالطفل الأول.
  4. تغيرات جسدية: وضحت إحدى الدراسات تعرض نسبة من الرجال لزيادة ملحوظة في الوزن بعد أن يعيشوا حياة الأبوة للمرة الأولى، حيث يتغير نمط الحياة كاملاً من نوعية الطعام إلى طبيعة النوم إلى عدد مرات ممارسة الرياضة وما إلى ذلك، كل ذلك يسبب زيادة الوزن في النهاية، كما قد تظهر مشاكل جسدية أخرى بسبب تغير نمط الحياة الصحي مثل الأرق وفقدان الشهية وظهور الآلام العضلية وما إلى ذلك.
  5. تغيرات في طريقة تفكيره: يأخذ النهج الفكري عند الرجل مساراً مختلفاً تماماً عندما يشعر بنشوة الأبوة بعد الفترة الأولى من مجيء طفله الأول، فتتحول طريقة التفكير عند الرجل إلى الطريقة العقلانية الراسية، بحيث يبدأ بالتفكير للمستقبل والتخطيط لتأمين أفضل حياة لأفراد عائلته، ويتغير ترتيب أولوياته بحيث تصبح العائلة والأبناء هم أصحاب الأهمية الأكبر في حياته، ويكون على استعداد للتضحية في سبيل تأمين كل ما يتطلبه حماية أفراد عائلته.

بالتأكيد سيسبب مجيء الطفل الأول تغيرات نفسية لكل من الأبوين، وهذه التغيرات ليست ذات طابع موحد فهي أحياناً تكون إيجابية وهي الحالة المثلى، وأحياناً تتحول لتغيرات سلبية، وأهم المشاعر الإيجابية المرتبطة بالأبوة والمولود الأول عند الزوج نذكر:

  1. التفاؤل: يلتمس الرجل الذي يصبح أباً شعوراً بقيمة الحياة وأنها أصبحت ذات هدف ومعنى بفضل وجود طفله وتتغير حالته النفسية إلى التفاؤل.
  2. المرح: كذلك يصبح الزوج أكثر مرحاً بفضل اللعب مع طفله ومراقبة حركاته المضحكة والبريئة وهو في أول مراحل حياته.
  3. اللطف: تقل عصبية الرجل بعد فترة من ولادة طفله الأول بحيث تميل نفسيته ومزاجه للحنان والتعامل بلطف.
  4. السعادة: تصبح نفسية الرجل بعد أن يرزق بمولوده الأول ميالة للسعادة والفرح لتحقق حلم بناء العائلة الذي يطمح له كل رجل.
  5. الحماس: بعد ولادة الطفل الأول للعائلة يظهر لدى الزوج شعور عالي بالحماس للعيش مع طفله واللعب معه وقضاء الوقت وهو يراه ينمو ويكبر ويتطور أمام عينه.

وهي أيضاً حالة طبيعية في الفترة الأولى من الحصول على المولود الأول للعائلة، لكن من المفترض أن تقل هذه الآثار السلبية بعد فترة من الوقت وبعد أن يعتاد الأب على نمط حياته الجديد، ومن أهم التغيرات السلبية التي يختبرها الرجل بعد أول مولود:

  1. تقلب المزاج: الفترة الأولى لإنجاب الطفل الأول تكون تجربة جديدة ومرهقة جداً للأبوين، ونتيجة انقلاب نظام الحياة اليومي رأساً على عقب بالنسبة للرجل الذي يصبح أباً للمرة الأولى قد يلاحظ عليه حالة من تعكر المزاج الدائم والانزعاج، فمثلاً يقل نومه ليلاً بسبب بكاء الطفل وعدم فهم متطلبات الرضيع في الفترة الأولى ويضطر للتقصير في العمل بسبب الإرهاق الجسدي وما إلى ذلك مما قد يؤدي لمزاج سيء عند الرجل.
  2. القلق والاكتئاب: المسؤوليات التي تكثر فجأة بعد أن يصبح الزوج أباً تخلق له حالة من الهموم اليومية والهموم بعيدة المدى أيضاً، وأحياناً كثرة التفكير بهذه الهموم والتأثر بها يخلق عند الرجل حالة من القلق والاكتئاب بسبب الشعور أن المسؤولية المطلقة في حماية هذا الكائن الصغير ملقاة عليه مع عدم معرفته كيف يفعل ذلك الأمر بنجاح، خصوصاً عندما يصبح الرجل أباً بعمر صغير نسبياً.
  3. الغضب: كذلك قد تكثر مرات الشعور بالغضب عند الرجل كتأثير لحالة الضغط النفسي والجسدي الذي حصل فجأة وسيطر على حياته بعد مجيء مولوده الجديد.
  4. الإحباط: يفتقد الرجل ويشتاق لتفاصيل حياته قبل إنجاب مولوده الأول على الرغم من الحماس الذي كان يعيشه قبل ولادة الطفل، إلا أن صدمة انقلاب أسلوب الحياة التي تحصل، والحرمان بشكل كبير من الراحة والحرية، وفكرة أن هذا الوضع سيستمر مدى الحياة قد تؤدي للشعور بالإحباط.
  5. الخوف: الخوف من عدم القدرة على تحمل المسؤوليات الكثيرة والالتزامات تجاه العائلة والزوجة والأبن حالة تصيب بعض الرجال بعد أن يرزقوا بأول طفل، فهم يعيشون هذه الحالة لأول مرة وليس لديهم خبرة كافية يستندون عليها في فهم الطريقة الصحيحة والمضمونة للعناية بطفلهم وحمايته.

يبدو لنا من الطبيعي ان يتغير الرجل بشكل إيجابي عندما يصبح أباً فهذا التأثير المنطقي لمشاعر الأبوة، لكن عندما يتغير الرجل ويكتسب طباعاً سلبية بشكل مفاجئ بعد أن يحظى بمولوده الأول ويزيد من سلوكياته المزعجة يبدو الموضوع غريباً بعض الشيء، وهناك بعض الأسباب التي تدفع الرجل لهذا الأمر تتمثل بـ:

  1. الشعور بالإهمال: بعد ولادة أول طفل للعائلة ينجذب كل الاهتمام نحوه، وكذلك الزوجة تقضي وقتها كله في رعاية رضيعها وربما لا يبقى لديها أي وقت لزوجها فتضطر لتجاهله وتجاهل حاجياته مثل قلة ممارسة العلاقة الحميمية، هذا يسبب نوع من الشعور بالإهمال عند الزوج، فتتغير نفسيته بشكل سلبي ويطغى عليها طابع الانزعاج والحزن بدلاً من الفرح بالمولود.
  2. الضغط النفسي: كذلك قد لا يحتمل الرجل كمية الضغوط النفسية التي تتهافت عليه بعد المولود الأول، خصوصاً ان التجربة جديدة تماماً بالنسبة له وقد يكون من الصعب التأقلم معها وتقبلها بسهولة في الفترة الأولى، فيميل للشعور بالانزعاج والتصرف بطريقة غير محببة مع من حوله.
  3. التعب والإرهاق: كذلك التعب الجسدي الذي يتم العيش به بفترة ولادة الطفل الأول الذي لا ينتهي ولا يوجد طريقة للتخلص منه تسبب الإرهاق المزعج للأب، لذا تتغير فرحة الرجل العارمة إلى تعب وإرهاق وحالة من تعكر المزاج.
  4. التغيرات الهرمونية: ليست فقط النساء من يتعرضن للتغيرات الهرمونية في فترة الولادة والحمل، فقد وجد أن الرجال يتعرضون أيضاً لمثل هذه التقلبات التي تؤثر على مزاج الرجل وتعرضه لحالات اكتئاب وتوتر وقلق تنعكس على سلوكه ونفسيته عندما يصبح أباً.
  5. عدم التخطيط للإنجاب: أحياناً تحدث حالة الحمل بشكل مفاجئ بوقت غير محسوب وغير مخطط له من قبل الزوجين، بحيث يكون التخطيط للإنجاب مؤجل بالنسبة لهم، ويكون الرجل في مثل هذه الحالة غير متهيئاً نفسياً ومالياً واجتماعياً لعيش هذه التجربة وغير راضي عنها في الوقت الحالي، هذا ما يدفعه للتصرف بشكل سلبي بعد ولادة الطفل ليعبر عن انزعاجه من المسؤولية التي ألقيت على عاتقه في وقت أبكر من المحدد له.
  6. كثرة الشكوى: بعض الأمهات يشكون كثيراً من قلة مسؤولية الزوج تجاه رعاية المولود الجديد وعدم تقديم المساعدة لهن، وعندما تكثر هذه الشكوى تتسبب بنفور الزوج من حياة المنزل وانزعاجه من قدوم المولود وتتغير تصرفاته مع زوجته وطفله.

حاولت العديد من التجارب والأبحاث مراقبة أداء أدمغة الرجال بعد أن يعيشوا تجربة الأبوة للمرة الأولى، بحيث يتم انتقاء مجموعة من الرجال لإجراء فحوصات وصور خاصة للدماغ خلال فترة حمل زوجاتهم، ثم تعاد الصور ذاتها بعد الولادة بعدة أشهر، وتقارن النتائج مع صور لأدمغة رجال ليس لديهم أطفال يتم فحصهم بنفس الفترات السابقة.

ومن خلال عدة دراسات كررت الموضوع ذاته تبين وجود تغيرات حقيقية في بعض المناطق العصبية لأدمغة الرجال وذلك بالمقارنة بين فترة قبل الولادة وفترة خوض تجربة الأبوة بعد ولادة الطفل.

تمثلت هذه التغيرات بتأثر الخلايا العصبية في مناطق من الدماغ والقشرة الدماغية المسؤولة عن نوعين من المهارات، أولها مهارات التعاطف والرعاية تجاه الطفل، والأخرى مهارات التفكير والتخطيط وقوة التركيز، كما لوحظ أيضاً تطورات في الدماغ اللاواعي التي تفيد الآباء في استيعاب واكتشاف المخاطر والابتعاد عنها.

ولقد ارتبطت درجة التعرض الحقيقي لهذه التغيرات في أدمغة الآباء الرجال بمدى قربهم مع أطفالهم وتفاعلهم معهم، فكلما كانت مشاركة الآباء في رعاية الأطفال أكثر فاعلية كلما كان واقع هذه التغيرات الإيجابية في الدماغ أقوى وأوضح، لذا نستنج أن بعض العوامل الاجتماعية والثقافية والنفسية التي تحدد مدى قرب الآباء من أطفالهم ومدى تفاعلهم معهم ومقدار الوقت الذي يقضيه الآباء برعاية أطفالهم تؤثر بدورها في نوع وشكل وقوة التغيرات الدماغية عند الرجل بعد أن يصبح أباً. [3-5-6]

المراجع