تنمية مهارات الحفظ عند الأطفال والتغلب على النسيان

كيف أجعل طفلي يحفظ بسرعة! تعرفي إلى كيفية تطوير مهارات الحفظ عند الأطفال وأفضل طرق تسهيل الحفظ على الطفل
تنمية مهارات الحفظ عند الأطفال والتغلب على النسيان
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعتبر الحفظ والتذكر أهم عملية ذهنية في رحلة التعلُّم للأطفال والكبار، ويمتلك الأطفال عادةً قدرة أكبر على الحفظ والاستدعاء تساعدهم على اكتساب المعلومات بطريقة أسهل وأكثر ثباتاً واستقراراً، لكن مع زيادة الضغط على الطفل في التعليم قد يواجه بعض الصعوبات في الحفظ، نحاول في هذا المقال تقديم أفضل الطرق والوسائل للتغلب على مشاكل الحفظ عند الطفل من خلال تنمية مهارات الحفظ والتذكّر.

مهارات الحفظ هي مجموعة من والأدوات والوسائل المستندة للقدرات التي تساعد الطفل على استقبال المعلومات والصور وتخزينها في ذاكرته واستدعائها عند الحاجة، وتعتمد هذه المهارات على طريقة تخزين المعلومة منذ البداية وكيفية التعامل معها فيما بعد حتى تترسخ في الذهن وتصبح من راسخة أو ثابتة عند الطفل.

عملية الحفظ والتذكّر نفسها آلية طبيعية لدى الإنسان مع اختلاف القدرات الفردية من حيث سهولة تخزين المعلومات أو الذكريات واستدعائها، ودور المربين يتمحور حول تمكين الطفل بالأدوات والوسائل المناسبة لتعزيز قدرته على الحفظ والاستيعاب والاستدعاء حسب عمره وقدراته الخاصة.

animate
  1. فهم طريقة عمل الذاكرة: يجب على المربي فهم كيفية عمل الذاكرة وتطوير استراتيجيات تناسب هذه الطريقة، حيث تكون الخطة المتبعة في تحفيظ المعلومة للطفل مناسبة لطريقة عمل ذاكرته في الحفظ والتخزين وبالتالي تكون أكثر مرونة وفعالية في أداء مهمتها، فالأطفال في سن ما قبل المدرسة مثلاً يميلون للحفظ من خلال الصورة (الأشكال والألوان والرسومات) ومع تقدمهم في السن يصبح للغة دور أكبر في عملية الحفظ مع حفاظ الوسائل البصرية على أهميتها في عملية الحفظ والتذكّر.
  2. تقسيم المعلومة: بعض المعلومات تعتبر كبيرة ومعقدة بالنسبة للطفل ولا يمكنه حفظها بسهولة، وتقسيم هذه المعلومة يجعل الطفل يراها أكثر سهولة ويتحمس لحفظ الأجزاء المكونة لها، ليجد نفسه لاحقاً قد حفظ المعلومة الصعبة وبالتالي يكتسب ثقة بقدرته على الحفظ ومن ثم المحاولة كل مرة بهذه الطريقة.
  3. الممارسة اليومية: المعلومة التي لا تستخدم ولا يتم تعزيزها واستدعائها بشكل دائم ومستمر تكون أكثر عرضة للنسيان، وعلى هذا الأساس يجب أن يعتاد الطفل على المراجعة أو الممارسة اليومية للمعلومات المراد له حفظها وتذكرها.
  4. تطبيق المعلومات بشكل عملي: تطبيق المعلومات التي يدرسها الطفل ويحفظها من أكثر الطرق التي تجعلها تترسخ في ذهنه، فهو يفهم جميع تفاصيل هذه المعلومة من خلال التطبيق، فحفظ الطفل لقانون رياضي مثلاً وتطبيقه من خلال العديد من التمارين المناسبة لعمر الطفل، يضمن بشكل كبير حفظه لهذا القانون وتذكره دائماً.
  5. التركيز على المعنى: تكرار المعلومة بشكل سطحي مع عدم التركيز عليها وعلى تفاصيلها وفهم معانيها والمغزى منها، يجعل الطفل يحفظ هذه المعلومة بطريقة الببغاء، وهذه الطريقة في الحفظ تعتبر هشة وأكثر عرضة للنسيان وإذا اعتاد عليها الطفل فهو سوف يفشل دائماً في تخزين المعلومات المهمة، لذا يجب حث الطفل على التركيز بشكل كبير أثناء عملية الحفظ.
  6. منح الطفل فترات الاستراحة: الطفل بطبيعته المشتتة والتي لا تملك قدرات عالية على الاستمرار بالتركيز والانتباه، يحتاج لفترات استراحة حتى لا يمل ويتشتت انتباهه، ففترات الاستراحة هذه تعطيه الوقت لتثبيت المعلومة والاستعداد لاستقبال معلومة جديدة، ولكن هذه الاستراحات يجب ألا تكون طويلة بحيث تخرج الطفل من تركيزه ولا قصيرة بحيث تشعره بالملل.
  7. تعزيز ثقة الطفل بنفسه: كثيراً ما يعجز الطفل عن حفظ أشياء وفهمها نتيجة عدم ثقته بقدرته على فعل ذلك، وأسباب عدم الثقة هذه كثيرة ومتنوعة لا يمكن حصرها، وإذا تمكن الأهل من خلال التجريب والتشجيع والدعم تعزيز ثقة الطفل بنفسه في هذا المجال، فهذا سوف يشجعه على المحاولة واستنزاف كل إمكاناته، وعند ملاحظته لنجاحه سوف يكسب ثقة بنفسه وسوف يتحول الأمر لشيء ممتع بالنسبة له ويشعره بالفخر والسعادة، وبالتالي يحاول مجدداً أن يطور طريقة تناسبه في الحفظ.
  8. علاج صعوبات الحفظ ومشاكل التذكر: بعض الأطفال قد يعانون من مشكلات عديدة نفسية أو عاطفية أو عقلية تؤدي لصعوبات في التعلم والحفظ والتذكر، مثل نقص التركيز أو الذاكرة الضعيفة أو فرط النشاط والحركة أو اضطرابات صعوبات الكلام والتعلم، أو الهواجس والمخاوف النفسية، ويجب علاج هذه النوع من المشاكل في حال وجودها فوراً فهي تمنع الطفل من تطوير أدواته وإمكاناته الخاصة بالحفظ والتذكر والتعلم.
  1. استخدام أسلوب فكاهي: يجب أن تكون المادة أو المعلومة المراد من الطفل حفظها تحتوي على شيء فكاهي يجعل الطفل يضحك ويتسلى، فمن جهة هذا سوف يشجعه على المحاولة ويكون لديه رغبة في الحفظ، ومن جهة أخرى سوف يتذكر هذه المعلومة لاحقاً لأنها مرتبطة بشيء سعيد ومضحك في ذاكرته.
  2. تقديم المعلومات على شكل قصة: الطفل وخاصة إن كان صغير سريع الممل من المعلومات المجردة الجدية، وهو يحتاج لإطار يناسب خصوصية عمره العاطفية والنفسية، وهذا الإطار يمكن أن يكون لعبة أو قصة أو تجربة واقعية حسب ما يناسب هذه المعلومة، واستخدام هذه الطريقة يزيد فرص واحتمالية حفظ الطفل للمعلومة وفهمها والتركيز عليها.
  3. المراجعة في وقت لاحق: عند التأكد من حفظ الطفل للمعلومة والانتقال لمعلومات جديدة أو مرور بعض الوقت مثل عدة أيام، يجب أن يراجع الطفل هذه المعلومة من خلال سؤاله عنها وإعادة شرحها إذا كان قد نسيها، فهذه الطريقة تدعمها في ذاكرته وتصبح أكثر عصيان على النسيان لاحقاً.
  4. استخدام المكافأة والتحفيز: لا يعرف الطفل دائماً أهمية المعلومات التي تقدم له، وقد يشعر بالملل من الحفظ والدراسة، وهنا تبرز أهمية المكافئة والتحفيز، فتركيز الطفل وحثه على استنفار قدراته يحتاج لهدف أو دافع، وإذا كانت عملية الحفظ لا تمثل حافز بالنسبة له، فتعتبر المكافئة المعنوية أو المادية بمثابة هذا الحافز الذي يدفعه لحفظ المعلومة.
  5. الربط بين المعلومات وخبرات الطفل: عالم الطفل صغير وبسيط ويحتوي على أشياء معدودة وقليلة، مفهومة بالنسبة له ومهمة ومحببة، وربط المعلومات التي يتلقاها الطفل بهذا العالم يمثل إضافة بالنسبة لعالمه الصغير، وبالتالي يكون لديه فرصة أكبر على فهمه وتذكره واستخدامه، وهذا يسهل عملية حفظ المعلومات الجديدة.
  6. الاعتماد على الأمثلة: الأمثلة الواقعية للمعلومات والأفكار التي يتم تحفزها للطفل، تمثل موقف أو سبب أو نتيجة لهذه المعلومات، وحفظ الطفل للمعلومات بهذه الطريقة تجعل هذه المعلومة مكتملة العناصر في ذهنه، ولا يوجد فيها نقص غير مفهوم يجعله لا يفكر بها ولا يستخدمها وبالتالي يستبعدها من مخزونه المعرفي وخبراته.
  7. استعمال النماذج والألعاب التعليمية: النماذج والألعاب التعليمية المخصصة للأطفال تساعد بشكل كبير أحياناً في حفظ الأحرف الأولى لأي علم أو معرفة أو معلومة سوف يدرسها الطفل أو يحتاجها، فتعلم القراءة والكتابة يحتاج لحفظ الحروف، والنماذج التعليمية التي تحتوي على هذه الحروف على شكل ألعاب ومجسمات وأغاني وأجهزة تجعل هذه الحروف طوال الوقت أمام الطفل، وبالتالي تكون سهلة جداً لحفظها وتذكرها من قبله.
  1. سهولة التعلم: معظم المواد التعليمية التي يتعامل معها الطفل في المدرسة، من قوانين علمية في الرياضيات والفيزياء والعلوم وغيرها، أو قواعد واسس اللغة أو المعلومات حول المواد الاجتماعية والعلوم الإنسانية، تحتاج لقدرة في الحفظ، وذلك حتى يستطيع الطالب تأسيس أي معلومة جديدة على أساس معلومة أخرى حفظها سابقاً وترسخت في ذهنه.
  2. تنمية معارف الطفل وخبراته: يمر الطفل بالكثير من المعارف والخبرات والمعلومات، وعدم حفظه لهذه المعلومات يجعله لا يستفيد منها ولا يكون خبرات وثقافة خاصة، وامتلاك الطفل لمهارات الحفظ، يوسع قاعدته المعرفية ونطاق خبراته وثقافته.
  3. تحسين التحصيل الدراسي: المواد الدراسية في المدرسة فيها الكثير من الأشياء المراد حفظها والامتحان فيها في نهاية العام الدراسي، وقدرة الطفل على الحفظ والتذكير، تساعده في عملية التحضير لهذه المواد واختباراتها وبالتالي النجاح بالامتحان، وزيادة معدل التحصيل الدراسي والنتائج الامتحانية.
  4. تنشيط الذاكرة ومهارات التفكير: قدرة الطفل على الحفظ والتذكر تجعل ذاكرته تعمل باستمرار وبحالة نشاط دائمة، وتزيد من ثقافته وخبراته ومعلوماته، وهذا بدوره ينمي مهارات التفكير لديه واستخدام عقله في أمور حياته كافة، مثل علاج المشكلات واكتشاف حلولها، وفهم أي معلومة يتعرض لها.
  5. زيادة ثقة الطفل بنفسه: امتلاك الطفل لمهارات الحفظ والنتائج المترتبة على هذا المهارات من زيادة تحصيل دراسي وارتفاع معدل النتائج الامتحانية، والثقافة العالية وكثرة المعلومات، يجعل الطفل يجد نفسه شخص ناجح وذكي، وهذا يزيد من ثقته نفسه واحترامه لها حتى بعد أن يكبر.

عادةً ما ترتبط صعوبات الحفظ والتذكر عند الأطفال ببعض المشاكل المتعلقة بالبيئة المحيطة بالطفل أو أسلوب التعليم، أو بوجود اضطرابات عاطفية أو نفسية أو جسدية مميزة لدى الطفل تعوق عملية التركيز والحفظ والتذكّر، ومن أهم صعوبات الحفظ عند الأطفال:

  1. ضعف التركيز: يعاني بعض الأطفال أحياناً من صعوبة التركيز أو الانتباه للمعلومات، وبالتالي يصعب عليهم فهمها أو إدراك جميع جوانبها وتذكرها، وقد ينتج ضعف التركيز هذا عن عوامل عدة مثل البيئة أو طريقة التحفيظ أو مشاكل خاصة بالطفل.
  2. عدم فهم المعلومات: المعلومة المفهومة أسهل من ناحية الحفظ سواء بالنسبة للكبير أو الطفل، ولكن الطفل نتيجة صغر سنه تكون الكثير من المعلومات بالنسبة له جديدة وغير مفهومة، وحتى لو قام بحفظها والتدرب عليها بجدية، ولكن إذا لم يفهمها فسوف تكون معرضة للنسيان.
  3. سرعة النسيان أو تشوّه الذاكرة: الكثير من الأطفال يعانون من النسيان بسرعة أو تشوّه الذاكرة وتداخل المعلومات، ويعود ذلك إلى مجموعة كبيرة من الأسباب، مثل اتباع أسلوب غير مناسب لعمر وقدرات الطفل في التحفيظ والتدريس، أو تعليم الطفل في بيئة غير مناسبة مثل وجود الكثير من المشتتات أو الفوضى، أو الضغط على الطفل بكمية كبيرة من المعلومات، كما قد ترتبط سرعة النسيان عند الأطفال بمشاكل التغذية اضطرابات النوم والصحة العامة.
  4. صعوبات التعلم النمائي والأكاديمي: تشمل صعوبات التعلم عند الأطفال العديد من الأشكال والدرجات، مثل الصعوبات اللغوية في القراءة والكتابة والنطق أو صعوبة الحساب وغيرها، وتحتاج صعوبات التعلم للمتابعة مع متخصص في التربية الخاصة يساعد الطفل على تحاوز هذه الصعوبات لتسهيل عملية الحفظ وعملية التعلم بشكل عام.
  5. فرط الحركة والنشاط: العديد من الأطفال يعانون من مشكلة فرط النشاط والحركة ونقص الانتباه، ويعتبر هذا الاضطراب ADHD عائقاً رئيسياً أمام الحفظ بسهولة، ولا يمكن أن يتعامل الأهل بمفردهم مع هذا الاضطراب، لذلك لا بد من التعاون مع متخصص يضع خطة تربوية وتعليمية وعلاجية للطفل.
  6. التأخر النمائي والذهني: قد يعاني الطفل من التأخر في تطور ونمو بعض المهارات لديه بالمقارنة مع الأطفال في سنه، مثل التأخر بالنطق أو التأخر الذهني الذي يجعل الطفل أقل قدرة على استيعاب المعلومات التي يستوعبها الأطفال في سنه، بعض هذه الحالات تتعلق بالفروق الفردية الطبيعية بين الأطفال، حيث يظهر طفل قدرات حركية مميزة فيما يظهر طفل آخر قدرات ذهنية مميزة، لكن الطفلان سيظهران نمواً وتطوراً طبيعياً في باقي المهارات في أوقات ودرجات مختلفة، وفي حالات أخرى لا بد من استشارة الأخصائيين للوقوف على المشكلة التي يعاني منها الطفل.
  7. عدم تقبل الدراسة: نتيجة الطريقة الخاطئة المتبعة من قبل الوالدين أو تحصليهما التعليمي بشكل عام أو البيئة التي يتواجد فيها الطفل والتي لا تهتم بالعلم والدراسة أو الدلال الزائد والكثير من الأسباب، فإن الطفل قد لا تعجبه فكرة الدراسة ولا يتقبلها من الأساس، وبالتالي يكون من الصعب عليه تقبل حفظ المواد الدراسية، ويصبح بحاجة لتحفيز أكثر.

المراجع