تأثير المجتمع على تربية الطفل والدور الاجتماعي في التربية

تعرف إلى الدور الذي يلعبه المجتمع في تربية الأطفال وتأثير المجتمع على سلوك الطفل وشخصيته
تأثير المجتمع على تربية الطفل والدور الاجتماعي في التربية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

المجتمع من أهم العوامل التي تؤثر على وتنشئته الطفل وطريقة تربيته، فمن الصعب على الأهل فصل الوضع الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية عن تربية الطفل، حيث يتعرض لها في أي مكان وفي كل وقت خلال تنشئته في المنزل وفي المدرسة وفي الشارع أيضاً، فما علاقة التربية بالمجتمع؟ وكيف يؤثر المجتمع على تربية الطفل؟ هذاما سنتحدث عنه من خلال هذا المقال.

يقدم المجتمع الثقافة الحاملة للأفكار والعادات والسلوكيات التي يتقاسمها أفراده، وتنعكس هذه الأفكار على تربية الطفل وتؤثر عليه وعلى طريقة تفكيره، وليس هذا فحسب بل أيضاً على الأساليب المتبعة لتربية الطفل من قبل الأهل، فترتبط تربية الطفل بشكل كبير بالمجتمع الذي يعيش فيه.

فالعلاقات الاجتماعية والعادات المجتمعية والتواصل مع الآخرين يدخل في بناء شخصية الطفل، ويتعلم الطفل من المجتمع الحب والتعاون وأيضاً السلوكيات التي يكتسبها من خلال المحطين به بدءاً من الأب والأم إلى الأصدقاء والجيران.

فمن الصعب فصل تربية الطفل عن المجتمع حيث يتم غرس القيم الرئيسية عند الطفل ويتأثر بكل ما حوله، فمثلاً عندما يكون الطفل في بلد منهمكة بالحروب لن يكون له نفس الأهداف والقيم التي يتمتع بها طفل يعيش في بلد تنتشر بها الرفاهية والراحة والاسترخاء، على مستوى التعليم والأخلاق والسلوكيات، كما أن المجتمعات المحافظة أو المتدينة تضع أهدافاً مختلفة للتربية عن المجتمعات غير المتدينة.

animate
  1. الأسرة: الأسرة هي البيئة الاجتماعية الأولى التي يتم فيها تنشئة الطفل منذ الولادة وهي الأكثر تأثيراً على تربيته وتنظيم السلوك والقيم، فيتعلم فيها الطفل القواعد والأنظمة المناسبة للمجتمع والأسرة، وتظل الأسرة هي المرجع الأساسي للطفل عندما يتعامل مع مصادر أخرى للمعرفة والخبرة.
  2. العائلة الكبيرة: العائلة الكبيرة هي المؤثر الثاني على تربية الطفل خاصةً إذا كان يعيش في بيت العائلة، كبيت الجدين والأعمام والعمات، يتعلم منها قيم أخرى وسلوكيات ومهارات جديدة تفاعله مع العائلة الكبيرة التي تنقل له الكثير من المفاهيم والقيم والعادات والتقاليد، كما تساعد الطفل في التأهب لإنشاء علاقات اجتماعية أخرى في المجتمع الأكبر.
  3. المدرسة: تعتبر المدرسة من البيئات الاجتماعية التي تؤثر إلى حد كبير على تربية الطفل وسير عملية التعليم وهي المكان الأكثر تأثيراً في مرحلة الطفولة وما قبل المراهقة والتي يكون بها الطفل بدأ بالدخول للمجتمع وحيداً، لذا من المهم اختيار المدرسة المناسبة للطفل والتعاون مع القائمين على عملية التربية والتعليم لضمان تنشئة الطفل بشكل صحيح، ومن الطرق التي تؤثر بها المدرسة على تربية الطفل هي الأصدقاء وسلوكهم ومنهج التعليم المتبع وطريقة تعامل القائمين عليه معه.
  4. الحي أو المكان: من الضروري معرفة أن الطفل شديد التأثر والتقليد والتعلم والالتقاط من الأشخاص المحيطين خاصةً في الطفولة المبكرة، فبهذه الطريقة يدخل الحي الذي يربى به الطفل في تربيته وسلوكه وطريقة تعامله وحتى طريقة كلامه ولعبه، كتعلم الألفاظ التي يسمعها من أبناء الحي وتعاملهم مع بعضهم البعض، لذا من المهم معرفة أجواء الحي الذي يعيش به الطفل لتجنب التقاط سلوكيات سيئة.
  5. المؤسسات الاجتماعية: وتشمل النوادي الرياضية والثقافية والتجمعات الأهلية المنظّمة ودور العبادة وغيرها من المؤسسات الأهلية بشكلٍ خاص، والتي تلعب دوراً حاسماً في تكوين شخصية الطفل ومنظومته الأخلاقية وتربيته.
  6. العلاقات الاجتماعية: العلاقات الاجتماعية للأسرة والطفل من العوامل التي تؤثر على تربية الطفل، وتنمي مهاراته في التواصل وصنع العلاقات الفردية، وتتيح هذه العلاقات للطفل اكتشاف ما يدور من حوله واكتساب السلوكيات والأخلاق ومعرفة الثقافات المختلفة وكيفية التعامل معها وتفتح له آفاق لتشكيل هويته وشخصيته المميزة.

تعلم البيئة الاجتماعية الطفل القيم الأساسية اللازمة لتكوين شخصيته وهويته الخاصة، ومن السمات التي يتربى عليها الطفل في بيئته الاجتماعية:

  1. منح الشعور بالانتماء: الشعور بالانتماء من الصفات التي يكتسبها الطفل من البيئة الاجتماعية التي يتربى بها، والانتماء هو العنصر الذي يربط الفرد بالمجتمع والتمسك به، ويجعله شديد الحفاظ عليه والاهتمام بنموه وازدهاره وتقديره هو وأفراده، ويساعده على تعزيز الروابط الاجتماعية الأساسية في بناء المجتمع.
  2. غرس القيم الدينية: تعزز البيئة الاجتماعية أيضاً القيم الدينية للطفل بغض النظر عن الديانة التي يتبعها، فرغم أن الدين الذي يتبع في مجتمعه نفس الدين الذي يتبعه شخص في بيئة اجتماعية أخرى، يبقى تأثير البيئة الاجتماعية يغرس القيم الدينية بشكل مختلف حسب الثقافات الاجتماعية، مثل الالتزام بالصلاة ومفهوم الأخلاق والطقوس الدينية والتعبدية.
  3. فهم قيمة الترابط الاجتماعي: يتعلم الطفل من خلال بيئته الاجتماعية، خاصةً في مجتمعاتنا الشرقية، أهمية الترابط الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية الأساسية في المجتمع والضرورية لصحة نمو الطفل وتنشئته، من خلال مشاركته ببعض الأنشطة المشتركة مع الآخرين وإنشاء العلاقات معهم واكتساب المزيد من السلوكيات الايجابية.
  4. التحفيز الاجتماعي: تساعد البيئة الاجتماعية أيضاً في تحفيز الطفل على تحسين سلوكه ودراسته، وأيضاً على تعلم الأخلاق الحسنة من أقرانه، لكن يجب الحذر لأنه أيضاً قد يكتسب أخلاقيات سلبية إذا كانت البيئة الاجتماعية غير ملائمة لتنشئة الطفل.
  5. ضبط السلوك: السلوكيات التي يتمتع بها الطفل معظمها مكتسبة من البيئة الاجتماعية، فقد يتلقى الطفل سلوكيات الأهل كالعناد والانطوائية أو المرح والمرونة والاجتماعية، أو السلوك العدواني من أقرانه في المدرسة أو الحي.

تؤثر العلاقات الاجتماعية على تربية الطفل من خلال غرس القيم والسلوكيات الإيجابية، لكون العلاقات الاجتماعية في الغالب لها تأثير إيجابي وإن كانت غير صحيحة لكنها تمد الطفل بدروس هامة للحياة مختلفة عن تلك التي يتلقها من الأهل والمدرسة، ومن القيم التي يتعلمها الطفل من علاقاته:

  1. بناء المنظومة الأخلاقية: جميع الأهل يسعون لتنشئة طفلهم على الأخلاق الحسنة وهناك علاقة طردية بين الأخلاق الحسنة والعلاقات الاجتماعية فكلاهما يؤثر على الآخر، حيث أن العلاقات الاجتماعية الإيجابية تساعد في تعزيز الأخلاق الإيجابية لدى الطفل، كما أن الأخلاق الحسنة تساعد في تكوين علاقات اجتماعية ناجحة لديه.
  2. تعلّم التعاطف: تزيد العلاقات الاجتماعية من قدرة الطفل على التعاطف مع الآخرين وفهم ما يشعرون به وتقديم الدعم لهم عند الحاجة، من خلال المشاركة في الأفراح والأحزان وإظهار الود والحب وتعزيز أهميته عند الطفل والشعور الذي ينتابه عند تقديم السعادة لغيره.
  3. اكتساب روح التعاون: التعاون من السمات التي لا يمكن تطويرها عند الطفل إلا من علاقاته الاجتماعية، عن طريق زرع الطفل في الأنشطة الاجتماعية التي تحتاج للمشاركة والتفاعل مع الآخرين، ما يعلمهم أهمية التعاون والتشاركية في الحياة علاوةً على المهارات الاجتماعية الأخرى التي يتعلمها من أشخاص مختلفين وبأعمار مختلفة.
  4. الاحترام: تتيح العلاقات الاجتماعية للطفل فرص كثيرة لتلقي طرق التعامل مع الأشخاص الآخرين، وتعليمه احترام للآخرين، وكيف يمكن التعامل مع الأشخاص للحفاظ على الاحترام المتبادل رغم صغر سنه، فمن الضروري الحفاظ على الحدود مع الآخرين للحفاظ على مكانته وأهميته في المجتمع وأيضاً جذب الآخرين لأدبه واحترامه.
  5. التعلّم وتنمية الخبرات: العلاقات الاجتماعية بكافة أشكالها تقدم دروس مجانية في الحياة يكتسب من خلالها الطفل المزيد من السمات، وتتيح له الاطلاع على الثقافات المختلفة والتعايش معها وتعلم المناسب منها، فهي وسيلة تعليم إضافية تساعد الأهل في عملية التربية، لذا على الأهل التركيز على هذه العلاقات واختيارها لطفلهم بنجاح.

التنشئة الاجتماعية تعلم الطفل وتربيه على التفاعل الاجتماعي واكتسابه سلوكيات ومعايير مناسبة للأدوار الاجتماعية تمكنه من مسايرة الجماعة والتوافق معها، ومن الفوائد التي تقدمها التنشئة الاجتماعية في تربية الطفل:

  1. تطوير المهارات الاجتماعية: تساعد التنشئة الاجتماعية الصحيحة الطفل في تطوير مهاراته الاجتماعية، كالتفهم والتعاون والسلوك المتبع مع الجماعة في أي مكان كالمدرسة والأسرة والتفاعل والتناغم مع أفراده.
  2. الثقافة: تقوم التنشئة الاجتماعية على تعزيز ثقافة المجتمع لدى الطفل، وتتم من الطفولة المبكرة عن طريق الأهل والمدرسة، وتحوله من كائن فطري إلى شخص راشد قادر على التأقلم مع مجتمعه وثقافته الدينية والأخلاقية.
  3. العادات والتقاليد: يكتسب الطفل من خلال التنشئة الاجتماعية القيم الأساسية والعادات السائدة في مجتمعه، فيترعرع على هذه القيم وتبقى محفورة في ذاكرته وتوجه سلوكه نحو العادات التي تناسب المجتمع خلال بناء شخصيته وهويته المستقلة.
  4. مهارات التواصل: تساعد التنشئة الاجتماعية الطفل على زيادة قدرته على التعايش والتناغم، ويتعلم منها طرق ومهارات التواصل مع المجتمع وأفراده، وزيادة قدرته على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة.
  5. تعزيز السلوك الإيجابي: تدعم التنشئة الاجتماعية ضبط وتوجيه سلوك الطفل وتحصينه من السلوك المنحرف، لكونها تحفز روح المسؤولية عند الطفل والالتزام بالعادات والتقاليد وتطوير السلوك الإيجابي كالأفعال التي تتميز بتأثيرها الجميل على الآخرين.

المراجع