معاقبة الطفل بعدم الكلام معه ومخاصمة الطفل لتأديبه

هل عقاب الطفل بمخاصمته طريقة صحيحة! تعرفي إلى فوائد وأضرار عقاب الطفل بعدم الكلام معه
معاقبة الطفل بعدم الكلام معه ومخاصمة الطفل لتأديبه
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

من وسائل العقاب والتأديب الشائعة في تربية الطفل مخاصمته والامتناع عن الكلام معه كرد فعل على تصرفاته المرفوضة وأخطائه، ومثل معظم الوسائل التربوية قد تكون طريقة المخاصمة وتجاهل الطفل فعّالة في تأديبه، لكنها أيضاً قد تخفي أضراراً وآثاراً غير مرغوبة في حال تم الإفراط باستخدامها كمّاً أو نوعاً!

عدم الكلام مع الطفل أو مخاصمته لفترة محددة كعقاب تربوي من الوسائل التربوية البديلة للعنف أو الحبس أو الصراخ أو الحرمان، حيث يستبدل الأهل هذه الوسائل لمعاقبة الطفل بالامتناع عن اللعب معه أو الكلام معه إلا بالشؤون الضرورية، وتجاهل طلباته أو محاولاته لاستعادة التواصل مع الأهل.

وتهدف طريقة خصام الطفل وعدم الكلام معه إلى تنمية شعور الطفل بالمسؤولية عن أخطائه ودفعه لعدم تكرارها ومعرفة عواقبها، وإشعاره أنه تسبب بالانزعاج أو الأذى لوالديه أقرب الناس له لدرجة تسبب فيها بخصومتهم معه، ولكن هذه الطريقة تعتبر حساسة إلى حد ما، كما تركّز هذه العقوبة على الجانب العاطفي غير المادي عند الطفل، ما يجعلها سيفاً ذا حدّين!

animate
  1. شعور الطفل بالمسؤولية عن فعلته: إذا تم استخدام أسلوب المخاصمة مع الطفل بطريقة صحيحة ودون مبالغة، بالفعل قد يؤدي لشعور الطفل بالمسؤولية وأن فعلته هذه لم يتم التعامل معها بعنف وفي نفس الوقت لم تمر مرور الكرام، وبالتالي لا يجد إلا الاعتذار والاعتراف بالخطأ كون المجال أصلاً ليس مفتوحاً للتحدي أو العناد.
  2. الابتعاد عن العقوبات العنيفة: في حال رغبة الأهل بمنع طفلهم عن شيء معين أو إلزامه بعادة أو فعل، فقد يعجزون ولا يجدون طريقة سوى العنف كالضرب أو الصراخ لإجبار الطفل على الانضباط والالتزام، وهذه الطريقة لها العديد من العواقب النفسية والجسدية وعلى العلاقة مع الطفل بشكل عام، وطريقة المخاصمة عند استخدامها بشكل صحيح فإنها قد تضمن بلوغ النتائج المرادة دون تعريض الطفل للعنف وآثاره.
  3. دفع الطفل لتحسين سلوكه: عندما يعرف الطفل بأنه مذنب وبأنه فعلاً تسبب بحزن والديه وتغير طريقة تعاملهم معه بسبب تصرف قام به أو عادة لديه، فهو سوف يقوم بمقارنة بين حاجته لهذا السلوك وحاجته للقرب الدائم من والديه ومحبتهما له، وبهذا قد يندفع لتحسين سلوكه بغرض الحصول على رضى والديه وإعادة العلاقة معهم كما كانت.
  4. معرفة الطفل لقيمة التواصل مع أهله: صحيح أن الطفل يحب والديه ولكن هو لا يعرف سبب ذلك ولا يعرف قيمتهما إن غابا أو غاب أحدهما، وعند عقابه بالمخاصمة سوف يرى التغير الذي حصل في طريقة تعاملهم معه، وسوف يفتقد للكثير من الكلمات أو اللمسات أو الأشياء التي يقومان بها من أجله، وهذا سوف يؤدي لزيادة تقديره لوالديه ومعرفة قيمتهما.
  5. التخفيف من عناد الطفل: أغلب أساليب العقاب مثل الصراخ أو الحرمان أو الإجبار قد تستفز الطفل للمعاندة والغضب، وتترجم هذه المشاعر لديه على شكل تكسير وتخريب وبكاء وصراخ حتى ينفذ الوالدين ما يريده، ولكن بطريقة المخاصمة فإن الأهل يتكلمون معه أساساً ويشعرانه بقيمة الذنب الذي اقترفه، والطفل سوف يعرف أنه إذا عاند بهذه الأثناء أو تصرف بطريقة غير لائقة فإن هذا سوف يزيد انزعاج والديه منه حتى لو قاما بما يريد، وبالتالي يخفف عناده ويصبح أكثر تقبلاً للنقاش والاقتناع وسماع أوامر الوالدين.
  1. شعور الطفل بالرفض: نتيجة امتناع الأهل عن الكلام مع طفلهم وخاصة في حال تم المبالغة في ذلك من حيث الفترة أو عدم التسامح، فذلك سوف يجعل الطفل يشعر بالنقص والذنب وإذا زاد هذا الشعور عن حده، فقد ينمي اعتقاد لدى الطفل بأنه سيئ ومرفوض من قبل والديه وغير محبوب، وليس فقط هذا عقاب له على خطئ ما.
  2. الشعور بغياب محبة الوالدين: عند زيادة خصومة الوالدين مع طفلهم وخاصة إذا تم مخاصمته من قبل الوالدين في الوقت نفسه، فهذا قد يجعله يعتقد أن والديه لا يحبانه وعدم محبتهم هذه تتجلى من خلال ابتعادهم عنه وعدم رغبته بالتحدث أو اللعب معه، وسهولة عزله لوحده في الأسرة.
  3. الخوف من اتخاذ المواقف: المبالغة في مقاطعة الطفل والامتناع عن التعامل معه وإرشاده ونصحه والتسامح في حال كف عن غلطه وابدى أسفه، سوف يؤدي به هذا للخوف الشديد من إعادة هذه التجربة، وبالتالي مع كل قرار يتخذه أو لعبة يريدها أو سلوك يقوم به يشعر بالقلق من إمكانية عدم تقبل أهله لهذا الفعل وتكرار التخاصم معه، وهذا ينمي لديه شخصية ضعيفة غير قادرة على اتخاذ القرارات والمواقف.
  4. الاعتياد على العزلة: في بعض الأحيان وخاصة إذا كان الطفل كبير إلى حد ما، فهو قد يعاند لفترات طويلة عند تجربة والديه عقابه بالمخاصمة، فإنه قد يرى في ذلك ظلم وقع عليه ويتعامل معه بسلبية أو ربما في بعض الحالات قد تعجبه المسألة ويرى فيها حالة من الحرية والخصوصية والتحرر من ضغط وأوامر الوالدين، وهذا قد ينمي لديه رغبة بالانعزال والبقاء وحيداً.
  5. إغلاق قنوات التواصل: بعض المشاكل أو أخطاء الطفل تحتاج لشرح وإرشاد حتى يعرف الطفل لماذا هو مخطئ وما الذنب في الفعل الذي قام به، وهنا لا تنفع المخاصمة لأنها تغلق قنوات الاتصال مع الطفل وتمنع الكلام معه، وبالتالي تأتي العقوبة بنتائج عكسية كون الطفل لم يفهم أصلاً ما هو ذنبه.
  6. شعور الطفل بالتجاهل والاستفزاز: الخصومة مع الطفل وعدم الكلام معه هي طريقة نسبية، بمعنى أنها لا تعني تجاهل وجوده وعدم الرد عليه بشكل دائم وقطعي ولفترة طويلة، وإنما مجرد معاملته بطريقة جدية ولفترة محدودة، فإذا تحولت العقوبة لحالة من التجاهل فهذا قد يثير استفزاز الطفل وقد يدفعه ذلك للجوء للغضب والعدوانية أو استفزاز أهله وإزعاجهم بشكل مقصود.
  1. تجنّب التجاهل التام للطفل: لا يجب تجاهل الطفل بشكل تام بمعنى أن تكون المخاصمة فقط بدرجة المعاملة الجدية والتوقف عن المزاح واللعب وتقديم كلام الحب والتعاطف، فحالة التجاهل التام من الممكن أن تؤثر على نظرة الطفل لذاته ومحبة والديه له، كما قد تستفز عناده وغضبه.
  2. عدم ربط عقوبة الخصام بعقوبات أخرى: المخاصمة مع الطفل لا يقصد بها القسوة عليه أو كسر شوكته، وهي بحد ذاتها تعتبر صعبة، بمعنى أنه يجب الاكتفاء بحد معين من المخاصمة، فإذا تعامل الأهل بمخاصمة تامة وبالتالي امتنعوا عن تقديم مصروف للطفل فيكون قد تعرض للحرمان بالإضافة للمخاصمة، وإذا تم منعه من اللعب والخروج وأي شيء، فهذا سوف يضع الطفل في موقف لا يعرف ماذا يفعل، فوالديه لا يتحدثان معه، وليس لديه نقود يشتري بها ما يريد، ولا يمكنه اللعب ليتسلى، ولا يمكنه الخروج، فماذا سوف يفعل، وهذا قد يجعله يستغرق بأفكار سلبية تكون غالباً أسوء من التسامح معه.
  3. إبقاء الباب مفتوحاً للمصالحة: الهدف من المخاصمة والامتناع عن الكلام مع الطفل هو هدف تربوي، وليس غاية بذاتها، بمعنى أن الطفل قد ارتكب لخطا ما، وتمت مخاصمته بسبب هذا الخطأ، وبالتالي يجب ترك الباب مفتوحاً إذا الطفل عرف خطئه وقرر إصلاحه أو الاعتذار عنه والوعد بعدم تكراره.
  4. عدم المبالغة في وقت المخاصمة: عند مخاصمة الطفل فهو بالتأكيد سوف يلجأ لطرق عدة للتقرب من والديه وإعادة علاقته بهم للحالة الطبيعية، وبعد رؤية الاهل أن الطفل قد تعلم من خطئه ولن يكرره ويريد فقط إصلاح الأمور، فيجب استغلال أول موقف لإنهاء العقوبة وحالة المخاصمة وإعطاء نصيحة للطفل في هذا الوقت، وإعادة العلاقة معه لطبيعتها.
  5. تجنب عزل الطفل أو نبذه: مخاصمة الطفل يجب أن تبقى في حدود الامتناع عن الكلام معه وإشعاره بالانزعاج فقط، ولا يجب أن تتحول لقهر الطفل وظلمه وكسر شوكته، فقد يخطئ البعض ويعزل الطفل في غرفة وحيداً بالإضافة لمخاصمته، وهذا أمر شديد الصعوبة عاطفياً ونفسياً على الطفل وقد يؤدي لنتائج سيئة على هذا المستوى، وبالتالي يجب الاكتفاء إما بالعزل أو المخاصمة وليس الأثنين معاً.
  6. عدم معاقبة الطفل من قبل جميع أفراد الأسرة معاً: مخاصمة الطفل يجب أن تستخدم من أحد الوالدين فقط، فأثناء امتناع أحد الوالدين عن الكلام مع الطفل، فإن الآخر يجب أن يقوم بدور الناصح والمرشد والوسيط لحل المشكلة، أما معاقبة الطفل والامتناع عن الكلام معه من قبل جميع أفراد الأسرة، فهذا سوف يؤدي لعزله وشعوره بالرفض والكره من قبل أسرته والبعد عنهم.
  1. المخاصمة ضمن حدود منطقية: يمكن في بعض الحالات التي تتطلب إشعار الطفل بالذنب استخدام طريقة عدم الكلام مع الطفل كعقوبة له، مثل تجاهل الطفل لكلام الوالدين أو التصرف معهما بوقاحة وقلة أدب، ولكن يجب أن تبقى هذه المخاصمة في حدود التربية فقط وليس الانتقام من تصرفه.
  2. الحرمان من بعض الامتيازات دون مبالغة: أحياناً حرمان الطفل من شيء معين من الأشياء المفضلة بالنسبة له، مثل مشاهدة التلفاز أو اللعب بالألعاب والفيديو أو الخروج مع الأصدقاء طريقة جيدة في عقابه، فحتى لو لم يتعاون الطفل بشكل فوري لإيقاف العقوبة وأبدى بعض العناد، فإنه مستقبلاً سوف يحاول تجنب هذه العقوبة من خلال تحسين سلوكه وعدم تكرار السبب الذي أدى لها.
  3. العتاب واللوم: إذا كان الطفل في عمر يعي فيه الكلام ويفهمه، فيمكن توجيه اللوم على تصرفه السيء والعتاب لفتة محدودة، وذلك حتى يشعر الطفل بخطئه وأنه يجب أن يتصرف بطريقة أفضل، وبالتالي لا تتم معاقبته بطريقة قاسية، ويتم التأثير على سلوكه في المرات القادمة.
  4. الشعور بالمسؤولية: من أفضل الطرق التربوية هي العمل على تحمل الطفل لمسؤولية خطئه، بمعنى أن عواقب الخطء الذي قام به الطفل سوف يعود عليه، فمثلاً عندما يخرب الطفل ألعابه لا يتم شراء ألعاب جديدة له، بل هو مجبر على اللعب بهذه الألعاب المخربة طالما أن إهماله هو ما تسبب في تخريبها، وعدم سماع كلام الأم في الشارع يستدعي امتناع الأم عن أخذه في نزهة وتذكيره بسلوكه الخاطئ عندما أخذته في المرة السابقة.
  5. الإلزام بمهام مفيدة: من الممكن تعويد الطفل على القيام ببعض الأعمال عندما يرتكب ذنب معين، وهذه الأعمال تكون مفيدة للمنزل والأسرة من ناحية، ويتعلم منها الطفل شيء ما من ناحية أخرى، ويتم عقابه من خلالها أيضاً، فمثلاً يجبر على كتابة حرف معين عدد كبير من المرات وعند حفظه تتم مسامحته، أو يجبر على ترتيب جميع الأسرة في المنزل، أو تنظيف حديقة المنزل، وهكذا.

المراجع