علامات ضعف الحمل وكيفية الحفاظ على الحمل الضعيف
الحمل عموماً فترة شديدة الحساسية بسبب مشاكل المناعة وحساسية الجنين للكثير من العوامل الصحية التي تمر بها الأم، لكن ضعف الحمل أو الحمل غير المستقر هو حالة محدّدة يقوم الطبيب بتشخيصها في بداية الحمل وحتى الشعر الخامس تقريباً، ويقدم للأم الحامل بعض العلاجات والتوصيات التي تحافظ على الحمل الضعيف وتقويه حتى الولادة.
يطلق مصطلح الحمل الضعيف أو الحمل غير الثابت على حالات الحمل التي يرتفع فيها خطر الإجهاض التلقائي لسبب ما قد يكون معروفاً أو قد يصعب تحديده بدقة، حيث يقع الخطر الأعلى للإجهاض بالفترة ما بين الشهر الأول والشهر الخامس من الحمل، ومن 15% إلى 20% من حالات الحمل يلاحظ بها خطر الإجهاض قبل الأسبوع العشرين من الحمل تقريباً.
تسمى حالة الحمل الضعيف أيضاً بالإجهاض المهدد، وهو مصطلح يصف حالة الحمل المهددة بالإجهاض بعد ظهور نزيف مهبلي غير طبيعي مع أو بدون ألم في منطقة البطن، فعلى الرغم من أن النزيف المهبلي شائع أثناء مراحل الحمل المبكرة بشكل تبقيع خلال الأشهر الثلاثة الأولى، إلا أنه عدا ذلك يُعتبر حملاً ضعيفاً أو مهدداً بالإجهاض.
على الرغم من خطورة الحمل الضعيف وزيادة فرص التعرض للإجهاض، إلا أن هذا لا يعني حتمية خسارة الجنين وحدوث الإجهاض، فالعديد من الحالات تنجو من الحمل الضعيف ويولد الطفل بشكل طبيعي، وفي إحدى الدراسات تبين أن 60% من النساء الحوامل اللاتي تعرضن لحالة نزيف مهبلي في أول 20 أسبوع من الحمل أكملن الحمل إلى نهايته دون مشاكل، وواحدة من كل 7 سيدات تعاني من ضعف الحمل ومضاعفاته التي تصل للإجهاض. [1-2]
- عمر المرأة عند الحمل: يلعب سن السيدة عند الحمل دوراً باستقرار الحمل، وغالباً ما تواجه الفتيات المتزوجات مبكراً مشاكل مع الحمل الأول، كذلك يعتبر التقدم بالسن والحمل بعد الأربعين من العوامل المسببة لضعف الحمل.
- أن يكون هذا الحمل الأول: يعتبر الحمل الأول للسيدة هو الأصعب، وقد تعاني السيدة في أول حمل لها من أعراض كثيرة ومشاكل صحية متعددة تؤدي لضعف الحمل، منها ما قد يتعلق بقلة خبرة الحامل ومعرفتها بالتعامل مع الحمل، لكن احتماليات النجاة من مضاعفات ومشاكل الحمل الأول مرتفعة.
- التعرض للإجهاض في مرة سابقاً: عندما تكون المرأة قد تعرضت لحالات إجهاض مرة واحدة أو أكثر من مرة في السابق يكون حملها الجديد ضعيفاً ومهدداً بالإجهاض مرة أخرى.
- الحمل المتتالي أو المتباعد: يزيد الحمل المتتالي من مخاطر ضعف الحمل بسبب حدوث الحمل قبل أن تستعيد المرأة صحتها بشكل جيد، كما قد يكون الحمل المتباعد بفواصل زمنية كبيرة من أسباب ضعف الحمل.
- زيادة وزن المرأة قبل الحمل: المرأة التي تعاني من البدانة معرضة لمشاكل ضعف الحمل أكثر من المرأة ذات الوزن الطبيعي، وذلك بسبب ترافق السمنة مع العديد من المشاكل الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم والمشاكل الهرمونية ومقاومة الأنسولين وغيرها، وجميعها مشاكل تؤثر على جودة الحمل وتضعفه وتزيد خطر الإجهاض.
- الأمراض المزمنة: قد تزيد الأمراض المزمنة من خطر الإجهاض وتجعل الحمل غير مستقراً، ولذلك ينصح الأطباء السيدات اللواتي يعانين من أمراض مزمنة مثل السكر وأمراض القلب والأوعية بالاستعداد المسبق للحمل والتخطيط له بالتعاون مع الطبيب المشرف على الحالة.
- العدوى خلال الحمل: العدوى التي تتعرض لها الحامل خلال الحمل وعلى وجه الخصوص خلال الشهور الأولى من الحمل قد تكون سبباً مباشراً لضعف الحمل والولادة المبكرة أو الإجهاض، وعلى وجه الخصوص عدوى الكلى المسالك البولية.
- التعرض للإصابات أثناء الحمل: الضربات والإصابات والسقوط خلال فترة الحمل يؤثر على المشيمة ويزيد من خطر التعرض لحالة انفصال المشيمة مما يضعف الحمل ويرفع خطر الإجهاض.
- التدخين خلال فترة الحمل: كذلك التدخين يضعف الحمل الصحي ويرفع خطر الإجهاض ويؤثر على المشيمة وعلى إمداد الدم للجنين، ويسبب زيادة مخاطر تسمم الحمل وارتفاع الضغط عند الحامل الذي يؤدي للإجهاض وفقدان الحمل.
- مشاكل كروموسومية لدى الجنين: وهي مشاكل في بنية الصبغيات عند الجنين مما قد يؤدي لضعف نمو الجنين وتعرضه للعديد من المشاكل التطورية التي تزيد مخاطر الإجهاض وتضعف فرص استمرار الحمل ونجاحه.
- تعاطي الكحول والمخدرات: يرتبط تعاطي الكحول في أول 10 أسابيع من الحمل بزيادة خطر الإجهاض التلقائي وإضعاف ثبات الحمل، وذلك حتى في المستويات المنخفضة من الاستهلاك، وكذلك تعاطي المخدرات خلال الحمل يزيد خطر فقر الدم والإصابة بالتهابات تضعف الحمل وتقود للإجهاض وقد تؤدي لحدوث الولادة المبكرة. [2-3-4]
الأعراض التالية تمثل أعراض ضعف الحمل في الشهر الأول وحتى الشهر الخامس، أو في أول 20 أسبوعاً من الحمل:
- النزيف المهبلي: أي نزيف مهبلي خلال أول 20 أسبوعاً من الحمل مهما كان شكله قد يشير إلى حمل ضعيف، وكلما زادت شدة هذا النزيف كان الخطر أعلى زادت ضرورة الإسعاف الفوري، خاصة إن ترافق نزيف الحامل مع خروج أنسجة تشبه الجلطات من المهبل أو مفرزات سميكة أو سائل الحمل الشفاف.
- المغص المستمر أسفل البطن: قد تعاني الحامل من تقلصات مؤلمة في منطقة أسفل البطن عندما يكون الحمل ضعيفاً أو مهدداً بالإجهاض، وكلما تطورت شدة الألم كلما زادت احتمالية التعرض للإجهاض، وعلى الرغم أن المغص وألم البطن حالة شائعة لدى الحامل في الشهور الثلاثة الأولى، إلّا أن المغص المستمر والمتركز في أسفل البطن من علامات ضعف الحمل الخطيرة.
- ألم الحوض: ألم الحوض المستمر والمتكرر في الأشهر الأولى من الحمل قد تكون علامة لمشكلة ما في الحمل مثل الحمل خارج الرحم الذي هو أيضاً أحد أشكال الحمل الضعيف والذي ينتهي في معظم الأحوال بالإجهاض.
- آلام الظهر المستمرة: على الرغم أن ألم الظهر يتكرر كثيراً في حالات الحمل الطبيعي إلا أنه قد يشير لوجود مشكلة في الحمل تسبب ضعفه خاصة إذا كان ألماً مستمراً ومتكرراً في الأشهر الأولى من الحمل.
- الصداع وعدم وضوح الرؤية: وهي علامات تحذيرية للحمل الضعيف المهدد بالإجهاض، وتحدث بسبب ارتفاع ضغط الدم عند الحامل أو سكري الحمل وهي من أسباب تعرض الحمل لخطر الإجهاض، وقد يؤثر على صحة الأم أيضاً لذا يجب مراجعة الطبيب بأسرع ما يمكن عندما تشعر الحامل بصداع شديد أو تشوش في الرؤية.
- تأخر ظهور نبض الجنين عن موعده: في بعض حالات ضعف الحمل قد يتأخر موعد ظهور نبضات قلب الجنين عن الموعد الطبيعي الذي يكون تقريباً بين الأسبوع السادس والسابع من الحمل.
- الغثيان أقل من المعتاد: لأن الغثيان يحصل نتيجة ارتفاع مستويات هرمون الحمل، وبالتالي بما أن الحمل الضعيف تقل فيه مستويات هرمون HCG فإن أعراض الحمل تقل معها بما في ذلك الشعور بالدوخة والغثيان.[1-2-3]
التأكد من ضعف الحمل لا يمكن تحديده من قبل الحامل وحدها، يجب أن تطلب الحامل استشارة الطبيب بشكل دوري كل أسبوعين إذا كانت تشعر بأعراض حمل غير طبيعية، كما يجب أن تواظب على زيارة الطبيب على رأس شهر الحمل لاكتشاف ضعف الحمل في وقت مبكر وعلاجه بطريقة صحيحة، وقد ينصح الطبيب بالإجراءات التالية للتأكد من ثبات الحمل أو ضعفه:
- فحص هرمون HCG الرقمي: وهو المعيار الأساسي لتقدير حالة الحمل الضعيف، ففي الحالات الطبيعية يجب أن تتضاعف مستويات هذا الهرمون كل 48 ساعة خلال أول 12 أسبوع من الحمل، وعندما يتم إجراء تحليل رقمي لقياس مستويات هرمون HCG في الدم بحالة الحمل الضعيف يلاحظ انخفاض النسب عن الحدود الطبيعية وعدم تضاعفها بالشكل الطبيعي مما يدل على وجود مشكلة في الحمل تجعله ضعيف الثبات وأكثر عرضة للإجهاض.
- إجراء سونار البطن: التصوير بالسونار البطني باستخدام الأمواج فوق الصوتية يساعد في قياس نبضات قلب الجنين والتأكد من نموه بشكل صحيح، فأي خلل أو انخفاض عن الحدود الطبيعية لدقات قلب الجنين أو حجمه قد يكون دليلاً على ضعف الحمل وتعرضه لخطر الإجهاض.
- الأمواج فوق الصوتية عبر المهبل: وتتم بإدخال مسبار من فتحة المهبل لإنشاء صور دقيقة عن الأعضاء التناسلية الداخلية تسمح للطبيب بتشكيل رؤية واضحة عن حالة الحمل وعن احتمال حدوث نزف من مكان ما يضعف الحمل.
- اختبار هرمون البروجيسترون: يتم من خلال هذا الاختبار التحري عن مستويات هرمون البروجيسترون في الدم خلال الحمل حيث يعزى لهذا الهرمون الدور الأساسي في الحفاظ على الحمل وجعله يستمر، ومستوياته خلال الحمل يجب أن تكون 10 أضعاف مستوياته الطبيعية تقريباً ، وكذلك الخلل في نسب هذا الهرمون تسبب أحياناً ضعف الحمل.
- اختبارات الدم والبول: الهدف منها التحري عن وجود حالة التهابية أو إنتانية أو مرض ما يشكل تهديداً على صحة وثبات الحمل فيضعفه ويجعله عرضة للإجهاض، لذا عند ملاحظة أي أعراض غير طبيعية قد يطلب الطبيب بعض الاختبارات مثل تعداد الدم الكامل وتحليل البول وغيرها للتأكد من صحة الحامل.
- فحص الحوض: عند الشك بحالة حمل ضعيف يقوم الطبيب بإجراء فحص للحوض حيث يفحص الطبيب الأعضاء التناسلية وهي المهبل وعنق الرحم وحتى الرحم، وذلك بحثاً عن مصدر محتمل للنزيف والتحقق مما إذا كان عنق الرحم مغلقاً وكذلك تحديد صحة الكيس السلوي ما إذا كان قد حدث تمزق به. [2-3]
ماذا أفعل إذا كان الحمل ضعيفاً وكيف أحافظ عليه؟ في الواقع لا يوجد أي طريقة مؤكدة لمنع الإجهاض في حالة الحمل الضعيف، لكن يمكن لبعض السلوكيات أن تقلل خطر التعرض للإجهاض:
- المراقبة المستمرة للحمل: يجب عدم تفويت الفحوص الدورية للحامل بل ويجب تكثيفها لمراقبة وضع الحمل بشكل مستمر وإجراء قياسات لنسب الهرمونات في الدم لتحري وجود أي خلل.
- معالجة أسباب ضعف الحمل: حيث يقوم الطبيب بتحديد الأسباب الواضحة لضعف الحمل مثل العدوى البكتيرية أو الفيروسية، ويعتبر علاج العدوى أولوية للحفاظ على الحمل الضعيف وتثبيته.
- الحصول على أدوية تثبيت الحمل: قد يوصي الطبيب بتناول هرمون البروجسترون أو مثبت الحمل بشكل أقراص أو حقن أو لبوسات عندما يكون انخفاضه أحد علامات ضعف الحمل والتهديد بحدوث الإجهاض، حيث يزيد من فرص استمرار الحمل وولادة طفل حي.
- الحصول الراحة الكافية: أول ما يوصي به الأطباء للحامل بحمل ضعيف هو الراحة التامة وعدم القيام بأي مجهود جسدي حتى لو كان بسيطاً حيث سرعان ما يتعرض الحمل لخطر الإجهاض في حال القيام بحركة خاطئة أو متعبة.
- تجنب الاتصال الجنسي: وتجنب ممارسة العلاقة الجنسية أثناء فترة الحمل أو وضع أي شيء في المهبل وذلك بهدف إراحة منطقة الحوض وتجنب تشكيل ضغط على الرحم حتى تختفي الأعراض.
- تجنب التفكير السلبي: قد يكون تأثير الأفكار السلبية بشأن الحمل الضعيف أكبر من تأثير الحمل الضعيف بحد ذاته، لذا من المهم محاولة إشغال المرأة الحامل عن الأفكار السلبية لمنع تعرضها لنوبات توتر تزيد مخاطر الإجهاض وضعف الحمل، ومحاولة ملء وقتها بأنشطة غير متعبة ولا تتطلب جهداً جسدياً مثل القراءة أو مشاهدة التلفاز أو الجلوس مع العائلة والأصدقاء والأقارب وما إلى ذلك. [2-3]