أضرار إهمال بكاء الرضيع وتأثير ترك الطفل يبكي

هل بكاء الطفل الرضيع مفيد أم مضر! تعرفي إلى مخاطر إهمال بكاء الطفل الرضيع وكيف تتعاملين مع طفلك حين يبكي
أضرار إهمال بكاء الرضيع وتأثير ترك الطفل يبكي
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

ترك الطفل الرضيع يبكي كنوع من التربية أو بحجة أن "رئة الرضيع تقوى وتكتمل بالبكاء" يعتبر من الأخطاء الشائعة في تربية الرضع، فالبكاء بالنسبة للطفل الرضيع لغته الوحيدة التي يجيدها ولها مفرداتها ومعانيها، وإهمال بكاء الرضيع يعني إهمال حاجاته من الرعاية والاهتمام والتعاطف!

يعتبر البكاء للطفل الرضيع الوسيلة الوحيدة المتاحة تقريباً للتعبير عن نفسه وحاجاته في الشهور الأولى، ويعتقد أن بكاء الطفل الرضيع لغة خاصة به تستطيع الأم تمييز مفرداتها بعد فترة قصيرة، فبكاء الرضيع المريض يختلف عن بكاء الرضيع الجائع ويختلف عن بكاء الرضيع عندما يحتاج لتغيير الحفاض أو يعاني من المغص.

ترك الرضيع يبكي دون اهتمام أو رعاية يشبه تماماً ترك طفلٍ يجيد الكلام يستغيث بوالديه دون استماع أو إجابة أو تفاعل، فعلى الرغم من أهمية البكاء للرضيع للتعبير عن نفسه وحاجاته، لكن الأهم هو استجابة الأهل لهذا البكاء وتهدئة الرضيع من خلال تلبية حاجاته بما فيها الحاجة للحنان والعاطفة.​​​​​​

animate
  1. تدمير المشابك العصبية: أخطر أضرار ترك الطفل الرضيع يبكي أن ذلك قد يسبب تدمير الموصلات أو المشابك العصبية، حيث أن نمو الدماغ يكون في أسرع خلال أول سنتين من حياة الطفل، وتتشكل معظم الوصلات العصبية الهامة لتطور الدماغ بشكل صحيح خلال هذه الفترة، وعند ترك الطفل يعاني وحده من البكاء الشديد تتدمر الوصلات العصبية في أجزاء هامة من دماغ الطفل النامي.
    كما أن إطلاق هرمون الكورتيزول -وهو الهرمون المسؤول عن حالات التوتر- الذي يغمر دماغ الأطفال في نوبات البكاء الشديد يلعب دوراً في تدمير الخلايا العصبية في الدماغ عند الرضع، والعواقب لا تتضح على الفور لكنها تؤثر على التطور المعرفي الإدراكي للطفل وتسبب له ضعفاً في التعلم في المراحل اللاحقة من حياته وانحداراً في الذكاء وضعفاً بقدرات التفكير.
  2. زيادة فرص المشاكل الصحية في المستقبل: تأخر نمو الجملة العصبية بشكل صحيح بسبب ترك الرضيع يبكي لوحده العديد من المشاكل الصحية، مثلاً العصب المبهم المسؤول عن العديد من وظائف الجسم كصحة جهاز الهضم يتأثر بشعور الطفل الرضيع بالضيق والحزن، فيتعرض الطفل لمخاطر الإصابة بمتلازمة القولون العصبي مستقبلاً، وهذا ليس المثال الوحيد فالكثير من الاضطرابات الجسدية قد يتعرض لها الطفل في حياته بسبب إهمال بكائه.
  3. ضعف النمو واضطراب الهرمونات: تحدث اضطرابات في العديد من الهرمونات عند الأطفال اللذين يعيشون حالات مرهقة من البكاء المستمر في سنوات حياتهم الأولى، فيصبح لديهم مستويات غير طبيعية من هرمون الكورتيزول وتنخفض مستويات هرمون النمو، كما أن كثرة تحفيز بكاء الطفل ترفع مستويات هرمون الأدرينالين، ويكبر الطفل على هذا النظام الغير مضبوط من الهرمونات فيصاب بضعف مناعة وتحصل في النهاية إعاقة للنمو السليم.
  4. فقدان الطفل للشعور بالثقة: من أسوء تأثيرات إهمال بكاء الرضيع انهيار ثقته بالأشخاص من حوله، فالسنة الأولى من حياة الرضيع حساسة جداً لتأسيس شعور ومفاهيم الثقة التي تنبع بوادرها من الوالدين، وعند تجاهل الأهل احتياجات الرضيع الذي يبكي ويطلب الدعم والرعاية يخلق ذلك فراغاً داخلياً عاطفياً كبيراً عند الطفل قد يفقده ثقته بنفسه وثقته بالآخرين وربما يقضي عمره كله وهو يحاول ملء ذاك الفراغ.
  5. صعوبات التواصل العاطفي: تلبية احتياج الطفل واحتضانه ومواساته عندما يبكي ويحزن ويشعر بالخوف تعلّمه أن يعبر عن نفسه وتعطيه فكرة عن طريقة ضبط وتهدئة النفس، أما الطفل الذي يبكي وحده يعاني من الذعر والقلق ويصبح طفلاً خوافاً عندما يكبر قليلاً كما يتشكل عنده على المدى البعيد مشاكل في التواصل تفقده قدرته على مواجهة مشاعر الضيق ويميل للانغلاق على نفسه والانعزال.
  6. اكتساب السلوك العدواني: وذلك في ظل اختلال النظام الهرموني في جسد الطفل، خصوصاً هرمونات التوتر والانفعال الكورتيزول والأدرينالين، الذي يبقى معه عندما يكبر ويؤثر عليه سلوكياً ويدفعه لاكتساب سلوك عدائي اندفاعي في وقت ما من حياته، كما أن عدم تطوير الأجزاء من دماغ الرضيع المسؤولة عن الارتباط والتحكم العاطفي، كالذي يحدث عندما يبكي الطفل وحده دون استجابة أي أحد له، تتوقف هذه الأجزاء عن النمو والتطور والنتيجة طفل ذو سلوك اندفاعي مائل للعدوانية. [2-3]
  1. محاولة فهم سبب بكاء الطفل: قد يبدو من الصعب معرفة سبب بكاء الرضيع بشكل فوري، إن كان بسبب الجوع أو الألم أو الخوف أو الحاجة للاهتمام، خصوصاً بالنسبة للآباء الجدد، لكن هذا لا يعني إهمال محاولة فهم السبب واستخدام أسلوب التجاهل عند كل مرة يبكي فيها، وذلك للتمكن من التصرف معه بشكل صحيح وإعطاءه ما يطلبه عندما يبكي.
  2. تهدئة الرضيع والبقاء بجانبه: لا يجب الاعتقاد أن الأطفال الرضع لا يشعرون بوجود والديهم بجانبهم وأن هذا وحده لا يؤثر، خصوصاً بالنسبة للأم، لذا عندما يبكي الطفل الرضيع من المهم أن يقوم أحد الوالدين بحمله واحتضانه والبقاء معه والتحدث إليه بصوت هادئ ومنخفض هذا يترك يؤثر بشكل كبير في تهدئة الطفل الرضيع وتخفيف بكاءه.
  3. طلب المساعدة: عندما تفقد الأم للقدرة على احتمال بكاء الرضيع أو التعامل معه سواء بسبب التعب النفسي أو الجسدي الشديد أو بسبب الانشغال بأعمال ضرورية فمن المهم طلب العون والمساعدة من شخص أهل للثقة يعتني باحتياجات الرضيع ويقلل من بكاءه، مثل الزوج أو أحد الجدين أو أخوة الزوجة أو أخوة الزوج وغيرهم من المقربين.
  4. الغناء واللعب مع الطفل: يبكي الرضيع أحياناً بسبب حاجته للرعاية والاهتمام من والديه لذا لن يهدأ الطفل عندما يرضع أو يوضع بسريره كي ينام، وقد يساعده لعب أبويه معه أو سماع صوت الغناء والموسيقى أكثر ليهدأ ويتوقف عن البكاء.
  5. القيام بحركات تساعد على التهدئة: مثل هز الرضيع والربت على ظهره ومساعدة الطفل على التجشؤ وحمله مع المشي وما إلى ذلك، تساعد هذه الحركات في معظم الأوقات على تهدئة بكاء الرضيع وتعديل مزاجه.
  6. قدمي له شيئاً مريحاً: مثل لعبة يحبها تكون غير خطرة عليه أو لهاية أو عضاضات التسنين إذا كان طفلك يعاني من البكاء بسبب ألم ظهور الأسنان وما إلى ذلك من الأمور التي تساعد في إلهاء الطفل وتخفف من بكاءه.
  7. استشارة الطبيب: لا يجب التكهن بشأن بكاء الرضيع والحكم أنه بسبب الدلال والحاجة للحمل المستمر فقد يعاني الطفل من مشكلة صحية غير ظاهرة بشكل واضح تسبب له آلاماً تجعله يستمر في البكاء الشديد، لذا من المهم عرض الرضيع على طبيب مختص ليقوم بفحصه في حال عدم نفع أي طريقة في تهدئة بكاءه. [4]
  1. البكاء بصوت عالٍ يشبه الصراخ: حيث يكون البكاء أشبه بالصراخ المعبر عن وجود ألم أو شيء غريب حصل للطفل، لا تتجاهل هذا النوع من البكاء فقد يكون طفلك تعرض للعض من حشرة ما مثلاً وتألم منها أو قد يكون جرح نفسه عن طريق الخطأ وهو يلعب فيتألم وغيرها.
  2. البكاء المستمر بدون استجابة للتهدئة: على الرغم أن أكثر ما يدفع الآباء لإهمال بكاء أطفالهم الرضع هو البكاء المستمر خصوصاً في فترة التسنين مثلاً، إلا أنه قد يخفي حالات مرضية خطرة لا يستطيع الطفل التعبير عنها إلا بالبكاء دون توقف.
  3. تغير نمط بكاء الطفل: عندما يتحول بكاء طفلك من طريقة إلى طريقة مختلفة تماماً أكثر حدة وقوة مثلاً فقد يدل ذلك على وجود مسبب لانزعاج الطفل كالمرض أو بدء أعراض التسنين أو عدم ارتياح طفلك بسبب الحر أو البرد وما إلى ذلك.
  4. ترافق البكاء مع تشنجات: يبدي الطفل حركات تشنجية واضحة أحياناً تترافق مع بكاءه وتدل على تعرضه لنوبه ألم أو انزعاج، مثل تحريك اليدين والقدمين بقوة أو ثنيهما باتجاه البطن أو مسك يد الأم بقوة أو تحريك الوجه كثيراً أثناء البكاء وغيرها.
  5. زيادة بكاء الرضيع أثناء حمله: يمكن أن يدل بكاء الطفل أثناء الحمل إلى وجود ألم عضلي أو جسدي لدى الطفل، وعند تكرار هذه الحالة عدة مرات من المهم عدم تجاهل هذا البكاء وعرض الطفل على طبيب لفحصه والبحث عن سبب الألم.
  6. عندما يترافق البكاء مع انتفاخ البطن: عندما تتراكم الغازات في بطن الطفل الرضيع تسبب له ألماً مزعجاً يسبب له نوبات بكاء حادة وعندما يترافق ذلك مع انتفاخ واضح بالبطن فهذا يعني أن هذا الانتفاخ قوي ومزعج جداً لطفلك ويجب محاولة علاجه بدلاً من تجاهل البكاء وترك الطفل يهدأ وحده.

هل أترك طفلي الرضيع يبكي حتى ينام! ترك الرضيع يبكي حتى ينام دون إبداء أي استجابة كأسلوب تدريبي لتعويد الطفل الرضيع على النوم وحده له الكثير من الأضرار وعليه الكثير من المآخذ، وتطوير قدراته على الاستقلال، بحيث يكون هذا النهج مفيداً لكل من الأطفال والآباء على حد سواء.

وعلى الرغم من وجود بعض الآراء التي تنصح بترك الرضيع يبكي حتى يعتاد على النوم وحده ويطوّر القدرة على الاستقلالية والتعامل مع مشاعره وينفصل عن والديه تجنّباً للتعلق الشديد، لكن كل هذه الادّعاءات واهية أمام الدراسات التي تؤكّد الأضرار والأذية العصبية التي ستلحق بدماغ الرضيع وتؤثر على نموه العقلي والإدراكي بسبب تركه يبكي وحيداً!

لنتخيل شخصاً بالغاً يبكي كل يوم بشكل مستمر إلى أن يهزمه النعاس وينام، هل تشعر أنه أمر طبيعي وقابل للتجاهل؟ أم ستشعر بالأسف لما يمر به هذا الشخص البالغ؟ فكيف سيكون الأمر عند تطبيق ذلك على طفل رضيع أضعف بكثير من ناحية القدرة على التعبير من الشخص البالغ، يبكي وحده عاجزاً، لأننا نتجاهل الطريقة الوحيدة التي يعبر بها عن ألمه وخوفه وحاجته لنا! هل سنستطيع تقبل فكرة أنه أمر عادي ولا يترك أي تأثير سلبي؟

من هذا المبدأ يمكن القول أنه مهما بلغت الفائدة الفعلية من ترك الطفل يعاني من البكاء وحده يومياً إلى أن ينام للوصول إلى تعليمه الاستقلالية، إلا أن ما تتركه من تأثير سلبي في نفسية الطفل قد يكون أسوء بأضعاف من عدم استقلالية الطفل، وإن كان لابد من استخدام هذه الطريقة لأي سبب من الأسباب فيفضل عدم جعلها نهجاً طويل الأمد كي لا يعاني الطفل فترة طويلة من التجاهل ويؤثر ذلك على نموه العقلي والنفسي والاجتماعي. [1]

  • تعويد الرضيع على النوم وحده: تقوم استراتيجية تعويد الرضيع على النوم وحده على البدء بتركه وحده في غرفة مخصصة منذ أن يكون رضيعاً دون أن يستجيب أبويه لأي محاولات منه للذهاب لغرفتهم والنوم معهم مهما بكى وغضب وصرخ، وهذا من أكثر أسباب تجاهل بكاء الرضيع المتعمد مؤخراً بين الآباء.
  • عدم تعويد الرضيع على الحمل كل الوقت: هناك اعتقاد شائع يرافق الآباء أن كثرة تعويد الطفل الرضيع على الحمل يفسده وتجعله غير متقبل للجلوس وحده ويزيد من بكاءه المتكرر طلباً لحمله من أحد أبويه، لذا يقوم الآباء بتجاهل بكاء الطفل الرضيع عندما يشعرون أنه فقط بسبب المطالبة بذلك.
  • الضغط النفسي على الآباء: قد يعاني الآباء من ضغوطات نفسية تجعلهم يعيشون في حالة شبه دائمة من الاكتئاب أو القلق أو الخوف أو اضطرابات نفسية حقيقة تقودهم لانعدام القدرة على تحمل بكاء طفلهم الرضيع والتعامل معه فيتجاهلونه.
  • التعب والإرهاق: رعاية الطفل الرضيع ليست مهمة سهلة خصوصاً عندما يكون الطفل الأول أو عندما وجود أكثر من طفل بأعمار متقاربة، هذا ما يسبب إرهاق شديد للأبوين وبشكل خاص عند الأم مما يسبب قلة حساسية الآباء واستجابتهم لبكاء والميل لتجاهله وإهماله.
  • اكتئاب ما بعد الولادة: تصاب نسبة صغيرة من الأمهات بحالة نفسية معروفة تدعى اكتئاب ما بعد الولادة يسبب شعور الأم بحزن قوي وشديد يدفعها لفقدان الشغف أو القدرة على الاعتناء بمولودها فتهمله ولا تستجيب لبكائه، وهي حالة تحمل بعض الخطورة وتحتاج للرعاية والعلاج من أجل صحة كل من الأم والرضيع.
  • عدم فهم سبب بكاء الرضيع: خصوصاً بالنسبة للأم الجديدة التي قد لا تعي أن الطفل الرضيع مثلاً يحتاج للتجشؤ بعد الرضاعة كي يتخلص من تراكم الغازات التي تسبب له المغص والألم، فعندما يبكي بعد الرضاعة تهمله ظناً منها أنه يبكي بسبب الدلال والحاجة للحمل، وهذا ينطبق على العديد من الأمثلة الأخرى فعندما لا يفهم الأبوين السبب الحقيقي لبكاء رضيعهما يضعان تكهنات مختلفة من أنفسهم ليشجعوا انفسهم على عدم الاستجابة لبكاء الرضيع وتجاهله.
  • كثرة بكاء الطفل: الرضيع الذي يبكي كثيراً يسبب ضجراً لأبويه حيث يمنعهما من القدرة على العمل أو النوم أو أي شيء، آخر لذا يقرران إهمال هذا البكاء المتكرر والكثير وغير المبرر عند الرضيع.
  • انشغال الوالدين: أحياناً يبكي الرضيع طلباً للعب أو الرعاية بأوقات انشغال الآباء بأعمال مهمة ليس بوسعهم تركها والذهاب للاهتمام بالرضيع مما يجعلهم يتجاهلون بكاء أطفالهم الرضع بعض الوقت ريثما ينهون أعمالهم.

المراجع