تأثير غياب الأم عن الأسرة وتعويض دور الأم في التربية

كيف يمكن تعويض غياب الأم عن الأسرة! تعرف إلى تأثير غياب الأم عن المنزل ونصائح لتعويض دور الأم
تأثير غياب الأم عن الأسرة وتعويض دور الأم في التربية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الأم تغيب عن منزلها وأطفالها لفترة طويلة وربما دائماً، لكننا في هذا المقال لا نتناول أسباب غياب الأم عن المنزل، بل تأثير تغيبها على الأسرة والأبناء وكيفية تعويض دور الأم التربوي والتخفيف من أثر غيابها.

  1. التغير في روتين المنزلي: وجود الأم في المنزل يؤدي لوجود نظام ونمط حياة محدد للمنزل وواضح لجميع الأفراد، ويتعلق هذا النمط بعادات الطعام وعادات النوم والخروجات وأوقات الدراسة وأوقات الزيارات وغيرها، وغياب الأم عن المنزل يسبب خلل في هذا النمط، وتكون الأسرة مضطرة لإدخال تغيرات على حياتها تناسب الوضع الجديد.
  2. العجز عن تأمين الكثير من متطلبات المنزل: تقوم الأم بالأعمال المنزلية كافة، وإذا كان الأب غير معتاد على المساعدة بالأعمال المنزلية من جهة، والأطفال صغار ومتكلين على الأم من جهة أخرى، فهذا سيؤدي لنقص في احتياجات المنزل مثل تحضير الطعام وتنظيف وترتيب المنزل، وتذكر المتطلبات المنزلية.
  3. حدوث فوضى ومشاكل أسرية: غياب الأم يجعل الأب غير قادر على الإحاطة بكل الأشياء المتعلقة بالأبناء وشؤون المنزل وحاجات الأسرة، وقد تغيب عن ذهنه الكثير من الأشياء التي كان يعتمد فيها على الزوجة، وهذا يخل بالنظام المنزلي الذي اعتاد عليه الجميع ويؤدي بدوره لحدوث فوضى في المنزل وانتشار لبعض الخلافات والمشاكل الأسرية.
  4. غياب الحالة العاطفية التي تصنعها الأم: للمرأة عموماً ولربة الأسرة بشكل خاص لمسة عاطفية تضعها في الأسرة والمنزل بشكل عفوي بمجرد وجودها مع زوجها وابنائها، وقد تتمثل هذه اللمسة بترتيب معين لأثاث المنزل، أو حالة من المحبة بين أفراد الأسرة، وفي غياب الأم تغيب هذه الحالة ويصبح المنزل مجرد مكان للعيش لا يحتوي على الدفء المعنوي الذي يحتاجه افراد الأسرة.
  5. زيادة المسؤولية على جميع افراد الأسرة: حتى لو تلقت الأم بعض المساعدة في أعمالها ومسؤولياتها المنزلية، ولكن تبقى هي المسؤولة دائماً عن كل شيء، وهي التي تتابع وتتأكد من إتمام كافة الواجبات دون نسيان، وفي غياب الأم تتوزع مسؤولياتها المتعددة على افراد الأسرة ككل، فلا يمكن للأب أو أي فرد من الأسرة الحلول محل الأم في هذه المسائل.
animate
  1. الشعور بنقص عاطفي: الأم في المنزل هي منبع الحب والحنان، وهي التي تنشر هذه المشاعر في أسرتها بصدق بعيداً عن المجاملات والمصالح، فالأم هي من يستيقظ لتغطية ابنها، وهي من تصنع الطعام وتهتم بأن يعجب أبنائها، وهي من تشجع الابن على أي شيء يقوم به، وتدافع عنه وتحميه بأي ثمن، وغياب الأم عن الأبناء يشكل لديهم فجوة عاطفية ويشعروهم بوجود نقص في هذا الجانب.
  2. نقص في الكثير من حاجات الأبناء: تعتني الأم بأبنائها وخاصة في حال كانوا صغار وتتأكد من إشباع جميع حاجاتهم وتلبية رغباتهم، وسواء من ناحية الغذاء أو العاطفة أو النظافة أو اللباس والنوم والدراسة وغيرها، وعند غياب الأم لا يستطيع أحد ولا حتى الأب تلبية كل هذه الأمور بنفس الطريقة التي تفعلها الأم، وهذا يسبب حرمان الأبناء من الكثير من حاجاتهم.
  3. تأثير خاص على البنات: الطفلة الأنثى لا يمكنها الاستغناء عن أمها سواء لحاجاتها كطفلة من ناحية، ومن ثم حاجاتها كأنثى تنمو بجسدها وافكارها وشخصيتها من ناحية أخرى، والأم هي من تعلم ابنتها حول التغيرات التي تطرأ على جسدها وكيف عليها التعامل مع هذه الأمور، وهي التي تراقب نمو ابنتها بشكل صحيح وتنتبه في حال وجود أي خلل، وغياب الأم يسبب الكثير من المشاكل للطفلة الأنثى وتصبح بحاجة لوجود امرأة ناضجة بجانبها أثناء هذه المرحلة.
  4. غياب الدور التربوي للأم: يتكامل دور الام والأب في العملية التربوية وتنشئة الأطفال، للوصول لأفضل الأهداف التربوية والصيغة التي من المطلوب أن تكون عليه شخصية الأطفال وسلوكياتهم، وغياب الأم يجعل الأب وحيداً في عملية التربوية ويسبب نقص في الكثير من النواحي التربوية التي عادةً ما تقوم بها الأم.
  5. فقدان التشجيع والاهتمام: الأم شديدة العاطفية تجاه أبنائها، فهي تريد لهم السعادة والنجاح بأي ثمن، والأم هي أكثر شخص يقوم بتشيع ابنه والوثوق به وبخياراته، والدعاء له بالنجاح، وهذا يعطي للابن بعض الثقة بالنفس والدافعة للاستمرار بأي شيء يقوم به، وغياب الأم يحرم الابن من هذا الاهتمام الذي يحتاجه في عدة مراحل من حياته.

غياب الأم عن المنزل والأسرة يضع رب الأسرة في موقف مربك وصعب، وهو يكون حائر في كيفية تسيير شؤون المنزل من جهة، وحزنه على فراق زوجته من ناحية أخرى، وخسارته لحاجاته الزوجية التي تلبيها الزوجة، ويكون من آثار غياب الأم عن الأسرة على الزوج:

  1. زيادة المسؤوليات التربوية: الكثير من المسؤوليات التربوية التي كانت على عاتق الأم من تعليم وعناية بشؤون الأطفال وتأمين الطلبات والأجواء المريحة للتربية، كل هذه الأشياء تنتقل للأب وحده بسبب غياب الأم، وفي بعض الأحيان أو حول بعض المسؤوليات قد لا يتمكن الزوج من القيام بها.
  2. زيادة الأعباء المنزلية: في الحالات الطبيعية يكون لكل من افراد الأٍسرة دوره وخاصة بالنسبة للأم والأب، وغياب الأم يلقي على عاتق الأب الكثير من الأعباء، من أعمال منزلية، وتواجد مع الأطفال وغيرها، وهذا يشعر الأب بالإرهاق والتعب.
  3. عدم القدرة على التعامل مع بعض المواقف: بعض المواقف المتعلقة بالأطفال من الصعب جداً على الرجل التعامل معها، مثل التغيرات التي تطرأ على حاجات الأطفال الإناث، أو التواجد باستمرار مع الأطفال الصغار، أو القيام بالأعمال داخل وخارج المنزل، وهذا يجعل الأب بحاجة لمساعدة من الخارج.
  4. عدم تلبية الحاجات الزوجية: بعيداً عن الشؤون الأسرية والمنزلية، فالرجل عموماً لديه احتياجات زوجية خاصة من زوجته، مثل الحاجات العاطفية والجنسية والعناية بشؤونه، وعند غياب الزوجة لأي سبب من الأسباب يحرم الزوج من اشباع هذه الحاجات.
  5. الحاجة للقيام بدور الأم في الكثير من المواقف: لا يمكن ترك مكان الام أو دورها فارغ دون أن يملئ، وعند غياب الأم عن أبنائها يصبح على عاتق الأب القيام بالدورين معاً، فمن جهة هو الأب الحازم الذي يريد أن يربي أبنائه على القيم والأشياء الصحيحة، ومن جهة يجب أن يأخذ دور الام في محبتها وحنانها وتفهمها لحاجات أبنائها وتضحيتها من أجلهم.
  1. قيام الأب بدور الأم والأب معاً: لتعويض غياب الأم عن المنزل فإن أول ما يجب على الأب القيام به هو أن يقوم بأدوارها ومسؤولياتها، فهذا المنزل منزله والابناء أبنائه ولن يجد من يهتم بهم أكثر منه، فيصبح عليه أن يأخذ مكان الام في الشؤون المنزلية، وفي العملية التربوية، وفي تنظيم حياة الأسرة والمنزل، وفي الحنية والمحبة للأبناء.
  2. التقرب من الأطفال والتعرف على حاجاتهم: بعد غياب الأم يتأثر الأبناء بشكل كبير من حيث حاجاتهم المادية والعاطفية، وعلى الأب أن يتقرب من أبنائه بعد غياب أمهم وأن يفهم حاجاتهم ويتعلم كيفية تلبيتها، حتى يتمكن قدر المستطاع من تعويض النقص الحاصل بسبب غيابها.
  3. طلب المساعدة العائلية: في الكثير من الشؤون قد لا يتمكن الأب من تحمل جميع المسؤوليات والحاجات بعد غياب الأم عن المنزل، وخاصة فيما يتعلق بشؤون الأطفال الإناث من جهة، أو التواجد الدائم مع الأبناء من جهة أخرى، وفي هذه الحالة من الأفضل الاستعانة بالعائلة للمساعدة بذلك.
  4. الاستعانة بمربية: قد تغيب الأم في فترة يكون فيها الأطفال صغار، ولدى الاب الكثير من الأعمال والمسؤوليات بحيث لا يستطيع وحده ملئ الفراغ الناتج عن غياب زوجته أم الأطفال، وفي هذه الحالة يمكن الاستعانة بمربية موثوقة للمساعدة في تربية الأطفال وتلبية حاجاتهم.
  5. إعادة توزيع المسؤوليات في المنزل: إذا كان الأطفال في عمر مناسب يمكنهم مساعدة والدهم في ملئ الفراغ الناتج عن غياب الأم، وذلك من خلال إعادة توزيع المسؤوليات في المنزل على جميع أفراد الأسرة، بحيث لا يحصل أي نقص في أي جانب، بما يضمن استمرار المنزل والأسرة وعدم حصول أي مشاكل.
  1. تعرف الأب أكثر على حاجات الأطفال: في وجود الأم يعتمد الأب عليها بشكل كلي تقريباً في كل ما يتعلق بشؤون الأطفال، وبعد غيابها قد يجد نفسه لا يعرف كيف يتعامل معهم وما هي حاجاتهم وكيف يلبيها لهم، لذا فعلى الأب في حال غياب الأم أن يتعلم هذه المسائل ويسأل عنها كي تساعده هذه المعلومات في تعويض غياب الأم عن الأبناء.
  2. دمج الأطفال في أنشطة اجتماعية: حتى لا يشعر الأطفال بالنقص والوقت الزائد، وبالتالي يزيد تفكيرهم في غياب أمهم وحزنهم بسبب هذا الغياب، فيمكن دمجهم في أنشطة اجتماعية تشغلهم عن الأفكار السلبية من جهة، ويقضوا وقتهم في تعلم شيء جديد من جهة أخرى.
  3. طلب المساعدة من مختص أسري: عند حدوث مشاكل تربوية أو نفسية بالنسبة للأطفال، أو عدم قدرة الأب على التعامل مع غياب أم أبنائه عن الأسرة، أو تسبب حزن الأطفال على غياب أمهم باضطرابات أو مشاكل نفسية، فمن الأفضل التوجه لمختص نفسي لمساعدة الأسرة على التعامل مع هذا الوضع الجديد.
  4. وضع نظام جديد للمنزل يناسب غياب الأم: بوجود الأم يكون وجود نظام للمنزل ينطبق على جميع أفراده ونمط حياة يناسب الجميع أمر حتمي، وبعد غياب الأم يصبح هذا النظام غير مجدي أو لا يلبي حاجات أفراد الأسرة ورغباتهم، وذلك في إطار إعادة توزيع المسؤوليات وإعادة ترتيب الأولويات.
  5. قيام أحد نساء العائلة بواجبات الأم: إذا وجد أحد من أفراد العائلة السيدات مثل الأخت الكبيرة للأبناء أو العمة أو الخالة أو الجدة، يمكنها المساعدة لتحسين وضع الأسرة في حال غياب الأم، فهي يمكنها تعليم الأب كيفية التصرف في الكثير من المواقف، ويمكنها تقديم بعض المحبة للأبناء التي فقدوها بغياب أمهم، ويمكنه العناية بشؤون الأطفال الإناث في مراحلهم الحساسة.

المراجع