رهاب الذكور "الأندروفوبيا" وسبب خوف النساء من الرجال

لماذا تخاف بعض النساء من الرجال! تعرف إلى معنى رهاب الذكور أو فوبيا الرجال وأسباب كره بعض النساء لجميع الرجال
رهاب الذكور "الأندروفوبيا" وسبب خوف النساء من الرجال
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

من الطبيعي أن يكون لدى الفتاة بعض التحفظ في التعامل مع الذكور خاصة بهذه الأيام، وذلك للحذر من الأشخاص أصحاب النوايا السيئة والأفكار السلبية، ولكن أن يتحول الأمر لحالة قلق ورهاب فهنا قد ينتج عن ذلك آثار نفسية واجتماعية خطيرة، فالتعامل مع الذكور سوف يفرض على المرأة بطريقة ما ونواحي عدة من الحياة، ومعاناتها من هذا الرهاب سوف يعرضها لمشاكل عديدة، فما هو رهاب الذكورة (الاندروفوبيا) وكيف يجب التعامل معه؟

فوبيا الرجال أو رهاب الذكور (Androphobia) هي حالة من الخوف الشديد الخارج عن السيطرة من الرجال تصيب بعض النساء وفي حالات نادرة قد تصيب الذكور، وينتمي رهاب الذكور إلى اضطرابات القلق الاجتماعي، وتشبه أعراضه أعراض الفوبيا المعروفة.

تعاني المرأة المصابة بفوبيا الرجال من الخوف والقلق عند التعامل مع الذكور، وتظهر علامات هذا الخوف على شكل اضطرابات جسدية ونفسية، مثل الارتباك الرجفان التوتر والانفعال، وتميل لتجنب أي تواصل مع الذكور.

والجدير بالذكر أن حالة فوبيا الرجال تختلف اختلافاً جذرياً عن كره الرجال أو معاداة الذكور، فالخوف من الرجال حالة نفسية مرتبطة بعوامل اجتماعية وتربوية وحتى عقلية، تسبب رد فعل قهري عند التعامل مع المحفّز الذي هو الرجال في هذه الحالة، أما كره الرجال ومعاداتهم فهو موقف عاطفي أو فكري واعٍ لا يتعارض مع قدرة المرأة على التعامل مع الرجال في العمل والحياة، وحتى الحب والزواج.

animate

عادةً ما تبدأ أعراض وعلامات فوبيا الرجال قبل سن المراهقة أو خلال مرحلة المراهقة، وفي حالات نادرة بعد سن المراهقة وتكون عرضاً لاضطراب ما بعد الصدمة، وأهم علامات فوبيا الذكور شعور الخوف والتوتر في المواقف الاجتماعية التي تجمع المرأة بالرجال:

  1. القلق من التعامل مع الرجال: تشعر الفتاة أو المرأة التي تعاني من فوبيا الرجال بالقلق الشديد والتوتر الظاهر عند الاضطرار للتعامل مع الذكور حتى في المواقف اليومية البسيطة، مثل التحدث مع المعلم في المدرسة، أو مع البائعين أو سائق سيارة الأجرة، وتتزايد حالة التوتر والرهبة إذا حاول الرجل الغريب التواصل معها بشكل أقرب.
  2. المبالغة في تجنب الرجال: من علامات فوبيا الرجال المبالغة في تجنب التعامل مع الذكور ليس من باب الحياء أو التحفظ الديني أو التربوي ، ولكن بسبب مخاوف المرأة وقلقها من التواصل مع الرجال بأي صورة، ولذلك حتى إن كنات تعيش في بيئة غير متحفظة ستتجنب التواصل مع الرجال بشكل مبالغٍ به، قد يصل لتجنب الأطباء والمعلمين وموظفي الحكومة ومقدمي الخدمات العادية والعامة من الرجال، وقد تتجنب أيضاً الرجال الذين تعرفهم من الأقارب.
  3. التوتر عند الحديث عن الزواج والعلاقات: من أعراض الأندروفوبيا أن المرأة التي تخاف من الرجال تشعر بالتوتر والقلق بمجرد الحديث عنهم، وخاصة الأحاديث التي تدور بين الفتيات والنساء حول العلاقات العاطفية أو الجنسية أو الزواج.
  4. الانطوائية والعزلة: التفاعل بين الجنسين أمر شبه حتمي في المواقف الطبيعية اليومية، وهذه الحقيقية تعتبر مزعجة جداً بالنسبة للفتاة المصابة بفوبيا الرجال، ولهذا السبب تبدو أكثر ميلاً للانطوائية والعزلة والتواجد في المنزل وتجنب الاجتماعات والمواقف الاجتماعية عموماً حتى لا تضع نفسها في موقف تكون فيه مضطرة للتعامل مع رجل.
  5. الإصابة بنوبة هلع عند التعامل مع رجل: في الحالات المتقدمة من فوبيا الرجال تعاني المرأة من نوبة هلع عند التعامل مع الرجال أو التواجد معهم في مواقف معينة مثل الأماكن المغلقة كالأسانسير أو الأماكن التي تزورها لأول مرة، وتتجلى الأعراض بالارتعاش والارتجاف وضيق التنفس والسلوك العدواني وقد تصل إلى الإغماء وفقدان الوعي.
  6. القرف من الرجال: قد تتطور حالة فوبيا الرجال إلى مرحلة من القرف والاشمئزاز عند رؤية الرجال في أوضاع غير اعتيادية، مثلاً رؤية عارضي كمال الأجسام أو عارضي الأزياء أو رؤية الرجال في ثياب السباحة.

سبب خوف المرأة من الرجال بشكل فوبيا أو رهاب غير معروف تماماً، من المرجح أن التعرض لسوء المعاملة في الطفولة المبكرة هو السبب الأكثر شيوعاً لفوبيا الرجال، كما قد تلعب بعض العوامل الاجتماعية والتربوية دوراً في تعزيز الخوف من الرجال وتحويله من حذر إلى فوبيا، وأهم أسباب رهاب الذكور:

  1. الذكريات والتجارب السيئة: كثيراً ما يعود سبب رهاب الرجال الاندروفوبيا عند المرأة لمرورها بتجربة سيئة وقاسية مع الرجال، كالتعرض للتحرش وهي طفلة أو التعرض للعنف المنزلي المتكرر من قبل الأب أو الأخ، أو سماع روايات ومواقف مخيفة عن سيدات تعرضن لتجارب من هذه النوع.
  2. طريقة التربية: المبالغة في تخويف البنات الصغيرات من التعامل مع الذكور قد تجعلهن يخفن بشكلٍ غير عقلاني من الرجال عندما يكبرن، والمقصود بـ "المبالغة" استخدام طرق مخيفة لتصوير الرجال على أنهم وحوش مؤذية ويجب تجنبهم للنجاة من شرورهم، وما يترافق مع ذلك من وسائل عقاب قاسية قد تتعرض لها الطفلة عندما تتواصل مع الأطفال الذكور في المدرسة أو الشارع.
  3. الصدمات العاطفية: تمثل الصدمات العاطفية والنفسية أسباباً جوهرية لنشوء خوف المرأة من الرجل أو رهاب الذكور، مثل صدمة التعرض للاعتداء الجنسي من رجلٍ تثق به، أو الخداع في علاقة عاطفية مبكرة، قد يجعل الفتاة تطوّر آليات دفاعية قهرية تجاه الذكور عموماً.
  4. العوامل الوراثية والعائلية: احتمال أن تصاب المرأة بمرض فوبيا الذكور يكون أعلى إذا كان هناك شخص في عائلتها مصاب بنوع من أنواع الفوبيا أو الرهاب حتى وإن لم تكن فوبيا الرجال، وتشترك في ذلك عوامل وراثية تسبب استعداداً للإصابة بالفوبيا، وعوامل عائلية تساهم في توجيه الرهاب نحو موضوعه.
  5. المعاناة من مشاكل نفسية أو عقلية: أحياناً ما يكون رهاب الذكورة كاضطراب نفسي عرض أو ناتج عن مشاكل نفسية وعقلية أخرى، مثل اضطرابات الشخصية أو اضطرابات القلق الاجتماعي أو المعناة من أحد اشكال التأخر العقلي أو حالات الذهان والشخصية الريبية، والكثير من العوامل التي تؤدي لتكوين أفكار رهابية من التعامل مع الذكور.

يعتبر علاج فوبيا الرجال علاجاً نفسياً وسلوكياً بالدرجة الأولى، حيث يسعى الطبيب من خلال تقنيات العلاج السلوكي المعرفي إلى استكشاف التجارب والأفكار المسؤولة عن فوبيا الرجال، ثم إعادة بناء التصورات الذهنية لدى المريضة وتعليمها بعض التمارين والمهارات للتعامل مع أعراض الفوبيا، وقد يستعين الطبيب بالأدوية لدعم علاج رهاب الذكور، وأهم طرق علاج فوبيا الرجال:

  1. العلاج النفسي: يركز العلاج النفسي لفوبيا الرجال على تنمية الجوانب النفسية في شخصية المريضة، مثل تنمية الثقة بالنفس وتطور الأدوات الدفاعية النفسية، وتحسين صورتها عن نفسها وعلاج مشاكلها العاطفية أو الصدمات النفسية أو الذكريات السيئة التي مرت بها، بما يمهد لمراحل العلاج الأخرى.
  2. العلاج السلوكي المعرفي: يعتبر العلاج السلوكي المعرفي من التقنيات الفعالة لعلاج فوبيا الرجال من خلال إعادة فهم جذور الفوبيا والعمل على إعادة بناء التصورات الذهنية والأفكار التي تقود إلى استجابة الخوف والقلق عند التعامل مع الرجال، كما يتضمن العلاج السلوكي المعرفي تطوير مهارات المريضة وأدواتها للتعامل مع أعراض الرهاب عندما تتعرض لموقف يجمعها بالرجال.
  3. التعرض الموجه: تزداد حدة فوبيا الرجال مع التجنّب المستمر للتعامل مع الرجال وتتعمق الأفكار السلبية حول الذكور، ويمكن علاج فوبيا الرجال من خلال تعريض المريضة لمواجهة مخاوفها تحت إشراف معالج متخصص، ويفيد علاج الفوبيا بالتعرض بكسر حاجز الخوف من موضوع الفوبيا، لكن لا بد أن يكون العلاج بإشراف تخصصي.
  4. العلاج الاجتماعي: قد يكون الاضطراب ذو منشأ اجتماعي ثقافي أو ديني أو تربوي أو التعرض لمواقف اجتماعية سببت حالة الخوف الشديد من الرجال، ويهدف العلاج الاجتماعي إلى تقويم الأفكار المغلوطة وإعادة بناء المهارات الاجتماعية، مثل كيفية التفريق بين المواقف التي تعتبر طبيعية في التعامل مع الذكور وبين المواقف المريبة التي يجب تجنبها، وأيضاً يهدف لكسر حالة العزلة والانطواء التي تحيط المريضة نفسها بها، وتقبل التفاعل مع محيطها والاندماج في الحياة الاجتماعية.
  5. العلاج الدوائي: تصاحب الاندروفوبيا بعض الأعراض الجسدية والنفسية والتي تعتبر صعبة وربما مؤذية للمريضة، مثل ارتفاع أو انخفاض الضغط أو التوتر والقلق والاكتئاب أو الغثيان ونوبات الهلع والذعر، وقد يحتاج المعالج أحياناً لوصف أدوية مهدئة تساعد في تعزيز نتائج العلاج النفسي.
  1. إعاقة التواصل الاجتماعي: فوبيا الرجال تعتبر أيضاً نوعاً من أنواع الاضطرابات الاجتماعية، وبما أن تجنّب التعامل مع الرجال هو سلوك قهري عند المرأة المصابة بالأندروفوبيا، فهي لا بد ستعاني من عزلة اجتماعية شديدة وستكون أقل قدرة بكثير على بناء علاقات مستقرة حتى مع بنات جنسها.
  2. انخفاض الأداء المهني: معظم المهن لموجودة يكون فيها تعامل الرجال والنساء، سواء كمدراء أو زملاء أو عملاء، وهذا يفرض على المرأة قدرة على التعامل مع هؤلاء وإظهار شخصية قوية وثابتة أمامهم، ومعانتاها من رهاب الذكور سوف يعرضها لضعف واضح في هذه المواقف وبالتالي التسبب بمشاكل مهنية لها، وقد يحول بينها وبين الوظائف الجيدة التي تناسب تعليمها ومهاراتها.
  3. العزوف عن الارتباط والزواج: فكرة الزواج قد تكون الهاجس الأكبر في حياة المصابة بفوبيا الرجال، وغالباً ستعاني من ضغوطات اجتماعية كبيرة لأنها ترفض الزواج بسبب خوفها من الذكور، وإذا تم إجبارها على الزوج من المرجّح أن تواجه مشاكل كبيرة تعوق الحياة الزوجية.
  4. التعرض لمواقف اجتماعية محرجة: من الصعب أن يتفهّم الآخرون حالة فوبيا الرجال، لأنها لا تشبه تجنب الرجال من باب الحياء والتربية أو لدوافع دينية وأخلاقية، لذلك غالباً ما تتعرض المصابة برهاب الذكور لمواقف اجتماعية محرجة مثل التنمر والسخرية، كما قد تضع نفسها في مواقف محرجة مثل العدوانية غير المبررة على رجل غريب أو الجري من مكان فيه رجل.
  5. القلق والاكتئاب: فوبيا الرجال من المشاكل النفسية التي تدركها المرأة بشكل واضح وتعرف أنها غير طبيعية وتدرك مدى تأثيرها السلبي على حياتها، لكن هذه المعرفة لن تكون في صالحها، لأنها تسبب لها شعوراً بالنقص، تعززه المواقف المحرجة التي تتعرض لها والعزلة الاجتماعية التي تعيشها، وكل ذلك يسبب حالة من الكآبة والقلق.

المراجع