تعليم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره

متى يستطيع الطفل التعبير عن مشاعره! إليكِ أهم وسائل وطرق تعليم الطفل التعبير عن مشاعره بشكل واضح
تعليم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تعليم الطفل معنى المشاعر المختلفة وكيفية التعبير عنها من أهم خطوات تنمية شخصية الطفل والتي يجب أن تبدأ بمرحلة عمرية مبكرة تسير بالتزامن مع تطور مهارات الطفل وخبراته العاطفية والوجدانية والذهنية، كما يساهم تعليم الطفل المشاعر باكتشاف الكثير من المشكلات النفسية والعصبية عند الأطفال في وقت مبكّر لاتخاذ إجراءات مبكّرة.

تشير الدراسات إلى أن الطفل يبدأ باستخدام الكلمات أو المصطلحات التي تشير إلى المشاعر والعواطف في عمر سنتين تقريباً، ويبدأ الأطفال بوصف مشاعرهم الأساسية بأسمائها أو توظيف أسماء المشاعر الأساسية توظيفاً صحيحاً بين سن الثالثة والخامسة مع تطور قدرتهم أيضاَ على الفصل بدقة بين المشاعر السلبية والإيجابية. [1]

وتتطور قدرة الطفل على التعبير عن المشاعر والعواطف مع تطور مهاراته الذهنية والعاطفية واللغوية، كما تتناسب مع قدرة الأهل على التعبير عن مشاعرهم أمام الطفل، والمساحة التي يمنحونها للطفل للتعبير عمّا يشعر به، وفاعلية الحوار بين الطفل والأبوين حول الشعور والعاطفة.

animate
  1. شجّع طفلك على تسمية مشاعره: أهم خطوات تعليم الطفل التعبير عن مشاعره أن تشجعه على تسمية هذه المشاعر بأسمائها الحقيقية والصريحة والدقيقة، فالإحباط ليس نفس الحزن، والخوف ليس نفس التردد، والفرح ليس مرادفاً دقيقاً للسعادة!
  2. عبر عن مشاعرك أمام أطفالك: طفلك يستمد معظم سلوكياته من الطريقة التي تتصرف بها أمامه، لذا حاول مشاركة مشاعرك مع أطفالك بين الحين والآخر والتحدث معهم عما تشعر به خصوصاً عندما يكون لديك أطفال كبار فهذا يزيد شعورهم أنك تثق بهم ويعلمهم أن يعبروا لك عن مشاعرهم المختلفة.
  3. استخدم القصص والحكايات: تتناول القصص فكرة التعبير عن المشاعر بطريقة بسيطة بحيث يدركها الطفل ويفهمها من خلال التعرف إلى تجارب الآخرين في التعبير عن المشاعر، وهي شخصيات مختلفة ضمن القصص تمر بمواقف ومشاعر كثيرة وتعبر عنها بالكثير من الطرق.
  4. استخدام الألعاب والدمى: يساعد خلق مشهد تمثيلي باستخدام الألعاب في تعليم الأطفال الصغار كيفية التعبير عن المشاعر من خلال إسقاط الفكرة على مجموعة دمى وخلق حوار خيالي بينهم عن التعبير عن المشاعر، وتعتبر هذه الطرق من أكثر الطرق فعالية في تعليم الطفل الصغير وتشجيعه للتعبير عن مختلف المشاعر التي يمر بها.
  5. قدم له طرق التخلص من المشاعر السلبية: قد لا يكون طفلك على دراية بالطرق التي تساعده في التخلص من مشاعره السلبية، مثل الحزن أو الغيرة أو الخوف وغيرها.
    ويمكنك أن تقدم لطفلك خيارات عديدة تعلمه من خلالها التعبير عما يشعر به من مشاعر مزعجة وتساعده في التخلص منها بنفس الوقت، مثل ممارسة الرياضة، الركض، الخروج مع الأصدقاء، التحدث عما يشعر به مع شخص موثوق، ممارسة هوايته المفضلة، ممارسة نشاط عائلي جماعي مثل مشاهدة فيلم، وما إلى ذلك.
  6. ابتعد عن الصورة النمطية: لا تعلم طفلك أن الرجال والشباب لا يبكون، ولا تقل له أن الذي يبكي جبان، ولا تهدده بالضرب عندما يبكي أو يغضب، كل هذه التصرفات الخاطئة في تربية الطفل تكبت رغبة وقدرة الطفل للتعبير عن مشاعره وتعلمه إخفاءها عن أهله أولاً وربما عن الجميع مما يدفعه للعزلة.
  1. المحادثة والحوار المستمر مع الطفل: بمعنى وجود تواصل بين الأهل وطفلهم بحيث يعتاد على الحديث بمختلف المواضيع مع أهله ما يقوي رغبته في التعبير عن كل مشاعره التي يمر بها من حزن وفرح وخوف وغضب وغيرها، فالطفل الذي يملك تواصل جيد مع أفراد عائلته يسارع إخبارهم عن كل ما يحدث معه وكل ما يشعر به.
  2. سؤال الطفل عن يومه: وذلك باختيار وقت مناسب للطفل عندما يكون مرتاحاً وغير مشغولاً ثم طرح عليه أسئلة عن يومه، مثل كيف كان يومك في المدرسة؟ أو ماذا فعلت اليوم مع أصدقائك؟ وما إلى ذلك، وإذا لاحظت إجابة طفلك بشكل سريع تابع بأسئلة أكثر تحديداً مثل هل كان يومك جيداً؟ هل حصل ما يزعجك اليوم؟ تعتبر هذه الطريقة من أفضل طرق تشجيع الطفل للحديث والتعبير عن مشاعره.
  3. الاستفسار عن سبب سعادة أو حزن الطفل: بادر بالاستفسار عن سبب سعادة أو حزن طفلك عندما تلاحظ عليه ذلك سواء بسؤاله بشكل مباشر أو بسؤال أصدقاءه ومدرسيه إذا رفض التكلم، ثم ساند طفلك فيما يشعر وهون عليه حزنه وحاول إجراء محادثة معه بشكل حنون وتقرب منه للحديث عن حزنه، أو شاركه فرحته وأظهر له سعادتك عندما يكون سعيداً واستمتعا معاً بهذا الشعور.
  4. التفاعل مع مشاعر الطفل وأحاديثه: لا ترفض الحديث مع طفلك لأنك مشغول ولا تستمع إليه دون تركيز وأنت تهز برأسك فقط دون أن تفهم ما يتكلم عنه، ولا يكفي أن تستمع لطفلك عندما يعبر عن مشاعره وتقول له بعض الكلمات مثل "بسيطة وجعله الله خيراً وما إلى ذلك" ثم تتركه وحده، بل عليك التفاعل مع مشاعر طفلك والاستماع لها باهتمام كي يتشجع للحديث معك في كل مرة ينتابه شعور ما.
  5. تقبل مشاعر طفلك: أحياناً قد تكون مشاعر طفلك سلبية وغير مرضية لك، مثل الغضب منك أو الغيرة من طفل آخر، وهنا لا يجب أن تغضب من طفلك وتصرخ عليه وتلومه على ما يشعر به، فمشاعر الأطفال ليست شيء يمكنهم التحكم به، فهم أطفال وغير ناضجين في النهاية، يفضل في هذه الحالة تفهم وتقبل مشاعر طفلك والحديث معه بهدوء لفهم كيفية وصوله لهذه المشاعر واعطه دفعة من الحنان والحب والغي أسباب شعوره هذا إن أمكن، ثم اختر وقتاً لاحقاً بعد زوال هذه المشاعر وتحدث مع طفلك بطريقة مناسبة توجهه كي لا يعود لهذه المشاعر السلبية مرة أخرى. [2-3-4]
  1. لعبة تبادل الشعور: تقوم هذه اللعبة على تبادل المشاعر بين الطفل وأحد أبويه بحيث يقول مثلاً الأب لطفله أنا أشعر بالسعادة عندما ألعب معك، أنا أشعر بالحب والأمان عندما أحضنك، ثم اعط الدور لطفلك لينشأ جملة مشابهة يعبر فيها عن شعور ما لديه.
  2. تأليف قصة عن المشاعر: وهو نشاط يتم تنفيذه بتأليف قصة مع الطفل بشكل تشاركي، بحيث يُطلب من الطفل أن يتخيل قصة عن شخص حزين ويرويها لك، أويمكن أن تطلب منه تأليف قصة عن شخص تفوق في دراسته ونجح ثم تطلب منه أن يخبرك كيف كان شعور تلك الشخصية بالنجاح وكيف عبر عنها، هذه الطريقة تساعد الطفل في ربط المشاعر بالمواقف اليومية مع القدرة على إدراكها وتخيل طرق مناسبة للتعبير عنها.
  3. لعبة كيف سيكون شعورك: وهي لعبة أسئلة يطرحها أحد الأبوين على الطفل لوصف شعوره في مواقف معينة، مثل كيف ستشعر لو ذهبنا لزيارة الجدين؟ أو كيف ستشعر لو سافر أبيك لبلد أخرى؟ وغير ذلك، يحفز ذلك القدرة عن التفكير العميق بكل شعور وفهمه عند الطفل، كما يدفعه للتعبير عنه بكل صدق وصراحة.
  4. لعبة تركيب الوجه: وهي لعبة مناسبة للأطفال الصغار، بحيث تحوي اللعبة على قطع مبعثرة عند تركيبها ينتج شكل وجه حزين، أو فرحان، أو غاضب وما إلى ذلك، بحيث يمكن للطفل أن يشكلها بحسب شعوره، أو يشكلها بطريقة عشوائية لينتج معه شكل عليه أن يصف شعوره.
  5. لعبة نرد المشاعر: مكونات هذه اللعبة حجر نرد مع لوحة تحوي رسومات لوجوه تصور مشاعر متنوعة ومختلفة، حزن وغضب وخجل وفرح وما إلى ذلك، العب مع طفلك عن طريق رمي النرد على اللوحة ثم وصف شعور الوجه الذي وقع عليه وترك الطفل يتحدث عن موقف تعرض له وكان شعوره كشعور هذا الوجه. [5]
  1. عدم فهم الطفل لمشاعره بشكل جيد: لأسبابٍ يطول شرحها قد لا يتمكن الطفل من فهم طبيعة مشاعره، وقد يخلط بين المشاعر الطبيعية وغير الطبيعية، وأحياناً بين المشاعر الإيجابية والمشاعر السلبية، وهذا التشتت العاطفي قد يكون السبب الأساسي لعدم قدرة الطفل التعبير عن مشاعره وعواطفه بصورة واضحة.
  2. الخوف من رد الفعل: الطفل الذي يعيش في بيئة من العنف مع آباء انفعالين كثيري الغضب وكثيري الصراخ قد يخاف من التعبير عن مشاعره بسبب توقع غضب أحد الولدين منه فيفضل كتمان المشاعر وإخفائها عن أبويه وعن الجميع.
  3. عدم اهتمام الأهل بمشاعر الطفل: العديد من الآباء لا يراعون مشاعر أبنائهم في مختلف المواقف ويتهمونهم بالدلال، والبعض الآخر لا يكترث لحديث طفله ولا يهتم به عندما يخبره عما يشعر، وهذا الاستخفاف بمشاعر الطفل يفقد ثقة الطفل بأهله ورغبته بالحديث معهم والتعبير عن مشاعره لهم.
  4. التعامل مع مشاعر الطفل كذنب أو عار: التربية الخاطئة للأطفال لها دور في عدم قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره، فتربية الطفل الذكر مثلاً على فكرة أن الرجل من المعيب أن يبكي أو يحزن، أو فكرة إهمال الطفل دائماً عندما يبكي كي لا يتدلل ويصبح اتكالي، كما البعض يهم لضرب الطفل عند غضبه وربما حبسه ومعاقبته، كل هذه الأساليب التربوية الخاطئة تمنع الطفل من مشاركة أبويه بما يشعر.
  5. الخوف من التعرض للسخرية: سواء من الأهل أو الأخوة أو الأصدقاء وغيرهم، مثلاً قد يتعرض بعض الأطفال لسخرية ممن حولهم عندما يعبرون عن خوفهم من شيء ما، مما يردع الطفل عن إظهار مشاعره مرة أخرى لأي شخص ممن حوله.
  6. التجربة السيئة: بمعنى أن يكون الطفل قد مر بتجربة سيئة مع والديه سابقاً عندما عبر لهما عن مشاعره، وهذا ما منعه من محاولة التعبير لهم عن أي شيء يمر به مرة أخرى، مثل اللوم أو التوبيخ أو التجاهل أو الصراخ وغير ذلك.
  7. الخجل والانطوائية: شخصية الطفل الخجولة قد تضعف قدرته على إجراء محادثة يعبر بها عن مشاعره بشكل واضح وكافٍ، وكذلك عندما يكون الطفل انطوائياً وغير قادرٍ على الاندماج بسهولة مع أقرانه سيكون أقل قدرة على بناء أدوات التعبير عن المشاعر.
  • تعلم الذكاء العاطفي: وهو تعلم الأطفال القدرة على فهم مشاعرهم والتعرف عليها، كما يتعلم الطفل من خلال الذكاء العاطفي فهم كيف يشعر الآخرين في كل موقف مختلف، مثل الفرح عند النجاح، والحزن عند المواقف الصعبة، والغضب عن المشاكل، فيصبح الطفل قادراً على تمييز هذه المشاعر وفهم أسبابها عندما يتعلم التعبير عن مشاعره.
  • تقوية الثقة بالنفس: عندما يتمكن الطفل من البوح بمشاعره والتعبير عنها ويرى اهتمام الأهل بها يتعلم أن ما يشعر به مهم، هذا يعطيه ثقة للتعبير عن نفسه تبعده عن فكرة كتمان المشاعر داخله وتشجعه على التعبير دوماً عما يجول في باله دون خوف أو خجل.
  • زيادة القدرة على التفاعل الاجتماعي: امتلاك الطفل لقدرة التعبير عن المشاعر تجعل منه شخصاً تفاعلياً في أسرته ومجتمعه وبيئته، فهو لديه مهارة التحدث من جهة كما أنه قادر على الاستماع لمشاعر الآخرين من جهة أخرى.
  • السيطرة على سلوك الطفل: الطفل الذي يغضب أو يحزن ويكبت هذه المشاعر يعكس مشاعره بطريقة ما على سلوكه، مثل تكسير الألعاب، الانعزال، رفض الذهاب إلى المدرسة وغيرها، كما يمكن أن يقوم بسلوكيات بالخفاء عن الأهل كاستجابة لمشاعره السلبية المكبوتة، مثل إيذاء النفس، وتعليم الطفل منذ الصغر أن يعبر عن تلك المشاعر وعدم تركها مكبوتة يساعد في السيطرة على سلوك الطفل وتعليمه كيفية التحكم بمشاعره وضبطها.
  • حمايته من الأفكار السلبية: المشاعر السلبية تؤدي لأفكار سلبية، فعندما يحزن الطفل دون أن يتمكن من التعبير عن ذلك ودون أن يرى اهتمام من حوله بهذه المشاعر يدفعه حزنه لتكوين أفكار سلبية حول نفسه، كأن يعتقد بأنه غير مهم أو قليل القيمة أو لا أحد يحبه، وما إلى ذلك من المشاعر السلبية التي تؤذي شخصية ونفسية الطفل والتي يمكن التخلص منها بتربية الطفل على التعبير عن مشاعره دوماً وعدم كبت شيء داخله أو مواجهة شعور سلبي وحده. [6]

المراجع