كيف أتخلص من الحازوقة المستمرة وما سبب الزغطة؟
الحازوقة مشكلة شائعة بين كل الناس ولا تسبب عادة أي مخاطر صحية، لكنها تسبب العديد من الإزعاجات وتكون محرجة بعض الأحيان لذا يتساءل الجميع عن أفضل طريقة لعلاج الزغطة والحازوقة المستمرة في المنزل، وما أسباب استمرار الحازوقة وعدم توقفها أحياناً؟
الحازوقة أو الزغطة أو الفواق حالة تحدث نتيجة حركات تشنجية مفاجئة لا إرادية في عضلة الحجاب الحاجز، وهي عضلة تقع تحت القفص الصدري وتفصل تجويف الصدر عن تجويف البطن وتعد جزء مهم من عملية التنفس، وعند تعرض هذه العضلة لتشنجات مفاجئة تسبب إغلاق للحبال الصوتية مما يسبب صدور صوت الزغطة، وهي مشكلة مؤقتة تستمر عدة دقائق وتختفي بشكل تلقائي في معظم الحالات. [1-2]
- الأكل السريع: تناول الطعام أو المشروبات بشكل سريع يسبب مشاكل عديدة في عملية الهضم، حيث يسبب عسر الهضم وابتلاع الهواء وتشكل غازات والشعور بالانتفاخ، كل هذه الأمور تسبب انتفاخ المعدة التي تقع تحت الحجاب الحاجز من جهة اليسار مما يسبب تهيج الحجاب الحاجز بسب الضغط عليه ومن ثم الإصابة بالزغطة أو الحازوقة.
- تناول المشروبات غازية أو الكحول: المشروبات الغازية تسبب تمدد المعدة التي تضغط على عضلة الحجاب الحاجز فتتسبب بالحازوقة، كما أن شرب الكحول يسبب تهيجاً في كل من المري والمعدة، مما يؤثر على أحد أنواع الأعصاب المهمة في المعدة والحجاب الحاجز يدعى العصب المبهم، فتحدث تشنجات في المعدة والحجاب الحاجز تسبب الحازوقة.
- التوتر العصبي: معظم الأحداث العاطفية أو النفسية يمكن لها أن تسبب تشنجات لعضلة الحجاب الحاجز مما يعني حدوث الحازوقة، مثل التوتر والقلق والخوف والصدمة والعصبية والإثارة المفاجئة، كما أن هذه الأحداث قد تترافق مع استنشاق الهواء بشكل سريع وابتلاعه مما يزيد فرص التعرض للفواق.
- امتلاء المعدة: الذي يحدث بسبب تناول كميات كبيرة من الطعام لحد التخمة فيسبب الإصابة بالزغطة، يسبب ذلك زيادة حجم المعدة وحدوث تشنجات بها مما ينعكس على الحجاب الحاجز ويسبب أيضاً الضغط عليه من المعدة وتشنجه.
- تناول مشروب ساخن جداً أو بارد جداً: التغير المفاجئ في درجة حرارة الجسم والمعدة عن طريق تناول مشروب ساخن أو بارد جداً يعتقد أنه من أسباب تهيج الأعصاب التي تسبب انقباض الحجاب الحاجز وبالتالي حدوث الزغطة، حيث تتواجد هذه الأعصاب، وهي العصب الحجابي والعصب المبهم بالقرب من المريء، لذا يمكن للطعام أو السوائل أن تحفزها أثناء البلع عندما تكون حرارتها مرتفعة أو منخفضة بشكل مبالغ به.
- تناول بعض الأدوية: هناك العديد من الأدوية التي قد تحفز حدوث الفواق عند الاستخدام المتكرر، كبعض أنواع المضادات الحيوية مثل الأزيترومايسين، والأدوية الستيروئيدية مثل مشتقات الكورتيزون أو الهرمونات مثل البروجيسترون، كما أن العديد من أدوية الاكتئاب والأفيونات قد تؤدي لحدوث الحازوقة.
- تمديد الرقبة: حيث تخرج الأعصاب الرئيسة المعصبة للمعدة والمري والحجاب الحاجز من الفقرات الرقبية، مثل العصب الحجابي، وهذا ما يؤدي لحدوث الحازوقة عند تحريك الرقبة بشكل خاطئ مثل زيادة تمديدها أثناء القيام بتمارين التمدد بسبب تهيج الأعصاب بشكل غير صحيح.
- نقص غاز ثنائي أكسيد الكربون في الدم: لقد تم إيجاد علاقة بين نقص نسبة غاز ثنائي أكسيد الكربون في الدم والإصابة بالحازوقة، حيث أن الآلية الدقيقة لحدوث ذلك غير مفهومة تماماً لكن تم ملاحظتها في العديد من التجارب.
عندما تستمر الحازوقة لأكثر من 48 ساعة أو تتكرر لشكل مستمر شبه يومي لأشهر دون أن تتوقف بأي من الطرق العادية تسمى الحازوقة المستعصية أو الزغطة المزمنة، وقد تكون الحازوقة المستمرة مؤشراً لمشكلة صحية مثل ارتجاع المريء والتهابات الجهاز التنفسي والمشاكل الهضمية، وأهم أسباب الحازوقة المستمرة والمتكررة:
- ارتجاع المريء: الارتجاع المعدي المريئي مرض يسبب عودة للحمض من داخل المعدة إلى المريء مما يسبب شعور حرقة مزعج مع التجشؤ المستمر، وعندما يبقى هذا المرض فترة طويلة دون علاج قد يترافق مع حالة مستعصية من الفواق أو الحازوقة المتكررة التي تتحفز بسبب تهيج العصب المبهم عند رجوع الحمض إلى المري.
- التهاب الرئة: يرجح أن إصابة الفصوص الرئوية السفلية بالتهاب قد يسبب تهيج عضلة الحجاب الحاجز وبالتالي حدوث الزغطة المزمنة أو الحازوقة المستمرة، وعادةً ما تزول الحازوقة وتتوقف بزوال السبب وشفاء الالتهاب.
- بعض الاضطرابات العصبية: مثل إصابات في الجهاز العصبي المركزي التي تترافق أحياناً مع حازوقة مستعصية بسبب التهيج المتكرر والدائم للأعصاب الواصلة للحجاب الحاجز وما حوله، كالسكتات الدماغية وأورام المخ والتعرض لصدمات الرأس والتصلب المتعدد.
- العدوى: خصوصاً تلك التي تصيب البطن أو الدماغ، مثل التهاب السحايا، خراجات البطن، بالإضافة إلى بعض أشكال العدوى الرئوية كالسل، جميعها قد تسبب حازوقة مستمرة ومتكررة لا تستجيب لطرق العلاج التقليدي.
- العمليات الجراحية: خصوصاً العمليات في منطقة البطن حيث تتأثر عضلة الحجاب الحاجز في العديد من الحالات بالعمليات الجراحية التي تجرى في منطقة البطن، مما قد يسبب حالة من الحازوقة المتكررة عند المريض الخاضع لإحدى هذه العمليات، كما أن التخدير في العمليات الجراحية الأخرى قد يكون له تأثير في تحفيز الفواق المتكرر بعد العملية.
- بعض السرطانات والأورام: مثل سرطان المعدة وأورام الكبد والمرارة، أورام الدماغ أو الرئة قد ترتبط بالحازوقة أو الزغطة المستمرة، لكن مع ذلك الحازوقة نفسها لا تعتبر عرضاً من أعراض السرطان. [1-2]
من أكثر طرق إيقاف الحازوقة أو الزغطة شيوعاً شرب الماء وكتم النفس أو الإضحاك أو الفزع أو تناول بعض أنواع الأطعمة، مع ذلك لا يوجد علاجات سريعة مثبتة الفعالية للتخلص من الحازوقة، لأنها تختفي غالباً من تلقاء نفسها بعد عدة دقائق، لكنها إذا استمرت أكثر من ذلك فقد تساعد هذه الخطوات البسيطة على التخلص من الزغطة بسرعة:
- شرب رشفات سريعة من الماء: اشرب الماء رشفةً رشفة بشكل متواصل إلى أن يضيق نفسك وتشعر بعدم القدرة على التنفس، هذه الطريقة تساعد في تهدئة تشنجات عضلة الحجاب الحاجز كما أنها تزيد نسبة غاز ثنائي أكسيد الكربون في الدم لوقت بسيط وهو أيضاً له دور مهم في إيقاف الزغطة.
- حبس النفس: يمكنك إيقاف الحازوقة بسرعة عن طريق حبس نفسك لمدة قصيرة، خذ نفساً عميقاً واحبسه تماماً إلى أن تشعر بعدم التحمل والاختناق ثم عاود التنفس بشكل طبيعي، يمكنك إعادة الأمر أكثر من أمرة للحصول على نتيجة فعالة والتخلص من الحازوقة.
- الجلوس ومعانقة الركبة: اجلس في مكان مريح على الأريكة أو على الأرض وأجلب ركبتيك لمحاذاة صدرك ولف يديك حولها، قد تساعد هذه الطريقة في التخلص من الزغطة عن طريق الضغط على منطقة الصدر والبطن وبالتالي الضغط على الحجاب الحاجز وتقليل التشنج الحاصل.
- الفزع أو الضحك: من العلاجات الشائعة لإزالة الفواق وإيقاف الزغطة هي التعرض للفزع أو الضحك، يمكنك أن تطلب من شخص أن يفزعك عندما يراك مصاباً بالزغطة، أو تستطيع تفجير بالون بنفسك بحيث تفزع من الصوت بشكل لا إرادي، وبالنسبة لاستخدام الضحك لإيقاف الحازوقة اطلب من شخص ما دغدغتك بلطف لتحفيز الضحك والاستمرار عدة ثواني إلى أن تشعر بالتعب، هذه السلوكيات تسبب انقباض مفاجئ في عضلة الحجاب الحاجز توقف التقلصات والارتجاف الذي يصبها.
- ابتلاع الخبز الجاف أو السكر الخشن أو الثلج المجروش: وهي طرق لوقف الزغطة والتخلص منها عن طريق تحفيز العصب المبهم الذي يمتد من الدماغ إلى المعدة مما يساعد في تخفيف الضغط على الحجاب الحاجز.
- التنفس في كيس ورقي: لأن إيقاف الزغطة يحتاج كمية كبيرة من ثنائي أكسيد الكربون، ويمكن الحصول عليه عن طريق التنفس في كيس ورقي حصراً وليس بلاستيكي، حيث تمسك بالكيس الورقي وتضعه عند فمك وتأخذ شهيق وزفير عدة مرات إلى أن تتوقف الحازوقة. [5]
يصاب الرضع بالزغطة بشكل شائع أثناء أو بعد الرضاعة، وعلى الرغم أنها لا تؤذي الطفل إلا أنها قد تسبب إزعاج له، لذا نقدم فيما يلي بعض النصائح للمساعدة على إيقافها:
- استخدام اللهاية: يساعد سلوك مص اللهاية على معاكسة تشنج عضلة الحجاب الحاجز الذي يسبب الحازوقة للرضيع مما قد يكون مفيداً في إيقاف الحازوقة بشكل آمن عند الرضيع.
- التجشؤ بشكل متكرر: الطفل يبلع الهواء أثناء الرضاعة مما يسبب له الزغطة أثناء أو بعد الرضاعة، وإن تجشؤ الرضيع بانتظام يساعده في التخلص من الفقاعات الهواء المتراكمة في المريء وإيقاف الحازوقة.
- فرك ظهر الطفل بحركة دائرية وبلطف: يمكن أن يكون فرك ظهر الطفل بحركة دائرية لطيفة طريقة مساعدة لإخراج الهواء الزائد من المعدة أو المريء وإيقاف الحازوقة عند الرضيع، لكن لا تطبق هذه الطريقة عند حديثي الولادة الذين يصابون كثيراً بالفواق فأجسادهم طرية جداً وقد تكون غير مناسبة لهم.
- إعطاء ماء غريب: وهو مستحضر يستخدم لعلاج المغص وتراكم الغازات عند الأطفال ومتاح بدون وصفة طبية، وقد لاحظ العديد من الآباء فائدة هذا المنتج في تخفيف حالة الزغطة عند الرضع كونه يقلل من الغازات المتراكمة في المعدة والأمعاء.
- تغيير وضعية التغذية: بحيث يتم إطعام الرضيع بوضعية أقرب للمستقيمة أو رفع رأسه بوضع وسادة تحتها أثناء الرضاعة حتى لا يستلقي بشكل مسطح، تساعد هذه الخطوات في تقليل ابتلاع الهواء في أوقات الوجبات وبالتالي علاج الحازوقة عند الرضع. [6]
الحازوقة تعتبر من الحالات الشائعة جداً التي تصيب جميع الأعمار حتى حديثي الولادة، والزغطة لا تحمل أي مضاعفات خطيرة في العادة فهي تحدث نتيجة بعض العادات المغلوطة لتناول الطعام أو الشراب أو كنتيجة ثانوية لتناول بعض أنواع الأدوية، وعادة ما تستمر عدة دقائق ثم تختفي من تلقاء نفسها.
ومع ذلك في بعض الحالات النادرة قد تكون حالة الحازوقة المتكررة بشكل غير مألوف، والمستمرة لأوقات طويلة تصل للأشهر، علامة تحذيرية لشكل من أشكال الأمراض العضوية الكامنة، منها ما يكون قليل الخطورة ومنها ما يكون خطير جداً، كأمراض الدماغ والأورام.
وفي الحالات الطبيعية قد تؤدي الإصابة بالحازوقة لحدوث بعض الأضرار والإزعاجات الخفيفة للشخص المصاب بها مثل:
- صعوبة التحدث: تصعب القدرة على التحدث براحة أثناء نوبة الزغطة، فيصبح الشخص غير قادراً على إكمال جملة سليمة وقد يصبح حديثه صعب الفهم، خصوصاً عندما يكون الشخص مثلاً معلم أو محاضر بحيث يعتمد عمله على الكلام.
- الحرج من الصوت: تسبب الحازوقة حرجاً للأشخاص ضمن بيئة العمل أو المدرسة مثلاً، حيث يمكن للناس من حولهم أن ينزعجوا من صوت الفواق المتكرر.
- ألم الصدر: عندما تستمر نوبة الفواق لعدة دقائق أو تعود بفواصل زمنية قصيرة فإنها تسبب ألماً في الصدر بسبب التشنج الحاصل في عضلة الحجاب الحاجز وحركته غير المضبوطة.
- صعوبة تناول الطعام أو الشراب: من غير الممكن للشخص إكمال طعامه أو شرابه عندما يصاب بالزغطة بشكل مفاجئ، فأي لقمة يتناولها إما يكون صعب بلعها وإما تخرج من فمه بسبب الحازوقة.
- صعوبة التنفس: بما أن عضلة الحجاب الحاجز ركن أساسي من عملية التنفس فإن وجود حالة الفواق تمنع عملية التنفس السليمة والمريحة وقد تسبب صعوبة تنفس مؤقتة أثناء نوبة الزغطة.