تدريب الطفل على الأحرف اللثوية ونطقها الصحيح
نطق الطفل للأحرف اللثوية بالشكل الصحيح من الصعوبات التي تواجه الأهل مع أطفالهم في تعلم القراءة والكتابة، فهي تحتاج لتطور مخارج الحروف بشكل صحيح من ناحية، وفهم الطفل وتمييز الأحرف اللثوية عن غيرها من ناحية أخرى، والحقيقة أن تعلم الطفل للأحرف اللثوية أمر ضروري في إطار تعلمه للنطق واللغة بشكل عام، في هذا المقال سوف نتعرف على أفضل الطرق والنصائح لتعليم الطفل وتدريبه على الحروف اللثوية.
- الأحرف اللثوية هي حروف الذال والثاء والظاء (ذ - ث - ظ) وهي الحروف التي يتم نطقها بلمس رأس اللسان للأسنان العلوية الأمامية، وعادةً ما يتم الخطأ في نطق الحروف اللثوية بحروفٍ مقابلة تعرف بالصوامت وهي حروف السين والزاي والصاد، فيكون اللفظ الخاطئ لكلمة (لثة) بالسين (لسة) ولكلمة (ذهب) بالزاي (زهب)، وهذه الأصوات يلامس في لفظها اللسان اللثة العلوية خلف الأسنان الأمامية ولا يلامس الأسنان كما في الحروف اللثوية الأسنانية.
- تعريف الطفل ما هي الحروف اللثوية: يجب تعريف الأحرف اللثوية للطفل بطريقة تناسب عمره ومدى استيعابه، وهي الحروف التي يجب أن يطبق فيها نهاية اللسان على الأسنان الأمامية العلوية، ويجب تطبيق هذا أمام الطفل وتركه يحاول بنفسه ويطبّق أمام المرآة، ومن ثم نعدد له الأحرف اللثوية (ث – ظ – ذ).
- التدرب على كتابة الحرف اللثوي: يجب أن يتدرب الطفل على كتابة الأحرف اللثوية بكافة الأشكال والمواقع فهذا يفيد في تمييزه لها وبالتالي محاولة نطقها بشكل صحيح، إذا ما قام بنطقها بشكل صحيح مع كل مرة يكتبها بها، فعندما يعتاد على نطقها بشكل صحيح ويصبح قادر على تمييزها سوف تصبح قراءتها بالنسبة له بشكل صحيح أمر بديهي ولا يحتاج لمجهود بالمرات القادمة.
- حفظ الكلمات التي تحتوي حروف لثوية: بعض الكلمات تعتبر مكررة بشكل كبير بالنسبة للطفل سواء بالأشياء التي يستخدمها أو الأشياء التي يقرأها مثل الكتب المدرسية والأجهزة الالكترونية، ومن هذه الكلمات (مثال/ حيث / ثلاث/ثرثرة/ ذبذبة/ ثمانية/ ذهب/ ذكر/ ذلك/ ظلام/ ظلم) إلخ.
- مقارنة الحرف اللثوي مع الحرف المشابه: صعوبة الأحرف اللثوية بالنسبة للطفل تكمن في أنها تتشابه مع حروف أخرى، ما يجعله يخطئ في اللفظ خاصة في الكلمات الجديدة بالنسبة له مثلاً (ث تلفظ س/ ذ تلفظ ز/ ظ تلفظ ز) لذا يجب أن يقارن الطفل أثناء التدريب بين هذه الحروف ويجرب استخدامها بالكلمات بالشكل الخاطئ والشكل الصحيح حتى يترسخ في ذهنه الشكل الصحيح ويصبح قادر على التمييز بينها دون مساعدة.
- تصحيح نطق الحرف اللثوي بشكل دائم: أثناء القراءة أو حتى الكلام قد يعود للطفل للخطأ بالحرف اللثوي ولفظه بشكل غير صحيح، ويجب تصحيح ذلك بشكل فوري ودائم وعدم تركه يستمر بالخطأ أبداً، فعند التصحيح الدائم يصبح الطفل يتذكر دائماً أن هذا الحرف من الأحرف اللثوية ويجب نطقه بالشكل الذي تم تصحيحه له.
- البدء مبكراً: يفيد البدء مبكراً بتعليم الطفل الأحرف اللثوية بعدم التعرض للخطأ، فتعلم أي شيء من الصفر أسهل من إصلاحه خاصة بالنسبة للأطفال، فإذا حفظ الطفل نطق خاطئ لبعض الكلمات والأحرف سيكون من الصعب تعديل هذا الخطأ الذي اعتاد عليه.
- تحفيظ الأحرف اللثوية للطفل: يجب أن يعرف الطفل ما هي الأحرف اللثوية عن طريق الكتابة واللفظ بشكل مستقل أو ضمن الكلمات وبكافة الأشكال وبأمثلة كثيرة ومختلفة، فعندما يحفظ الطفل هذه الأحرف سوف يلاحظ وجودها دائماً بالكلمات المختلفة وسوف يحاول نطقها بشكل صحيح قد يخطئ أحياناً ويصيب أحياناً، وهذا ما يجعله يتمرس بها ويتقنها.
- التكرار والمواظبة: لا يكفي تعليم الطفل الاحرف اللثوية وتطبيق أمثلة قليلة فقط، فعندما يمر وقت على عدم استخدام هذه الأحرف وكيفية لفظها بشكل صحيح غالباً سوف ينساها الطفل ويعود للخطأ بها، أما عند التكرار بالتدريب والتصحيح لطريقة لفظها وشكلها وحفظها وكتابتها، سوف يحفظها باللاشعور ويصبح يستخدمها بشكل صحيح وعفوي.
- التقليد والتجريب: يجب تقديم قدوة جيدة في القراءة للطفل سواء من قبل الأهل أو المعلمين أو أي قائمين على تربيته، فالطفل كثيراً ما يسعى لتقليد هؤلاء وتجريب الطريقة التي يتكلمون أو يقرأون بها، ويجب على هؤلاء نطق الأحرف اللثوية دائماً بشكل صحيح أمام الطفل وعدم التهاون في ذلك حتى لا يتعلم الطفل هذا التهاون ويقلده.
- التشجيع والتحفيز: عملية التعلم تحتاج لدافع وتشجيع بالنسبة للطفل فهو لا يعرف بعد قيمة التعليم وما الذي يعنيه أن ينطق الحرف اللثوي بشكل صحيح، والأفضل أن نجد له قيمة لذلك مثل كلمات التشجيع والإطراء عندما يقولها بالشكل الصحيح، ويفضل أن تكون المكافئات في هذا الشأن معنوية وليست مادية، حتى لا يتعمد الطفل نطقها بشكل خاطئ ثم بشكل صحيح للحصول على المكافئة.
- الممارسة اليومية لنطق الأحرف اللثوية: أي شيء نرغب بتعليمه للطفل يجب المثابرة عليه وعدم الانقطاع فالطفل سريع النسيان، يجب وضع تمارين يومية أو استخدام بعض الكلمات بشكل عفوي تحتوي حروف لثوية وتشجيع الطفل على تكرارها بشكل صحيح، حتى تترسخ في ذهنه ويتمرن على النطق الصحيح وتتحسن مخارج حروفه.
بعض التطبيقات والتمرينات المخصصة لتعليم الأحرف اللثوية للأطفال بالإضافة لبعض الألعاب التي يمكن تأليفها من قبل الآباء أو المعلمين، تضمن استخدام الطفل للحرف اللثوي وتمييزه عن غيره من الحروف، وبالتالي نطقه بشكل صحيح، ومن الأشياء التي تساعد في هذه الغاية:
- استخدام الصور التوضيحية: صور تظهر وضع ومكان اللسان أثناء نطق الحرف اللثوي أو صور تقارن بين الحرف اللثوي والحرف الذي عادةً ما يتم الخطأ به، وبعض الكلمات التي تحتوي حروف لثوية يخطئ الأطفال عادةً في قراءتها، فهذه الصور تسهل على الطفل حفظ الحرف اللثوي.
- التطبيقات والبرامج التعليمية: يوجد تطبيقات تعليمية لمختلف آليات القراءة والكتابة تحتوي على نماذج كثيرة والعاب وتمرينات بكل ما يتعلق بالقراءة والكتابة، وتحتوي على بعض التمرينات المبسطة بخصوص الحروف اللثوية بأشكال وأمثلة كثيرة كلها تساعد الطفل بحفظ ونطق الحروف اللثوية.
- نطق الأحرف اللثوية ومقابلاتها أمام المرآة: واحدة من أفضل طرق مساعدة الطفل على نطق الأحرف اللثوية بشكل صحيح أن تقف معه أمام المرآة، ويشاهد شكل الفم واللسان وموقع تلامس اللسان بالأسنان عند نطق الحرف اللثوي، وموضع اللسان في الفم عند نطق الصوامت التي يستبدل بها الأحرف اللثوية (السين والزاي).
- تمرينات اختيار الحرف اللثوي: يوجد تمرينات كثيرة مثل كتابة كلمة وحذف أحد أحرفها ووضع بعض الخيارات يختار الطفل منها الحرف الناقص ليكمل الكلمة ويلفظها بشكل صحيح، أو تمارين التوصيل بين شكل يحتوي على حرف لثوي ومجموعة أحرف في الجهة المقابلة.
- المنافسة بين الأطفال: مثل عرض أشكال تحتوي على حروف لثوية وأشكال تحتوي على حروف تتشابه مع الحروف اللثوية على عدة أطفال، والطلب من الأطفال قراءة هذه الكلمات وتشجيع ومكافئة الطفل الذي قالها بشكل صحيح وتصحيحها للطفل الذي قالها بشكل خاطئ، ثم إعادة عرضها عليه بعد مضي بعض الوقت ومكافئته إذا قرأها بشكل صحيح.
- النماذج الصوتية: الاستماع يساعد في حفظ الطفل للصوت ويمكن سماع الأغاني مثلاً أو نطق شخصيات الطفل المفضلة مثل الشخصيات الكرتونية أو الحيوانات المفضلة للحرف اللثوي، خاصة إذا كان أسم هذه الشخصيات أو الحيوانات يحتوي على حرف لثوي وتشجيع الطفل على تكرار اللفظ والثناء عليه من قبل هذه الشخصية، ويوجد تطبيقات خاصة بهذه النماذج.
تعلم الطفل للأحرف اللثوية ونطقها بشكل صحيح له أهمية على عدة مستويات نفسية وتعليمية بالنسبة للطفل، وتكمن ضرورة وأهمية هذه المسألة في عدة نقاط، ومنها:
- تعلم القراءة بشكل صحيح: القراءة بشكل صحيح من المهارات اللغوية التي سوف يحتاجها الطفل بمختلف المراحل العمرية والتعليمية أو المجالات التي يدخل بها، وإذا كان الطفل قادر على القراءة بشكل صحيح ولا يخطئ فهذا قد يزيد فرصه بالنجاح في التعليم.
- تحسين مخارج الحروف: حتى باللغة المحكية يحتاج الطفل لمخارج حروف سليمة وصحيحة لإتقان لغته، والحروف اللثوية تعتبر من الأشياء التي يتعلمها الطفل بصعوبة وبعمر متأخر، وعند اتقانه لهذه الحروف ولفظها بشكل صحيح، فهذا سوف يضمن تحسين مخارج الحروف لديه.
- الكتابة الصحيحة: فالطفل يكتب كما يلفظ وعندما يلفظ الحرف اللثوي بشكل خاطئ من المحتمل أن يكتبه بشكل خاطئ وبالتالي يترتب على ذلك مشكلات تعليمية في المراحل اللاحقة، وحفظ كل حرف وأشكاله ومواقعه وطريقة لفظه بشكل صحيح، يساعد في تحسين مهارة الكتابة لديه.
- تعزيز فهم اللغة: القراءة الصحيحة والنطق واللفظ الصحيح لجميع الأحرف بما فيها الأحرف اللثوية يساعد الطفل على فهم اللغة التي يسمعها وكيفية استخدامها، وهذا يعطيه مهارات لغوية أفضل.
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه: إذا كان الطفل لا ينطق بشكل صحيح قد يتعرض للسخرية أو التنمر من الأقران وبعض الكبار أو التوبيخ من الأهل والمعلمين، وهذا الأمر يعطيه شعور بأنه ضعيف بل وفاشل في بعض الأحيان، لذا فإن نطق الأحرف بشكل صحيح وسلامة اللغة تجنب الطفل هذه المواقف وبالتالي تدعم ثقته بنفسه وبمهارته في الكلام والقراءة.
- تحسين سلامة النطق: الأحرف اللثوية من الحروف الصعبة التي عادةً ما يخطئ الأطفال في نطقها ويجدون صعوبة في تعلمها، وعندما يستطيع الطفل لفظها بشكل صحيح فهو يكون قد اكتسب مهارة في تحريك شفاه ولسانه للنطق بالشكل الصحيح، وبالتالي هذا يساعده في تجنب أو علاج مشاكل نطق ولغة أخرى.