كيفية التعامل مع الزوج الحقود وهل يمكن أن يتغير!

هل يمكن أن يتغير الزوج الحقود! تعرفي أكثر إلى صفات الزوج الحقود وسلوكه وكيف يمكن التعامل معه بطريقة صحيحة
كيفية التعامل مع الزوج الحقود وهل يمكن أن يتغير!
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

قد تتورط المرأة بالزواج من رجل ذو شخصية حقودة، أو أن طبيعة العلاقة وظروفها تسبب تحول الزوج لرجل حقود وتتوجه مشاعر الحقد نحو زوجته، وهذا يحول الزواج إلى علاقة صعبة وأحياناً سامة لا تلبي أي مطلب أو شرط من شروط الزواج السعيد من جهة، وتسبب الكثير من المشاعر السلبية والصراع من جهة أخرى، فما معنى أن يكون الزوج حقود، وما هي صفاته، وكيف تؤثر هذه الصفة على العلاقة الزوجية؟ نتعرف على هذا وغيره في مقال اليوم.

الزوج الحقود هو الزوج العاجز عن المسامحة حتى على أبسط الأمور اليومية، الذي يحمل مشاعر أو رغبات انتقامية تجاه زوجته، ويضمر في نفسه مشاعر سلبية وذكريات سيئة حيال أي موقف أو إساءة تعرض لها من زوجته سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة، تستحق أم لا تستحق! ويحاول انتظار الوقت المناسب للرد على هذه الإساءة، ويعطي شعوراً لزوجته أنها دائماً محل شك، وهي في عقوبة مفتوحة دائمة تجاه أي تصرف تقوم به.

عادةً ما يتصف الزوج الحقود بالقسوة وقلة القدرة على التعاطف، وقد يعاني من اضطرابات عاطفية واضحة تتجلى بفقدان السيطرة على الغضب وعدم القدرة على التحكّم بالمشاعر وفقدان القدرة على التعبير عن مشاعره الإيجابية والسلبية.

animate

يتسم الرجل صاحب الشخصية الحقودة بعدة سمات سلوكية أو صفات شخصية يمكن التعرف على صفة الحقد في شخصيته من خلالها، وما ما يميز شخصية الرجل أو الزوج الحقود:

  1. انتقامي وغير متسامح: لا يتصرف الزوج الحقود بتسامح فحتى لو أظهر ذلك في بعض الأحيان فغالباً ما يكون ذلك محاولة لإخفاء أفكاره ودوافعه الانتقامية الحقيقية، فهو دائماً يترصد زوجته وينتظر منها أي تصرف حتى يوجه كامل أحقاده تجاهها، على شكل اتهامات أو شتائم أو مواقف سلبية أو حتى اعتداء في بعض الحالات.
  2. شديد الحساسية: يتسم الزوج الحقود بالحساسية الشديدة، وهذه الحساسية تكون نابعة من حالة الشك والترصد والتيقظ التي يعشيها باستمرار من جهة، ومن شعوره بالنقص والاستهداف بشكل مستمر من جهة أخرى، ما يجعله ينظر إلى الحياة الزوجية كحرب وكل تصرف تقوم به الزوجة كمعركة.
  3. أناني وغير متعاطف: الحقد من الصفات الأنانية وغالباً ما يكون الزوج الحقود أنانياً غير قادرٍ على فهم أن هناك آخرين لهم حقوق ولديهم مشاعر، ويجب أن يكون كل شيء مرتبطاً به ومتمحوراً حوله وإلّا سيكون الآخرون أعداء له.
  4. صاحب شخصية شكاكة: غالباً ما يكون الزوج الحقود صاحب شخصية شكاكة يحاول دائماً تأويل كلام زوجته وتصرفاته وقد يستشف منها أفكار سلبية وسيئة وربما يتهم زوجته بالمؤامرات والكذب عليه وتدبير المكائد بناء على أفكاره الشكاكة، فهو لا يثق بزوجته أو أي شخص في صفها أو يدافع عنها.
  5. يتصف الزوج الحقود بالسلبية والعدوانية: السلبية والعدوانية صفة أساسية في شخصية الزوج الحقود، فغالباً ما تحرك سلوكياته الدوافع الانتقامية التي تخص أحقاده، فقد يتقصد دائماً إزعاج زوجته والتشكيك بها وبتصرفاتها ونواياها ويتهمها بالكثير من الأفكار السلبية ويرفض أي حلول أو تسويات أو تحسين في سلوكه وأفكاره، وفي بعض الأحيان قد يتصرف بعدوانية كانتقام على بعض أخطاء زوجته.
  6. يتصف بطبيعة تنافسية: يعيش الزوج الحقود دائماً بحالة من المنافسة المفتوحة مع زوجته، فهو يرى في حياته الزوجية حلبة للصراح وأثبات القوة والرأي أكثر ما تكون علاقة تفاهم وحقوق وواجبات، فيرغب دائماً بالدخول في تحديات مع زوجته والانتصار بها، إن كان ذلك من خلال النقاشات والجدالات حول كل شيء، أو من خلال التقليل من شأنها أو شأن عملها أو دراستها أو عائلتها في بعض الأحيان.
  7. لا يقدّر الرجل الحقود مشاعر زوجته: لا يقدر الزوج الحقود مشاعر زوجته وعواطفها ورغباتها وافكارها، فهو غالباً ما يرى وراء هذه المشاعر مؤامرات أو نوايا سيئة، ومن وجهة نظره لا يريد أن يعطيها الثقة حتى لا تقوم بخداعه في أي موقف، ومن جهة أخرى هو دائم الاستغراق بأفكاره السلبية التي تمنع تطور أي موقف أو حالة عاطفية بينه وبين زوجته أو مجرد التفكير بمشاعرها وحاجاتها العاطفية.
  8. لا يجيد التحكم بمشاعره ولا التعبير عنها: من صفات الزوج الحقود أنه يفقد السيطرة على مشاعره وانفعلاته بسهولة، يغضب بسرعة لأسباب تافهة ويحزن دون أن يتمكن من مداواة نفسه أو التعبير عن حزنه بصورة طبيعية، كما أنه غالباً ما يكون أقل قدرة على التعبير عن مشاعر الحب أو الاشتياق أو الاهتمام.
  1. تحدثي مع زوجكِ عن مشاعرك: قد لا يستطيع زوجكِ بسبب طبيعته الحاقدة أن يتفهّم مشاعرك والألم الذي تشعرين به عندما تتعاملين مع هذه الأحقاد، حاولي أن تدخلي معه في حوارٍ هادئ وأن تفسري له تأثير هذه الطريقة بالتفكير والتصرف على العلاقة بينكما، وأن تقنعيه بضرورة البحث عن حلول تجعل العلاقة أكثر وديّة بينكما.
  2. تجنبي الاستفزاز: لا تقعي بخطأ استفزاز الزوج الحقود والذي هو بمثابة استغلال نقطة ضعفه، ذلك لن يصلح الأمر بل بالعكس سيزيد منه تعقيداً، حاولي تجنّب أي تصرف مستفز أو مريب في التعامل مع زوجكِ من باب التفهّم لحالته.
  3. أجبريه على المصارحة: من أهم وسائل التعامل مع الزوج الحقود أن تجبريه على المصارحة بشكل يومي، أقنعيه أن يدخل معك في لعبة بسيطة وهي أن يقول كل ما أزعجه في يومه سواء في البيت أو العمل أو حتى في الشارع بصراحةٍ مطلقة، وإن لم يقبل أن يقول لكِ فأقنعيه أن يكتب ذلك في مفكّرة سرية أو حتى على ورقة ويتخلص منها، المهم أن يخرج مشاعره السلبية أولاً بأول.
  4. أعيدي النظر بأخطائك: يجب عليكِ أيضاً أن تعيدي النظر بطريقة تصرفك وأخطائك، فهل أنتِ فعلاً أسئتِ له بطريقة ما تستحق منه ردة الفعل هذه، أم أنكِ مظلومة معه ولم تفعلي ما يستحق كل ذلك، هل يمكن إصلاح الأخطاء والاعتذار بشكل مناسب يريح الزوج إلى حد ما، أم أن هذه الأحقاد سوف تستمر حتى تنهي الزواج.
  5. تجنبي التعامل بالمثل: الرد على أحقاد الزوج وأسلوبه الانتقامي بنفس الطريقة سوف يزيد الأمر تعقيداً، وربما الأفضل من ذلك أن تكوني مثال لزوجك بالتعاطف والتفهم ومحاولة علاج الأمور قبل تطورها، فذلك من شأنه أن يدفعه لمراجعة نفسه والتفكير بالتسامح والبدء من جديد بدلاً من الاستغراق أكتر بالأحقاد والأفكار السلبية.
  6. عدم الانجرار إلى الصراعات: كما ذكرنا فالزوج الحقود يعيش دائماً بحالة منافسة وصراع مع زوجته، ويتقصد في بعض الأحيان أن يجرها للمشاجرات أو المشاحنات أو النقاشات الجدلية التي لا طائل منها، وعلى الزوجة هنا أن تكون متعقلة وأن لا تسمح بالانجرار لمثل هذه النزاعات، ولكن بطريقة تحافظ على رغبتها بحل الأمور وليس من خلال التجاهل والاستفزاز واللامبالاة.
  7. وضع حدود ثابتة: يجب أن يفهم الزوج أنه مهما كانت دوافعه أو أحقاده وأفكاره، فيوجد حدود ثابتة لن يسمح له بتجاوزها، فإن شئت حل الخلافات والمشاكل وقبول الاعتذار والتسامح والبدء من جديد فأنا أفضل ذلك وأعدك بأني لن أكرر خطأي، ولكن إذا استمريت بأسلوبك دون وجود حل فهناك حدود لا يمكن تجاوزها مثل الاعتداء اللفظي أو الجسدي أو التجريح والإهانة، والانفصال يعتبر حل أفضل عند تجاوز هذه الحدود.
  1. ينتهز الفرصة دائماً للمعاقبة: لا تيرك الزوج الحقود أي فرصة تفوته لعقاب زوجته، وكأنه يبدو فرحاً ومنتصراً إذا قامت بخطأ ما، وحتى لو لم تخطئ فهو يترصد لها أي كلمة حتى يوجه إهانة لها على شكل مزاح أو تعليق سلبي أو سخرية واستخفاف، والحقيقية أن هذه التصرفات قد تعبر كثيراً عن ضعف شخصية لدى الزوج أو أحقاد مضمرة.
  2. يحاول جعل الزوجة تشعر دائماً بالذنب: بعض الرجال ينتقمون من خلال إشعار زوجاتهم بالذنب بشكل دائم، فالزوج في هذه الحالة دائماً ما يتهم الزوجة بأنها مقصرة في المنزل أو مقصرة في علاقتها الزوجية وواجباتها معه، وأنه يعيش دور الضحية ولا أحد يفهم مشاعره ورغباته، وهو يستمتع بتعذيبها دائماً بهذا الذنب بحيث لا يتركها تشعر بالراحة وعليها دائماً البحث عن وسائل لإرضائه.
  3. يحاول دائماً توجيه الإهانة لزوجته: لا يبدي الزوج الحقود أي إعجاب أو تقدير لزوجته، ويحاول أن يوجه لها إهانة باستمرار، سواء الإهانات التي تجرح أنوثتها أو كبريائها، أو تحقير وتسخيف إنجازاتها وعملها، فهو يرى في ذلك طريقة للانتقام منها على أي شيء أزعجته به.
  4. يبالغ في تهويل الأمور: لا يعطي الزوج الحقود الأمور حقها وخاصة الأمور السلبية التي تدين الزوجة أو تشكك بها وبسلوكياتها، فحتى أبسط الأمور قد يبالغ في تأويل معانيها وتهويل نتائجها وبالتالي ردود فعله عليها، فهو دائم التفكير بنية سيئة ويشكك بنوايا الزوجة.
  5. يهدد زوجته باستمرار: يعمد الزوجة الحقود إلى تهديد زوجته بأي شيء دائماً رغبة منه باستمرار سيطرته عليها وإخافتها، وهذه التهديدات قد تكون بالطلاق والانفصال عنها، أو الضرب والاعتداء، أو فضح شيء من أسرارها وخصوصياتها أمام أهلها أو أهله.
  6. متكتم تجاه ما يدور في ذهنه: غالباً ما تدور أفكار الانتقام والأحقاد في مخيلة الزوج الحقود وذهنه، ولذلك يعمد لعدم البوح بأفكاره وبقائها طي الكتمان حتى يجعل الزوجة بحالة توتر دائمة وتفقد حذرها وتخطئ إن لديها ما تضمره من أفكار سلبية تجاهه، وهو يرى في ذلك طريقة للإيقاع بالزوجة.
  7. يستمتع بالمواقف الدرامية: الزوج الحقود يحاول دائماً أن يمثل دور الضحية ويستجر استعطاف الآخرين، وكثيراً ما يتوضح ذلك من خلال محاولة الحديث عن متاعبه وعدم تقديرها من قبل أحد، وفي نفس الوقت يشعر زوجته بالذنب والتقصير في حقه، بطرق درامية تشبه إلى حد طريقة الأفلام والروايات التي يوجد فيها بطل مظلوم.
  1. تسبب توتراً دائماً في العلاقة الزوجية: من خلال تصرفات زوجها الدائمة من إهانات وتقليل من شأنها وترصد وتشكيك، هذه الحالة تسبب توتر للزوجة في الوقت الذي يكون فيه الزوج أصلاً بحالة توتر متواصلة، ومن الطبيعي أن ينعكس هذا التوتر على علاقتهما في جميع نواحيها وعلى المنزل والأسرة بشكل عام.
  2. عدم شعور الزوجة بالأمان: المرأة المتزوجة من رجل ذو شخصية حقودة انتقامية تعيش دائماً بحالة من التهديد، تهديد بدمار علاقتها الزوجية، تهديد بالتعرض للاعتداء، تهديد بالتعرض للإهانة، تهديد بالتشكيك بتصرفاتها، وإن طالت هذه الحالة التي لا يمكن تحملها يصبح لدى الزوجة شعور بعدم الأمان العاطفي والزوجي، وحتى لا تأمن على نفسها مع هذا الرجل.
  3. غياب مشاعر الحب والتعاطف: العلاقة الزوجية تقوم على المحبة بين الزوجين والاحترام والتعاطف بينهما، وما تلبيه هذه العواطف من إشباع للمشاعر وللرغبات العاطفية والإنسانية، وحالة التوتر وعدم الأمان الناتجة عن أحقاد الزوج، تغيب هذه الحالة العاطفية بين الزوجين ويصبحا بحكم المنفصلين عاطفياً.
  4. التأثير على الأطفال: لا يتوقف تأثير أحقاد الأب وشخصيته الانتقامية على الزوجة فقط وإنما يمتد هذا التأثير على الأطفال، من شعور بعدم الأمان والتوتر في المنزل وغياب العاطفة والمحبة بين الأبوين وبالتالي انشغال كل منهما بأفكاره السلبية عن الأطفال، وربما يعيش الأطفال حالة انفصال الوالدين بسبب هذه الأحقاد.
  5. أجواء منزلية مشحونة دائماً: المنزل الذي يوجد فيه أحقاد من قبل أحد أفراده تجاه الآخر وخاصة الأبوين، يعيش حالة مشحونة دائماً تمهد لحصول صراع أو مشكلة أو اعتداء في أي وقت، وربما تكبر المشاكل بشكل مفاجئ إلى حدود خطيرة في بعض الأحيان.
  6. الوصول للانفصال: في أي وقت قد تصل الحالة بالرجل الحقود للانفصال عن زوجته لخطأ معين ارتكبته أو اعتقد أنها ارتكبته، فهو لا يستطيع العيش مع شكوكه وأفكاره فيلجأ للانفصال عن زوجته على افتراض أن هذا الحل المناسب والانتقام الأفضل منها.

يمكن أن يتغير الزوج الحقود من حيث تصرفاته وفي صفاته ولكن المسألة ليست بهذه السهولة، فيوجد العديد من الشروط التي يجب أن تتحقق والتي تهيئ الأجواء لتغيّر طبيعة الزوج والتخلص من صفات وتصرفات الحقد لديه، فبدايةً يجب أن يكون لدى الزوج اعتراف بمشكلته والرغبة منه بتغيرها، كما يجب أن تراجع الزوجة أخطاءها مع الزوج ولا تنحي نفسها عن التسبب في بعض الأحيان فعلاً بظهور هذه الصفات لدى الزوج.

ويمكن طلب المساعدة من أشخاص موثوقين أو من مختص نفسي وأسري يساعد في توضيح الأسباب وطرق العلاج، كما يجب استبدال مشاعر الكراهية والحقد والشك، بمشاعر المحبة والتعاطف.

المراجع