تأثير أنانية الأم على تربية الأطفال وبيئة المنزل
ما هي صفات الأمِّ الأنانية! تعرفوا إلى تأثير أنانية الأم على تربية الأبناء والبيئة المنزلية
تتناقض صفة الأمومة مع صفة الأنانية، والتعامل مع الأم الأنانية أمر مربك ومؤلم بالنسبة لأبنائها وحتى لزوجها، خصوصاً عندم يتحول حب الذات والأنانية عند الأم إلى درجةٍ من النرجسية تحرّك سلوكها! ومن خلال هذا المقال سنتحدث عن تأثير الأم الأنانية التي لا تحب إلّا نفسها على أبنائها وبيئة الأسرة ككل.
محتويات المقال (اختر للانتقال)
- تفتقر للتعاطف: لكون الأم الأنانية دائمة الانهماك بنفسها وإثبات ذاتها، فهي لا تجد الوقت الكافي لإظهار التعاطف مع أبنائها أو التفكير بمشاعرهم، فلا تهتم لما يشعرون به وقد لا تشعر بما يعانون لتساعدهم، المهم أنها تعيش حياتها سعيدة وتستمر في تحقيق نجاحاتها وتبتعد عن كل ما يتعارض مع أهدافها ورغباتها.
- تهتم بنفسها على حساب أسرتها: تنشغل الأم الأنانية دائماً عن أطفالها لاهتمامها بمظهرها الخارجي سواء الملابس أو الذهاب لمراكز التجميل، وهي على استعداد أن تشتري الجديد والجميل لها لتبدو بأبهة حلة وحتى لو كان ذلك على حساب أطفالها في بعض الأحيان.
- تتصرف كما تريد دون التفكير بأسرتها: يمكن القول أن الأم الأنانية لا تتصرف بمسؤولية دائماً فهي ترغب بفعل ما تريد لنفسها أكثر من التضحية في سبيل عائلتها، وتتصرف على هذا الأساس فمثلاً تفكر في مستقبلها العملي متجاهلة حاجة أطفالها لوجودها معهم، فإذا كان عملها يتطلب السفر ستسافر مهما تحدث معها الآخرين عن ضرورة بقائها، وستدع أبنائها في المنزل مع والدهم أو المربية أو بيت الجد.
- تتأخر عن تلبية احتياجات أبنائها: يحتاج الطفل في الصغر للمزيد من العاطفة والرعاية التي لا يقدمها سوى الأم، لكن الأم الأنانية لا تفكر كثيراً في هذه الاحتياجات عند طفلها، فعندما تريد أن تخرج لن تعير اهتمام كبير لمسؤولياتها تجاه الأطفال، وإذا كان طفلها يعاني من صعوبة في النوم لن تقضي ليلها وهي تروي له القصص وتحاول طمأنته، فتجعل غيرها يتولاه لتخرج دون الشعور بأن أحد ورائها ينتظر منها العناية والاهتمام.
- تتحدث عن نفسها فقط: تسعى المرأة الأنانية دائماً للحديث عن نفسها والفخر بذاتها بشكل مفرط متجاهلة بقية أفراد المنزل وما يقدمونه، وإن تحدثت عنهم تتحدث من باب الفخر بتربيتها وقدرتها على بناء عائلة متناغمة وسعيدة، لكنها لا تحاول أن تظهر نجاح طفلها الذي لا دور لها به.
- لا تسمح لأحد بأخذ مكانها: لا تتقبل الأم الأنانية رغم إهمالها لأبنائها أن يأخذ مكانها أحد، فلا تسمح لأي شخص التقرب من أطفالها بشكل يجعلهم يتعلقون بههم مثلها أو يعتادون لوجودهم ويفضلون قضاء وقت معهم.
- تتصف بالغيرة المفرطة: هل يمكن أن تغار الأم من أطفالها؟ بالتأكيد الأم الأنانية الشديدة تغار وبشكل كبير من أبنائها، قد تغار من اهتمام والدهم بهم وجلب لهم كل ما يحبونه، وقد تغار أيضاً عند مدح ابنتها مثلاً لكونها رتبت المنزل بشكل رائع لم يروه هكذا من قبل، وهذه التفاصيل الصغيرة ستجعل الأم الأنانية تغضب بشدة ولأسباب مبهمة بالنسبة للأبناء.
- تمارس الابتزاز العاطفي على أسرتها: تستخدم الأم الأنانية أسلوب إثارة التعاطف مع أطفالها للتأثير على مشاعرهم لفعل ما يرضيها ويرضي غرورها، كدفعهم لشراء الهدايا واستخدام عبارات الحب والشكر لها وبالمقابل أي فشل قد تتعرض له تلقي اللوم على الأطفال، مثلاً إذا عاد الزوج إلى المنزل ووجده في فوضى عارمة ستلقي الذنب على أطفالها وفي الحقيقة هي تقضي معظم وقتها على مواقع التواصل الاجتماعي.[1-2]
- التخلص من الشعور بالذنب: يجب على الأبناء البالغين الوعي بأن لا ذنب لهم بحياتهم مع أم أنانية خاصةً إذا كانوا يحاولون فعل كل ما يرضيها، فيجب ألا يشعروا بالذنب لكون أمهم غالباً لن تشعر بالرضى عما يقومون به، بل يجب الاستمرار بالحفاظ على العلاقة قدر الإمكان بشرط لا تتجاوز حدودك الشخصية وحياتك الخاصة.
- العيش بطريقة إيجابية: يمكن للأبناء العمل على بناء حياة إيجابية في ظل حياتهم مع أم أنانية رغم الضغوط النفسية التي يتعرضون لها منذ صغرهم لمجاراتها، فيجب تقبلها وبناء حياة مستقلة ومجتمع خاص من خلال الأصدقاء في المدرسة والجامعة والنوادي والخروجات دون محاولة تغيير الواقع الذي يعيشه.
- الاعتراف للأم بفضلها: قد تكون طريقة فعالة جداً للتعامل مع الأم الأنانية حيث يجب على الأبناء مجاراتها في بعض الأحيان، والاعتراف بفضلها بالشيء الجميل الذي فعلته وبشكل علني فهذا لن يقلل من قيمة الابن وفي نفس الوقت يرضي رغباتها ويحافظ على علاقة إيجابية معها، ويساعد تقديم الثناء والهدايا في توطيد هذه العلاقة وأيضاً الحصول على حياة أكثر إيجابية.
- مشاركة الأم اهتماماتها: رغم عدم اكتراث الأم الأنانية بشكل كافي لأبنائها، إلا أنها تحب أن تراهم نسخة عنها وتتباهى بوجودهم معها، فيمكن مشاركة الأم في بعض اهتماماتها بشكل خاص من قبل البنات فهذا شكل من أشكال الشعور بالرضى بالنسبة لها أمام الآخرين خاصةً عندما تبدي إعجابها وفخرها بها أمامهم.
- عدم محاولة إرضائها باستمرار: رغم أن الحفاظ على العلاقة مع الأم الأنانية أمر ضروري للحفاظ على العائلة واستقرارها والروابط الأسرية، إلا أنه لا يجب مجاراتها دائماً والانصياع لرغباتها فهذا سيجعل الأبن يلغي شخصيته بشكل كامل مع الوقت ويتأثر بها، بل يجب التركيز على الحياة الخاصة وصنعها بشكل لا يتناقد مع علاقته بأمه، أو يقلل من احترامها ومحبتها.[2]
- التراجع الدراسي: الدراسة والتعليم من أهم الأمور في تربية الطفل، حيث تنشغل الأم الأنانية بنفسها إلى حد كبير يجعلها تستهتر بهذه الأمور وأهميتها فلا تتابع أبناها دراسياً ولا تعلم طريقة سيرهم في مجال التعليم والمدرسة، كما يصعب على الطفل التركيز في المذاكرة بسبب المشاكل والضغوط النفسية والعاطفية التي يتعرض لها من قبل أمه، ما يؤثر على تحصيله العلمي وتقدمه في الدراسة.
- التأخر في اكتساب خبرات الحياة: في الغالب يتأخر الطفل في تعلم مهارات الحياة اليومية عندما تكون الأم أنانية ولا تقدم للطفل الرعاية الكافية وتشرف على تربيته وتطوره، فالصغير قد يتأخر بالنطق والتنظيف والمشي، والأكبر سناً لم يستطيع تعلم السلوكيات المناسبة والتعامل مع الآخرين وتحمل المسؤولية.
- تثبيط قدرات الطفل: تؤثر الأم الأنانية على قدرات الطفل، لكونها لا تقدم الثناء والتشجيع على السلوك الحسن والنجاحات، ما يثبط قدرات الطفل ولا يمكنه إدراك نقاط قوته وغير قادر على معرفة قيمة النجاح وأهميته.
- ضعف الثقة بالنفس: بالنسبة للطفل فالأم هي مشجعه الأهم وجمهوره الأكبر، وهي من يمده بمحبتها وعاطفتها بشعوره بأهميته وحضوره وتأثيره، هي من تساعده في أوقاته الصعبة، وهي من تسعد عند رؤية أي شيء جميل يقوم به، وأنانية الام يجعلها عاجزة نوعاً ما عن تقديم هذه المعاني لطفلها، وهذا يؤثر بشكل كبير على سويته النفسية وثقته بنفسه ومحبته لذاته.
- تدخل الآخرين في تربية الطفل: يتشتت الطفل بشكل كبير إذا كانت أمه ذات شخصية أنانية، بسبب تركه عند المربية أو منزل الجدة والخالة وغيرهم، ما يجعل الجميع يتدخل بتربيته ولكل منهم طريقة وأفكار يعلمها للطفل، ورغم انشغال الأم سيزعجها ذلك.
- الاعتماد على الأجهزة الذكية في التربية: قد تجعل الأم الأنانية الطفل يقضي وقتاً طويلاً على الأجهزة الذكية التي تؤثر بشكل غير مباشر على تربيته مثل طبيعة الأشياء التي يحضرها وتراجع مهارات التواصل لديه والميل للعزلة. [3-2]
للأم مكانة مقدسة في الدين والمجتمع وعند الأبناء أيضاً، فخصائص الأمومة العظيمة تعطيها هذه المكانة، وأي خلل في هذه الخصائص والصفات يشوه العلاقة بين الأم وابنها يؤثر بشكل كبير عليه، وقد تستمر هذه التأثيرات لمراحل عمرية متقدمة:
- التأثيرات العاطفية للأطفال: يكبر الطفل وهو بحاجة للشعور بالحب والقبول غير المشروط من قبل الوالدين وبشكل خاص الأم، لكونها نبع الحنان والحضن الذي يصب به الطفل كل آلامه واحتياجاته ومشاعره، فالتأثير سيكون شديد على الطفل عندما لا يجد أمه متاحة لكل هذا، ولا يمكنها التضحية بتفصيل صغير للجلوس معه والاستماع له ما يسبب مشاكل عاطفية له عندما يكبر.
- التأثيرات النفسية: الأم هي الحب الأول للطفل خاصةً البنات، فهي مدخله للحياة ولنفسه أيضاً، وفقدان هذه العاطفة التي تعتبر الرابط الطبيعي مع الأم الأنانية له تأثير كبير عليه، فتضر بالنمو النفسي الصحي له، ويصبح أكثر عرضة للاكتئاب والقلق وتدني القيمة الذي قد يستمر معه لمرحلة البلوغ.
- التأثيرات السلوكية: لكون الأم هي الملجأ الأول للطفل في الحياة والقدوة الأولى التي يقتدي بها، قد يتبع الأطفال سلوكيات سيئة عندما تكون الأم أنانية وليست متواجدة معه وقد يتعرض لسلوكيات منحرفة مثل الإدمان وتعاطي المخدرات، عندما يكبرون.
- تعودهم على الحياة بشكل مستقل: قد يكون هناك جانب مشرق في العيش مع أم أنانية، وهو اعتماد الطفل على نفسه في مراحل عمرية مبكرة، لعدم تواجدها معه أغلب الوقت، فيعتاد على الاستقلالية وقضاء حاجته بمفرده والانفتاح لعالمه الخاص دون طلب المساعدة.
- تعلم الأنانية في التعامل: لكون الأم هي المثال الأعلى لابنها فهو شديد التأثر بها والتعلم منها، ما قد يجعله أناني ويبحث عن مصالحه ويحاول الوصول لها بأي طريقة وإن كان على حساب الآخرين حتى وإن كان أحد من أفراد العائلة كالأخوة. [4]
- التفكك الأسري: من العواقب الناتجة عن أنانية الأم امكانية تفكك الأسرة لغياب العنصر الرئيسي الذي يجمع أفرادها ويحتويهم وهي الأم، المسؤولة عن تقديم العاطفة والحنان والحضن الذي يلجأ له الجميع.
- المشاكل الأسرية: تزداد المشاكل الأسرية التي تؤثر على الأطفال بشكل مباشر، مثل الخلافات مع الزوج بسبب تقصير الزوجة على بيتها وأطفالها والذهاب إلى جمعاتها النسائية والاهتمام فقط بنفسها، وكذلك مشاكل عدم السيطرة على الأبناء.
- فقدان الدفء في الأسرة: في حال كانت الأم شديدة الأنانية فهذا سيجعل العائلة والعلاقة بين أفرادها في فتور وتباعد، فتفتقر الأسرة للجلسات الحميمة والجلسات الحوارية الضرورية للحفاظ على الترابط الأسري.
- السلوك المنحرف: عندما لا تتواجد الأم وتنغمس بالاهتمام بنفسها ستعرض جميع أفراد الأسرة للخروج لأشخاص آخرين باحثين عن الحنان والتعويض، فقد يخون الزوج لكونه وجد امرأة تهتم لحاجته أكثر من زوجته، ويكون الأطفال أكثر عرضة للانجرار وراء أشخاص قد يدفعوهم لسلوكيات سيئة. [4-3]