ممارسة الجنس بعد الولادة
هل تعانين من مشكلات في ممارسة الجنس مع زوجك بعد الولادة؟ هل تعتقدين أن مجرد التفكير في الأمر مرهق للغاية؟ هل تشعرين بالخوف والقلق؟
تنتاب بعض النساء مشاعر من القلق والخوف من ممارسة الجنس بعد الولادة، خاصة إذا سبق ذلك فترة كبيرة من عدم القيام بالعلاقة الحميمة بسبب الشهور الأخيرة في الحمل، هنا يصبح التفكير في الجنس بعد الولادة أمر مرهق للغاية، خاصة إذا كنتِ تعانين من آلام متواصلة بسبب الولادة وبالطبع اضطراب الهرمونات، بالإضافة إلى إرضاع صغيرك.
كل هذه الأمور مجتمعة تحول بين الأم وممارسة الجنس، مما قد يجعلها تصاب بالاكتئاب بعد الولادة، وربما تفقد الرغبة الجنسية وتقتل بداخلها الغريزة الجنسية خاصة بعد احتضان المولود الجديد لفترات طويلة.
ولكن لا تقلقي عزيزتي بهذا الشأن فسوف نطرح لك حلول فعالة للتغلب على هذه المخاوف.
الجنس بعد الولادة
ربما لم تشعرين بالارتياح في بداية ممارستك الجنس بعد الولادة، وفي هذا الجانب تقول ريبيكا بوث طبيب أمراض النساء من جامعة لويزفيل، أنه من المفترض أن الألم الناتج من الولادة يأتي نتيجة انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، مما يؤثر بشكل كبير على مرونة الأنسجة المهبلية، حيث ينخفض هذا الهرمون بشكل كبير بعد الولادة وأثناء الرضاعة الطبيعية.
وعندما تشعر المرأة بالألم في الأيام الأولى من الولادة يصاحب هذا انخفاض هرمون الاستروجين مع ارتفاع مستويات البرولاكتين والأوكسيتوسين، والتي تشبه إلى حد كبير أعراض سن اليأس خلال الشهرين أو الثلاثة الأولى، فيصاحب المرأة العرق الليلي والهبات الساخنة وجفاف المهبل وبالتأكيد تشعر بالألم، وهو ما يجعل الأمهات تمارسن الجنس المؤلم بعد الولادة.
أسباب عدم ممارسة الجنس بعد الولادة
قلة النوم من أبرز الأسباب الرئيسية لعدم ممارسة الجنس بعد الولادة، لذا فإن أغلب الأمهات بعد الولادة تصيبهن بحالة من القلق والتوتر بسبب قلة النوم، نتيجة الاستيقاظ على فترات متباعدة لإرضاع الطفل الصغير.
وتقول الدراسات الطبية بهذا الخصوص: "إن هناك هرمون يلحق بالأم في تلك الفترة وهو الأوكسيتوسين الذي يعمل على إثارة مشاعر الطيبة تجاه الجنين، ولكنه بنفس الوقت يقلل من الرغبة الجنسية".
الجنس أكثر أهمية بعد الولادة
إذا لم تكن هناك علاقة حميمة جيدة بين الأزواج فسوف يشعرون وكأنهم زملاء بالسكن، خاصة وأن الشعور بالانفصال يمكن أن يؤدي إلى الإستياء ويجعل الأمور تذهب إلى حافة الهاوية، ويجب على الزوجين الاهتمام بالتقبيل أو لمس بعضهما البعض بطريقة بها شوق ومحبة، ومنها سوف يكونا مؤهيّن لممارسة الجنس بكل سهولة.
ويقول بعض الأطباء إنهم قابلوا الكثير من النساء اللواتي يستمتعن بالجنس بعد الولادة أكثر من ذي قبل، وعلى الرغم من أنه يبدو من الصعب تصديق ذلك، ولكن أحد التفسيرات المحتملة أن الولادة تنبه إلى مجموعة من الأحاسيس فتصبح أجساد النساء وخاصة الأعضاء التناسلية أكثر حيوية، مما يزيد من إمكانية المتعة لدينا.
ويمكن للولادة أن تحول أجزائها الداخلية إلى شوق أكثر للزوج، فهناك الكثير من النساء يبلغن المزيد من الراحة مع أجسادهن وتحدث لهن هزات أكثر حدة بعد إنجاب الأطفال.
ممارسة الجنس بعد الولادة مرة أخرى
تقول إحدى الحالات في دراسة طبية وهى أم لطفلين أنها كانت تواجه صعوبة في استئناف الحياة الجنسية: "امنحي نفسك الوقت للشفاء بالمعنى الحرفي للكلمة وحتى تتأقلمي مع أدوارك الجديدة"، ويجب أن تكوني صادقة مع نفسك ومع شريك حياتك فيما يخص استعدادك لممارسة الجنس.
ويجب عليك أن تذكري أنه في بعض الأحيان قد تكون الحالة المزاجية غير جيدة، ولكنك ستكوني سعيدة بالفعل إذا مارست علاقتك الحميمة كما أن إنجاب المزيد من الأطفال لا يساوي عدد مرات قليلة من الجنس، وعلى غرار الطريقة التي يتم بها الانتقال من الصفر إلى طفل واحد، فإن أكبر تعديل هو العودة إلى الجنس بعد أن يكون الطفل الأول هو الأصعب.
ولذلك نستطيع القول عزيزتي أن هناك مرحلة معينة سوف تدرك المرأة أن الحياة مع الأطفال ستكون فوضوية دائماً وخارجة عن السيطرة، لذا عليك القيام بأشياء تجعلك سعيدة بحياتك، ولعل أقلها هي ممارسة الحياة الجنسية بطريقة سعيدة.
الحياة الجنسية أقل ألماً
تقول لورا كارينشي التي تعمل أستاذة مساعد بقسم التوليد بجامعة نيويورك: "عندما تعاني المرأة من الألم أثناء ممارسة الجنس فإنها تتوقع الألم مع الجنس"، وتضيف أن هذا يؤدي إلى الشعور بالتوتر، فعندما وصل ابني إلى ستة أشهر كنت مازالت أعاني الألم مما اضطرني للاتصال بأخصائي العلاج الطبيعي لعلاج منطقة الحوض، فأوصاني بالقيام بالتمارين الرياضية حتى تسهل العملية الجنسية مع زوجي".
ويمكننا القول إن الخوف من ممارسة الجنس بعد الولادة لها أسانيد ولكن في حالات بسيطة، ولكن في المعتاد فإن الأمر لا يسبب الألم أو المشكلات ولكن بالعكس أحيانا تكون السعادة والمتعة أكبر من ذي قبل طبقا للدراسات الطبية.