كيف أتعامل مع صديقتي المزاجية؟
تقلب المزاج أو المزاجية من الصفات التي تؤثر بشكل كبير على العلاقات الإنسانية وعلى وجه الخصوص علاقة الصداقة، وفي كثير من الأحيان قد تكون طباع الصديقة المزاجية من الأسباب الرئيسية لتوتر العلاقة أو حتى إنهائها، فما هي أفضل طرق التعامل مع الصديقة المزاجية!
ليس بالضرورة أن تكون الصديقة المزاجية مريضة نفسياً! على الرغم من ارتباط معظم الاضطرابات والمشاكل النفسية بتقلب المزاج، لكن صفة المزاجية في حدود معينة تعتبر صفة للشخصية ولا تدل بالضرورة على الاضطراب النفسي، وهناك معايير علمية خاصة لتقييم حالة تقلب المزاج لدى الأفراد قبل تشخيصهم بالمرض النفسي أو الاضطراب.
تقلب المزاج الشديد وغير المتوقع والمستمر بدون مبرر؛ من أهم العلامات على الاضطرابات الوجدانية والعاطفية مثل اضطراب ثنائي القطب واضطراب الشخصية الحدية، كما يعتبر المزاج المتقلب من علامات الاكتئاب والقلق والضغط النفسي، والنصيحة هنا ألّا تفكري بطريقة المعالج أو القادر على تشخيص الآخرين بالاضطرابات النفسية، والاهتمام بدلاً من ذلك بجانب الصداقة الذي يهمك فقط، مع تقديم النصح عندما تشعرين أن الأمر يتعدى كونه صفة سيئة في شخصية صديقتكِ! [1-2]
- التقلب بالرغبات: من أبرز صفات الصديقة المزاجية عدم القدرة على فهم رغباتها الفعلية، فقد تبدي رغبة مثلاً للذهاب في نزهة إلى مكان معين، وبعد أن يتم الاتفاق على ذلك وتحديد موعد تتغير هذه الرغبة وتبرر بأن ليس لديها مزاج للخروج أو تريد الذهاب لمكان آخر، وعلى هذا النحو تبدو رغباتها تجاه كل شيء تقريباً.
- التقلب بالمشاعر: على غرار التقلب بالرغبات أيضاً تتصف الصديقة المزاجية بالتقلب والتغير في المشاعر، فأوقات معينة تبدو عليها السعادة والمزاج الجيد، وفجأة تنقلب للانزعاج والتوتر وتعكير المزاج، إلى حد يمكن أن تسبب إزعاج كل من حلوها.
- اتخاذ مواقف غير مفهومة: على أساس التغير في المزاج والمشاعر والرغبات غالباً ما تكون الصديقة المزاجية حساسة تجاه أي كلمة أو موقف عادي، وهذا يؤدي بها لاتخاذ مواقف غريبة في أوقات غريبة ولأسباب ليس ذات أهمية.
- تضخيم الأمور: تتصف ردود فعل الصديقة المزاجية بالتقلب غير المنطقي، فقد تضحك وتتعامل بتقبل ومزاح مع موقف معين أو كلمة توجه لها، وفي وقت آخر تتعامل بردة فعل مبالغ فيها تجاه نفس الموضوع، بل وقد تبالغ في تقدير المعاني وطريقة فهم أي سلوك أو تصرف عادي من أصدقائها.
- إثارة المشاكل: في أغلب الأحيان تتصف الفتيات المزاجيات بالعاطفية والدرامية في التعامل مع الآخرين، لذا كثيراً ما تلاحظي وكأنها تبحث عن المشاكل دون سبب، وهي في ذلك تشبع رغبتها في العتاب وصناعة المواقف الدرامية.
- كثيرة الخطأ وكثيرة الاعتذار: غالباً ما تكون الصديقة المزاجية كثيرة الوقوع في الخطأ لأنها تنجر خلف حالتها المزاجية، فقد تقول كلمات جارحة أو تتصرف بطريقة مؤذية، لكنها أيضاً كثيرة الاعتذار والندم لأنها لا تقصد مما تقوله أو تفعله الأذى الموجه، لكنها تقع ضحية الاندفاع والتهور في حالة مزاجية معينة. [2]
- التفهم والتقبل: عندما تكون مزاجية الصديقة ضمن الحدود المعقولة ولا تسبب تأثير سلبي كبير على صديقتها أو على العلاقة بمجملها، فمن الأفضل تفهم مزاجيتها وتقبلها وعدم تضخيم الأمور، فالناس أطباع ولا يمكن تغيرهم أو جعلهم كما نريد تماماً، فيكفي تمرير بعض المواقف البسيطة للحفاظ على الصداقة.
- لا تأخذي الأمور على محمل الجد: لا تقصد الصديقة المزاجية توجيه الإهانة الحقيقية أو إزعاج صديقتها بشكل فعلي دائماً، وإنما هي لا تتحكم بشكل كبير برغباتها ومشاعرها وانفعالاتها، لذا من الأفضل عدم أخذ كل ما يصدر عنها من أقوال وأفعال على محمل الجد، خاصة إذا كانت تتمتع بقلب طيب والعلاقة معها جيدة، وهذا من أهم متطلبات علاقة الصداقة.
- دعيها تشعر بالخطأ: أحياناً قد تخطئ الصديقة المزاجية بحق صديقتها بسبب الانفعال الزائد أو الغضب أو الحزن وتقول أشياء لا تقصدها، وفي هذه الحالة لا ينصح بتمرير الموقف ببساطة ولكن في نفس الوقت لا ينصح أيضاً بتضخيم الأمور وأنهاء الصداقة أو الدخول في صراع أو خلافات، فيمكن الاكتفاء بالمعاملة الجدية لفترة وتوجيه اللوم والعتاب بشكل مباشر، والتصريح بأن هذه التصرفات التي تصدر عنها لا يمكن احتمالها.
- تجنب المسايرة بشكل دائم: صحيح أنه من الجيد أحياناً تقبل وتفهم مزاجية الصديقة، ولكن ذلك لا يعني مسايرتها دائماً واحتمال هذه المزاجية، وإلا تسببت بمشاعر سلبية لصديقتها وعدم الراحة في العلاقة بينهما، بل في بعض الأحيان من الأفضل وضع الحدود وتوجيه اللوم وإشعارها بأن ليس جميع تصرفاتها مقبولة ويمكن احتمالها.
- الحديث بشكل مباشر: في المواقف المناسبة والتي تكون فيها الصديقة بمزاج جيد ومتقبلة لأي حديث، أو في المواقف التي تسبب فيها الصديقة المزاجية الإزعاج لصديقتها، يمكن الحديث معها بشكل مباشر أن عليها تغيير هذا الطبع فهي لا يمكن احتمالها دائماً، وإذا استمرت طريقة تعاملها على هذا النحو فمن المحتمل أن يخسرا علاقتهما.
- إعادة تقييم العلاقة: إذا كانت مزاجية صديقتكِ ذات تأثير سلبي وسامٍّ على حياتك فقد تكونين بحاجة ماسّة لإعادة تقييم العلاقة، والتفكير من جديد إذا كان الاستمرار في هذه الصداقة ممكناً أو صحياً، تذكري أن إصلاح الناس ليس مسؤولية أحد، وأن الهدف من الصداقة أن نكون مرتاحين ونجد دعماً ومساندة في حياتنا، لا أن نقع في دوامة الضغط النفسي بسبب أصدقائنا، هذه ليست دعوة للتخلي عن صديقتكِ، لكنها دعوة للخروج من العلاقات السامة التي لا يمكن إصلاحها قبل أن تفسد حياتنا. [1-3]
- ساعديها في حل المشاكل الشخصية: من الممكن أن تكون مزاجية الصديقة وتقلبها بشكل كبير وغير مفهوم ناتجة عن حالة عاطفية أو ظرف خاص تمر به، وهنا بدلاً من اللوم والعتاب أو انهاء العلاقة، إذا كانت الصداقة حقيقية من الأفضل أن تعمل الصديقة على مساعدة صديقتها المزاجية في تقبل مشاكلها أو علاجها أو التعامل معها بشكل جيد، وهذا من وظائف الأصدقاء الأساسية.
- استمعي الجيد: قد تحتاج الصديقة المزاجية في كثير من المواقف والظروف للتحدث مع شخص موثوق للبوح بما لديها من مشاعر ورغبات وأفكار حتى تشعر بالراحة من الهموم التي تسبب مزاجيتها، وهنا يكون دور الصديقة الحقيقية بالاستماع الجيد وتقديم الدعم العاطفي والاجتماعي والنصائح إذا أمكن ذلك.
- ضعي حدوداً واضحة: أحياناً قد تؤدي مزاجية الصديقة إلى الإزعاج المقصود وغير المحتمل أو تجاوز بعض حدود الاحترام والأدب أيضاً، وعند الوصول لهذه الدرجة فيجب وضع حدود واضحة حتى لا تتمادى في ذلك وتعتقد بأن أي تصرف تقوم به سوف يتم التعامل معه بتقبل وهدوء، وأنه يوجد حدود معينة يجب أن تتوقف عندها حتى لا تتسبب بحدوث مشاكل حقيقية وربما خسارة أصدقائها.
- تعاملي معها بهدوء: الانفعال والعصبية يسبب بدوره الانفعال أيضاً، والمواقف الانفعالية لا تعالج المشكلات، فسواء قررت الصديقة تحمل أو وضع الحدود لصديقتها المزاجية أو حتى مصارحتها في ذلك، فيجب أن يتم ذلك بهدوء ودون انفعال أو خلق مشاجرات ومشاحنات.
- شجّعيها على طلب مساعدة من متخصص: إذا كانت صديقتك المزاجية تمر بفترات صعبة أو تعاني من مشاكل عاطفية أو نفسية أو اجتماعية تسبب مزاجيتها وتقلبها، ولا يمكن لها التعامل مع هذه الأسباب أو تحقيق نتيجة فعلية من مساعدة الأصدقاء، فمن الأفضل التحدث مع شخص مختص وخبير بهذا النوع من المشاكل، ويمكن أن تنصح الصديقة صديقتها المزاجية وتشجعها على القيام بهذه الخطوة. [3]
- صعوبة التنبؤ برود الفعل: أساس الصداقة هي الراحة في المعاملة والقدرة على فهم كل من طريفي العلاقة للآخر، ولكن في حال اتصاف أحد الأصدقاء بالمزاجية في المشاعر والرغبات، فيسبب ذلك صعوبة في التنبؤ برغباته وتصرفاته وردود افعاله، وهذا يؤثر على حالة الراحة المطلوبة في علاقة الصداقة ويجعلها لا تحقق أهم شرط من شروطها.
- التوتر والقلق المستمرين: حالة عدم القدرة على الفهم أو التنبؤ بالمشاعر والرغبات والتصرفات، تقود العلاقة لحالة من التوتر والقلق، فقد تطلبي اللقاء والذهاب في نزهة مع الصديقة المزاجية لتجديها ترفض ذلك لأسباب غير مفهومة، وقد تقومي بتصرف معين طبيعي وبسيط من وجهة نظرك لتتفاجئي بانزعاجها بشكل مبالغ فيه ولأسباب لا تعريفها.
- صعوبة التفاهم: لا يمكن بناء اتفاقات فعلية وحقيقية مع الصديقة المزاجية، فهي وبسبب مزاجيتها قد تقبل معك بشيء معين وهي في مزاج جيد، وما أن يمر بعض الوقت أو يحصل حدث ما حتى تغير هذا الاتفاق بل ويمكن أن تقوم بأشياء مناقضة له، فيصعب التفاهم مع الشخص المزاجي وكأنه شخص غير مسؤول عن أقواله ووعوده.
- بقاء العلاقة بحالة تهديد: كثرة الخلافات والمشاكل الناتجة عن الطباع المزاجية للصديقة، والتي تحصل بسبب افتعالها لبعض المشاكل أو المواقف الدرامية من ناحية، وبسبب حالة القلق والتوتر التي يسببها ذلك في العلاقة أو عدم احتمالها وتقبلها من قبل أصدقائها، كل ذلك قد ينذر أو يهدد بإنهاء العلاقة في أي وقت، وهذا يسبب شعور دائم بالتهديد وعدم الاستقرار في علاقة الصداقة مع الصديقة المزاجية.
- غياب الدعم الاجتماعي: يحتاج الإنسان لعلاقات الصداقة للحصول منها على الدعم الاجتماعي والنفسي، فالصديق هو شخص تتحدث معه براحة وتقوم معه بما يحقق سعادتكما، ويساعدك في المواقف التي تحتاج فيها للسعادة، وتشعر أن هناك شخص يحبك ويهتم بك دون سبب أو غاية، ولكن هذا الشرط يغيب في العلاقة مع الصديقة المزاجية، فهذه العلاقة يشوبها الكثير من مشاعر التوتر والقلق والتهديد وعدم الاستقرار وهذه الأشياء تتنافى مع شروط الصداقة.[2-3]
- المرور بفترة صعبة: لا تكون دائماً صفة المزاجية طبع أساسي وراسخ في شخصية الصديقة التي يلاحظ عليها التصرفات والصفات المزاجية، وإنما قد ينتج ذلك عن مرورها بمواقف وفترات صعبة وتتقلب بسببها في مزاجها وبالتالي طريقة تعاملها مع الأصدقاء، مثل التوتر من الامتحانات والدراسة، فقدان شخص عزيز، والكثير غيرها من الأسباب.
- الصفات النرجسية: تنتج في بعض الحالات الصفات المزاجية للصديقة نتيجة وجود صفات أو اضطرابات نرجسية في شخصيتها، فصفات مثل الانانية أو الاهتمام بالذات أو الرغبة بالحصول على الاطراء والتقدير بشكل دائم، قد يسبب طريقة تعامل مزاجية مع الأصدقاء، فإذا حققت لها الصديقة هذه الحاجات يكون مزاجها جيد وسعيد، وأما إذا قوبلت بالرفض أو عدم المجاملة فإن تصرفاتها وردود فعلها ومزاجها سوف يتغير بشكل واضح.
- الظروف التربوية: تنتج الصفة المزاجية أحياناً عن الظروف التربوية التي مرت بها الصديقة، فهي لم تتعلم كيفية التصرف على حالتها العاطفية والنفسية، وتربيتها سببت حساسية زائدة تنعكس على مزاجها، وهذه الظروف تؤدي كثيراً لنشوء شخصية مزاجية لدى البعض.
- الصداقة المزيفة: قد لا تكون الصديقة مزاجية في طبعها في بعض الأحيان، ولكن علاقة الصداقة بمجملها قد لا تكون علاقة حقيقية وإنما علاقة قائمة على المصالح أو التسلية أو تمضية الوقت فقط، وهذا قد يسبب مزاجية في طريقة التعامل، فبالنسبة لك هذه علاقة صداقة ولكن بالنسبة للصديقة المزيفة فهي تمضية للوقت والمصالح، وعندما تكون منشغلة بأشياء أخرى أو ليس لديها مصالح معك فسوف تتعامل بطريقة مزاجية مزعجة أحياناً.
- الاضطرابات العاطفية: تمر الفتيات باضطرابات عاطفية عديدة ويصعب على الفتاة كبت المشاعر الناتجة عن هذه الاضطرابات مثل خسارة علاقة عاطفية أو وجود مشاكل أسرية، فتتعامل مع الظروف هذه أحياناً بتجاهل ويكون مزاجها جيد، وأحياناً تفيض مشاعرها وتفقد السيطرة على نفسها فيتعكر صفو مزاجها ومشاعرها.
- التغيرات الهرمونية: الفتيات وخاصة في مرحلة المراهقة أو وقت المرور بالعادة الشهرية أو وجود خلل غدي معين لديها، تمر بتغيرات هرمونية وربما اضطراب في إفراز هذه الهرمونات، وهذا يؤثر بشكل مباشر على مزاجها، ويعتبر هذا السبب من الأسباب الشائعة والمعروفة للتغيرات المزاجية عند الفتيات.
- الإدمان: إدمان الصديقة على المشروبات الكحولية أو أحد أنواع العقاقير المخدرة كثيراً ما يسبب تغير سريع في مزاجها، من العصبية والانفعالية قبل التعاطي، إلى الهدوء واللامبالاة أو البلادة أحياناً بعد التعاطي.[3]