التكيف مع ضغوط العمل ومهارة إدارة الضغوطات الوظيفية
تشير الدراسات إلى أن حوالي 95% من الموظفين والعمّال يشعرون بالتوتر والضغط في العمل، فيما يعتبر حوالي 25% من الموظفين والعمال أن العمل هو المصدر الأول للضغط والتوتر والإرهاق في حياتهم وأنهم يرغبون باستمرار بالصراخ بسبب ضغط العمل، وهذا يشير إلى الحاجة الماسّة لتطوير مهارات إدارة الضغط والتوتر والتكيّف مع ظروف العمل لتجنب الآثار الصحية والنفسية التي قد تكون مدمرةً لضغوطات العمل!
التكيّف مع ضغوطات العمل يعني القدرة على التعامل مع ظروف العمل الضاغطة المستقرة أو الأحداث والظروف الاستثنائية في العمل بأقل قدر ممكن من الإرهاق والإجهاد النفسي دون أن يؤثر ذلك على الأداء، من خلال اكتساب بعض مهارات وآليات إدارة الضغط، كالقدرة على التحكم بالعواطف والمشاعر ومهارات الاتصال والتواصل ومهارات حل المشكلات وتوليد الحلول والأفكار واتخاذ القرارات ومهارة إدارة الوقت وتنظيم العمل بذكاء، وغيرها.
يعتبر تحقيق التكيّف مع الضغط في مكان العمل من أهم أهداف المؤسسات والموظفين في آن معاً، لأن القدرة على إدارة الضغوطات تنعكس بشكلٍ مباشر على أداء الموظفين والعمال وعلى الرضا الوظيفي، وفي نهاية المطاف تنعكس على أداء المؤسسة بالمجمل.
- تنظيم وقت العمل: أول خطوة للتكيّف مع ضغوطات العمل هي إعادة تنظيم الوقت لتحقيق أعلى كفاءة ممكنة، من خلال تقسيم المهام بشكل واقعي والبدء بإنجازها بناء على خطة زمنية واضحة، كما يؤثر تنظيم الوقت اليومي خارج العمل على جودة الوقت الذي تقضيه في العمل، ما ينعكس على التكيّف مع الضغوطات.
- وضع أهداف محددة في العمل: يساعد وضع الأهداف في العمل على التكيف مع الضغط وتخفيف الإرهاق والمشاعر السلبية في العمل، ويجب أن تكون هذه الأهداف واقعية وقابلة للتحقق، هذا يعزّز شعورك بالإنجاز والسير بوتيرة أسرع في تحقيق المطلوب منك.
- تطوير المهارات المتعلقة بالعمل: من أسرار التكيّف مع ضغط العمل البحث عن أفضل الطرق للقيام بالمهام الموكلة إليك، فهذه الطريقة تجعل العمل يسير بشكل جيد وبطريقة مريحة، بدلاً من استخدام أساليب صعبة تشعرك بالضغط نتيجة العمل الكثير الذي تقوم به، والإنجاز القليل الذي تصل إليه، لذلك كلّما طوّرت من مهاراتك في العمل انعكس ذلك على تكيّفك مع الضغط والإرهاق الوظيفي.
- تطبيق مبدأ استراحة المحارب: حاول أن تأخذ استراحات قصيرة خلال العمل بشكل منتظم، بدلاً من استراحة واحدة طويلة قسّم الاستراحة على فترات إذا كان ذلك ممكناً، أيضاً أنت بحاجة دائماً لأيام من الراحة كل بضعة شهور لا تتنازل عنها ما استطعت!
- تحسين علاقتك بمكان العمل: من الوسائل الشائعة للتكيف مع ضغط العمل أن تحاول تعزيز علاقتك الإيجابية بمكان العمل وتقوية شعورك بالانتماء للمكان، يمكنك أن تجعل مكتبك مكاناً أجمل وأكثر راحة من خلال إضافة قطعة نبات أو صورة عائلية تمنحك الشعور بالراحة أو بعض التحف والديكورات المحببة إليك، من جهة أخرى تلعب العلاقات الاجتماعية في مكان العمل دوراً كبيراً في تعزيز انتمائك لمكان العمل.
- تعلم بعض تقنيات السيطرة على الإجهاد: من أساليب التكيف مع ضغط العمل أن تتمكن من السيطرة بسرعة على حالة الإرهاق والتوتر أو الضغط الشديد، يمكنك تعلّم بعض تمارين التنفس العميق التي تساعد على تقليل التوتر، أو سماع نوع معين من الموسيقا أو حتى الحديث مع شخص في موضوع بعيد عن العمل لبضع دقائق.
- طلب المساعدة لإنجاز الأعمال: يمكن طلب المساعدة من الزملاء أو المدراء في العمل بغية التعرف على أفضل الأساليب لإنجاز العمل بأقل جهد ممكن، بما يضمن التخلص من مشاعر ضغط العمل، فمثلاً قد يكون لأحد الزملاء القدماء خبرته الخاصة في إنجاز المهام، أو يمكن أن يقوم بالمساعدة في حال وجود ضغط كبير.
- مهارات التواصل الاجتماعي: القدرة على التواصل مع الآخرين في مكان العمل من أهم المهارات للتكيف مع الضغوطات وإدارة الإرهاق الوظيفي، حيث يساعد التواصل الفعال على تعزيز الشعور بالانتماء لمكان العمل والسعادة بالتواجد فيه وربما التسلية، وهذه المسائل ضرورية في التخفيف من ضغط العمل، كما يلعب التواصل الفعّال دوراً فعّالاً في زيادة فاعلية وكفاءة العمل الجماعي ما يقود أيضاً لتقليل الضغوطات.
- مهارات الذكاء العاطفي: تتضمن مهارات الذكاء العاطفي القدرة على فهم وإدارة المشاعر السلبية والإيجابية وتقدير وفهم مشاعر الآخرين أيضاً، ولا نبالغ عندما نقول أن مهارات الذكاء العاطفي أهم مهارات التكيّف مع ضغوطات العمل والتعامل مع مشاكله، لأنها تستهدف إدارة المشاعر بشكل مباشر في كل وقت وتحت أي ظرف.
- مهارات حل المشكلات وتوليد الحلول: تواجه العامل والموظف مشاكل عديدة في عمله وذلك أمر طبيعي في مختلف المهن، وهذا المشاكل عادةً ما تسبب الشعر بالاكتئاب الوظيفي وضغط العمل، وتمتع الموظف بمهارة إيجاد حلول للمشكلات وسرعة تطبيقها، يخفف إلى حد كبير هذه المشاكل والضغوط الناتجة عنها.
- القدرة على التأقلم والتنظيم: من المهارات المطلوبة بشكل كبير في مختلف المهن، حيث أن مهارة التأقلم مع أجواء العمل وفريقه، والقدرة على التنظيم، تجعل الموظف يندمج بشكل أسرع في سير العمل، ويشعر أن وجوده له قيمة ومعنى، وهذه المشاعر تخفف إلى حد كبير مشاعر ضغط العمل.
- المرونة والابتكار: المرونة في العمل والقدرة على ابتكار أفكار وحلول جديدة لمهام العمل، يساعد العامل في التأقلم بشكل أسرع مع محيط العمل، والقدرة على البروز والظهور كأحد الموظفين الناجحين في الشركة أو مكان العمل، وهذا يجعله محط إعجاب وتقدير من محيطه من ناحية، وقادر على إنجاز مهامه بشكل أكثر راحة من ناحية أخرى، لذا فإن امتلاك هذه المهارات يخفف إلى حد كبير مشاعر ضغط العمل.
- القدرة على التعلم: مهارة القدرة على التعلم مفيدة جداً في أي مهنة من المهن، وهي تساعد بشكل كبير في النجاح بالعمل وإنجاز مهامه بطريقة أفضل، بل وابتكار أساليب جديدة تعتبر أفضل للعمل من جهة وللعامل من جهة أخرى، فعندما يستطيع العامل أو الموظف تعلم مهنته وأساليب تطبيقها وكل ما يتعلق بها بوقت قياسي، هذا يمكنه من إتمام ما عليه بشكل أفضل وبالتالي لا يشعر بأي ضغوط في العمل.
- النجاح أكثر في العمل: تخلص العامل من مشاعر الضغط والاكتئاب في العمل يحقق له ما يعرف بالسعادة بالعمل، وهذه السعادة ينتج عنها زيادة إنتاجية هذا العمل، وشعوره بالانتماء للعمل وأنه يقوم بشيء يحبه ويفضله، وهذا يعود بفوائد جمة سواء على العامل أو على العمل.
- الشعور بالراحة النفسية: الراحة النفسية ضرورية جداً في العمل، فإذا كان الموظف أو العامل لا يشعر بالراحة النفسية في عمله، فقد يتسبب هذا في فشله وشعوره بأنه لا ينتمي لهذا العمل ويريد التخلص منه، وربما يفكر في ترك العمل، ولا يتطور أبداً من حيث مهاراته وانتاجيته.
- إمكانية التطور بالعمل: السعادة في العمل وعدم الشعور بالضغط يعطي فرصة للعامل للتطور في عمله، فهو يزيد خبرته نتيجة اهتمامه بعمله ومحبته له، وقد يترقى في عمله ويتسلم مناصب أعلى.
- التخلص من التوتر والإحباط: ضغط العمل يسبب مشاعر الاكتئاب والتوتر والإحباط سواء ضمن أوقات العمل أو حتى بعدها، فعدم السعادة بالعمل يشعر الموظف بأنه يقوم بكل شيء رغماً عنه ولا يمكنه القيام بما يحب، وأن عمله يعيق تقدمه وتطوره، فيشعر بالإحباط والتوتر، والتخلص من الضغوط من شأنه اراحة العامل من هذه المشاعر.
- تحسين العلاقات مع فريق العمل: الراحة وعدم الشعور بالضغط في العمل يعطي شعور للعامل بالانتماء لعمله وللمحيط الاجتماعي الذي يعمل معه، وبالتالي يمكنه أن ينشأ علاقات جيدة مع زملائه في العمل بما يحقق المنفعة العامة للعمل والسعادة للعمال في أوقات الدوام.
- التعرف على أسباب الشعور بالضغط: قد يتعلق الأمر بظروف الشخص نفسيه مثل ظروف عائلية بعد السكن عن مكان العمل الارتباط ببعض الالتزامات التي لا تتناسب مع وقت العمل، أو يمكن أن تكون أسباب متعلقة بالعمل نفسه كأن يكون العمل شاق جداً وأكبر من إمكانيات العامل أو تتعلق بطاقم العمل مثل التعرض للتنمر أو الاستغلال أو التحرش، وبعد معرفة السبب يمكن البحث عن الوسيلة الأفضل للتعامل معه.
- زيادة الخبرة في العمل: زيادة الخبرة تجعل الشخص يمارس عمله بطريقة أسهل ويلقى أثر طيب عند أصحاب العمل أو المدراء، ويمكن زيادة الخبرة عن طريق الممارسة أو مراقبة الزملاء الأكثر قدماً وخبرةً وكيفية أدائهم للعمل، أو التعلم أكثر عن طبيعة العمل وأهدافه وجميع مراحله.
- السعي لتحسين ظروف العمل: يمكن للموظفين أو العمال أن يعملوا على تحسين ظروف العمل بأنفسهم ويتحقق ذلك من خلال القيام ببعض الأنشطة مثل الاستراحات أو مساعدة بعضهم البعض أو وضع برامج وطرق للعمل تضمن راحة الجميع، بالإضافة لبناء علاقات صداقة جيدة ومريحة مع أفراد طاقم العمل، كل هذه الأشياء يمكن أن تجعل بيئة العمل أكثر راحة.
- التخلص من الأفكار غير الواقعية: لا يقصد هنا الاستغناء عن الطموح والرغبة بالتطور وإنما البقاء ضمن حيز الواقعية، فتوقع أن يترقى الشخص بعمله بطريقة سريعة جداً وقبل أن يأخذ وقته، أو توقع انجاز كمية من العمل أكبر من قدراته وامكاناته، كلها أشياء لن تنجح دائماً وعند فشلها سوف تسبب مشاعر الإحباط وبالتالي الشعر بالضغط وكره العمل.
- البحث عن الدعم المهني: الدعم المهني ضروري بالنسبة للعمال والموظفين وخاصة عند الشعور بضغط العمل، وقد يكون هذا الدعم على شكل تدريب أو تقديم مساعدة أو الحصول على أدوات تسهل العمل على الموظف أو العامل.
- علاج المشكلات التي تؤدي للضغط: يمكن القيام بإجراءات معينة في العمل تخفف المشكلات التي تسبب المشاعر السلبية، مثلاً يمكن إعادة ترتيب المكتب أو مكان العمل، أو يمكن جلب الأدوات اللازمة للقيام بالعمل بشكل أفضل، يمكن علاج المشاكل مع الزملاء والمدراء، أو يمكن تنظيم وقت العمل بحيث لا يشعر الموظف بالضغط والمشاعر السلبية.
- الاستفادة من الاستراحات والإجازات: من حق الموظف أو العامل أخذ الاستراحات والاجازات بين الحين والآخر، وعليه أن يستفيد من هذه الاجازات في الترويح عن نفسه، بالخروج للقيام بالزيارات أو التنزه أو التسوق، فهذه الأشياء تساعد على الخروج إلى حد ما من أجواء العمل، وبالتالي تخفيف المشاعر السلبية المرتبطة به.